وست (بنجامين)
West (Benjamin-) - West (Benjamin-)
وِست (بنجامين ـ)
(1738ـ 1820)
بنجامين وِست Benjamin West رسام ومصور أمريكي، ولد في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، زاول فن الرسم منذ طفولته بعفوية تامة ومن دون معلم، ويقال إنه تعلم من الهنود الحمر تلوين الرسوم بالمساحيق الترابية، مستخدماً في ذلك ريشة مصنوعة من وبر القطط، وقد أثار انتباه الناس من حوله فدعي إلى فيلادلفيا، حيث حظي بإعجاب الطبقة الأرستقراطية (النخبة) التي رعت موهبته وأسهمت في نموها.
وحين بلغ وِست الثالثة عشرة من عمره قرر أن يصير رساماً عظيماً ورفيقاً للملوك والأباطرة، وقد استطاع أن يحقق حلمه بفضل موهبته الفذة ودأبه في تنميتها، حتى غدا أبرز رسام للوجوه والصور الشخصية في فيلادلفيا التي أجرت اكتتاباً لمساعدته على متابعة دراسته في إيطاليا.
استقبلته روما عام 1760 بوصفه (رافايلو أمريكا) فعكف على دراسة الفنـون الاتباعية (الكلاسية)، واحتذى نهج الكلاسيين الجدد في التصوير، وكان صديقاً لـ ڤينكلمان Winckelmann، وحظي بتشجيع من رافائيل مينغز Raphael Mengs. كما دفعه طموحه إلى السفر إلى لندن عام 1764 ليصبح صديقاً للملك جورج الثالث George III الذي عينه رساماً رسمياً للبلاط الملكي، وأضحى خليفة للفنان الإنكليزي الشهير رينولدز [ر] Reynolds في رئاسة الأكاديمية الملكية لللفنون.
كان وِست يتحلى بصفات إنسانية نبيلة وأخـلاق كريمة إلى جـانب وسامته ورزانته، إضافة إلى موهبته المتفتحة التي صقلتها دراسته في روما وثقافته الواسعة. ومع أنه لم يخضع لتقاليد الفنـون الأوربية السائدة خضوعاً تاماً استطاع أن يحتلّ موقع الصدارة، إلى جانب عـدد من عظماء الفنانين الأوربيين إبان نصف قـرن من الـزمن؛ إذ تمكن من إنجاز أكثر من 258 لوحة بين عامي 1769ـ 1819.
وعلى الرغم من عدم تمكنه من العودة إلى موطنه الأصلي في أمريكا بقي على صلة وثيقة مع مواطنيه الأمريكيين الذين كانوا يرتادون مرسمه في لندن على امتداد أكثر من ربع قرن، يتلقون فيه فنون الرسم والتصوير، ولذلك عده مؤرخو الفن رائد المدرسة الأمريكية في فن التصوير.
تمثّل وِست في إيطاليا وإنكلترا القيم التصويرية الاتباعية التي كانت تنقص أسلافه من الفنانين الأمريكيين، لكنه كان يعبِّر من خلال لوحاته عن الأفكار والقيم الوطنية والاجتماعية التي حملها معه من بلاده، وبذلك كان في مقدمة الفنانين الذين أظهروا مفاهيم جديدة، أخذت تتبلور في لوحاته التي حملت ثقافة لملايين الأوربيين عن الحياة الأمريكية.
كان الكلاسيون الجدد من فناني أوربا (داڤيد David وأنغر Ingres) يرسمون الأحداث المعاصرة لهم في صيغ تلفيقية، تضفي جلال التاريخ اليوناني والروماني على شخوصهم، وذلك برسم آلهة اليونان إلى جانب الملوك المعاصرين، أو برسم القادة العسكريين في ثياب الرومان، لكن وِست حين رسم لوحة «موت الجنرال وولف «Wolfe ت(1770) التي تمثّل حصار (كوبيك) في الحرب بين الهنود الحمر والفرنسيين في عصره صوّر الجنود الأوربيين بأحذيتهم وألبستهم القرمزية المعتادة، على الرغم من محاولة الملك جورج الثالث إقناعه بتعديل هذه الملابس التي لا تليق إلا بالمطبوعات الشعبية، فجاءت لوحته صورة صادقة عن عصره، وثورة على التزييف الفني.
وحين رسم وِست لوحة «معاهدة وليم بن William Penn مع الهنود الحمر» عام 1771 عبَّر عن أخلاقيات الطبقة الوسطى أصدق تعبير، وبرهن على أن الفن يستطيع أن يستلهم أبطاله من عصره ومن الناس العاديين وبذلك سبق وِست الرسامين الفرنسيين (رواد الكلاسية المحدثة)، كما استطاع أن يضيف تأثيره الشخصي على لوحاته التي انتشرت في أوربا على شكل رسوم محفورة، فكان بذلك معلماً بارزاً في فن الحفر.
استطاع وِست أن ينشر الأسلوب الملحمي التهذيبي في التصوير من خلال لوحاته التاريخية التي أنجزها في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، كما في لوحة «هاجر وإسماعيل» المحفوظة في متحف ميتروبوليتان ـ لندن، ولوحة «الموت على جواد باهت» المحفوظة في متحف الفنون ـ فيلادلفيا. كما أنجز العديد من الأعمال التزيينية لقلعة وندسور Windsor وترك العديد من اللوحات الشخصية لمعاصريه أمثال الكولونيل غي جونسون Guy Johnson المحفوظة في نيو غاليري في واشنطن، وصورة السيد والسيدة بيكفورد Mr. and Mrs. Beckford المحفوظة في متحف ميتروبوليتان ـ لندن.
طاهر البني
West (Benjamin-) - West (Benjamin-)
وِست (بنجامين ـ)
(1738ـ 1820)
بنجامين وِست Benjamin West رسام ومصور أمريكي، ولد في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، زاول فن الرسم منذ طفولته بعفوية تامة ومن دون معلم، ويقال إنه تعلم من الهنود الحمر تلوين الرسوم بالمساحيق الترابية، مستخدماً في ذلك ريشة مصنوعة من وبر القطط، وقد أثار انتباه الناس من حوله فدعي إلى فيلادلفيا، حيث حظي بإعجاب الطبقة الأرستقراطية (النخبة) التي رعت موهبته وأسهمت في نموها.
وست بنجامين: «موت الجنرال وولف» (1770) |
وست بنجامين: «عصر الذهب» (1776) |
استقبلته روما عام 1760 بوصفه (رافايلو أمريكا) فعكف على دراسة الفنـون الاتباعية (الكلاسية)، واحتذى نهج الكلاسيين الجدد في التصوير، وكان صديقاً لـ ڤينكلمان Winckelmann، وحظي بتشجيع من رافائيل مينغز Raphael Mengs. كما دفعه طموحه إلى السفر إلى لندن عام 1764 ليصبح صديقاً للملك جورج الثالث George III الذي عينه رساماً رسمياً للبلاط الملكي، وأضحى خليفة للفنان الإنكليزي الشهير رينولدز [ر] Reynolds في رئاسة الأكاديمية الملكية لللفنون.
كان وِست يتحلى بصفات إنسانية نبيلة وأخـلاق كريمة إلى جـانب وسامته ورزانته، إضافة إلى موهبته المتفتحة التي صقلتها دراسته في روما وثقافته الواسعة. ومع أنه لم يخضع لتقاليد الفنـون الأوربية السائدة خضوعاً تاماً استطاع أن يحتلّ موقع الصدارة، إلى جانب عـدد من عظماء الفنانين الأوربيين إبان نصف قـرن من الـزمن؛ إذ تمكن من إنجاز أكثر من 258 لوحة بين عامي 1769ـ 1819.
وعلى الرغم من عدم تمكنه من العودة إلى موطنه الأصلي في أمريكا بقي على صلة وثيقة مع مواطنيه الأمريكيين الذين كانوا يرتادون مرسمه في لندن على امتداد أكثر من ربع قرن، يتلقون فيه فنون الرسم والتصوير، ولذلك عده مؤرخو الفن رائد المدرسة الأمريكية في فن التصوير.
تمثّل وِست في إيطاليا وإنكلترا القيم التصويرية الاتباعية التي كانت تنقص أسلافه من الفنانين الأمريكيين، لكنه كان يعبِّر من خلال لوحاته عن الأفكار والقيم الوطنية والاجتماعية التي حملها معه من بلاده، وبذلك كان في مقدمة الفنانين الذين أظهروا مفاهيم جديدة، أخذت تتبلور في لوحاته التي حملت ثقافة لملايين الأوربيين عن الحياة الأمريكية.
كان الكلاسيون الجدد من فناني أوربا (داڤيد David وأنغر Ingres) يرسمون الأحداث المعاصرة لهم في صيغ تلفيقية، تضفي جلال التاريخ اليوناني والروماني على شخوصهم، وذلك برسم آلهة اليونان إلى جانب الملوك المعاصرين، أو برسم القادة العسكريين في ثياب الرومان، لكن وِست حين رسم لوحة «موت الجنرال وولف «Wolfe ت(1770) التي تمثّل حصار (كوبيك) في الحرب بين الهنود الحمر والفرنسيين في عصره صوّر الجنود الأوربيين بأحذيتهم وألبستهم القرمزية المعتادة، على الرغم من محاولة الملك جورج الثالث إقناعه بتعديل هذه الملابس التي لا تليق إلا بالمطبوعات الشعبية، فجاءت لوحته صورة صادقة عن عصره، وثورة على التزييف الفني.
وحين رسم وِست لوحة «معاهدة وليم بن William Penn مع الهنود الحمر» عام 1771 عبَّر عن أخلاقيات الطبقة الوسطى أصدق تعبير، وبرهن على أن الفن يستطيع أن يستلهم أبطاله من عصره ومن الناس العاديين وبذلك سبق وِست الرسامين الفرنسيين (رواد الكلاسية المحدثة)، كما استطاع أن يضيف تأثيره الشخصي على لوحاته التي انتشرت في أوربا على شكل رسوم محفورة، فكان بذلك معلماً بارزاً في فن الحفر.
استطاع وِست أن ينشر الأسلوب الملحمي التهذيبي في التصوير من خلال لوحاته التاريخية التي أنجزها في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، كما في لوحة «هاجر وإسماعيل» المحفوظة في متحف ميتروبوليتان ـ لندن، ولوحة «الموت على جواد باهت» المحفوظة في متحف الفنون ـ فيلادلفيا. كما أنجز العديد من الأعمال التزيينية لقلعة وندسور Windsor وترك العديد من اللوحات الشخصية لمعاصريه أمثال الكولونيل غي جونسون Guy Johnson المحفوظة في نيو غاليري في واشنطن، وصورة السيد والسيدة بيكفورد Mr. and Mrs. Beckford المحفوظة في متحف ميتروبوليتان ـ لندن.
طاهر البني