• نَبْذَة تَعْرِيفِيَّة عَامَّة عن نبات الْفُول.
الْفُولُ: نَبَاتٌ عُشْبِيٌّ من الْفَصِيلةِ القَرْنِيَّة، أَزهاره بيضٌ ذواتُ عُرْف، يُزرع في الخريف ويَنضَجُ في الرَّبيع، ويُستعمَلُ غذاءً للإِنسان والحيوان.
• الْأَسْماء الشَّائِعة:
- بِالْعَربِيَّة: الْفُول.
– بالأمازيغية: «ⵉⴱⴰⵡ = إباون».
- بِاللُّغةِ الفَرنسِيَّة: «Fève».
- بِاللُّغةِ الإِنْجِلِيزِيَّة: «faba bean».
- العلميّ بِاللُّغةِ اللَّاَتِينِيَّة: «Vicia faba».
• وصفٌ عامّ:
الْفُول نباتٌ من الفصيلة القَرْنِيَّة «fabaceae» من النَّبَاتَات ذَوَاتُ الفِلْقَتَيْن. موطنه الأصليُّ شمالي أفريقيا وجنوب غربي آسيا؛ ويعتقد أنَّ الْجَزَائِر، على وجه التَّحْديد، هي موطنه الأصليُّ. زرع الفول منذ الأزمنة القديمة في عصور الْمِصْرِيِّين القدماء واليُّونانيين والرُّومانيين.
النَّبَاتُ عُشْبِيٌّ حَوْلِيٌّ، له جِذرٌ أصليّ وَتَدِيّ، وساق قائمة مضلَّعة جوفاء. يبلغ طول السَّاق نحو متر وربع المتر.
أوراقه مركَّبة ريشية ذات عُنُقٍ، وَالْوُرَيْقات بيضاوية الشَّكل، ومتبادلة الوضع. وتتحوَّر الوريقة الطَّرَفِيَّة ومتبادلة الوضع. وتتحوَّر الوريقة الطَّرَفِيَّة إلى محلاق قصير.
تحمل الأزهار في نورات تخرج في آباط الأوراق. وتتكوَّن النَّوْرَة من زَهْرَتَيْن إلى ست أزهار. والزَّهرةُ بيضاءٌ مُسَمَّرَة لوجود بقعتين سوداوين على بتلتين من بتلاتها.
وثمرة الفول قرن طويل، يختلف طوله من خمسة سنتيمترات إلى عشرة؛ وبذوره كبيرة مضغوطة مختلفة الألوان. وقصرة البذرة ملساء.
والفول محصول شتوي يزرع بين أول أكتوبر وآخر نوفمبر. تجود زراعته في الأراضي الصفراء الثقيلة والأراضي السوداء، ولا تجود في الأراضي المالحة. وهو من المحاصيل التي يستدل بحالة نموها على درجة خصوبة التربة.
ينضج المحصول بعد حوالي ستة شهور ليعطي قرونا وبذورا جافة. وتقطف القرون بعد حوالي ثلاثة أشهر حينما يراد الحصول على القرون الخضراء حيث تؤكل طازجة أو مطهية.
والفول غني بالمواد البروتينية والأملاح المعدنية وفيتامين ب. وهو غذاء جيد لكل من الإنسان والحيوان. ويقبل الناس على تناوله في وجبة الإفطار، إما منفردًا أو مصحوبًا بالبيض والجبن والمربى.
ويضاف طحينه إلى طحين القمح بنسبة 2% بغية تحسين مواصفات الخبز وجودة الطعم.
وتجهز من الفول أطباق متنوعة لكل منها مذاقه الخاص اللذيذ. وأشهر هذه الأطباق هو الفول المدمس الذي يعد مع ماء قليل بوضعه في قدور كبيرة ويدفن في رماد الفرن حيث ينضج ببطء أو ينضج في قدر مغلقة على نار هادئة.
ويصنع من الفول المجروش أطعمة أخرى هي الطعمية (الفلافل) والبصارة. وقد عرف المصريون القدماء طبق البصارة على وجه التحديد.
وقد تنقع البذور الجافة في ماء حتى يبدأ إنباتها ويبرز الجذير حتى إذا وصل طوله حوالي خمسة مليمترات تسلق في الماء حتى تنضج، وتسمى عندئذ «الفول النابت». وكثيرا ما يوصي الأطباء بهذا الطبق للمريض لفائدته وسهولة هضمه.
والفول غذاء هام أيضا للحيوانات وبعض الطيور. ويمثل الفول أضافة رئيسية لعلف الخيول والحمير حيث يخلط بالتبن (أعواد القمح أو الشعير أو الفول الجافة المطحونة).
وتجرش البذور الجافة أيضا لغذاء الحمام والبط والأوز: وتستغل السوق الجافة بعد طحنها لإنتاج التبن، أو توضع تحت أرجل المواشي في الأيام المطيرة.
وللفول فائدة عظيمة في تخصيب التربة. ذلك لأن جذوره تحمل عقدا بكتيرية تستطيع تثبيت النيتروجين الجوي وتحوله إلى مركبات نيتروجينية يستفيد منها النبات.
وعند موت الجذور وتحللها في التربة تنطلق بقية هذه المركبات إلى التربة فتزيد من خصوبتها، وبذلك يستفيد المحصول التالي. وشأن الفول في ذلك شأن كثير من نباتات الفصيلة القرنية مثل العدس والفاصوليا.
• من فوائده الصِّحِّيَّة (طَبَقٌ صِحِّيٌّ):
- قِيمةٌ غِذائِيَّة: بذور الْفُول متوسِّطة الحجم هي عبارة عن عُبُوَّات غذائيَّة مركّزة وبكثافة في محتواها من العناصر الْغِذَائِيَّة الصِّحِّيَّة المتنوِّعة. ووفق ما تشير إلية مصادر التَّغْذِيَةِ الإكلينيكية، يحتوي كوب من بذور الفول الْمَطْهَيَة بِالْغَلْيّ في الماء فقط، وبوزن 170 غِرامًا، على كمِّيَّة 187 كالُورِي «calorie» من السُّعْرَات الحَرارِيَّة. وهذه الكمِّيَّة في طبق الفول المعتدل الحجم، بها كمِّيَّة 34 غِرامًا من الْكَرْبُوهَيْدَرات النَّشْوِيَّة، و13 غِرامًا من الْبرُوتِينات، ونحو 0.7 غِرام من الدهون، و10 غِرامات من الْأَلْيَاف. كما أنَّ هذه الكمِّيَّة من بذور الفول الْمَطْهَيَة، توفِّر للجسم حاجته الْيَوْمِيَّة من « فِيتَامِين بي-9» بنسبة 44 في المائة، ومن معدن الْمَنْغَنِيز بنسبة 38 في المائة، ومن معدن النُّحَاس ومن معدن الْفُسْفُور بنسبة 25 في المائة لكل منهم، ومن معدن الْمَغْنِسْيُّوم بنسبة 20 في المائة، ومن معدن الحديد بنسبة 15 في المائة، ومن معدن البوتاسيوم بنسبة 13 في المائة، ومن « فِيتَامِين بي-1» بنسبة 12 في المائة، ومن معدن الزَّنْك بنسبة 11 في المائة، ومن « فِيتَامِين بي-2» بنسبة 9 في المائة، ومن « فِيتَامِين بي-ك»، « فِيتَامِين بي-3» «فِيتَامِين بي-6» ومعدن الْكَالْسيُوم ومعدن السِّلِينْيُوم بنسبة 6 في المائة لكل منها. هذا بالإضافة إلى عدد من المركَّبات الْكِيمْيَائِيَّة ذات الْخَصَائِصِ الْمُضَادَّة لِلْأَكْسَدَة «anti-oxydants»، خصوصًا في طبقة القِشْرَة لتلك البذور.
- طاقة السعرات الحرارية: وباللُّغَة الصِّحِّيَّة التي يقرأها ويفهمها الجسم، يوفِّر طبق الْفُول للجسم كمِّيَّةً معتدلة من طاقة السُّعْرات الحرارية، مُمَّثَلة في سُكَّريَّات بطيئة الهضم وبطيئة الْاِمْتِصَاص، ما يمدُّ الجسم بمصدر متواصل لِلْطَّاقَة عبر عدة ساعات، دون التَّسَبُّب السريع في ارتفاع نِسبة سُكَّر الْغلُوكُوز «glucose» في الدَّم ودون إثارة البنكرياس لإفراز كمِّيَّات عالية وبسرعة من هُرْمُون الأَنْسُولِين. وتوفِّر في الوقت ذاته كتلة من أنواع البروتينات المختلفة، يستفيد منها الجسم في بناء العضلات وتنشِّيط عمل جهاز مناعة الجسم وَتَرْمِيم الأنسجة. وتقدِّمُ النِّسبة العالية من الألياف الذَّائِبة في الْفُول فوائد لِلْجِهَازِ الهَضْمِيّ وتنظِّيم طريقة عمله، كما تقدِّمُ تلك الألياف وسيلة لإعاقة اِمْتِصاص الْكُولِسْتُرُول من الأمعاء، وإبطاء اِمْتِصاص الأمعاء لِلسُّكْرِيَات.
- ومن بين ما يحتويه طبق الْفُول بِتَرْكِيز عالٍ، هناك حَمْضُ الْفُولِيك، الِّذِي هو « فِيتَامِين بي-9»، وهو أحد الفيتامينات المهِّمة بالجسم. ذلك أنَّهُ فِيتَامِين أساسيٌّ في إتمام إنتاج الحَمْض النَّوَويّ «acide nucléique» لِلْخَلَاَيَا «ADN» وفي ضمان حصول انقسام وتكاثر خلايا الجسم بكفاءة. ولذا هو فِيتَامِين أساسِيٌّ في إنتاج وإتمامِ نموِّ كُرَيَّاتِ الدَّمِ الحَمْراء بطريقة صحيحة. كما يستخدم الجسم هذا الفِيتَامِين في تفاعلات التعامل مع البروتينات والدهون بطريقة صِحِّيَّة يستفيدُ منها الجسم. وأيضًا مهم في ضمان إنتاج وتجدِّيد الخلايا للجلد وبِطانة الجهاز الهضمي ولنموِّ الشَّعْر والأظافر وفي تكوِّين العضلات وعمل الجِهازِ العَصَبِيّ. وترتفع حاجة الجسم لهذا الفِيتَامِين في مراحل العمر التي يشهد الجسم فيها زيادة في نشاط النموِّ، كمرحلة الْحَمْل ومرحلة المراهقة وفترة الطفولة وفترات النَّقَاهة بعد الْعَمْلِيَات الجِراحية أو التَّعافي من الإصابات.
كما أن من تداعيات نقص « فِيتَامِين بي-9» كل من قروح الفم واللِّسان وتغيُّر لون الجلد والشعر والأظافر. وفي هذا الشَّأن، يوفِّر تناول كوب من الْفُول الْمَطْهُوّ، وبوزن 170 غِرامًا، حاجة الجسم الْيَوْمِيَّة من هذا الْفِيتَامِين بنسبة 44 في المائة.
- مَرْضَى بارْنْكِنْسُون: وَوُجِد أيضً انه يحتوي على مادة كيميائية تدعى «L-DOPA» وهي المادة الطبيعية الأساسية لمركَّب الدُّوبامين «dopamine» المادة الكيميائية السائلة التي تستعمله الخلايا العصبية للاتصال ببقية الخلايا الأخرى، وفي مرض باركنسون يتكوَّن عدم توازن في الدِّماغ بين مادَّتين كيميائيتين وهما الدُّوبامين وَالأسِيتيلكولاين «acétylcholine» (والذي يؤدِّي إلى الخلايا التي تُنْتِجُ مركَّب الدُّوبامين، فإذا كان الدِّماغُ لا ينتج الدُّوبامين فإنَّ تعاطي الْفُول الذي يحتوي على «L-DOPA» يعوِّض هذا النقص ولهذا فإنَّ الفول أو المركَّب «L-DOPA» المفصول من الْفُول والذي يباع في الولايات المتحدة نقيًّا ولكنّه غالي الثمن، وممكن للقادرين شراء هذا العلاج ولكن لا يستطيعون شراءه ولكن بإمكانهم استخدام بذور الْفُول بدلًا عن المركَّب المفصول، وقد وُجِدَ أن الفول المنبت يحتوي على عشرة أضعاف ما يحتويه الْفُول اليابس من مادة «L-DOPA».
- ضَغْط الدَّم: يساعد تناول الفول في الحد من ارتفاع ضغط الدَّم، إذ يحتوي الفول كمِّيَّةٍ جيِّدة على عنصر البُوتَاسْيُوم وَالمَغْنِيسيُوم ، والتي تساعد في استرخاء الأوعية الدموية.
- تُشير جمعية السُّكَّرِّيّ الأمريكية «ADA» ضمن توصياتها لقائمة الأطعمة المفيدة لمرضى السكري إلى "أنَّ الفول يتصدر رأس قائمة الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف التي يُنصح مرضى السكري في تناولها".
- في الطِّبّ الشَّعْبِيّ «médecine populaire» تُستخدمُ أزهارُ الْفُول لإدرار البول «diurétique» وتنشِّيط الهضم وَتَفْتِيت الْحَصَى ولتهدئة آلام الكليتين ووقف القَيْء وذلك بأخذ حفنة من الأزهار وتوضع في كأسين كبيرتين من الماء، وتوضع على نار هادئة لمدة ساعة تقريبًا ثم يشرب المنقوع صباحًا على معدةٍ خاوِيَّة.
• التَّوْصِيَّات:
- يرتبط لدى البعض تناول الفول بزيادة تكوين الغازات في البطن، وهذا صحيح. ولكن نقع البقول، كالْفُول مثلًا، في الماء لمدة تَتَرَاوَح ما بين 24 و48 ساعة قبل الطهيّ، وتغيير ماء ذلك النَّقْع عدة مرات، والعمل على طهوِّ الْفُول على نار هادئة لفترة تزيد على 8 ساعات، ودون إضافة المَلح، هو من أفضل الوسائل التي تُسهم بفاعليّة في تحلُّل وإزالة سُكَّرِّيَّات الرفينوز «raffinose»، التي لا تقوى أمعاء الإنسان على هضمها، والتي منها تُصدر بكتيريا الْقَوْلون غازات البطن، أي هي الوسيلة الأفضل لتقلِّيل احتمالات تسبب تناول الْفُول في الغازات.
- احرص على شرب كمِّيَّات كبيرة من الماء، فالألياف التي في الْفُول تحتاج إلى الماء كي تتمدد في القناة الهضمية وبالتَّالي، تساعدك على الشعور بالشَّبْع.
- الفول آمن الاستعمال حتى للأطفال والْحَوَامِل والْمُرضعات.
• موانِع:
يمكن أن يسبِّبَ تناول الْفُول حالة تُسَمَّى أنيميا الفول، وَتُسَمَّى هذه الحالة عِلْمِيًّا « فَقْرُ الدَّمِ النَّاجِمُ عَنْ عَوَزِ نازِعَةِ هيدْرُجينِ الغُلُوكوز - 6 - فُسْفات» واختصارًا باللُّغَةِ الإنْجلزيَّة «G6PDD»، وهو اضْطِرابٌ جينِيٌّ «désordre génétique» يُؤَثِّر على نسبة صغيرة جدًّا من البشر، إذ قد يحفِّز تناول الْفُول لدى المصابين بها تكسُّر وانحلال كُرَيَّاتُ الدَّمِ الحَمْراء «hémolyse».
• عِلْمُ السُّموم:
يحتوي الْفُول مادة تُسَمَّى فيتوهيماجلوتينين «phytohémagglutinine»، وهي مادة سامّة نِسبيًّا تزول بالطَّبخ، لذلك يجب أن يؤكل الْفُول مطبوخًاـ وإنّه لا مانع من تناولِ كَمِّيَّاتٍ قليلة منه نيِّئًا على سبيلِ التذُّوق لمعاينة الجودة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْفُولُ: نَبَاتٌ عُشْبِيٌّ من الْفَصِيلةِ القَرْنِيَّة، أَزهاره بيضٌ ذواتُ عُرْف، يُزرع في الخريف ويَنضَجُ في الرَّبيع، ويُستعمَلُ غذاءً للإِنسان والحيوان.
• الْأَسْماء الشَّائِعة:
- بِالْعَربِيَّة: الْفُول.
– بالأمازيغية: «ⵉⴱⴰⵡ = إباون».
- بِاللُّغةِ الفَرنسِيَّة: «Fève».
- بِاللُّغةِ الإِنْجِلِيزِيَّة: «faba bean».
- العلميّ بِاللُّغةِ اللَّاَتِينِيَّة: «Vicia faba».
• وصفٌ عامّ:
الْفُول نباتٌ من الفصيلة القَرْنِيَّة «fabaceae» من النَّبَاتَات ذَوَاتُ الفِلْقَتَيْن. موطنه الأصليُّ شمالي أفريقيا وجنوب غربي آسيا؛ ويعتقد أنَّ الْجَزَائِر، على وجه التَّحْديد، هي موطنه الأصليُّ. زرع الفول منذ الأزمنة القديمة في عصور الْمِصْرِيِّين القدماء واليُّونانيين والرُّومانيين.
النَّبَاتُ عُشْبِيٌّ حَوْلِيٌّ، له جِذرٌ أصليّ وَتَدِيّ، وساق قائمة مضلَّعة جوفاء. يبلغ طول السَّاق نحو متر وربع المتر.
أوراقه مركَّبة ريشية ذات عُنُقٍ، وَالْوُرَيْقات بيضاوية الشَّكل، ومتبادلة الوضع. وتتحوَّر الوريقة الطَّرَفِيَّة ومتبادلة الوضع. وتتحوَّر الوريقة الطَّرَفِيَّة إلى محلاق قصير.
تحمل الأزهار في نورات تخرج في آباط الأوراق. وتتكوَّن النَّوْرَة من زَهْرَتَيْن إلى ست أزهار. والزَّهرةُ بيضاءٌ مُسَمَّرَة لوجود بقعتين سوداوين على بتلتين من بتلاتها.
وثمرة الفول قرن طويل، يختلف طوله من خمسة سنتيمترات إلى عشرة؛ وبذوره كبيرة مضغوطة مختلفة الألوان. وقصرة البذرة ملساء.
والفول محصول شتوي يزرع بين أول أكتوبر وآخر نوفمبر. تجود زراعته في الأراضي الصفراء الثقيلة والأراضي السوداء، ولا تجود في الأراضي المالحة. وهو من المحاصيل التي يستدل بحالة نموها على درجة خصوبة التربة.
ينضج المحصول بعد حوالي ستة شهور ليعطي قرونا وبذورا جافة. وتقطف القرون بعد حوالي ثلاثة أشهر حينما يراد الحصول على القرون الخضراء حيث تؤكل طازجة أو مطهية.
والفول غني بالمواد البروتينية والأملاح المعدنية وفيتامين ب. وهو غذاء جيد لكل من الإنسان والحيوان. ويقبل الناس على تناوله في وجبة الإفطار، إما منفردًا أو مصحوبًا بالبيض والجبن والمربى.
ويضاف طحينه إلى طحين القمح بنسبة 2% بغية تحسين مواصفات الخبز وجودة الطعم.
وتجهز من الفول أطباق متنوعة لكل منها مذاقه الخاص اللذيذ. وأشهر هذه الأطباق هو الفول المدمس الذي يعد مع ماء قليل بوضعه في قدور كبيرة ويدفن في رماد الفرن حيث ينضج ببطء أو ينضج في قدر مغلقة على نار هادئة.
ويصنع من الفول المجروش أطعمة أخرى هي الطعمية (الفلافل) والبصارة. وقد عرف المصريون القدماء طبق البصارة على وجه التحديد.
وقد تنقع البذور الجافة في ماء حتى يبدأ إنباتها ويبرز الجذير حتى إذا وصل طوله حوالي خمسة مليمترات تسلق في الماء حتى تنضج، وتسمى عندئذ «الفول النابت». وكثيرا ما يوصي الأطباء بهذا الطبق للمريض لفائدته وسهولة هضمه.
والفول غذاء هام أيضا للحيوانات وبعض الطيور. ويمثل الفول أضافة رئيسية لعلف الخيول والحمير حيث يخلط بالتبن (أعواد القمح أو الشعير أو الفول الجافة المطحونة).
وتجرش البذور الجافة أيضا لغذاء الحمام والبط والأوز: وتستغل السوق الجافة بعد طحنها لإنتاج التبن، أو توضع تحت أرجل المواشي في الأيام المطيرة.
وللفول فائدة عظيمة في تخصيب التربة. ذلك لأن جذوره تحمل عقدا بكتيرية تستطيع تثبيت النيتروجين الجوي وتحوله إلى مركبات نيتروجينية يستفيد منها النبات.
وعند موت الجذور وتحللها في التربة تنطلق بقية هذه المركبات إلى التربة فتزيد من خصوبتها، وبذلك يستفيد المحصول التالي. وشأن الفول في ذلك شأن كثير من نباتات الفصيلة القرنية مثل العدس والفاصوليا.
• من فوائده الصِّحِّيَّة (طَبَقٌ صِحِّيٌّ):
- قِيمةٌ غِذائِيَّة: بذور الْفُول متوسِّطة الحجم هي عبارة عن عُبُوَّات غذائيَّة مركّزة وبكثافة في محتواها من العناصر الْغِذَائِيَّة الصِّحِّيَّة المتنوِّعة. ووفق ما تشير إلية مصادر التَّغْذِيَةِ الإكلينيكية، يحتوي كوب من بذور الفول الْمَطْهَيَة بِالْغَلْيّ في الماء فقط، وبوزن 170 غِرامًا، على كمِّيَّة 187 كالُورِي «calorie» من السُّعْرَات الحَرارِيَّة. وهذه الكمِّيَّة في طبق الفول المعتدل الحجم، بها كمِّيَّة 34 غِرامًا من الْكَرْبُوهَيْدَرات النَّشْوِيَّة، و13 غِرامًا من الْبرُوتِينات، ونحو 0.7 غِرام من الدهون، و10 غِرامات من الْأَلْيَاف. كما أنَّ هذه الكمِّيَّة من بذور الفول الْمَطْهَيَة، توفِّر للجسم حاجته الْيَوْمِيَّة من « فِيتَامِين بي-9» بنسبة 44 في المائة، ومن معدن الْمَنْغَنِيز بنسبة 38 في المائة، ومن معدن النُّحَاس ومن معدن الْفُسْفُور بنسبة 25 في المائة لكل منهم، ومن معدن الْمَغْنِسْيُّوم بنسبة 20 في المائة، ومن معدن الحديد بنسبة 15 في المائة، ومن معدن البوتاسيوم بنسبة 13 في المائة، ومن « فِيتَامِين بي-1» بنسبة 12 في المائة، ومن معدن الزَّنْك بنسبة 11 في المائة، ومن « فِيتَامِين بي-2» بنسبة 9 في المائة، ومن « فِيتَامِين بي-ك»، « فِيتَامِين بي-3» «فِيتَامِين بي-6» ومعدن الْكَالْسيُوم ومعدن السِّلِينْيُوم بنسبة 6 في المائة لكل منها. هذا بالإضافة إلى عدد من المركَّبات الْكِيمْيَائِيَّة ذات الْخَصَائِصِ الْمُضَادَّة لِلْأَكْسَدَة «anti-oxydants»، خصوصًا في طبقة القِشْرَة لتلك البذور.
- طاقة السعرات الحرارية: وباللُّغَة الصِّحِّيَّة التي يقرأها ويفهمها الجسم، يوفِّر طبق الْفُول للجسم كمِّيَّةً معتدلة من طاقة السُّعْرات الحرارية، مُمَّثَلة في سُكَّريَّات بطيئة الهضم وبطيئة الْاِمْتِصَاص، ما يمدُّ الجسم بمصدر متواصل لِلْطَّاقَة عبر عدة ساعات، دون التَّسَبُّب السريع في ارتفاع نِسبة سُكَّر الْغلُوكُوز «glucose» في الدَّم ودون إثارة البنكرياس لإفراز كمِّيَّات عالية وبسرعة من هُرْمُون الأَنْسُولِين. وتوفِّر في الوقت ذاته كتلة من أنواع البروتينات المختلفة، يستفيد منها الجسم في بناء العضلات وتنشِّيط عمل جهاز مناعة الجسم وَتَرْمِيم الأنسجة. وتقدِّمُ النِّسبة العالية من الألياف الذَّائِبة في الْفُول فوائد لِلْجِهَازِ الهَضْمِيّ وتنظِّيم طريقة عمله، كما تقدِّمُ تلك الألياف وسيلة لإعاقة اِمْتِصاص الْكُولِسْتُرُول من الأمعاء، وإبطاء اِمْتِصاص الأمعاء لِلسُّكْرِيَات.
- ومن بين ما يحتويه طبق الْفُول بِتَرْكِيز عالٍ، هناك حَمْضُ الْفُولِيك، الِّذِي هو « فِيتَامِين بي-9»، وهو أحد الفيتامينات المهِّمة بالجسم. ذلك أنَّهُ فِيتَامِين أساسيٌّ في إتمام إنتاج الحَمْض النَّوَويّ «acide nucléique» لِلْخَلَاَيَا «ADN» وفي ضمان حصول انقسام وتكاثر خلايا الجسم بكفاءة. ولذا هو فِيتَامِين أساسِيٌّ في إنتاج وإتمامِ نموِّ كُرَيَّاتِ الدَّمِ الحَمْراء بطريقة صحيحة. كما يستخدم الجسم هذا الفِيتَامِين في تفاعلات التعامل مع البروتينات والدهون بطريقة صِحِّيَّة يستفيدُ منها الجسم. وأيضًا مهم في ضمان إنتاج وتجدِّيد الخلايا للجلد وبِطانة الجهاز الهضمي ولنموِّ الشَّعْر والأظافر وفي تكوِّين العضلات وعمل الجِهازِ العَصَبِيّ. وترتفع حاجة الجسم لهذا الفِيتَامِين في مراحل العمر التي يشهد الجسم فيها زيادة في نشاط النموِّ، كمرحلة الْحَمْل ومرحلة المراهقة وفترة الطفولة وفترات النَّقَاهة بعد الْعَمْلِيَات الجِراحية أو التَّعافي من الإصابات.
كما أن من تداعيات نقص « فِيتَامِين بي-9» كل من قروح الفم واللِّسان وتغيُّر لون الجلد والشعر والأظافر. وفي هذا الشَّأن، يوفِّر تناول كوب من الْفُول الْمَطْهُوّ، وبوزن 170 غِرامًا، حاجة الجسم الْيَوْمِيَّة من هذا الْفِيتَامِين بنسبة 44 في المائة.
- مَرْضَى بارْنْكِنْسُون: وَوُجِد أيضً انه يحتوي على مادة كيميائية تدعى «L-DOPA» وهي المادة الطبيعية الأساسية لمركَّب الدُّوبامين «dopamine» المادة الكيميائية السائلة التي تستعمله الخلايا العصبية للاتصال ببقية الخلايا الأخرى، وفي مرض باركنسون يتكوَّن عدم توازن في الدِّماغ بين مادَّتين كيميائيتين وهما الدُّوبامين وَالأسِيتيلكولاين «acétylcholine» (والذي يؤدِّي إلى الخلايا التي تُنْتِجُ مركَّب الدُّوبامين، فإذا كان الدِّماغُ لا ينتج الدُّوبامين فإنَّ تعاطي الْفُول الذي يحتوي على «L-DOPA» يعوِّض هذا النقص ولهذا فإنَّ الفول أو المركَّب «L-DOPA» المفصول من الْفُول والذي يباع في الولايات المتحدة نقيًّا ولكنّه غالي الثمن، وممكن للقادرين شراء هذا العلاج ولكن لا يستطيعون شراءه ولكن بإمكانهم استخدام بذور الْفُول بدلًا عن المركَّب المفصول، وقد وُجِدَ أن الفول المنبت يحتوي على عشرة أضعاف ما يحتويه الْفُول اليابس من مادة «L-DOPA».
- ضَغْط الدَّم: يساعد تناول الفول في الحد من ارتفاع ضغط الدَّم، إذ يحتوي الفول كمِّيَّةٍ جيِّدة على عنصر البُوتَاسْيُوم وَالمَغْنِيسيُوم ، والتي تساعد في استرخاء الأوعية الدموية.
- تُشير جمعية السُّكَّرِّيّ الأمريكية «ADA» ضمن توصياتها لقائمة الأطعمة المفيدة لمرضى السكري إلى "أنَّ الفول يتصدر رأس قائمة الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف التي يُنصح مرضى السكري في تناولها".
- في الطِّبّ الشَّعْبِيّ «médecine populaire» تُستخدمُ أزهارُ الْفُول لإدرار البول «diurétique» وتنشِّيط الهضم وَتَفْتِيت الْحَصَى ولتهدئة آلام الكليتين ووقف القَيْء وذلك بأخذ حفنة من الأزهار وتوضع في كأسين كبيرتين من الماء، وتوضع على نار هادئة لمدة ساعة تقريبًا ثم يشرب المنقوع صباحًا على معدةٍ خاوِيَّة.
• التَّوْصِيَّات:
- يرتبط لدى البعض تناول الفول بزيادة تكوين الغازات في البطن، وهذا صحيح. ولكن نقع البقول، كالْفُول مثلًا، في الماء لمدة تَتَرَاوَح ما بين 24 و48 ساعة قبل الطهيّ، وتغيير ماء ذلك النَّقْع عدة مرات، والعمل على طهوِّ الْفُول على نار هادئة لفترة تزيد على 8 ساعات، ودون إضافة المَلح، هو من أفضل الوسائل التي تُسهم بفاعليّة في تحلُّل وإزالة سُكَّرِّيَّات الرفينوز «raffinose»، التي لا تقوى أمعاء الإنسان على هضمها، والتي منها تُصدر بكتيريا الْقَوْلون غازات البطن، أي هي الوسيلة الأفضل لتقلِّيل احتمالات تسبب تناول الْفُول في الغازات.
- احرص على شرب كمِّيَّات كبيرة من الماء، فالألياف التي في الْفُول تحتاج إلى الماء كي تتمدد في القناة الهضمية وبالتَّالي، تساعدك على الشعور بالشَّبْع.
- الفول آمن الاستعمال حتى للأطفال والْحَوَامِل والْمُرضعات.
• موانِع:
يمكن أن يسبِّبَ تناول الْفُول حالة تُسَمَّى أنيميا الفول، وَتُسَمَّى هذه الحالة عِلْمِيًّا « فَقْرُ الدَّمِ النَّاجِمُ عَنْ عَوَزِ نازِعَةِ هيدْرُجينِ الغُلُوكوز - 6 - فُسْفات» واختصارًا باللُّغَةِ الإنْجلزيَّة «G6PDD»، وهو اضْطِرابٌ جينِيٌّ «désordre génétique» يُؤَثِّر على نسبة صغيرة جدًّا من البشر، إذ قد يحفِّز تناول الْفُول لدى المصابين بها تكسُّر وانحلال كُرَيَّاتُ الدَّمِ الحَمْراء «hémolyse».
• عِلْمُ السُّموم:
يحتوي الْفُول مادة تُسَمَّى فيتوهيماجلوتينين «phytohémagglutinine»، وهي مادة سامّة نِسبيًّا تزول بالطَّبخ، لذلك يجب أن يؤكل الْفُول مطبوخًاـ وإنّه لا مانع من تناولِ كَمِّيَّاتٍ قليلة منه نيِّئًا على سبيلِ التذُّوق لمعاينة الجودة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ