على صفحات مجلة سطور الأدبية نصي " الصداقات الظرفية..."
كل الشكر والامتنان للجهود الرائعة لإنجاز هذا العمل الثقافي في أجمل كيان...
تحية لكل من ساهم فيه وشكري الموصول للأستاذ الاعلامي احمد مالية للتقدير الجميل والثقة التي منحني اياها.
دامت نجاحاتكم في سبيل ثقافة راقية.
الصداقات الظرفية...
بقلم د. آمال صالح
منذ نشأتي تعلمت أن لكل شيء قيمة أساسية... أن المحبة والاحترام هما أعلى شيء.
كيف تكونت المفاهيم عندي...؟
هناك أشياء تتغلغل فينا... نحس بها أكثر مما نراها وتأثر في سلوكياتنا.
أن نحب ونساعد الآخر... أدركت في سن صغيرة أن الأشياء تأخذ قيمتها من خلال تعاملنا معها.
الكلمة هي المفتاح... تفتح القلوب القاسية... وأيضا ترمم القلوب المنكسرة...
احذروا من كل كلمة تتفوهون بها... أمي علمتني أن أتحاور مع الآخر بكل رحمة...
وحين كبرت... اكتشفت عالما مغايرا... كلمات مبطنة بألف سهم... لم أعرف يوما كيف أرد عليها...
تنتفض الروح من المعاملات التي تبعد الإنسان عن إنسانيته.
كانت هناك محطات من المد والجزر حتى أرسم لنفسي عالما متفردا يستطيع المقاومة... لا أريد أن أخسر نفسي...
كنت أقابل الصداقات بود وفرح... أتمادى في العطاء من قلب متوهج بنور المحبة ليضيء ما حوله ويسعد الآخر...
الصداقة هي المرآة... هي التقاسم لكل ما يمسنا من بعيد أو قريب... هي سند جميل حتى لا نشعربالوحدة...
كنت في عمق العلاقة أشعر أن العالم مازال بخير...تكون صداقات في ظروف حياتية ومهنية معينة... وترى بقلبك وصفاء نيتك أنها ثابتة ولن تتزعزع...
ثم تتغير الظروف... وبدون أية مبررات تجد نفسك مواجها الفراغ والنسيان... انتهت العلاقة بانتهاء ظرف خاص أو مهني...
الشخص الذي افضيت له بمكنونات روحك... لم يلتفت ولم يشد على يديك كما السابق...
كيف للعلاقات الإنسانية الآن والصداقات أن تتشكل من خلال
ظرف عابر؟؟!!!
لم أعد أستسيغ الآن أو أحتمل التوقف لمد هذا الجسر العميق بيني وبين الآخر...
اهتزت الكثير من المفاهيم عندي...
لا بد من الانتظار حتى أرى من جديد الأشياء بمنظور حيادي...
لا بد أن أترك الاحباطات تمر بسلام...
لأعيد السلام لنفسي...
وأنني لا أريد أن أخسر إيماني بالصداقات الحقيقية... بالبدايات والأشياء الرائعة التي قدمناها عربونا ومحبة للآخر...
الصداقات الظرفية ليست لي... فيا رب اجعل قلبي دوما
منارة للآخر... واجعل كل من حولي سعداء بإحساس الود الصافي الذي استمده من نبع الطفولة....!!!