نَبْذَة تعريفيَّة عامَّة عن نَبَاتِ القِنّب (الْحَشِيش أو الزَّطْلة).
القِنَّنب الْهِنْدِيّ: نوع من القُنَّب يُستخرج منه المخدِّر الضَّارّ الَّذِي يُستعمل عن طريق التَّدخين، وَالمعروف بالحَشِيش أو الحَشِيشة أو الْكِيفْ أو الزَّطْلَة أو الشِّيرة أو الماريغوانا وغيرها من الْأسماء.
• وَصْفٌ عامّ:
قَدْ يُطْلَقُ اسمُ القِنَّبِ بوجهٍ عامٍّ علَى عَدَدٍ من مُخْتَلِفِ النَّباتاتِ والأَلْيافِ. ولكنَّ القِنَّبِ الحقيقِيَّ هو النباتُ الّذي يُسَمَّى عِلميًّا كانَّابِسْ ستِيفيا (الشَّكل:1-2-3-4-5).
وموطنُ هذا النَّباتِ وَسَطُ آسْيا وغَرْبُها. ولكنَّه يُزْرَع علَى نطاقٍ واسِعٍ في الوَقْتِ الحاضِرِ في كُلِّ المناطِقِ المُعْتَدِلَةِ والحَارَّةِ.
اعتبارًا من عَامّ 2016، كان المَغْرِب أكبر مُوَرِّد لِلْقِنَّب في العالم، والنِّظام الْجَزَائِريّ كثيرًا ما يُحمِّل النِّظام المَغْرِبيّ سبب الانتشار الرَّهيِب لِلْحَشِيش وَالْمُخَدِّرَات عمومًا في الْجَزَائِر. وَتُعْتَبَرُ مدينةُ شفشاون الَّتِي تقعُ شَمَال الرِّبَاط من أشهر الْمُدُن في زراعة الْحَشِيش في المَغْرِب، حيث يتمركَّزُ هذا النَّشَاط في شَمَال المَغْرِب خاصّةً في منطقة الرِّيفْ.
ونَباتُ القِنَّبِ حَوْلِيٌّ قَوِيٌّ، شُجَيْرِيٌّ، مُتَفَرِّغٌ؛ يَخْتَلِفُ ارْتِفاعُه مِنْ مِتْرٍ إلَى أَرْبَعَةِ أَمْتارٍ. وهو أُحادِيُّ الجِنْس وذو سوقٍ جَوْفاءَ وأَوْراقٍ راحِيَّةٍ.
ويُحْصَلُ علَى أفضلِ رُتْبَةٍ للأَلْيافِ من النَّباتاتِ الذَّكَرِيَّةِ. ويَحْتاجُ القِنَّبُ إلَى طَقْسٍ مُعْتَدِلِ الرُّطوبَةِ وتُرْبَةٍ طَفْلِيَّةٍ «loam» غَنِيَّةٍ بكثيرٍ من الدُّبالِ «humus». وأكثرُ ما يوافِقُ زِراعَةَ القِنَّبِ الأَراضَي الجيرِيَّةُ.
وأَليافُ القِنَّبِ أَليافٌ لِحائِيَّةٌ بيضاءُ تَنْشَأُ مِنَ الطَّبَقَةِ المُحيطَةِ. وهي ذاتُ قيمةٍ لِطولِها الّذي يتراوَحُ بينَ مِتْرٍ وأَرْبَعَةِ أَمْتارٍ، ولِمَتانَتِها وعِظَمِ احْتِمالِها. ومحصولُ القِنَّبِ كَبيرٌ.
وتُحْصَدُ النَّباتاتُ باليَدِ أو بآلَةٍ، ثمَّ تُكَوَّمُ وتُجَفَّفُ. وتَفْصَلُ الأَلْيافُ من باقِي القِلْف بالتَّعْطينِ «rouissage» سواءٌ في النَّدَى أو في الماءِ، ثمَّ تُكَسَّرُ وتُنْفَضُ وتُمَشَّقُ باليَدِ. ويجبُ أنْ يُحْصَدَ القِنَّبُ عِنْدَما يَتْمُّ خروجُ الأَزْهارِ المُذَكَّرَةِ وإلاَّ كانَتْ الأليافُ ضعيفةً جِدًّا أو هَشَّةً جدًّا عديمَةَ القيمَةِ.
ويُسْتَعْمَلُ القِنَّبُ في صِناعَةِ الحِبالِ والدُّوبارَةِ «ficelle de liage» (الشَّكل:6) وقُماشِ أَشْرِعَةِ المَراكِبِ وحِبالِ اليُخوتِ ودوبارَةِ التَّجْليدِ والأجْوِلَةِ والاَكْياسِ.
وتُسْتَخْدَمُ نُفَايَةُ القِنَّبِ وأليافُ خِشبِ السُّوقِ في صناعَةِ الوَرَقِ أحيانًا. أمَّا الرُّتَبُ الفاخِرَةُ منه فَتَتَحَوَّلُ إلَى أقْمِشَةٍ تشبهُ نَسيجَ الكَتَّانِ الخَشِنِ.
وتُسْتَخْدَمُ الأليافُ القصيرَةُ والَّتِي تُباعُ دُكَّانِ الْخُرْدَوات باسمِ الْمُشَاقَّة «La filasse» (الشَّكل:7) في سَدِّ الثُّقوبِ بينَ الأَلواحِ في بِناءِ السُّفُنِ وصِناعَةِ البَرامِيلِ، وفي حَزْمِ المضخَّات والقَاطراتِ….الخ.
ويُزْرَعُ القِنَّبُ لِبذورِهِ، وكَذَلِكَ للعَقَّارِ الّذي يُتَحَصَّلُ عَلَيْه من القِمَمِ المُزْهِرَةَ والأَوْراقِ. وتَحْتَوِي البذورُ علَى زَيتٍ يَصْلحُ في صِناعَةِ الصّابونِ والبُوياتِ بدلاً من زَيْتِ بِذْرَةِ الكَتَّانِ.
والعَقَّارُ يُعْرَفُ بالحشيش، وهو مادَّةٌ راتِنْجِيَّةٌ تَحْتَوي علَى عديدٍ من القَلَوانِيَّاتِ القَوِيَّةِ ولهذا يستعملُ القِنَّبُ مَصْدرًا لعَقَّارٍ مُخَدِّرٍ «anesthésique».
فالقِنَّبُ «الهِنْدِيُّ» مِنَ الوِجْهَةِ الرَّسْمِيَّةِ هو القِمَمُ الزَّهْرِيَّةُ للنَّباتاتِ المُؤَنَّثَةِ مضغوطةً معًا، في كُتَلٍ مُتَماسِكَةٍ.
واسْتعمالُ المادَّةِ مخدِّرًا بدأً في الصِّينِ ثمَّ في الهِنْدِ؛ وهو قديمٌ جدًّا، ويَرْجِعُ إلَى ثَلاثَةِ آلافِ سَنَةٍ قبلَ الميلادِ. وقَدْ اسْتَعْمَلَ الآشُورِيُّونَ النَّباتَ وعَرَفَهُ المؤرِّخ الْإِغْرِيقيّ هيرودوتُ.
ويُسْتَهْلَكُ القِنَّب الهِنْدِيُّ بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ. والمادَّةُ الرَّاتِنْجِيَّةُ النَّقِيَّةُ غيرُ المُخَفَّفَةِ اللَّزِجَةُ الصَّفراءُ (الشَّكل8)، والّتي تُفْرزُ طبيعِيًّا من القِمَمِ الزَّهْرِيَّةِ للنَّباتاتِ المُؤَنَّثَةِ المزروعَةِ، تُعْرَفْ باسْم «حشيش». أمَّا حاليًّا فَتُعْصَرُ القِمَمُ الزَّهْرِيَّةُ بينَ طبقاتِ من قَماشِ الشَّاشِ فَتَلْتَصِقُ المادَّةُ الرَّاتِنْجِيَّةُ بالقُماشِ ثمَّ تُكْشَطُ.
ويحتاج إنتاج 1 كِيلُوغْرامِ من الْحَشِيش إلى نحو 285 كِيلُوغْرامِ من عُشْبِ القِنَّب. ويختلفُ لَوْنُ الْحَشِيش بِحَسَبِ الْمَنشأ ففي المغرب يكونُ لَوْنُهُ أصْفَرَ مُسَمَّر مَائِلٌ إلى الْخُضرة، ونِسْبَةُ الْمَادَّةِ الْفَعَّالةِ فيهِ تَتَرَاوَح بين 8 إلى 12%، وفي لبنان لَوْنُهُ بُنِّيٌّ تُرَابِيٌّ ونِسْبَةُ الْمَادَّةِ الْفَعَّالةِ فيهِ تَتَرَاوَح بين 12 إلى 18% أمَّا في بَاكِسْتَان وَأْفْغَانِسْتَان وَنِيبَال فيكون لَوْنُهُ أسود ونِسْبَةُ الْمَادَّةِ الْفَعَّالةِ فيهِ قد تصل إلى 28%، ويعتبر أفضل أنواع الرَّاتِنْجِ في العالم.
ويتم تعاطي الحشيش من قِبل الغالبية العظمى بتدخينه مع التَّبْغ (الشكل:9)، إلَّا أنَّ هنالك نسبة قليلة تستخدمه مع الشَّاي أو الْقَهْوة أو تَمْضَغُهُ، ويقوم تجَّار الحشيش بتقطِّيع الرَّاتِينَج (الشكل:10) إلى قطع متساوية بعصي ساخنة، وتُلَّفُ كل قطعة بورق من الأَلَمِنْيوم ثم تُباع.
ويُدَخَّنُ الْغانْجا أو الشَّاراز «charas»، وهو أَقْوَى طِرازٍ للعقَّارِ. ويتكوَّنُ البَانْجُو «banjo» من خُلاصَةِ قِمَمِ النَّباتاتِ البَرِّيَّةِ الّتي تَحْتَوِي علَى كَمِّيَّةٍ أقلَّ من الرَّاتِنْجِ في الماءِ أو اللَّبَنِ، لونها أخضر وتتحول إلى اللون البني عندما تصبح قديمة أو تعرض للهواء والشَّمس (الشكل:10)، وهو يُدَخَّنُ كَذَلِكَ. الحديثة ويُعْرَف هذا الطِرازُ من القِنَّب في أَمْريكا باسْم مَارِيُوَانا «marihuana». وَالجانْجا «ganja» رٌتْبَةٌ من القِنَّبِ تُزْرَعُ وتُحصَدُ بطريقةٍ خاصَّةٍ، ويُستَعْمَلُ في التَّدْخينِ أو عَمَلِ المشروباتِ والحَلْوَى ويَحْتَوِي علَى كَمِّيَّةٍ كبيرَةٍ من الرَّاتِنْجِ.
رُبَاعِيّ الهيدروكانابينول «tetrahydrocannabinol» (الشكل:11) الَّذِي يُعرف اختصارًا بِـ «THC» هو الْجُزْيْئَة الأكثر شهرةً في نَبَاتِ الْقِنَّب الْهِنْدِيّ و تمتلك خاصِيَّة المؤثِّر النَّفْسِيّ.
ويُسَبِّبُ القِنَّبُ في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ نتائجَ وَخيمَةً علَى المُسْتَهلِكِ لها. فهو يسبِّبُ الذَّهولَ والتَّخديرَ مَصْحوبًا بالهَلْوَسَةِ (تخيُّلاتٌ يظنُّها الإنسان وقائع) مع أحلامٍ عَذْبَةٍ.
وقَدْ يَشْعُرُ المُدْمِنونَ، وهُمْ تَحْتَ تأثيرِ العَقَّارِ بالسَّعادَةِ الكاذِبَةِ وحُبِّ الصَّخَبِ، وقَدْ يتحوَّلونَ إلَى مُتَعَصّبينَ مُنْدَفعينَ إلَى القَتْلِ. وأخيرًا ازْداد اسْتِعمالُ العقَّارِ انْتِشارًا علَى صورَةِ سجائِرَ مَارِيوَانا (الزَّطْلَة) المُحَرَّمَةِ والّتي تُصْنَعُ من القِنَّبِ بالرَّغْمِ من جميعِ الإجراءاتِ القَمْعِيَّةِ.
• من أضرارِ تَدْخِين الْحَشِيش العامّة في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ الْمُثَّبَّةَ عِلْمِيًّا:
1 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى فَقْدانِ الشَّهيَّة وسُوءُ الْهَضْم ممَّا يؤدِّي إلى حدوثِ ضَعْفٍ عامٍّ بالجِسم.
2 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى زيادة ثقة المدمِّن بنفسه وإحساسه بالعظمة والغرور «vanité» بشكل متزايد.
3 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى الْخُمُول «léthargie» والْكَسَل «paresse» وضَعْفُ التَّرْكِيز أو تَشَتُّت الْاِنْتِبَاه «distraction» ممَّا يَنْتُجُ عنه فَقْدان الإحساس بالزَّمَان والْمَكان.
4 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى إضعافِ الجِهازِ المَناعِيّ، مِمَّا يجعلُ الْمُتَعَاطِي أكثرَ عُرضةً لِلْكَثِير من الأَمْرَاضِ المُعْدِيَة «infectieuse» وَالفَيْرُوسِيَّة «virales».
5 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى تأثيراتٍ سَلْبِيّة جِدًّا على الرِّئة خاصَّةً إذا اختلط بِالتَّبَغ (السَّجَائِر)، حيث يحتوي دُخَانُ الْحَشِيش على مَوَادٍّ كِيمْيائِيَّة خطيرةٍ أهمُّها أُحاديِّ أُكْسِيد الْكَرْبُون الَّذِي يسبِّبُ الْاِخْتِنَاق «asphyxie»، وإذا تَمَادَى مُدْمِنُ الْحَشِيش في تدخِّين الْحَشِيش فقد يؤدِّي ذلك إلى إصابتهِ بسرطانِ الرِّئَة «cancer du poumon». تدخين ثلاثة أو أربعة سجائر من الْحَشِيش يوميا يسبب عطبًا للأغشيَّةِ الْمُخَاطِيَّة لِشُّعَبِ الرِّئة الهوائيَّة، وهو نفس التأثير الَّذِي يسبِّبُهُ تدخين عشرين سيجارة أو أكثر من التَّبْغ يوميًّا.
6 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى تأثيراتٍ سَلْبِيّة جِدًّا على الوَظَائِف الْبَصَرِيَّة الرَّئِيسِيَّة، مثل: حِدَّة الْبَصَر «acuité visuelle»، حَسَّاسِيَّة التَّبَايُن، وَالرُّؤَيَة ثُلَاثِيَّة الأبعاد، أو التَّجْسِيم، والْقُدْرَة على التَّرْكِيز، وَحَسَّاسِيَّة الْوَهَج. وَبِاخْتِصَار: تَعَاطِى الحشيش لفترة طويلة يدمِّرُ الْخَلَاَيَا الشَّبَكِيَّة الْعَقَدِيَّة الْحسَّاسة لِلضَّوْء «ipRGCs»، وَالْأَعْصَاب الْمَوْجُودة خَلْفَ شَبَكِيَّةِ العَيْن «rétine».
7 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى الأَمْراضِ النَّفْسِيَّة: الْاِكْتِئَاب «dépression»، وَالوَسْوَاسُ «scrupulosité»، وَرُبَّمَا حتَّى الْفِصَام، والذُّهَان «psychose».
8 - لَذَّةٌ قد تَنْتَهِي بِالْجُنُون: يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى الْجُنُون «folie»، قد يَزول العَقْل بِصِفَةٍ جُزْئِيَّة مؤقَّتة أو بكُلِّيَّتِهِ بشكلٍ أبديٍّ.
9 - الْاِنْتِحَار: تعاطي الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ من الوارد أن يدفع بعقول الصغار إلى أفكار انتحارية، ربما ينفذونها يومًا.
10 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى تأثيراتٍ سَلْبِيَّة في وظائفِ الجِهَازِ التّنَاسُلِيّ: يؤثِّر سلبيا على الذُّكورَة والْأنُوثَة، فمثلًا إذا تعاطى الرجل الْحَشِيش يَقِلُّ هرمونُ الذُّكورة «تسْتُوسترُون» لديه وتزيد هُرْمُونات الْأنُوثَة «الإِسْترُوجين»، وبالتَّالى تحدث له ظاهرة تَثَدِّي الرَّجُل «gynécomastie» "أي كِبَرْ حَجْم الثَّدْىّ"، كما أنَّهٌ يكون عرضةً لِضُمُور الأَعْضَاءِ التَّنَاسُلِيَّة لديه، وكذلك يكون أكثرً عرضةً لِلْإصَابَة بالْعُقْم والضَعْفِ الْجِنْسيّ والرَّغْبة الْجِنْسِيَّة الْمُثَبَّطة، وإذا تعاطت المرأة الْحَشِيش تزداد لديها هُرْمُونات الذُّكورَة، حيث يزيد كثافة الشَّعْر فى الْوَجْه والْجِسم، ويكون صوتها أجشّ أشبه بصوت الرَّجُل، كما يتسبب تعاطى الْحَشِيش فى اِضْطِرَاب الدَّوْرَة الشَّهْرِيَّة، وإذا زاد تعاطيه بمعدل كبير فإنَّهُ يؤدِّى إلى اِنْقِطَاع الدَّوْرَة الشَّهْرِيَّة فى سنٍّ مبكِّر.
11- أَمراضُ الْقلبِ والشَّرایینِ: يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى الْعَمَل على تغيير بِنْيَة القلب، مِمَّا يجعل ضخَّ القلب أكثر صعوبة، حيث يؤدِّي إلى تضخُّم البُطَينِ الأَيسَر «hypertrophie ventriculaire gauche»، وهو غرفة الضَّخ الرئيسية للقلب. إنَّ الإصابة بتضخُّم البُطَينِ الأَيسَر تعرِّضك بشكلٍ أكبر لخطر الإصابة فَشَلِ القَلْبِ الاِحْتِقانِيّ «insuffisance cardiaque» وَالَّذِي يعني عدم قدرة القلب على ضَخِّ ما يكفي من الدَّم إلى أنسجة الجسم.
12 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى تأثيراتٍ سَلْبِيَّة في الْعِظَام، حْيْثُ وُجِدَ أنَّ كثافة الْعِظام لدى مدمني الْحَشِيش كانت أقل بحوالي 5% من مدخنِّي السَّجَائر الِّذِين لم يدخنُّوا الْحَشِيش مطلقًا، كما وجدوا أنَّ الإصابة بكسورِ الْعِظام كانت أكثرَ شيوعًا بين مدخنِّي الْحَشِيش.
13 - يُمكن أن يؤدِّي تَعَاطِي الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ قبل سِنِّ البلوغ إلى تَعْوِيق نموِّهِم الطبيعيّ بأكثر من عشرة سَنْتِيمترات، فقد وجد الباحثون أنَّ الأطفال الَّذِين كانوا يُدْمِنُون على هذا المخدِّر كانوا أقصر بكثير من أقرانهم غير المدخنِّين.
• من أضرارِ تَدْخِين الْحَشِيش على المجتمع:
1 - اِنْتِشَارُ الْعُنْف: يُعَدُّ انتشارُ الْعُنْف من أبرز آثار الْحَشِيش على المجتمع، فالمتعاطي يصبح أسيرَ مخدِّرِهِ، ويفقد السَّيْطرةَ على نفسه وتصرُّفَاتِهِ، وَكثيرًا ما يضطرُّ للسرقةِ للحصولِ على ثَمَنِ الْحَشِيش، وقد يَصِلُ به الأمر للقتل. وقد جرى توثيقُ الآلاف من جرائم القتل النَّاجِمة عن ذلك.
2 - حوادث الْمُرور: يتسبب انتشار تدخين الْحَشِيش وتعاطيه في ارتفاع معدلَّات حوادث السَّيارات، فمتعاطي الحشيش يفقد تركيزه وإدراكه لما حوله بشكل صحيح، بالإضافة إلى الشعور بالنَّشْوة الذي يسبِّبه الحشيش مِمَّا يجعل المتعاطي يقود سيارته بسرعة وهمجيَّة أكبر دون أن يدرك ذلك.
• تدبير إدمان الْحَشِيش والوقاية منه:
تتضمَّنُ أسس تدبير إدمان الْحَشِيش والسُّموم عمومًا إقناع المدمن بإمكان شفائه وسحب العقار المسبِّب للإدمان وإعطائه دواء شبيهًا بتركيب العقار لا يسبِّب الإدمان وإعطاء السوائل مع المعالجة النَّفْسية الداعمة ودراسة دوافع الإدمان لديه ثم متابعته بعد ذلك كي لا يعود إلى العقار ثانية.
تصل مُدة تعافي مدمني الحشيش بشكلٍ رئيسيٍّ ما بين 3 -6 شهور، وتختلف مُدة العلاج بناء على حالة المريض، ومن ثم يبدأ المتخصِّصين والأطباء تحديد مدة تعافي الحالة.
أمَّا الوقاية من حدوث الإدمان فتتضمَّن استخدام الوسائل والبرامج التربوية والتثقيفية في المدرسة ووسائل الإعلام لبيان أضرار إدمان الْحَشِيش وَالمخدِّرات عمومًا والتَّبْغ وآثارها السيِّئة على صِحَّةِ المدمن وسلامة الأسرة والمجتمع، ومراقبة زراعة السموم وملاحقة المهربين والمروجين وإيقاع العقوبات الرادعة لهم وإحكام الرقابة على بيع الأدوية المخدرة والمنومة والمهدئة والمنبهة وإنشاء مراكز طبية خاصة بمعالجة المدمنين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القِنَّنب الْهِنْدِيّ: نوع من القُنَّب يُستخرج منه المخدِّر الضَّارّ الَّذِي يُستعمل عن طريق التَّدخين، وَالمعروف بالحَشِيش أو الحَشِيشة أو الْكِيفْ أو الزَّطْلَة أو الشِّيرة أو الماريغوانا وغيرها من الْأسماء.
• وَصْفٌ عامّ:
قَدْ يُطْلَقُ اسمُ القِنَّبِ بوجهٍ عامٍّ علَى عَدَدٍ من مُخْتَلِفِ النَّباتاتِ والأَلْيافِ. ولكنَّ القِنَّبِ الحقيقِيَّ هو النباتُ الّذي يُسَمَّى عِلميًّا كانَّابِسْ ستِيفيا (الشَّكل:1-2-3-4-5).
وموطنُ هذا النَّباتِ وَسَطُ آسْيا وغَرْبُها. ولكنَّه يُزْرَع علَى نطاقٍ واسِعٍ في الوَقْتِ الحاضِرِ في كُلِّ المناطِقِ المُعْتَدِلَةِ والحَارَّةِ.
اعتبارًا من عَامّ 2016، كان المَغْرِب أكبر مُوَرِّد لِلْقِنَّب في العالم، والنِّظام الْجَزَائِريّ كثيرًا ما يُحمِّل النِّظام المَغْرِبيّ سبب الانتشار الرَّهيِب لِلْحَشِيش وَالْمُخَدِّرَات عمومًا في الْجَزَائِر. وَتُعْتَبَرُ مدينةُ شفشاون الَّتِي تقعُ شَمَال الرِّبَاط من أشهر الْمُدُن في زراعة الْحَشِيش في المَغْرِب، حيث يتمركَّزُ هذا النَّشَاط في شَمَال المَغْرِب خاصّةً في منطقة الرِّيفْ.
ونَباتُ القِنَّبِ حَوْلِيٌّ قَوِيٌّ، شُجَيْرِيٌّ، مُتَفَرِّغٌ؛ يَخْتَلِفُ ارْتِفاعُه مِنْ مِتْرٍ إلَى أَرْبَعَةِ أَمْتارٍ. وهو أُحادِيُّ الجِنْس وذو سوقٍ جَوْفاءَ وأَوْراقٍ راحِيَّةٍ.
ويُحْصَلُ علَى أفضلِ رُتْبَةٍ للأَلْيافِ من النَّباتاتِ الذَّكَرِيَّةِ. ويَحْتاجُ القِنَّبُ إلَى طَقْسٍ مُعْتَدِلِ الرُّطوبَةِ وتُرْبَةٍ طَفْلِيَّةٍ «loam» غَنِيَّةٍ بكثيرٍ من الدُّبالِ «humus». وأكثرُ ما يوافِقُ زِراعَةَ القِنَّبِ الأَراضَي الجيرِيَّةُ.
وأَليافُ القِنَّبِ أَليافٌ لِحائِيَّةٌ بيضاءُ تَنْشَأُ مِنَ الطَّبَقَةِ المُحيطَةِ. وهي ذاتُ قيمةٍ لِطولِها الّذي يتراوَحُ بينَ مِتْرٍ وأَرْبَعَةِ أَمْتارٍ، ولِمَتانَتِها وعِظَمِ احْتِمالِها. ومحصولُ القِنَّبِ كَبيرٌ.
وتُحْصَدُ النَّباتاتُ باليَدِ أو بآلَةٍ، ثمَّ تُكَوَّمُ وتُجَفَّفُ. وتَفْصَلُ الأَلْيافُ من باقِي القِلْف بالتَّعْطينِ «rouissage» سواءٌ في النَّدَى أو في الماءِ، ثمَّ تُكَسَّرُ وتُنْفَضُ وتُمَشَّقُ باليَدِ. ويجبُ أنْ يُحْصَدَ القِنَّبُ عِنْدَما يَتْمُّ خروجُ الأَزْهارِ المُذَكَّرَةِ وإلاَّ كانَتْ الأليافُ ضعيفةً جِدًّا أو هَشَّةً جدًّا عديمَةَ القيمَةِ.
ويُسْتَعْمَلُ القِنَّبُ في صِناعَةِ الحِبالِ والدُّوبارَةِ «ficelle de liage» (الشَّكل:6) وقُماشِ أَشْرِعَةِ المَراكِبِ وحِبالِ اليُخوتِ ودوبارَةِ التَّجْليدِ والأجْوِلَةِ والاَكْياسِ.
وتُسْتَخْدَمُ نُفَايَةُ القِنَّبِ وأليافُ خِشبِ السُّوقِ في صناعَةِ الوَرَقِ أحيانًا. أمَّا الرُّتَبُ الفاخِرَةُ منه فَتَتَحَوَّلُ إلَى أقْمِشَةٍ تشبهُ نَسيجَ الكَتَّانِ الخَشِنِ.
وتُسْتَخْدَمُ الأليافُ القصيرَةُ والَّتِي تُباعُ دُكَّانِ الْخُرْدَوات باسمِ الْمُشَاقَّة «La filasse» (الشَّكل:7) في سَدِّ الثُّقوبِ بينَ الأَلواحِ في بِناءِ السُّفُنِ وصِناعَةِ البَرامِيلِ، وفي حَزْمِ المضخَّات والقَاطراتِ….الخ.
ويُزْرَعُ القِنَّبُ لِبذورِهِ، وكَذَلِكَ للعَقَّارِ الّذي يُتَحَصَّلُ عَلَيْه من القِمَمِ المُزْهِرَةَ والأَوْراقِ. وتَحْتَوِي البذورُ علَى زَيتٍ يَصْلحُ في صِناعَةِ الصّابونِ والبُوياتِ بدلاً من زَيْتِ بِذْرَةِ الكَتَّانِ.
والعَقَّارُ يُعْرَفُ بالحشيش، وهو مادَّةٌ راتِنْجِيَّةٌ تَحْتَوي علَى عديدٍ من القَلَوانِيَّاتِ القَوِيَّةِ ولهذا يستعملُ القِنَّبُ مَصْدرًا لعَقَّارٍ مُخَدِّرٍ «anesthésique».
فالقِنَّبُ «الهِنْدِيُّ» مِنَ الوِجْهَةِ الرَّسْمِيَّةِ هو القِمَمُ الزَّهْرِيَّةُ للنَّباتاتِ المُؤَنَّثَةِ مضغوطةً معًا، في كُتَلٍ مُتَماسِكَةٍ.
واسْتعمالُ المادَّةِ مخدِّرًا بدأً في الصِّينِ ثمَّ في الهِنْدِ؛ وهو قديمٌ جدًّا، ويَرْجِعُ إلَى ثَلاثَةِ آلافِ سَنَةٍ قبلَ الميلادِ. وقَدْ اسْتَعْمَلَ الآشُورِيُّونَ النَّباتَ وعَرَفَهُ المؤرِّخ الْإِغْرِيقيّ هيرودوتُ.
ويُسْتَهْلَكُ القِنَّب الهِنْدِيُّ بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ. والمادَّةُ الرَّاتِنْجِيَّةُ النَّقِيَّةُ غيرُ المُخَفَّفَةِ اللَّزِجَةُ الصَّفراءُ (الشَّكل8)، والّتي تُفْرزُ طبيعِيًّا من القِمَمِ الزَّهْرِيَّةِ للنَّباتاتِ المُؤَنَّثَةِ المزروعَةِ، تُعْرَفْ باسْم «حشيش». أمَّا حاليًّا فَتُعْصَرُ القِمَمُ الزَّهْرِيَّةُ بينَ طبقاتِ من قَماشِ الشَّاشِ فَتَلْتَصِقُ المادَّةُ الرَّاتِنْجِيَّةُ بالقُماشِ ثمَّ تُكْشَطُ.
ويحتاج إنتاج 1 كِيلُوغْرامِ من الْحَشِيش إلى نحو 285 كِيلُوغْرامِ من عُشْبِ القِنَّب. ويختلفُ لَوْنُ الْحَشِيش بِحَسَبِ الْمَنشأ ففي المغرب يكونُ لَوْنُهُ أصْفَرَ مُسَمَّر مَائِلٌ إلى الْخُضرة، ونِسْبَةُ الْمَادَّةِ الْفَعَّالةِ فيهِ تَتَرَاوَح بين 8 إلى 12%، وفي لبنان لَوْنُهُ بُنِّيٌّ تُرَابِيٌّ ونِسْبَةُ الْمَادَّةِ الْفَعَّالةِ فيهِ تَتَرَاوَح بين 12 إلى 18% أمَّا في بَاكِسْتَان وَأْفْغَانِسْتَان وَنِيبَال فيكون لَوْنُهُ أسود ونِسْبَةُ الْمَادَّةِ الْفَعَّالةِ فيهِ قد تصل إلى 28%، ويعتبر أفضل أنواع الرَّاتِنْجِ في العالم.
ويتم تعاطي الحشيش من قِبل الغالبية العظمى بتدخينه مع التَّبْغ (الشكل:9)، إلَّا أنَّ هنالك نسبة قليلة تستخدمه مع الشَّاي أو الْقَهْوة أو تَمْضَغُهُ، ويقوم تجَّار الحشيش بتقطِّيع الرَّاتِينَج (الشكل:10) إلى قطع متساوية بعصي ساخنة، وتُلَّفُ كل قطعة بورق من الأَلَمِنْيوم ثم تُباع.
ويُدَخَّنُ الْغانْجا أو الشَّاراز «charas»، وهو أَقْوَى طِرازٍ للعقَّارِ. ويتكوَّنُ البَانْجُو «banjo» من خُلاصَةِ قِمَمِ النَّباتاتِ البَرِّيَّةِ الّتي تَحْتَوِي علَى كَمِّيَّةٍ أقلَّ من الرَّاتِنْجِ في الماءِ أو اللَّبَنِ، لونها أخضر وتتحول إلى اللون البني عندما تصبح قديمة أو تعرض للهواء والشَّمس (الشكل:10)، وهو يُدَخَّنُ كَذَلِكَ. الحديثة ويُعْرَف هذا الطِرازُ من القِنَّب في أَمْريكا باسْم مَارِيُوَانا «marihuana». وَالجانْجا «ganja» رٌتْبَةٌ من القِنَّبِ تُزْرَعُ وتُحصَدُ بطريقةٍ خاصَّةٍ، ويُستَعْمَلُ في التَّدْخينِ أو عَمَلِ المشروباتِ والحَلْوَى ويَحْتَوِي علَى كَمِّيَّةٍ كبيرَةٍ من الرَّاتِنْجِ.
رُبَاعِيّ الهيدروكانابينول «tetrahydrocannabinol» (الشكل:11) الَّذِي يُعرف اختصارًا بِـ «THC» هو الْجُزْيْئَة الأكثر شهرةً في نَبَاتِ الْقِنَّب الْهِنْدِيّ و تمتلك خاصِيَّة المؤثِّر النَّفْسِيّ.
ويُسَبِّبُ القِنَّبُ في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ نتائجَ وَخيمَةً علَى المُسْتَهلِكِ لها. فهو يسبِّبُ الذَّهولَ والتَّخديرَ مَصْحوبًا بالهَلْوَسَةِ (تخيُّلاتٌ يظنُّها الإنسان وقائع) مع أحلامٍ عَذْبَةٍ.
وقَدْ يَشْعُرُ المُدْمِنونَ، وهُمْ تَحْتَ تأثيرِ العَقَّارِ بالسَّعادَةِ الكاذِبَةِ وحُبِّ الصَّخَبِ، وقَدْ يتحوَّلونَ إلَى مُتَعَصّبينَ مُنْدَفعينَ إلَى القَتْلِ. وأخيرًا ازْداد اسْتِعمالُ العقَّارِ انْتِشارًا علَى صورَةِ سجائِرَ مَارِيوَانا (الزَّطْلَة) المُحَرَّمَةِ والّتي تُصْنَعُ من القِنَّبِ بالرَّغْمِ من جميعِ الإجراءاتِ القَمْعِيَّةِ.
• من أضرارِ تَدْخِين الْحَشِيش العامّة في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ الْمُثَّبَّةَ عِلْمِيًّا:
1 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى فَقْدانِ الشَّهيَّة وسُوءُ الْهَضْم ممَّا يؤدِّي إلى حدوثِ ضَعْفٍ عامٍّ بالجِسم.
2 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى زيادة ثقة المدمِّن بنفسه وإحساسه بالعظمة والغرور «vanité» بشكل متزايد.
3 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى الْخُمُول «léthargie» والْكَسَل «paresse» وضَعْفُ التَّرْكِيز أو تَشَتُّت الْاِنْتِبَاه «distraction» ممَّا يَنْتُجُ عنه فَقْدان الإحساس بالزَّمَان والْمَكان.
4 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى إضعافِ الجِهازِ المَناعِيّ، مِمَّا يجعلُ الْمُتَعَاطِي أكثرَ عُرضةً لِلْكَثِير من الأَمْرَاضِ المُعْدِيَة «infectieuse» وَالفَيْرُوسِيَّة «virales».
5 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى تأثيراتٍ سَلْبِيّة جِدًّا على الرِّئة خاصَّةً إذا اختلط بِالتَّبَغ (السَّجَائِر)، حيث يحتوي دُخَانُ الْحَشِيش على مَوَادٍّ كِيمْيائِيَّة خطيرةٍ أهمُّها أُحاديِّ أُكْسِيد الْكَرْبُون الَّذِي يسبِّبُ الْاِخْتِنَاق «asphyxie»، وإذا تَمَادَى مُدْمِنُ الْحَشِيش في تدخِّين الْحَشِيش فقد يؤدِّي ذلك إلى إصابتهِ بسرطانِ الرِّئَة «cancer du poumon». تدخين ثلاثة أو أربعة سجائر من الْحَشِيش يوميا يسبب عطبًا للأغشيَّةِ الْمُخَاطِيَّة لِشُّعَبِ الرِّئة الهوائيَّة، وهو نفس التأثير الَّذِي يسبِّبُهُ تدخين عشرين سيجارة أو أكثر من التَّبْغ يوميًّا.
6 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى تأثيراتٍ سَلْبِيّة جِدًّا على الوَظَائِف الْبَصَرِيَّة الرَّئِيسِيَّة، مثل: حِدَّة الْبَصَر «acuité visuelle»، حَسَّاسِيَّة التَّبَايُن، وَالرُّؤَيَة ثُلَاثِيَّة الأبعاد، أو التَّجْسِيم، والْقُدْرَة على التَّرْكِيز، وَحَسَّاسِيَّة الْوَهَج. وَبِاخْتِصَار: تَعَاطِى الحشيش لفترة طويلة يدمِّرُ الْخَلَاَيَا الشَّبَكِيَّة الْعَقَدِيَّة الْحسَّاسة لِلضَّوْء «ipRGCs»، وَالْأَعْصَاب الْمَوْجُودة خَلْفَ شَبَكِيَّةِ العَيْن «rétine».
7 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى الأَمْراضِ النَّفْسِيَّة: الْاِكْتِئَاب «dépression»، وَالوَسْوَاسُ «scrupulosité»، وَرُبَّمَا حتَّى الْفِصَام، والذُّهَان «psychose».
8 - لَذَّةٌ قد تَنْتَهِي بِالْجُنُون: يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى الْجُنُون «folie»، قد يَزول العَقْل بِصِفَةٍ جُزْئِيَّة مؤقَّتة أو بكُلِّيَّتِهِ بشكلٍ أبديٍّ.
9 - الْاِنْتِحَار: تعاطي الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ من الوارد أن يدفع بعقول الصغار إلى أفكار انتحارية، ربما ينفذونها يومًا.
10 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى تأثيراتٍ سَلْبِيَّة في وظائفِ الجِهَازِ التّنَاسُلِيّ: يؤثِّر سلبيا على الذُّكورَة والْأنُوثَة، فمثلًا إذا تعاطى الرجل الْحَشِيش يَقِلُّ هرمونُ الذُّكورة «تسْتُوسترُون» لديه وتزيد هُرْمُونات الْأنُوثَة «الإِسْترُوجين»، وبالتَّالى تحدث له ظاهرة تَثَدِّي الرَّجُل «gynécomastie» "أي كِبَرْ حَجْم الثَّدْىّ"، كما أنَّهٌ يكون عرضةً لِضُمُور الأَعْضَاءِ التَّنَاسُلِيَّة لديه، وكذلك يكون أكثرً عرضةً لِلْإصَابَة بالْعُقْم والضَعْفِ الْجِنْسيّ والرَّغْبة الْجِنْسِيَّة الْمُثَبَّطة، وإذا تعاطت المرأة الْحَشِيش تزداد لديها هُرْمُونات الذُّكورَة، حيث يزيد كثافة الشَّعْر فى الْوَجْه والْجِسم، ويكون صوتها أجشّ أشبه بصوت الرَّجُل، كما يتسبب تعاطى الْحَشِيش فى اِضْطِرَاب الدَّوْرَة الشَّهْرِيَّة، وإذا زاد تعاطيه بمعدل كبير فإنَّهُ يؤدِّى إلى اِنْقِطَاع الدَّوْرَة الشَّهْرِيَّة فى سنٍّ مبكِّر.
11- أَمراضُ الْقلبِ والشَّرایینِ: يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى الْعَمَل على تغيير بِنْيَة القلب، مِمَّا يجعل ضخَّ القلب أكثر صعوبة، حيث يؤدِّي إلى تضخُّم البُطَينِ الأَيسَر «hypertrophie ventriculaire gauche»، وهو غرفة الضَّخ الرئيسية للقلب. إنَّ الإصابة بتضخُّم البُطَينِ الأَيسَر تعرِّضك بشكلٍ أكبر لخطر الإصابة فَشَلِ القَلْبِ الاِحْتِقانِيّ «insuffisance cardiaque» وَالَّذِي يعني عدم قدرة القلب على ضَخِّ ما يكفي من الدَّم إلى أنسجة الجسم.
12 - يؤدِّي إدمانُ الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ إلى تأثيراتٍ سَلْبِيَّة في الْعِظَام، حْيْثُ وُجِدَ أنَّ كثافة الْعِظام لدى مدمني الْحَشِيش كانت أقل بحوالي 5% من مدخنِّي السَّجَائر الِّذِين لم يدخنُّوا الْحَشِيش مطلقًا، كما وجدوا أنَّ الإصابة بكسورِ الْعِظام كانت أكثرَ شيوعًا بين مدخنِّي الْحَشِيش.
13 - يُمكن أن يؤدِّي تَعَاطِي الْحَشِيش في أَشْكالِهِ المُخْتَلِفَةِ قبل سِنِّ البلوغ إلى تَعْوِيق نموِّهِم الطبيعيّ بأكثر من عشرة سَنْتِيمترات، فقد وجد الباحثون أنَّ الأطفال الَّذِين كانوا يُدْمِنُون على هذا المخدِّر كانوا أقصر بكثير من أقرانهم غير المدخنِّين.
• من أضرارِ تَدْخِين الْحَشِيش على المجتمع:
1 - اِنْتِشَارُ الْعُنْف: يُعَدُّ انتشارُ الْعُنْف من أبرز آثار الْحَشِيش على المجتمع، فالمتعاطي يصبح أسيرَ مخدِّرِهِ، ويفقد السَّيْطرةَ على نفسه وتصرُّفَاتِهِ، وَكثيرًا ما يضطرُّ للسرقةِ للحصولِ على ثَمَنِ الْحَشِيش، وقد يَصِلُ به الأمر للقتل. وقد جرى توثيقُ الآلاف من جرائم القتل النَّاجِمة عن ذلك.
2 - حوادث الْمُرور: يتسبب انتشار تدخين الْحَشِيش وتعاطيه في ارتفاع معدلَّات حوادث السَّيارات، فمتعاطي الحشيش يفقد تركيزه وإدراكه لما حوله بشكل صحيح، بالإضافة إلى الشعور بالنَّشْوة الذي يسبِّبه الحشيش مِمَّا يجعل المتعاطي يقود سيارته بسرعة وهمجيَّة أكبر دون أن يدرك ذلك.
• تدبير إدمان الْحَشِيش والوقاية منه:
تتضمَّنُ أسس تدبير إدمان الْحَشِيش والسُّموم عمومًا إقناع المدمن بإمكان شفائه وسحب العقار المسبِّب للإدمان وإعطائه دواء شبيهًا بتركيب العقار لا يسبِّب الإدمان وإعطاء السوائل مع المعالجة النَّفْسية الداعمة ودراسة دوافع الإدمان لديه ثم متابعته بعد ذلك كي لا يعود إلى العقار ثانية.
تصل مُدة تعافي مدمني الحشيش بشكلٍ رئيسيٍّ ما بين 3 -6 شهور، وتختلف مُدة العلاج بناء على حالة المريض، ومن ثم يبدأ المتخصِّصين والأطباء تحديد مدة تعافي الحالة.
أمَّا الوقاية من حدوث الإدمان فتتضمَّن استخدام الوسائل والبرامج التربوية والتثقيفية في المدرسة ووسائل الإعلام لبيان أضرار إدمان الْحَشِيش وَالمخدِّرات عمومًا والتَّبْغ وآثارها السيِّئة على صِحَّةِ المدمن وسلامة الأسرة والمجتمع، ومراقبة زراعة السموم وملاحقة المهربين والمروجين وإيقاع العقوبات الرادعة لهم وإحكام الرقابة على بيع الأدوية المخدرة والمنومة والمهدئة والمنبهة وإنشاء مراكز طبية خاصة بمعالجة المدمنين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ