التفاتة متأخرة من الأوسكار إلى ممثلي هوليوود الآسيويين
عدد المرشحين من أصول آسيوية هذا العام يوازي عدد أفراد الفئة عينها الذين فازوا بجوائز أوسكار في الدورات السابقة.
الأحد 2023/03/12
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الموهبة تفرض نفسها
بعد أن كانت سينما هوليوود تقدم الأدوار الثانوية للممثلين من أصول آسيوية، كما كانت فرصهم قليلة في نيل جوائز الأوسكار، يدخل هؤلاء وأفلامهم تاريخ السينما من الباب العريض في الدورة الجديدة لحفل الأوسكار.
هوليوود (الولايات المتحدة) – هل يدخل الممثلون الأميركيون من أصول آسيوية وأفلامهم تاريخ السينما من الباب العريض خلال حفل الأوسكار؟ هذا التساؤل غير المسبوق يراود كثيرين عشية حفلة توزيع المكافآت السينمائية الأبرز في هوليوود، فيما يرى المعنيون بهذا الأمر أن هذا الاهتمام المستجد أتى “متأخراً جدا”.
وأمام ميشيل يوه وكي هيو كوان وستيفاني هسو فرصة للفوز بجائزة أوسكار بفضل أدائهم في فيلم “إفريثينغ إفريوير آل أت وانس”، وهو الأوفر حظاً للفوز بأوسكار أفضل فيلم، كما تنافس هونغ تشاو على جائزة أفضل ممثلة بدور ثانوي عن أدائها في فيلم “ذي وايل”.
بالتالي، فإن عدد المرشحين المتحدرين من أصول آسيوية هذا العام يوازي عدد أفراد الفئة عينها الذين فازوا بجوائز أوسكار في دورات الحفلة الخمس والتسعين كاملة، أي أربعة.
كذلك يُصنف الفيلم الهندي “آر آر آر” الأوفر حظاً لنيل جائزة أفضل أغنية، فيما رُشح كازوو إيشيغورو الحائز على جائزة نوبل للآداب للفوز بأوسكار أفضل سيناريو عن فيلم “ليفينغ”.
من هنا، قد تكون قائمة الفائزين بجوائز الأوسكار هذه السنة استثنائية. وقد تصبح الماليزية ميشيل يوه أول ممثلة من أصل آسيوي تفوز بجائزة أوسكار لأفضل ممثلة، لدورها كمهاجرة صينية اضطرت لإنقاذ الكون في فيلم “إفريثينغ إفريوير آل أت وانس”.
تاريخ حفلات الأوسكار لم يشهد فوز أكثر من ممثل آسيوي بجائزة خلال الأمسية نفسها. لكنّ هذا السيناريو قد يتغير هذا العام
ويتساءل جوناثان وانغ المنتج التايواني – الأميركي للفيلم “لماذا شخصيات البيض وحدها هي التي تخوض مغامرات ممتعة، فيما الأبطال الآسيويون والسود والمتحدرون من أميركا اللاتينية يُجبرون على المعاناة؟”.
وحصد هذا الفيلم المستقل الذي شارك في إخراجه دانيال كوان المتحدر من أصل صيني 11 ترشيحاً لجوائز الأوسكار، بعد أن حقق 100 مليون دولار على شباك التذاكر. ويثبت ذلك أن الجمهور يُقدّر القصص المجسدة بشكل مختلف.
ويقول وانغ “حان الوقت لتغيير مسار الأمور وسيتهافت الناس إلى دور العرض”.
وقد ولّى على ما يبدو الزمن الذي تطرق إليه عميد الممثلين في الفيلم جيمس هونغ البالغ 94 عاماً، والذي ذكّر في نهاية فبراير بأنّ هوليوود كانت تفضل سابقاً أن تمطّ أعين الممثلين البيض بشريط لاصق بدلاً من الاستعانة بأشخاص آسيويين في الأعمال السينمائية.
لكن الاعتراف الذي عبّرت عنه هذه الترشيحات أتى “متأخراً جدّاً”، وفق سنهال ديساي المدير الفني لفرقة “إيست ويست بلايرز” المسرحية التي أسسها هونغ بنفسه عام 1965 للترويج لممثلين من أصل آسيوي في لوس أنجلس.
ويشير ديساي إلى أن نجمة الفنون القتالية ميشيل يوه والممثل فيتنامي المولد كي هوي كوان الذي تعرف عليه الجمهور أولاً في الثمانينات في فيلم “إنديانا جونز أند ذي تمبل أوف دوم”، هما “فنانان يعملان في هذا الوسط منذ عقود”، وبالتالي فإن الاعتراف بموهبتهما “لم يكن يجب أن يستغرق كل هذا الوقت”.
وتؤكد العودة القوية لكي هوي هوان الذي اضطر لترك مهنة التمثيل لأكثر من 20 عاماً بسبب قلة الفرص، على التقصير المستمر في هوليوود تجاه هذه الفئة من الممثلين.
ويمكن أن تشهد كريستينا وونغ على ذلك، فهذه الكوميدية التي تقدم عرضاً فنياً انفرادياً شاركت في إنتاجه فرقة “إيست ويست بلايرز”، بدأت في كتابة أعمال خاصة، لأن ذلك شكّل الطريقة الوحيدة لها لتروي قصصها “الغريبة” كمهاجرة.
وقالت “لم يكن أمامي سوى هذا الخيار أو التقدم لتجارب أداء لإعلانات علكة”، مضيفة “لقد عشت هذه الحياة. وهي سيئة. إنها ليست مُرضية على الصعيد الإبداعي”. وبالنسبة إليها، لا يزال هناك “نقص في الفرص بشكل عام”.
لكن الممثلة التي رُشح عرضها أيضاً لجائزة بوليتزر المرموقة العام الماضي، ترى أيضاً أن نجاح فيلم “إفريثينغ إفريوير آل أت وانس” يشكل مؤشراً إيجابياً. وهي ترى أنّ “هناك جمهورا جاهزا ليتفاجأ” بالقصص الجديدة.
ومع ذلك، فإن إشراك المجتمعات الآسيوية في حفل توزيع جوائز الأوسكار لا يزال محدوداً للغاية. فقد رُشح 23 أداء فقط في المجموع، أو 1.2 في المئة من إجمالي الترشيحات منذ 95 عاماً، وفقاً لإحصاء أجرته صحيفة نيويورك تايمز. والشخص الوحيد الذي رُشح أكثر من مرة هو الممثل المتحدر من أصل هندي بن كينغسلي.
ولم يشهد تاريخ حفلات الأوسكار فوز أكثر من ممثل آسيوي بجائزة خلال الأمسية نفسها. لكنّ هذا السيناريو قد يتغير هذا العام.
وإذا تغيرت الأمور، فهذا أيضاً بفضل روح تكافل مستجدة، بحسب جويل كيم بوستر الممثل المولود في كوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن الممثلين القلائل المنتمين إلى فئات من الأقليات الذين نجحوا في صنع مسيرة لهم في هوليوود، اعتمدوا طويلاً سياسة “إغلاق الباب خلفهم”، في محاولة للاحتفاظ بالأدوار لأنفسهم. لكنه يبدي اعتقاداً بأن هذه العقلية “اختفت بدرجة كبيرة”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
عدد المرشحين من أصول آسيوية هذا العام يوازي عدد أفراد الفئة عينها الذين فازوا بجوائز أوسكار في الدورات السابقة.
الأحد 2023/03/12
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الموهبة تفرض نفسها
بعد أن كانت سينما هوليوود تقدم الأدوار الثانوية للممثلين من أصول آسيوية، كما كانت فرصهم قليلة في نيل جوائز الأوسكار، يدخل هؤلاء وأفلامهم تاريخ السينما من الباب العريض في الدورة الجديدة لحفل الأوسكار.
هوليوود (الولايات المتحدة) – هل يدخل الممثلون الأميركيون من أصول آسيوية وأفلامهم تاريخ السينما من الباب العريض خلال حفل الأوسكار؟ هذا التساؤل غير المسبوق يراود كثيرين عشية حفلة توزيع المكافآت السينمائية الأبرز في هوليوود، فيما يرى المعنيون بهذا الأمر أن هذا الاهتمام المستجد أتى “متأخراً جدا”.
وأمام ميشيل يوه وكي هيو كوان وستيفاني هسو فرصة للفوز بجائزة أوسكار بفضل أدائهم في فيلم “إفريثينغ إفريوير آل أت وانس”، وهو الأوفر حظاً للفوز بأوسكار أفضل فيلم، كما تنافس هونغ تشاو على جائزة أفضل ممثلة بدور ثانوي عن أدائها في فيلم “ذي وايل”.
بالتالي، فإن عدد المرشحين المتحدرين من أصول آسيوية هذا العام يوازي عدد أفراد الفئة عينها الذين فازوا بجوائز أوسكار في دورات الحفلة الخمس والتسعين كاملة، أي أربعة.
كذلك يُصنف الفيلم الهندي “آر آر آر” الأوفر حظاً لنيل جائزة أفضل أغنية، فيما رُشح كازوو إيشيغورو الحائز على جائزة نوبل للآداب للفوز بأوسكار أفضل سيناريو عن فيلم “ليفينغ”.
من هنا، قد تكون قائمة الفائزين بجوائز الأوسكار هذه السنة استثنائية. وقد تصبح الماليزية ميشيل يوه أول ممثلة من أصل آسيوي تفوز بجائزة أوسكار لأفضل ممثلة، لدورها كمهاجرة صينية اضطرت لإنقاذ الكون في فيلم “إفريثينغ إفريوير آل أت وانس”.
تاريخ حفلات الأوسكار لم يشهد فوز أكثر من ممثل آسيوي بجائزة خلال الأمسية نفسها. لكنّ هذا السيناريو قد يتغير هذا العام
ويتساءل جوناثان وانغ المنتج التايواني – الأميركي للفيلم “لماذا شخصيات البيض وحدها هي التي تخوض مغامرات ممتعة، فيما الأبطال الآسيويون والسود والمتحدرون من أميركا اللاتينية يُجبرون على المعاناة؟”.
وحصد هذا الفيلم المستقل الذي شارك في إخراجه دانيال كوان المتحدر من أصل صيني 11 ترشيحاً لجوائز الأوسكار، بعد أن حقق 100 مليون دولار على شباك التذاكر. ويثبت ذلك أن الجمهور يُقدّر القصص المجسدة بشكل مختلف.
ويقول وانغ “حان الوقت لتغيير مسار الأمور وسيتهافت الناس إلى دور العرض”.
وقد ولّى على ما يبدو الزمن الذي تطرق إليه عميد الممثلين في الفيلم جيمس هونغ البالغ 94 عاماً، والذي ذكّر في نهاية فبراير بأنّ هوليوود كانت تفضل سابقاً أن تمطّ أعين الممثلين البيض بشريط لاصق بدلاً من الاستعانة بأشخاص آسيويين في الأعمال السينمائية.
لكن الاعتراف الذي عبّرت عنه هذه الترشيحات أتى “متأخراً جدّاً”، وفق سنهال ديساي المدير الفني لفرقة “إيست ويست بلايرز” المسرحية التي أسسها هونغ بنفسه عام 1965 للترويج لممثلين من أصل آسيوي في لوس أنجلس.
ويشير ديساي إلى أن نجمة الفنون القتالية ميشيل يوه والممثل فيتنامي المولد كي هوي كوان الذي تعرف عليه الجمهور أولاً في الثمانينات في فيلم “إنديانا جونز أند ذي تمبل أوف دوم”، هما “فنانان يعملان في هذا الوسط منذ عقود”، وبالتالي فإن الاعتراف بموهبتهما “لم يكن يجب أن يستغرق كل هذا الوقت”.
وتؤكد العودة القوية لكي هوي هوان الذي اضطر لترك مهنة التمثيل لأكثر من 20 عاماً بسبب قلة الفرص، على التقصير المستمر في هوليوود تجاه هذه الفئة من الممثلين.
ويمكن أن تشهد كريستينا وونغ على ذلك، فهذه الكوميدية التي تقدم عرضاً فنياً انفرادياً شاركت في إنتاجه فرقة “إيست ويست بلايرز”، بدأت في كتابة أعمال خاصة، لأن ذلك شكّل الطريقة الوحيدة لها لتروي قصصها “الغريبة” كمهاجرة.
وقالت “لم يكن أمامي سوى هذا الخيار أو التقدم لتجارب أداء لإعلانات علكة”، مضيفة “لقد عشت هذه الحياة. وهي سيئة. إنها ليست مُرضية على الصعيد الإبداعي”. وبالنسبة إليها، لا يزال هناك “نقص في الفرص بشكل عام”.
لكن الممثلة التي رُشح عرضها أيضاً لجائزة بوليتزر المرموقة العام الماضي، ترى أيضاً أن نجاح فيلم “إفريثينغ إفريوير آل أت وانس” يشكل مؤشراً إيجابياً. وهي ترى أنّ “هناك جمهورا جاهزا ليتفاجأ” بالقصص الجديدة.
ومع ذلك، فإن إشراك المجتمعات الآسيوية في حفل توزيع جوائز الأوسكار لا يزال محدوداً للغاية. فقد رُشح 23 أداء فقط في المجموع، أو 1.2 في المئة من إجمالي الترشيحات منذ 95 عاماً، وفقاً لإحصاء أجرته صحيفة نيويورك تايمز. والشخص الوحيد الذي رُشح أكثر من مرة هو الممثل المتحدر من أصل هندي بن كينغسلي.
ولم يشهد تاريخ حفلات الأوسكار فوز أكثر من ممثل آسيوي بجائزة خلال الأمسية نفسها. لكنّ هذا السيناريو قد يتغير هذا العام.
وإذا تغيرت الأمور، فهذا أيضاً بفضل روح تكافل مستجدة، بحسب جويل كيم بوستر الممثل المولود في كوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن الممثلين القلائل المنتمين إلى فئات من الأقليات الذين نجحوا في صنع مسيرة لهم في هوليوود، اعتمدوا طويلاً سياسة “إغلاق الباب خلفهم”، في محاولة للاحتفاظ بالأدوار لأنفسهم. لكنه يبدي اعتقاداً بأن هذه العقلية “اختفت بدرجة كبيرة”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook