نَبْذَةٌ تَعْرِيفيَّة عَامَّة عن نَبَاتِ البَرْدِيُّ.
البَرْدِيُّ : نَبات مائيٌّ من الْفَصِيلَةِ السَّعْدِيَّةِ تَسْمُو ساقه الهوائية إِلى نحو متر أو أكثر، يَنْمُو بكثرة في مِنْطقة المستنْقَعات بأَعالي النِّيل، وقد اشتُهِرَ في العصور القديمةِ كمصدرٍ لصُنْعِ صحائفِ البَردِي التي استُعمِلَت ورقًا للكتابة في مِصْـرَ القديمةِ.
• الْأسماء الشَّائِعة:
- بِالْعَربِيَّة: الْبَرَدِيّ، عُشب النَّيل، عُشب الْمُسْتَنْقَعَات المستنقعات، ويعرف كذلك باسم بابير وقصب الورق.
- بِاللُّغةِ الفَرنسِيَّة: «papyrus».
- بِاللُّغةِ الإِنْجِلِيزِيَّة: «papyrus sedge».
- العلميّ بِاللُّغةِ اللَّاَتِينِيَّة: «Cyperus papyrus».
• وَصْفٌ عامّ:
البَرْدي نباتٌ مائيٌّ ينمو في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا. وقد اشتُهِرَ في العصور القديمةِ كمصدرٍ لصُنْعِ صحائفِ البَردِي التي استُعمِلَت ورقًا للكتابة في مِصْـرَ القديمةِ.
ويَنتمِي البَرْدِي إلى فصيلةٍ من النباتاتِ الزَّهرية ذوات الفِلقةِ الواحدة تُعرَفُ بِالْفَصِيلَة السَّعْدِيَّة «Cyperaceae»، نسبةً إلى أحدِ أنواعِها وهو نباتُ السعدِ «souchet» (الذي ينمو كَعُشْب ضارٍ غيرِ مرغوبٍ فيه في الحقولِ، إذْ يُنافِسُ المحصولَ المزروعَ في الحصول على الماءِ والغذاءِ، ويُزَاحِمُ جذورَه وسوقهَ). وتَضُمُّ الفصيلةُ أيضا نباتَ الدِّيس «Scirpus» المعروفِ في الجزيرةِ العربيةِ وبلادِ الشَّام وشمالِ إفريقيا الذي ينمو في الأراضي الرَّمليةِ الخَشِنةِ التي لا تَحتفظُ بطبيعتِها بكمِّيَّاتٍ كبيرة من الماء. وهو في هذا يخالفُ المألوفَ عن بقية أفرادِ الفصيلةِ السَّعديةِ، التي تعيش غالبا في الأراضي الغَدِقةِ أي ذاتِ الماءِ الوفيرِ.
وينمو البَردِي في المستنقعاتِ، ويُثَبِّتُ جذورَه في التُربة المُشَبَّعةُ بالماء حيث تَمتدُّ ريزوماتُه الخَشبيَّةُ (سُوقَهُ الأرضية الأُفقيةُ) وتعطِي سُوقاً قائمةً ذات أضلاعٍ ثلاثةٍ، ترتفعُ من 2 إلى 4.5 متر. وتَحملُ السوقُ المُزهِرَةُ في قِمتِها عددا كبيرا من الفروع تَخْرُجُ من نقطةٍ واحدةٍ ولذا تُعرَفُ بالأشعةِ. ويَحْمِلُ كلُّ شعاعٍ عددا كبيرا من الأزهارِ الصغيرةِ تَتَجَمَّع في سنابلَ.
ويَجدُرُ بالذِّكرِ أنَّ نباتَ البَردِي الذي كان منتشـرا في مساحات واسعةٍ في مصـرَ القديمةِ قد اختفَى تماما. وقد عُثِرَ عليه مُؤخَّراً في بحيرةِ أمِّ رَشا في وادي النطرونِ قُربَ طريقِ القاهرةِ – الإسكندريةِ الصحراوِي. وما زال النبات موجودا في السودان في النيلَ الأبيض وفروعِه.
وقد استَعَمَلَ المصـريون القدماءُ نباتَ البَردِي في صُنعِ ورق الكتابةِ (الشَّكل:2) وورقِ التعبئةِ، والحُصـْرِ والحِبال والأشرِعة، واستعملوا جذورَه وقودا. ولكنْ كان استعمالُه الأكثرُ شهرةً في صنع ورق الكتابةِ الذي يُنسَبُ إلى الأسرة الثالثة (4500 سنة قبل الميلاد). وكان لُبُّ الساقِ يُشقَّق طوليًا إلى شرائحَ، تُوضَعُ مُتوازية جَنْبًا إلى جنْب، ثم تَوضعُ فوقَها طبقةٌ أخرى من شرائحَ تتعامدُ على شرائحِ الطبقةِ الأولى، وتُلصَقُ الشـرائحُ وتُجفَّفَ وتُضغطُ.
وظلَّت مصـرُ تحْتَكِرُ إنتاج ورق البردِي الذي أصبح المنتوجَ الاقتصادي الأول للتصدير، وظلت أوروبا تَستعمل صحائفَ البَردِي حتى القرنِ الثاني الميلادي على الأقل، وربما حتى نهايةِ القرنِ العاشرِ الميلادي. وبعد اضمِحْلالِ الصناعةِ في مصـرَ، قامت صِقلَّيةُ بصنعِ صحائفِ البَردِي ولكنها كانت أقلَّ جودةً من الصحائف المصـريةِ. وكان ظهور البارْشمانِ سببًا رئيسيًا في صرف الاهتمامِ عَنْ صنع أوراقِ البردِي. ويَحضـَّر البارشمان بمعالجة جلود الماعز والضأن بالجِير. وهو يُمثِّل سطحا أكثر ملاءمةً للكتابة من ورق البَردِي.
وتَحتِفظُ المتاحفُ العالميةُ في لندنَ وباريس وفينا وليننجرادَ والقاهرة بالكثير من صحائف البَردِي، يبلَغُ طولُ بعضها 40 مترا أو أكثرَ. وبعضُ المؤرخِّين يعتَقدُ أنَّ البَردِي من النَّبَاتَات الَّتِي غيَّرَت وجهَ التَّاريخ. ويقولُ ليونارد دافنشـي العالمُ المهندس الفنانُ الإيطاليُّ (1452 – 1519): "لقد حَفِظَتْ صحائفُ البَردِي أفكارَ الرجالِ وأعمالهم".
• الاستعمال الطبِّيّ:
كان لِنَبَاتِ البردِيّ عددٌ من الاستعملات الطبِّية في الماضي، ولكنَّه أصبح قليل الاستخدام في الوقت الحاضر، أو ربما أنَّه لا يستخدم على الإطلاق في مجال التَّداوي.
يبدو أنَّ الاستخدام الرئيسي قد اقتصر على أوراق البردي المحترقة والتي اشتهر رمادها بتأثير الفحم المسحوق واستخدم في علاج بعض أمراض العيون ، وتسريع عمليَّة التئام الْجُرُوح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البَرْدِيُّ : نَبات مائيٌّ من الْفَصِيلَةِ السَّعْدِيَّةِ تَسْمُو ساقه الهوائية إِلى نحو متر أو أكثر، يَنْمُو بكثرة في مِنْطقة المستنْقَعات بأَعالي النِّيل، وقد اشتُهِرَ في العصور القديمةِ كمصدرٍ لصُنْعِ صحائفِ البَردِي التي استُعمِلَت ورقًا للكتابة في مِصْـرَ القديمةِ.
• الْأسماء الشَّائِعة:
- بِالْعَربِيَّة: الْبَرَدِيّ، عُشب النَّيل، عُشب الْمُسْتَنْقَعَات المستنقعات، ويعرف كذلك باسم بابير وقصب الورق.
- بِاللُّغةِ الفَرنسِيَّة: «papyrus».
- بِاللُّغةِ الإِنْجِلِيزِيَّة: «papyrus sedge».
- العلميّ بِاللُّغةِ اللَّاَتِينِيَّة: «Cyperus papyrus».
• وَصْفٌ عامّ:
البَرْدي نباتٌ مائيٌّ ينمو في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا. وقد اشتُهِرَ في العصور القديمةِ كمصدرٍ لصُنْعِ صحائفِ البَردِي التي استُعمِلَت ورقًا للكتابة في مِصْـرَ القديمةِ.
ويَنتمِي البَرْدِي إلى فصيلةٍ من النباتاتِ الزَّهرية ذوات الفِلقةِ الواحدة تُعرَفُ بِالْفَصِيلَة السَّعْدِيَّة «Cyperaceae»، نسبةً إلى أحدِ أنواعِها وهو نباتُ السعدِ «souchet» (الذي ينمو كَعُشْب ضارٍ غيرِ مرغوبٍ فيه في الحقولِ، إذْ يُنافِسُ المحصولَ المزروعَ في الحصول على الماءِ والغذاءِ، ويُزَاحِمُ جذورَه وسوقهَ). وتَضُمُّ الفصيلةُ أيضا نباتَ الدِّيس «Scirpus» المعروفِ في الجزيرةِ العربيةِ وبلادِ الشَّام وشمالِ إفريقيا الذي ينمو في الأراضي الرَّمليةِ الخَشِنةِ التي لا تَحتفظُ بطبيعتِها بكمِّيَّاتٍ كبيرة من الماء. وهو في هذا يخالفُ المألوفَ عن بقية أفرادِ الفصيلةِ السَّعديةِ، التي تعيش غالبا في الأراضي الغَدِقةِ أي ذاتِ الماءِ الوفيرِ.
وينمو البَردِي في المستنقعاتِ، ويُثَبِّتُ جذورَه في التُربة المُشَبَّعةُ بالماء حيث تَمتدُّ ريزوماتُه الخَشبيَّةُ (سُوقَهُ الأرضية الأُفقيةُ) وتعطِي سُوقاً قائمةً ذات أضلاعٍ ثلاثةٍ، ترتفعُ من 2 إلى 4.5 متر. وتَحملُ السوقُ المُزهِرَةُ في قِمتِها عددا كبيرا من الفروع تَخْرُجُ من نقطةٍ واحدةٍ ولذا تُعرَفُ بالأشعةِ. ويَحْمِلُ كلُّ شعاعٍ عددا كبيرا من الأزهارِ الصغيرةِ تَتَجَمَّع في سنابلَ.
ويَجدُرُ بالذِّكرِ أنَّ نباتَ البَردِي الذي كان منتشـرا في مساحات واسعةٍ في مصـرَ القديمةِ قد اختفَى تماما. وقد عُثِرَ عليه مُؤخَّراً في بحيرةِ أمِّ رَشا في وادي النطرونِ قُربَ طريقِ القاهرةِ – الإسكندريةِ الصحراوِي. وما زال النبات موجودا في السودان في النيلَ الأبيض وفروعِه.
وقد استَعَمَلَ المصـريون القدماءُ نباتَ البَردِي في صُنعِ ورق الكتابةِ (الشَّكل:2) وورقِ التعبئةِ، والحُصـْرِ والحِبال والأشرِعة، واستعملوا جذورَه وقودا. ولكنْ كان استعمالُه الأكثرُ شهرةً في صنع ورق الكتابةِ الذي يُنسَبُ إلى الأسرة الثالثة (4500 سنة قبل الميلاد). وكان لُبُّ الساقِ يُشقَّق طوليًا إلى شرائحَ، تُوضَعُ مُتوازية جَنْبًا إلى جنْب، ثم تَوضعُ فوقَها طبقةٌ أخرى من شرائحَ تتعامدُ على شرائحِ الطبقةِ الأولى، وتُلصَقُ الشـرائحُ وتُجفَّفَ وتُضغطُ.
وظلَّت مصـرُ تحْتَكِرُ إنتاج ورق البردِي الذي أصبح المنتوجَ الاقتصادي الأول للتصدير، وظلت أوروبا تَستعمل صحائفَ البَردِي حتى القرنِ الثاني الميلادي على الأقل، وربما حتى نهايةِ القرنِ العاشرِ الميلادي. وبعد اضمِحْلالِ الصناعةِ في مصـرَ، قامت صِقلَّيةُ بصنعِ صحائفِ البَردِي ولكنها كانت أقلَّ جودةً من الصحائف المصـريةِ. وكان ظهور البارْشمانِ سببًا رئيسيًا في صرف الاهتمامِ عَنْ صنع أوراقِ البردِي. ويَحضـَّر البارشمان بمعالجة جلود الماعز والضأن بالجِير. وهو يُمثِّل سطحا أكثر ملاءمةً للكتابة من ورق البَردِي.
وتَحتِفظُ المتاحفُ العالميةُ في لندنَ وباريس وفينا وليننجرادَ والقاهرة بالكثير من صحائف البَردِي، يبلَغُ طولُ بعضها 40 مترا أو أكثرَ. وبعضُ المؤرخِّين يعتَقدُ أنَّ البَردِي من النَّبَاتَات الَّتِي غيَّرَت وجهَ التَّاريخ. ويقولُ ليونارد دافنشـي العالمُ المهندس الفنانُ الإيطاليُّ (1452 – 1519): "لقد حَفِظَتْ صحائفُ البَردِي أفكارَ الرجالِ وأعمالهم".
• الاستعمال الطبِّيّ:
كان لِنَبَاتِ البردِيّ عددٌ من الاستعملات الطبِّية في الماضي، ولكنَّه أصبح قليل الاستخدام في الوقت الحاضر، أو ربما أنَّه لا يستخدم على الإطلاق في مجال التَّداوي.
يبدو أنَّ الاستخدام الرئيسي قد اقتصر على أوراق البردي المحترقة والتي اشتهر رمادها بتأثير الفحم المسحوق واستخدم في علاج بعض أمراض العيون ، وتسريع عمليَّة التئام الْجُرُوح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ