عبد الرزاق معاذ ..مايكتبه بعض الفنانين اليوم في مجال نقد الفنانين الرواد الاوائل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبد الرزاق معاذ ..مايكتبه بعض الفنانين اليوم في مجال نقد الفنانين الرواد الاوائل

    عندما اقرأ مايكتبه بعض الفنانين اليوم في مجال نقد الفنانين الرواد الاوائل، اشعر انهم لم يعتبروا ويفهموا بأن هؤلاء الذين يفصل بينهم وبين هؤلاء جيلين عمريا وفنيا، وهم بالتالي عمريا وفنيا اجدادهم ! واليوم يفترض من الشخص "المهذب " أن يوقر جده على الاقل ان لم نقل يحبه !
    هذا الجد لم يجد ماوجده الاحفاد من كثير من التسهيلات والاعتراف من انهم يمارسون مهنة عالية القيمة، ولم يجد هؤلاء في الغالب كليات فنون ولا صالات ولا حتى مهنة يمارسونها في كثير من الاحيان ..كم قاسى توفيق طارق مثلا ومعاصروه …واذكر في وثيقة كتبها احد الباحثين الفرنسيين في دمشق في العشرينات يقول فيها : "خالد معاذ لم تكن تنقصه الموهبة لكن ماينقصه هو ان يجد عملا يعتاش منه"..او مثلا فنان مثل عبدالوهاب ابوالسعود لجأ للمسرح الذي كان يؤمن ربما رزقا اكثر من الرسم. وخالد معاذ عندما ترك تدريس الرسم في المعهد الفرنسي بدمشق عام ١٩٢٨ لخلافه مع مديره فتح ورشة لصنع الاثاث على الطراز الشرقي واضطر ان يلتحق بأي وظيفة لها علاقة بالفن وليطور نفسه من خلالها مثل عمله في الاثار والذي اصبح مهنته الاصلية. وكانت زوجة توفيق طارق، كما روى لي بعض من عرفها، تسمي لوحات زوجها" بالآرمات "لكون توفيق طارق كان يرسم الارمات وكانت لا تفرق بين الارمات واللوحات الفنية وقالت بعد وفاته لااعرف ماذا افعل بهذه الارمات !..
    عندما ننظر اليوم لاجدادنا نرى ان هؤلاء لم يتاح لهم ثقافة وتعليما كالذي اتيح لنا ولا اطلعوا على مااطلعنا عليه، ومع ذلك فنحن نحترمهم ونجلهم وهذا واجب علينا، ولا نستطيع ان نطبق معايير اليوم في النقد الفني عليهم دون الاخذ بعين الاعتبار الزمن الذي انتجوا فيه اعمالهم ، وكذلك الامر في مجال مجالات علمية وتاريخية حيث قلت لوالدي ان في كتابه الذي الفه من الدكتور سليم عبدالحق عن مشاهد دمشق الاثرية فيه خطأ في تحقيق احد المباني فكان ان نظر الي معاتبا وقال بأن المراجع المتاحة وقتها كانت محدودة جدا، كذلك الامر عندما روى لي مدراء المعهد الفرنسي للدراسات العربية نيكيتا اليسييف ان كتابه عن الف ليلة وليلة الصادر عام ١٩٥٩ قام بانتقاده باحث في الثمانينات دون الاخذ بعين الاعتبار متى كتب وضمن اية ظروف.
    من ناحية اخرى، عندما افتتح المعهد الفرنسي للاثار والفنون الاسلامية في قصر العظم بدمشق عام ١٩٢٢ انتسب اليه عددٍ لابأس به من الطلاب لكن هؤلاء سرعان ماانسحبوا عندما فهموا بأن الفن وقتها لا يطعم خبزا ! وبقي وقتها واستمر طالبان فقط هما عبدالوهاب ابو السعود وخالد معاذ والذي عين مدرسا للرسم في المعهد المذكور وكان لمجيء الباحث والاثاري الفرنسي جان سوفاجيه دور مهم في انخراطه في العمل الاثري كما اثر فيه الفنان الفرنسي دوفال فنيا.
    وأتجه الاخرون رغم موهبتهم لمجالات اخرى فقد اتجه جميل الكواكبي الى دراسة الطب على سبيل المثال بعد ترك الدراسة في ذلك المعهد.
    ومن المهم اليوم ان نكتب بحثا عنوانه: "ان تكون فنانًا تشكيليا ولد اواخر العصر العثماني "
    وننتظر بفارغ ان تنشر مذكرات سعيد تحسين وهي مذكرات نادرة من نوعها كون غالبية من يكتب المذكرات عندنا هم من الساسة واصحاب الشأن الحكومي والرسمي ، وننتظر ان نجد في هذه المذكرات صورة عن كيف ان تكون في فنانًا تشكيليا اوائل القرن العشرين .
    صحيح ان فنانين من تلك الفترة اتيحت فرصة الايفاد الى الغرب للدراسة كما حدث مع توفيق طارق وميشيل كرشه وخالد معاذ لكن ممارسة الفن في ايامهم والعيش من الفن لم يكن امرا سهلا وكما ذكر الراحل العزيز الياس زيات في مقابلة تلفزيونية اعدت مشاهدتها بعد رحيله عن متى اصبح الفن يطعم خبزا وذلك في فترة متأخرة نسبيا بالنسبة للرواد الاوائل الذي سماهم هو نفسه بالدراويش !
يعمل...
X