وليم وردزوَرث William Wordsworth هو الأديب الإنكليزي الأوسع نفوذاً في الشعر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وليم وردزوَرث William Wordsworth هو الأديب الإنكليزي الأوسع نفوذاً في الشعر

    وردزورث (وليم)

    Wordsworth (William-) - Wordsworth (William-)

    وردزوَرث (وليم ـ)
    (1770ـ 1850)
    وليم وردزوَرث William Wordsworth هو الأديب الإنكليزي الأوسع نفوذاً في الشعر الإنكليزي مع صديقه الشاعر صموئيل تيلر كولرِدج[ر]، ومن رواد الحركة الإبداعية[ر] إذ أرسيا قواعدها معاً. وكانت أخته الكاتبة دوروثي وردزوَرث Dorothy Wordsworth المحرِّض الأول لعبقرية الشاعرين، وهي التي أرَّخت في يومياتها الكثيرة لحياتيهما وإبداعهما.
    كان لنشأة وردزوَرث في منطقة البحيرات Lake District ـ أجمل مناطق شمال غربي إنكلترا قرب ساحل البحر الأيرلندي ـ أثر كبير في حبه للطبيعة ومظاهرها كافة. كانت ولادته في بلدة كوكرمُث Cockermouth، أما وفاته فكانت في منزله المسمى «رايدَل ماونت» Rydal Mount في بلدة غراسمير Grasmere، حيث دفن في مقبرة كنيستها.
    تشتتت عائلة وردزوَرث بعد وفاة والديه؛ فقد أُرسلت أخته دوروثي للعيش مع جدتها، في حين أُرسل مع إخوته للدراسة في بلدة أخرى، حيث درس اللغات والأدب والرياضيات وجال في أوقات فراغه في غابات المنطقة وجبالها، كما جال لاحقاً في أرجاء بقية إنكلترا واسكتلندا ومن ثم في أوربا. انتسب إلى جامعة كمبردج وتخرج فيها عام 1791، وقام برحلة سيراً على الأقدام في فرنسا أيام الثورة، وصار مناصراً للجمهورية، وارتبط هناك بفتاة فرنسية أنجبت منه بنتاً لم يرها إلى أن بلغت التاسعة من عمرها بسبب توتر العلاقات بين إنكلترا وفرنسا في تلك الفترة. كان بعد تخرجه عاطلاً عن العمل مفلساً وتعرف الفيلسوف الراديكالي وليم غودوين William Godwin والد ماري شِلي[ر]، وتعاطف مع أفكاره المثالية حول مناصرة الضعفاء والمسحوقين وضرورة الإصلاح وإحلال العدالة في المجتمع. تزوج عام 1802 زميلته في المدرسة منذ الصغر ماري هتشِنسون Mary Hutchinson وأنجبت له أربعة أطفال توفي منهم اثنان عام 1812، وكان أخوه الأوسط قد توفي غرقاً في عام 1805، ويبدو تأثير هذه الأحداث واضحاً في شعره.
    التم شمل وردزوَرث وأخته دوروثي في عام 1795 واستقرا في أولفوكسدْن هاوس Alfoxden House بالقرب من مدينة بريستول Bristol جنوبي إنكلترا، ولم يفترقا بعد ذلك حتى وفاته. تعرف هناك الشاعر كولرِدج وأقاما معاً شراكة غيرت مجرى حياتيهما، وسيرورة الشعر الإنكليزي، ونجم عنها أفضل إبداعاتهما. فقد انصرف وردزوَرث عن كتابة القصائد الطويلة التي أخذت الحيز الأكبر منذ أيام دراسته في كمبردج، مثل القصيدة الاجتماعية «سهل سولزبْري» Salisbury Plain والوصفية «مسيرة مسائية» An Evening Walk ت(1793)، إلى القصائد الغنائية القصيرة التي خصص العديد منها لأخته وللطبيعة، وتحلت بالبساطة والعاطفة الصادقة. وكان ذلك كله ضمن برنامج وضعه الشاعران للتحرر من قيود الاتباعية الجديدة Neoclassicism ولتحدي الذوق المتدهور السائد آنئذٍ. نُشرت هذه القصائد في مجموعة صغيرة بعنوان «قصائد غنائية» Lyrical Balladsت (1798)، وكانت أولاها قصيدة «البحار العجوز» The Ancient Mariner لكولرِدج وآخرها «كنيسة تِنتَرن» Tintern Abbey التي كانت مع بقية قصائد الديوان ـ عدا ثلاثة ـ لوردزورث، ففتحت بذلك صفحة جديدة في الشعر الإنكليزي.
    لم يتلق النقاد هذا الديـوان الذي نُشر مغفلاً اسمي الشاعريـن بأي إيجابية تذكـر، بل هوجـم وشكك بقيمته، في حـين كان الثلاثـة ـ وردزوَرث وأخته وكولرِدج ـ يجولون في ألمانيا. وكان شتاء ذلك العام 1798ـ 1799 قاسياً فانعزل وردزوَرث وأخته عن العالم في بلدة غوسْلار Goslar، وانكفأ الشاعر على ذاته وعلى الذاكرة معتمداً ما أطلق عليه تسمية «بقع زمنية» spots of time يغوص فيها في أعماق ذاته مسترجعاً مخزونات الذاكرة. وكان الشاعر قد اعتمد هذه التقنية في قصائد سابقة، مثل «قصائد لوسي» Lucy Poems و«المقدمة» The Prelude في جزأيها الأول والثاني، ونجم عن ذلك أفضل شعر هذه الحقبة في قصائد مثل «لوسي غري» Lucy Gray و«النافورة» The Fountain.
    صدرت الطبعة الثانية من «القصائد الغنائية» عام 1800 وضمت قصائد جديدة، إلا أن الأهم من ذلك كان تضمينها مقدمة Preface في الدفاع عن آراء مؤلفيها في وجه الهجوم العارم من قبل النقاد. ويمكن عدّ هذه المقدمة بياناً للحركة الإبداعية الإنكليزية حدد فيه وردزوَرث غرضه من الوقوف في وجه الاتباعية الجديدة المتصلبة، من أجل بث الحياة في الشعر عن طريق معالجة الأمور اليومية بلغة الناس المتداولة ومنح الأولوية للتدفق العفوي للإحساس والعاطفة الأصيلة. كل ذلك من أجل سبر أغوار الطبيعة التي يتجلى فيها الخالق، وأيضاً لسبر أغوار النفس البشرية بعقلها وخيالها، وصولاً إلى «الروح المحركة» moving soul [ر. التعالي] اعتماداً على علم نفس التداعي الحسي sensationistic-associationistic-psychology الذي أخذه وردزوَرث عن لوك[ر] وهيوم[ر] وديڤيد هارتلي David Hartley.
    كان لتعاون وردزوَرث وكولرِدج نتيجة أخرى تمثلت في وضع خطة لقصيدة ملحمية تعالج العلوم والفلسفة والدين أطلقا عليها تسمية «الناسك» The Recluse. كتب وردزوَرث بعض أجزاء هذه القصيدة، مثل «الكوخ المهدم» The Ruined Cottage ت(1797) التي ألَّفت مع غيرها ديوانه الثاني «قصائد في مجلدين» Poems, in Two Volumes ت(1807) وكانت من أفضل شعر هذه المرحلة. وبما أن كتابة هذه القصيدة الملحمية قد وقعت على كاهل وردزوَرث أدرك مدى صعوبتها وتخلى عن تلك الخطة وبدأ كتابة قصيدة أخرى أخذت ذات المنحى الفلسفي بعنوان «المقدمة، أو نمو ذهن شاعر» The Prelude, or Growth of A Poet’s Mind لم تنشر إلا في عام 1850 عقب وفاته، أي بعد أكثر من نصف قرن من البدء بها. والقصيدة ملحمة من ثمانية آلاف بيت في السيرة الذاتية، منذ أيام دراسته وأسفاره حتى استقراره في غراسمير، تسير بحركة دائرية تبدأ عند النهاية حين كان الشاعر في التاسعة والعشرين من عمره رجوعاًَ إلى البداية والطفولة، ويمجد فيها الخيال مَلَكةً تسيطر على ملكات العقل والحواس.
    بدأ شعر وردزوَرث بعد عام 1805 يتميز بالقوة التي وسمت شعر ملتون[ر]، والتي كانت قد ظهرت أولى ملامحها في «كنيسة تِنترن». وكتب في عام 1807 بعض أفضل قصائده مثل «مقاطع رثائية» Elegiac Stanzas و«أُوْد إلى الواجب» Ode to Duty [ر. الأود] التي أخذ فيها موقفه الرواقي من الحياة عن سينيكا[ر] وهوراسيوس[ر] وكانْت[ر]، و«أُوْد: مؤشرات الخلود من ذكريات الطفولة المبكرة» Ode:Intimations of Immortality from Recollections of Early Childhood التي بحث فيها في زوال الطفولة والبراءة والشباب والتحول الذي يطرأ على الإنسان في مراحله كافة، ثم تقبل هذا التحول والزوال لأن الطفل سيبقى «والد الرجل» وهي نظرة مفعمة بالتفاؤل.
    نُشرت الأجزاء التي كتبها وردزوَرث من «الناسك» في عام 1814 بعنوان «النزهة» The Excursion، كما نشرت السونيتات[ر. السونيته] التي كتبها عن الطبيعة في منطقة البحيرات في مجموعة «نهر دَدُن» The River Duddon ت(1820)، مما وطد شهرته لدى القراء والنقاد على حد سواء في ثلاثينيات القرن حتى صار في عام 1843 شاعر البلاط الرسمي.
    تراجعت عبقرية وردزوَرث الشعرية مع تقدمه في السن وأخـذت مشاعـر المحافظة وتقدُّم الكهولـة تحل محـل اندفاع الشباب وثورته. وأعاد كتابة «المقدمـة» The Prelude غير مرة إلا أن ذلك لم يكن ذا جدوى، إذ ظل شعره الذي كتبه في النصف الأول من حياته هو الأفضل والأبقى. اختلف النقاد حول مكانته في الشعر الإنكليزي بين ليسلي ستيفن Leslie Stephen ـ والد فرجينيا وولف[ر] الذي لم يكن شديد الإعجاب به - وماثيو آرنولد[ر] الذي وضعه في المكانة الثالثة بعد شكسبير[ر] وملتون.
    طارق علوش

يعمل...
X