نَبْذَة تعريفيَّة عامَّة عن نَبَاتِ القَمْح.
يعدّ القَمْحُ وَبالفَرنسيَّة «Blé»، وبالإنجلزيَّة «Wheat» طليعة المحاصيل الاستراتيجيّة العالمية بحكم أهميّته الغذائيّة التّي تشكّل مصدرًا غذائيًا لأكثر من 35% من سكان العالم. وهو من أهمّ محاصيل الحبوب، ينتمي إلى الفصيلة النجيلية «Gramineae» ويغطي أكبر مساحة مزروعة على سطح الأرض بالمقارنة مع المحاصيل الغذائية الأخرى.
• وَصْفٌ عَامّ:
يُعَدُّ القَمْحُ (الحِنْطَةُ) أَهَمَّ مَحاصيلِ الحُبوبِ حيثُ يحتلُّ المَرْتَبَةَ الأُولَى، سواءٌ من حيثُ المِساحَةُ المزروعَةُ أو من ناحِيَةِ الإنْتاجِ العالَمِيِّ.
وقَدْ عُرِفَتْ زراعةُ القمحِ منذُ زَمَنٍ قَديمٍ، وتُعَدُّ مناطقُ وَسَطِ آسْيا ووديانُ دِجْلَةَ والفُراتِ المَوْطِنَ الأَصْلِيَّ لِهذا المَحْصولِ.
ولكنْ تنتشرُ زِراعَةُ القَمْحِ الآنَ في كلِّ بلادِ المِنْطَقَةِ المُعْتَدِلَةِ من العالَمِ، إذْ هو يُمَثَّلُ جزءًا رَئيسِيًّا في الغِذاءِ البَشَرِيَّ لكَثيرٍ من الدُّوَلِ.
ويُعْتَمَدُ علَى القَمْحِ في عَمَلِ أَصْنافِ الخُبْزِ والمَكَرونَةِ في مُعْظَمِ بلادِ العالَمِ نظرًا لِخصائِصِ الغُلوتينُ في الحَبَّةِ (وهو نوعٌ من البُروتيِن يُعْطِي مَطَّاطِيَّةً لِلْعَجينِ النّاتِجِ من دقيقِ القَمْحِ)، وهذا يَجْعَلُ دَقيقَ القَمْحِ أَكْثَرَ مُلاءَمَةً لِعَمَلِ الخُبْزِ الجَيَّدِ مُقَارَنًا بأَنْواعِ الحبوبِ الأُخْرَى.
ويَتَمَيَّزُ دقيقُ القَمْحِ بِسُهولَةِ هَضْمِهِ وسَواغِ طَعْمِهِ. ويُقَدَّرُ ما يُوَلَدُهُ الكيلوغرامُ من الخبزِ بين 2000 و 2500 سُعْرٍ غِذائِيًّ ، إضافةً إلَى ما يحويهِ من البُروتينياتِ والكَرْبوهيدْراتِ والدُّهونِ والفيتاميناتِ وغَيْرِها ، كما تَسْتَخْدَمُ مُخَلَّفاتُ القَمْحِ غذاءٍ جَيَّدًا لِحيواناتِ المَزْرَعَةِ.
ويُزْرَعُ القَمْحُ في المَناطِقِ الحَارَّةِ في الخَريفِ لِيُحْصَدَ في الصَّيْفِ. وهذا فيما يُسَمَّى الأَقْماحَ الشَّتْوِيَّةَ ، كما في مُعْظَمِ البُلْدانِ العَرَبِيَّةِ.
أمًّا في المناطِقِ البارِدَةِ فيُزْرَعُ القمحُ في بِدايَةِ الرَّبيعِ لِيُحْصَدَ قَبْلَ حُلولِ الشَّتاءِ ، وهذا فيما يُسَمَّى الأَقماحَ الرَّبيعِيَّةَ ، كما في مُعْظَمِ البُلْدانِ الأُوروبِيَّةِ.
ويوجدُ نحوُ 18 نوعًا مِنَ القَمْحِ، مُقَسَّمَةً بِحَسَبِ عَدَدِ الكُروموسوماتِ فيها، وكَذَلِكَ بحسبِ التَّرْكيبِ الشَّكْلِيَّ للنّباتاتِ. وتُعَدُّ الأقْماحُ السُّداسِيَّةُ، والّتي يَتْبَعُها قَمْحُ الخُبْزِ ، أَهَمَّها علَى الإطْلاقِ.
ويُسَمَّى قَمْحُ الخُبْزِ علميًّا «تِريتِيْكَمْ إيستيفم = Triticum aestivum» (الشكل:1) ولكنْ هناكَ نوعٌ آخَرَ مهمٌّ، وهو قَمْحُ الحنطةِ الصَّلْدَةِ « تريتيكَمْ ديورَمْ = Triticum durum» (الشكل:2) وهو الّذي يُسْتَخْدَمُ في صِناعَةِ المَكَرونَةِ، حيثُ يَتَمَيَّزُ دَقيقُةُ بِقُوَّةِ شَبَكَةِ الغُلوتينِ، وهذا يُكْسِبُ العجينَ النَّاتِجَ منه القابِلِيَّةَ للتَّشْكيلِ.
ولهذا فهو أَكْثَرُ مُلاءَمَةً لصِناعَةِ الأصنافِ المختلِفَةِ مِنَ المَكَرونَةِ «pâtes alimentaires».
وتُنْتِجُ الدُّوَلُ العَرَبِيَّةُ نحو 17 مليونَ طُنًّ من حبوبِ القَمْحِ. وهذا الإنْتاجُ يَقِلُّ كثيرًا عَنْ حاجَةِ الاسْتهلاكِ في مُعْظَمِ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ فتَسْتَوْرِدُ أَكْثَرَ من 60% من احْتياجاتِها من الدُّوَلِ ذاتِ الفَائِضِ في الإنْتاجِ ، مثل الوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ وأُسْترالْيا وروسيا وأوكرانيا وكَنَدا وفَرَنْسا.
ونباتُ القَمْحِ يتبعُ الفصيلةَ النَّجيلِيَّةَ الّتي تَتَمَيَّزُ بِأَوْراقِها الشَّريطِيَّةِ ، وجُذورِها السَّطْحِيَّةِ وأَزْهارِها الّتي تَتَجَمَّعُ في شَكْلِ سُنْبُلَةٍ .
وحَبَّةُ القَمْحِ تُعْطِي عددًا مِنَ الفُروعِ القَاعِدِيَّةِ بَعْدَ إِنْباتِها ، قَدْ يَصِلُ إلَى عشرين ، مُعْظَمُها يَحْمِلُ سنابِلَ تَحْمِلُ بِدَوْرِها عددًا كبيرًا من الحُبوبِ قَدْ يبلغُ المِئَةَ.
وطَبيعَةُ نُمُوَّ القَمْحِ الكَثيفَةِ تجعَلُ حُقولَهُ شَرِهَة في اسْتِهلاكِ العَناصِرِ الغِذائِيَّةِ مِنَ التُّرْبَةِ ، مثل النَّيْتروجين ، ولِذا يَجِبُ إِضَافَةُ هذا العُنْصرِ في شَكْلِ أَسْمِدَةٍ كيمياوِيَّةٍ نيتروجينِيَّةٍ.
ويحتاجُ القَمْحُ إلَى تُرْبَةٍ طينيةٍ خِصْبَةٍ مُتَماسِكَةٍ ذاتِ تَهْوِيَةٍ جَيَّدَةٍ تَحْتَوِي علَى مُحْتَوًى معقولٍ مِنَ المادَّةِ العُضْوِيَّةِ. ولا تَنْجَحُ زِراعَتُه في الأَراضِي المِلْحِيَّةِ أو الغَدِقَةِ ( ذاتِ مُسْتَوَى ماءٍ أَرْضِيًّ مُرْتَفِعٍ ).
ويُزْرَعُ «القَمْحُ الشَّتْوِيُّ» عادةً قبلَ حُلولِ الشَّتاءِ ، في شَهْرَيْ أكتوبَر ونوفَمْبِر ، ويُزْرَعُ بآلاتِ «التَّسْطيرِ» في مِساحاتٍ شاسِعَةٍ .
تُجَهَّزُ الأَرْضُ جَيَّدًا بِحَرْثِها وتسْوِيَتِها ، ثُمَّ تُسْتَخْدَمُ آلاتُ التَّسْطيرِ الّتي تَضَعُ التَّقاوِي في سطورٍ ، المَسَافَةُ بَيْنَها نحوُ 30 سنتيمترًا.
وفي المَناطِقِ المُمْطِرَةِ ، تُجَهَّزُ أَرْضُ القَمْحِ بالطَّريقَةِ السَّابِقَةِ ، ثُمَّ تُنْشَرُ تَقَاوِي القَمْحِ بَعْدَ سُقوطِ الأَمطارِ وجَفافِ التُّرْبَةِ الجَفافَ المُناسِبَ.
وكما ذَكَرْنا يحتاجُ نباتُ القَمْحِ إلَى سِمادٍ نيتروجينِيًّ بِمْقْدارِ 75 كيلوغرامًا مِنْ أَيَّ سِمادٍ مُناسِبٍ ، تُضافُ علَى 3 دَفَعاتٍ : عِنْدَ الزَّراعَةِ ، وقَبْلَ الرَّيَّةِ الأُولَى ، وقَبْلَ الرَّيَّةِ الثّانِيَةِ.
ويُرْوَى القَمْحُ بينَ أَربع ريات وخَمْسٍ بِحَسَبِ المِنْطَقَةِ ، ودَرَجَةِ الحَرارَةِ. ويجبُ أَنْ يكونَ الرَّيُّ مُعْتَدِلاً ، ولا تزيدُ الفَتْرَةُ بَيْنَ الرَّيَّاتِ علَى 3 – 4 أسابيعَ.
وفي المِساحاتِ الَتي تَعْتَمِدُ علَى نُظُمِ الرَّيَّ الحديثَةِ ، يُرْوَى بالرَّشَّ ، وعندئذٍ لا تزيدُ الفَتْرَةُ بَيْنَ الرَّيَّاتِ علَى أُسبوعٍ واحدٍ ، بِحَسَبِ نَوْعِ التُّرْبَةِ والمُناخِ السَّائِدِ في المِنْطَقَةِ فمثلاً قَدْ تُرْوَى الأَراضِي الرَّمْلِيَّةُ المُنْزَرِعَةُ بالقَمْحِ بالرَّشَّ كلَّ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ.
ويَمْكُثُ القمحُ في الأرْضِ نحو سِتَّةِ شهورٍ ، بحسب الصنف المنزرع ودرجة الحرارَةِ السَّائِدَةِ.
ويَتِمُّ حصادُ القَمْحِ في طَوْرِ النُّضْجِ الأَصْفَرِ ، حَيْثُ لا تكونُ الحبوبُ شديدةَ الصَّلابَةِ ، فَيَسْهُلُ انْفرِاطُها في الأَرْضِ ويضيعُ المحصولُ وبخاصَّةٍ عِنْدَ الحَصادِ الآلِيَّ.
وبَعْدَ الحصادِ تَتِمُّ عَمَلِيَّةُ الدَّرْسِ ، والغَرَضُ مِنْها تَفْتيتُ النَّباتاتِ لأَجْزاءٍ صغيرَةٍ تحتوِي علَى القَشَّ والحُبوبِ .
ثُمَّ تَتِمُّ بعدَ ذلِكَ عَمَلِيَّة التَّذْرِيَةِ ، وفيها تُفْصَلَ الحبوبُ عَن القَّشَّ ( «التَّبْنِ» )، ثُمَّ يُكْبَس التَّبْنُ في شَكْلِ بالاتٍ ويُخْزَنُ كي يُتَخَذَّ علفًا لِلْحيواناتِ ، ويُعْطِي الفَدَّانُ نحو 15 إردبًّا مِنَ القَمْحِ. والإرْدَبُّ هو وَحْدَةُ حَجْمٍ تساوِي 198 لِتْرًا. ويَصِلُ وَزْنُ إرْدَبَّ القَمْحِ إلَى نحو 150 كيلوغرامًا.
• من فوائده:
1- زيادة طاقة وحيوية الجسم.
2- تحسين عمليات الأيض (قوّة التجدُّد والبناء والهدم).
3- الحماية من حصى المرارة.
4- تحسين صحة جهاز الدوران.
5- المساهمة في خفض احتمالية الإصابة بمرض السكري من النمط 2.
6- للقمح دور كبير في السيطرة على مستويات سكر الدم بشكل عام والحفاظ عليها في حدود صحية، الأمر الذي يجعله مفيدًا بشكل خاص لمرضى السكري.
7- تقليل إحتمالية الإصابة بسرطان القولون والثَّدْي.
8- تنظيف الكبد من السموم.
8- تحسين صحة بكتيريا الأمعاء الجيدة.
9- الحماية من خلل الهرمونات.
• تنوِّيهٌ:
وفي الأخير ننوِّه أنَّ القمح يتمتع بخصائص قوية مضادة للأورام السرطانية والأمراض الأخرى. وأوضح الباحثون أن العنصر النشط في حبوب القمح الكاملة هو مضاد قوي للأكسدة يعرف باسم أورثوفينول «orthophenols» الذي يملك القدرة على قتل خلايا السرطان، ويتوافر في منتجات القمح الكاملة بينما يندر وجوده في المنتجات المعالجة والمصفاة كالخبز الأبيض.
كما يجب الحذر من تناول القمح من قبل الفئات الآتية: المصابين بالداء الزلاقي (السيلياك «maladie cœliaque» .
يعدّ القَمْحُ وَبالفَرنسيَّة «Blé»، وبالإنجلزيَّة «Wheat» طليعة المحاصيل الاستراتيجيّة العالمية بحكم أهميّته الغذائيّة التّي تشكّل مصدرًا غذائيًا لأكثر من 35% من سكان العالم. وهو من أهمّ محاصيل الحبوب، ينتمي إلى الفصيلة النجيلية «Gramineae» ويغطي أكبر مساحة مزروعة على سطح الأرض بالمقارنة مع المحاصيل الغذائية الأخرى.
• وَصْفٌ عَامّ:
يُعَدُّ القَمْحُ (الحِنْطَةُ) أَهَمَّ مَحاصيلِ الحُبوبِ حيثُ يحتلُّ المَرْتَبَةَ الأُولَى، سواءٌ من حيثُ المِساحَةُ المزروعَةُ أو من ناحِيَةِ الإنْتاجِ العالَمِيِّ.
وقَدْ عُرِفَتْ زراعةُ القمحِ منذُ زَمَنٍ قَديمٍ، وتُعَدُّ مناطقُ وَسَطِ آسْيا ووديانُ دِجْلَةَ والفُراتِ المَوْطِنَ الأَصْلِيَّ لِهذا المَحْصولِ.
ولكنْ تنتشرُ زِراعَةُ القَمْحِ الآنَ في كلِّ بلادِ المِنْطَقَةِ المُعْتَدِلَةِ من العالَمِ، إذْ هو يُمَثَّلُ جزءًا رَئيسِيًّا في الغِذاءِ البَشَرِيَّ لكَثيرٍ من الدُّوَلِ.
ويُعْتَمَدُ علَى القَمْحِ في عَمَلِ أَصْنافِ الخُبْزِ والمَكَرونَةِ في مُعْظَمِ بلادِ العالَمِ نظرًا لِخصائِصِ الغُلوتينُ في الحَبَّةِ (وهو نوعٌ من البُروتيِن يُعْطِي مَطَّاطِيَّةً لِلْعَجينِ النّاتِجِ من دقيقِ القَمْحِ)، وهذا يَجْعَلُ دَقيقَ القَمْحِ أَكْثَرَ مُلاءَمَةً لِعَمَلِ الخُبْزِ الجَيَّدِ مُقَارَنًا بأَنْواعِ الحبوبِ الأُخْرَى.
ويَتَمَيَّزُ دقيقُ القَمْحِ بِسُهولَةِ هَضْمِهِ وسَواغِ طَعْمِهِ. ويُقَدَّرُ ما يُوَلَدُهُ الكيلوغرامُ من الخبزِ بين 2000 و 2500 سُعْرٍ غِذائِيًّ ، إضافةً إلَى ما يحويهِ من البُروتينياتِ والكَرْبوهيدْراتِ والدُّهونِ والفيتاميناتِ وغَيْرِها ، كما تَسْتَخْدَمُ مُخَلَّفاتُ القَمْحِ غذاءٍ جَيَّدًا لِحيواناتِ المَزْرَعَةِ.
ويُزْرَعُ القَمْحُ في المَناطِقِ الحَارَّةِ في الخَريفِ لِيُحْصَدَ في الصَّيْفِ. وهذا فيما يُسَمَّى الأَقْماحَ الشَّتْوِيَّةَ ، كما في مُعْظَمِ البُلْدانِ العَرَبِيَّةِ.
أمًّا في المناطِقِ البارِدَةِ فيُزْرَعُ القمحُ في بِدايَةِ الرَّبيعِ لِيُحْصَدَ قَبْلَ حُلولِ الشَّتاءِ ، وهذا فيما يُسَمَّى الأَقماحَ الرَّبيعِيَّةَ ، كما في مُعْظَمِ البُلْدانِ الأُوروبِيَّةِ.
ويوجدُ نحوُ 18 نوعًا مِنَ القَمْحِ، مُقَسَّمَةً بِحَسَبِ عَدَدِ الكُروموسوماتِ فيها، وكَذَلِكَ بحسبِ التَّرْكيبِ الشَّكْلِيَّ للنّباتاتِ. وتُعَدُّ الأقْماحُ السُّداسِيَّةُ، والّتي يَتْبَعُها قَمْحُ الخُبْزِ ، أَهَمَّها علَى الإطْلاقِ.
ويُسَمَّى قَمْحُ الخُبْزِ علميًّا «تِريتِيْكَمْ إيستيفم = Triticum aestivum» (الشكل:1) ولكنْ هناكَ نوعٌ آخَرَ مهمٌّ، وهو قَمْحُ الحنطةِ الصَّلْدَةِ « تريتيكَمْ ديورَمْ = Triticum durum» (الشكل:2) وهو الّذي يُسْتَخْدَمُ في صِناعَةِ المَكَرونَةِ، حيثُ يَتَمَيَّزُ دَقيقُةُ بِقُوَّةِ شَبَكَةِ الغُلوتينِ، وهذا يُكْسِبُ العجينَ النَّاتِجَ منه القابِلِيَّةَ للتَّشْكيلِ.
ولهذا فهو أَكْثَرُ مُلاءَمَةً لصِناعَةِ الأصنافِ المختلِفَةِ مِنَ المَكَرونَةِ «pâtes alimentaires».
وتُنْتِجُ الدُّوَلُ العَرَبِيَّةُ نحو 17 مليونَ طُنًّ من حبوبِ القَمْحِ. وهذا الإنْتاجُ يَقِلُّ كثيرًا عَنْ حاجَةِ الاسْتهلاكِ في مُعْظَمِ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ فتَسْتَوْرِدُ أَكْثَرَ من 60% من احْتياجاتِها من الدُّوَلِ ذاتِ الفَائِضِ في الإنْتاجِ ، مثل الوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ وأُسْترالْيا وروسيا وأوكرانيا وكَنَدا وفَرَنْسا.
ونباتُ القَمْحِ يتبعُ الفصيلةَ النَّجيلِيَّةَ الّتي تَتَمَيَّزُ بِأَوْراقِها الشَّريطِيَّةِ ، وجُذورِها السَّطْحِيَّةِ وأَزْهارِها الّتي تَتَجَمَّعُ في شَكْلِ سُنْبُلَةٍ .
وحَبَّةُ القَمْحِ تُعْطِي عددًا مِنَ الفُروعِ القَاعِدِيَّةِ بَعْدَ إِنْباتِها ، قَدْ يَصِلُ إلَى عشرين ، مُعْظَمُها يَحْمِلُ سنابِلَ تَحْمِلُ بِدَوْرِها عددًا كبيرًا من الحُبوبِ قَدْ يبلغُ المِئَةَ.
وطَبيعَةُ نُمُوَّ القَمْحِ الكَثيفَةِ تجعَلُ حُقولَهُ شَرِهَة في اسْتِهلاكِ العَناصِرِ الغِذائِيَّةِ مِنَ التُّرْبَةِ ، مثل النَّيْتروجين ، ولِذا يَجِبُ إِضَافَةُ هذا العُنْصرِ في شَكْلِ أَسْمِدَةٍ كيمياوِيَّةٍ نيتروجينِيَّةٍ.
ويحتاجُ القَمْحُ إلَى تُرْبَةٍ طينيةٍ خِصْبَةٍ مُتَماسِكَةٍ ذاتِ تَهْوِيَةٍ جَيَّدَةٍ تَحْتَوِي علَى مُحْتَوًى معقولٍ مِنَ المادَّةِ العُضْوِيَّةِ. ولا تَنْجَحُ زِراعَتُه في الأَراضِي المِلْحِيَّةِ أو الغَدِقَةِ ( ذاتِ مُسْتَوَى ماءٍ أَرْضِيًّ مُرْتَفِعٍ ).
ويُزْرَعُ «القَمْحُ الشَّتْوِيُّ» عادةً قبلَ حُلولِ الشَّتاءِ ، في شَهْرَيْ أكتوبَر ونوفَمْبِر ، ويُزْرَعُ بآلاتِ «التَّسْطيرِ» في مِساحاتٍ شاسِعَةٍ .
تُجَهَّزُ الأَرْضُ جَيَّدًا بِحَرْثِها وتسْوِيَتِها ، ثُمَّ تُسْتَخْدَمُ آلاتُ التَّسْطيرِ الّتي تَضَعُ التَّقاوِي في سطورٍ ، المَسَافَةُ بَيْنَها نحوُ 30 سنتيمترًا.
وفي المَناطِقِ المُمْطِرَةِ ، تُجَهَّزُ أَرْضُ القَمْحِ بالطَّريقَةِ السَّابِقَةِ ، ثُمَّ تُنْشَرُ تَقَاوِي القَمْحِ بَعْدَ سُقوطِ الأَمطارِ وجَفافِ التُّرْبَةِ الجَفافَ المُناسِبَ.
وكما ذَكَرْنا يحتاجُ نباتُ القَمْحِ إلَى سِمادٍ نيتروجينِيًّ بِمْقْدارِ 75 كيلوغرامًا مِنْ أَيَّ سِمادٍ مُناسِبٍ ، تُضافُ علَى 3 دَفَعاتٍ : عِنْدَ الزَّراعَةِ ، وقَبْلَ الرَّيَّةِ الأُولَى ، وقَبْلَ الرَّيَّةِ الثّانِيَةِ.
ويُرْوَى القَمْحُ بينَ أَربع ريات وخَمْسٍ بِحَسَبِ المِنْطَقَةِ ، ودَرَجَةِ الحَرارَةِ. ويجبُ أَنْ يكونَ الرَّيُّ مُعْتَدِلاً ، ولا تزيدُ الفَتْرَةُ بَيْنَ الرَّيَّاتِ علَى 3 – 4 أسابيعَ.
وفي المِساحاتِ الَتي تَعْتَمِدُ علَى نُظُمِ الرَّيَّ الحديثَةِ ، يُرْوَى بالرَّشَّ ، وعندئذٍ لا تزيدُ الفَتْرَةُ بَيْنَ الرَّيَّاتِ علَى أُسبوعٍ واحدٍ ، بِحَسَبِ نَوْعِ التُّرْبَةِ والمُناخِ السَّائِدِ في المِنْطَقَةِ فمثلاً قَدْ تُرْوَى الأَراضِي الرَّمْلِيَّةُ المُنْزَرِعَةُ بالقَمْحِ بالرَّشَّ كلَّ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ.
ويَمْكُثُ القمحُ في الأرْضِ نحو سِتَّةِ شهورٍ ، بحسب الصنف المنزرع ودرجة الحرارَةِ السَّائِدَةِ.
ويَتِمُّ حصادُ القَمْحِ في طَوْرِ النُّضْجِ الأَصْفَرِ ، حَيْثُ لا تكونُ الحبوبُ شديدةَ الصَّلابَةِ ، فَيَسْهُلُ انْفرِاطُها في الأَرْضِ ويضيعُ المحصولُ وبخاصَّةٍ عِنْدَ الحَصادِ الآلِيَّ.
وبَعْدَ الحصادِ تَتِمُّ عَمَلِيَّةُ الدَّرْسِ ، والغَرَضُ مِنْها تَفْتيتُ النَّباتاتِ لأَجْزاءٍ صغيرَةٍ تحتوِي علَى القَشَّ والحُبوبِ .
ثُمَّ تَتِمُّ بعدَ ذلِكَ عَمَلِيَّة التَّذْرِيَةِ ، وفيها تُفْصَلَ الحبوبُ عَن القَّشَّ ( «التَّبْنِ» )، ثُمَّ يُكْبَس التَّبْنُ في شَكْلِ بالاتٍ ويُخْزَنُ كي يُتَخَذَّ علفًا لِلْحيواناتِ ، ويُعْطِي الفَدَّانُ نحو 15 إردبًّا مِنَ القَمْحِ. والإرْدَبُّ هو وَحْدَةُ حَجْمٍ تساوِي 198 لِتْرًا. ويَصِلُ وَزْنُ إرْدَبَّ القَمْحِ إلَى نحو 150 كيلوغرامًا.
• من فوائده:
1- زيادة طاقة وحيوية الجسم.
2- تحسين عمليات الأيض (قوّة التجدُّد والبناء والهدم).
3- الحماية من حصى المرارة.
4- تحسين صحة جهاز الدوران.
5- المساهمة في خفض احتمالية الإصابة بمرض السكري من النمط 2.
6- للقمح دور كبير في السيطرة على مستويات سكر الدم بشكل عام والحفاظ عليها في حدود صحية، الأمر الذي يجعله مفيدًا بشكل خاص لمرضى السكري.
7- تقليل إحتمالية الإصابة بسرطان القولون والثَّدْي.
8- تنظيف الكبد من السموم.
8- تحسين صحة بكتيريا الأمعاء الجيدة.
9- الحماية من خلل الهرمونات.
• تنوِّيهٌ:
وفي الأخير ننوِّه أنَّ القمح يتمتع بخصائص قوية مضادة للأورام السرطانية والأمراض الأخرى. وأوضح الباحثون أن العنصر النشط في حبوب القمح الكاملة هو مضاد قوي للأكسدة يعرف باسم أورثوفينول «orthophenols» الذي يملك القدرة على قتل خلايا السرطان، ويتوافر في منتجات القمح الكاملة بينما يندر وجوده في المنتجات المعالجة والمصفاة كالخبز الأبيض.
كما يجب الحذر من تناول القمح من قبل الفئات الآتية: المصابين بالداء الزلاقي (السيلياك «maladie cœliaque» .