- سكان البادية:
إنَّ البادية هي المجال الرحب الواسع لتربية الأغنام والجمال. هكذا كانت ومازالت مع تبدل فرضته التطورات العالمية الحديثة خلال هذا القرن وبخاصة في نصفه الثاني بعد أن أصبحت السيارة وسيلة التنقل والانتقال لتحل محل الجمال والخيول التي كانت تقوم بهذه المهمة لتقل حتى الندرة في يومنا الحالي. ومن يتجول في طول البادية وعرضها اليوم لا يعثر فيها على أكثر من 1000 جمل. غير أنَّ عدد الأغنام في تزايد مضطرد في البادية، وهي تضم نحو %٩٥٪ من القطيع الغنمي في سورية، أي نحو ١٠ مليون رأس، بعد أن كان عددها لايتجاوز خمسة ملايين رأس في أوائل
الستينات من هذا القرن، وهذا التزايد في عددها مرده إلى اهتمام الدولة فيها والمساهمة في تأمين قسط مما تحتاجه من علف بخاصة في السنوات العجاف، حيث انتشرت عشرات مراكز توزيع الأعلاف في البادية. ويقوم بتربية الأغنام والعناية فيها أناس امتهنوا هذه المهنة منذ القديم ومايزالوا وهم ما يعرفون بالبدو الذين يعيشون حياة البداوة المتميزة بمساكنها المتنقلة التي فرضتها عليهم ظروف البادية المجدبة صيفاً والمزدهرة بربيعها الزاهي.
وينقسم البدو في البادية إلى العديد من العشائر التي يتزعم كل واحدة منها رئيساً يعرف بالشيخ، وتقسم كل عشيرة إلى فرق وبطون وأفخاذ. وكل عشيرة أو عدة عشائر تقيم في منطقة معينة من البادية وتتحرك عموماً في مجال معين لتحركها، لذا اختلفت العشائر البدوية من محافظة إلى أخرى ومن بقعة إلى أخرى حسب المواسم - شكل (٣٦) يوضح مناطق تركز أهم العشائر في البادية السورية ووجهات تنقلاتها ..وفيمايلي عرضاً موجزاً لأهم العشائر البدوية وأماكن وجودها وانتشارها الرئيسي في محافظات القطر العربي السوري التي تدخل أجزاء منها في البادية : ريف دمشق الشرقي والجنوبي الشرقي : عشائر الرولة والأشاجعة والسوالمة والعبد الله والجملان والغياث . شرقي وشمال شرقي جبل العرب : عشائر المساعيد والشرافات والعظامات والشنابلة والحسن والسردية والجوابرة . - حمص: عشائر الرولة والأسبعة والأحسنة وبنو خالد والفواعرة والنعيم والعقيدات. حماه: عشائر الأسبعة والعقيدات وبنو عز والتركي والبشاكم والحديديون والنعيم . - حلب وإدلب : عشائر الموالي والحديديون والبوليل والولدة والبقارة، والبو شعبان والبوخميس والأبوبنا والولد علي .
دير زور عشائر البقارة والعقيدات والبوخابور والبكير والجحيش . الرقة : عشائر البوشعبان والعفادلة والولدة والبقارة والمشهور والفدعان الحسكة : عشائر شمر وطيء والجبور وقيس والشرابيون والبقارة.
ويسكن البدو الرحل في بيوت مصنوعة من شعر الماعز عموماً ذات لون أسود مع تموجات كستناوية غامقة، وهي تتألف من مستطيل كبير مؤلف من قطع طويلة تدعى الشقق تخيط الواحدة بجانب الأخرى، ويقوم السقف على أعمدة يتراوح ارتفاعها من المتر الواحد في الخربوش إلى الثلاثة أمتار في بيوت الرؤوساء الكبار. وتشد البيوت بحبال من القنب تربط بأوتاد تضرب في الأرض. وتختلف أحجام بيوت الشعر وأسماؤها باختلاف عدد الأعمدة - استثناء منها العمودان اللذان في طرفي البيت - ؛ فالبيت ذو العمود الواحد يعرف بالقطبة وإذا كان صغيراً وبدون عمود متوسط يدعى خربوشاً، والبيت ذو العمودين يدعى مقور، وذو ثلاثة أعمدة يعرف بالمثولث ... وهكذا المروبع والمخومس والمسودس والمسوبع، والبيت المسوبع هو ما يخص عادة رؤوساء العشائر. وينقسم بيت الشعر من الداخل إلى قسمين هما الربعة (الشق) للرجال والمحرم (الخدر) للنساء، ويفصل بين هذين القسمين حاجز من القصب اسمه ،زرب وفي بعض بيوت الكبار يسدل فوق الزرب قطعة كبيرة من الصوف المنسوج الملون تدعى بالخدرة .
ويستعيض البدو عن بيوتهم السوداء في فصل الصيف الحار ببيوت بيضاء قطنية لتخفف من وطأة الحر الشَّديد عليهم لكونها تقوم بعكس نسبة أكبر من الأشعة الشمسية الساقطة عليها من البيوت ذات اللون الأسود. ويرتدي البدوي لباساً مميزاً عن لباس الحضر، ولباس النساء أكثر تمييزاً، ويختلف اختلافاً مميزاً بين بعض العشائر .
وللبدو عموماً رحلتين سنوياً تعرفان بالنجعة؛ تتم الأولى من قلب البادية باتجاه المعمورة في أواخر فصل الربيع بعد أن تجفَّ الأرض وتيبس المراعي وتندر المياه السطحية ويتجه غالبيتهم غرباً إلى سهول حمص وحماه وحلب ليطعموا أغنامهم بقايا المحاصيل الزراعية، والأعشاب الوفيرة، ويتجه بعضهم - وهم من يقطنون شمال شرقي البادية الشامية - شمالاً عابرين نهر الفرات بواسطة عبارات إلى محافظة الحسكة، وتعرف هذه الرحلة بالتغاريب والرحلة الثانية رحلة العودة إلى أعماق البادية (التشاريق) وتتم في فصل الخريف بعد أن يكون المطر قد هطل والعشب قد أخذ بالظهور فوق السطح والماء توفر في الخبرات والوديان .
هي تجميع للمياه من وتحتوي البادية السورية في قطاعها الشامي العديد من الواحات الخضراء التي تزرع فيها زراعات متنوعة لتوفر المياه الجوفية فيها وقربها من السطح، ولكونها منخفضات المناطق الأكثر ارتفاعاً منها المحيطة بها مما يتيح الفرصة لانبثاق بعض الينابيع المائية، ويقطن تلك الواحات أناس مستقرون يعيشون على الزراعة بجانب تربية الحيوان بخاصة الأغنام في البوادي المحيطة بواحاتهم. ومن الواحات نذكر:
واحة تدمر : التي قامت شمالها وشمالها الغربي مدينة تدمر التاريخية، وفي طرفها الشمالي الغربي نبع أفقا القديم المعدني. وتجود واحة تدمر بأنواع التمور المختلفة المستمدة من أشجار نخيلها الباسقة. كما تضم العديد من الزراعات الصغيرة المساحة، كالقمح والشعير والخضراوات التي تروى من مياه الآبار. وتدمر التاريخية كنا قد تعرضنا إلى ذكرها في إحدى جولاتنا في محافظة حمص. ومن الواحات الأخرى التي تدخل في حوضة تدمر، نذكر واحة السخنة إلى الشَّمال الشرقي من مدينة تدمر بنحو ٤٠كم، وواحة الأرك الواقعة بين واحتي السخنة وتدمر .
إنَّ البادية هي المجال الرحب الواسع لتربية الأغنام والجمال. هكذا كانت ومازالت مع تبدل فرضته التطورات العالمية الحديثة خلال هذا القرن وبخاصة في نصفه الثاني بعد أن أصبحت السيارة وسيلة التنقل والانتقال لتحل محل الجمال والخيول التي كانت تقوم بهذه المهمة لتقل حتى الندرة في يومنا الحالي. ومن يتجول في طول البادية وعرضها اليوم لا يعثر فيها على أكثر من 1000 جمل. غير أنَّ عدد الأغنام في تزايد مضطرد في البادية، وهي تضم نحو %٩٥٪ من القطيع الغنمي في سورية، أي نحو ١٠ مليون رأس، بعد أن كان عددها لايتجاوز خمسة ملايين رأس في أوائل
الستينات من هذا القرن، وهذا التزايد في عددها مرده إلى اهتمام الدولة فيها والمساهمة في تأمين قسط مما تحتاجه من علف بخاصة في السنوات العجاف، حيث انتشرت عشرات مراكز توزيع الأعلاف في البادية. ويقوم بتربية الأغنام والعناية فيها أناس امتهنوا هذه المهنة منذ القديم ومايزالوا وهم ما يعرفون بالبدو الذين يعيشون حياة البداوة المتميزة بمساكنها المتنقلة التي فرضتها عليهم ظروف البادية المجدبة صيفاً والمزدهرة بربيعها الزاهي.
وينقسم البدو في البادية إلى العديد من العشائر التي يتزعم كل واحدة منها رئيساً يعرف بالشيخ، وتقسم كل عشيرة إلى فرق وبطون وأفخاذ. وكل عشيرة أو عدة عشائر تقيم في منطقة معينة من البادية وتتحرك عموماً في مجال معين لتحركها، لذا اختلفت العشائر البدوية من محافظة إلى أخرى ومن بقعة إلى أخرى حسب المواسم - شكل (٣٦) يوضح مناطق تركز أهم العشائر في البادية السورية ووجهات تنقلاتها ..وفيمايلي عرضاً موجزاً لأهم العشائر البدوية وأماكن وجودها وانتشارها الرئيسي في محافظات القطر العربي السوري التي تدخل أجزاء منها في البادية : ريف دمشق الشرقي والجنوبي الشرقي : عشائر الرولة والأشاجعة والسوالمة والعبد الله والجملان والغياث . شرقي وشمال شرقي جبل العرب : عشائر المساعيد والشرافات والعظامات والشنابلة والحسن والسردية والجوابرة . - حمص: عشائر الرولة والأسبعة والأحسنة وبنو خالد والفواعرة والنعيم والعقيدات. حماه: عشائر الأسبعة والعقيدات وبنو عز والتركي والبشاكم والحديديون والنعيم . - حلب وإدلب : عشائر الموالي والحديديون والبوليل والولدة والبقارة، والبو شعبان والبوخميس والأبوبنا والولد علي .
دير زور عشائر البقارة والعقيدات والبوخابور والبكير والجحيش . الرقة : عشائر البوشعبان والعفادلة والولدة والبقارة والمشهور والفدعان الحسكة : عشائر شمر وطيء والجبور وقيس والشرابيون والبقارة.
ويسكن البدو الرحل في بيوت مصنوعة من شعر الماعز عموماً ذات لون أسود مع تموجات كستناوية غامقة، وهي تتألف من مستطيل كبير مؤلف من قطع طويلة تدعى الشقق تخيط الواحدة بجانب الأخرى، ويقوم السقف على أعمدة يتراوح ارتفاعها من المتر الواحد في الخربوش إلى الثلاثة أمتار في بيوت الرؤوساء الكبار. وتشد البيوت بحبال من القنب تربط بأوتاد تضرب في الأرض. وتختلف أحجام بيوت الشعر وأسماؤها باختلاف عدد الأعمدة - استثناء منها العمودان اللذان في طرفي البيت - ؛ فالبيت ذو العمود الواحد يعرف بالقطبة وإذا كان صغيراً وبدون عمود متوسط يدعى خربوشاً، والبيت ذو العمودين يدعى مقور، وذو ثلاثة أعمدة يعرف بالمثولث ... وهكذا المروبع والمخومس والمسودس والمسوبع، والبيت المسوبع هو ما يخص عادة رؤوساء العشائر. وينقسم بيت الشعر من الداخل إلى قسمين هما الربعة (الشق) للرجال والمحرم (الخدر) للنساء، ويفصل بين هذين القسمين حاجز من القصب اسمه ،زرب وفي بعض بيوت الكبار يسدل فوق الزرب قطعة كبيرة من الصوف المنسوج الملون تدعى بالخدرة .
ويستعيض البدو عن بيوتهم السوداء في فصل الصيف الحار ببيوت بيضاء قطنية لتخفف من وطأة الحر الشَّديد عليهم لكونها تقوم بعكس نسبة أكبر من الأشعة الشمسية الساقطة عليها من البيوت ذات اللون الأسود. ويرتدي البدوي لباساً مميزاً عن لباس الحضر، ولباس النساء أكثر تمييزاً، ويختلف اختلافاً مميزاً بين بعض العشائر .
وللبدو عموماً رحلتين سنوياً تعرفان بالنجعة؛ تتم الأولى من قلب البادية باتجاه المعمورة في أواخر فصل الربيع بعد أن تجفَّ الأرض وتيبس المراعي وتندر المياه السطحية ويتجه غالبيتهم غرباً إلى سهول حمص وحماه وحلب ليطعموا أغنامهم بقايا المحاصيل الزراعية، والأعشاب الوفيرة، ويتجه بعضهم - وهم من يقطنون شمال شرقي البادية الشامية - شمالاً عابرين نهر الفرات بواسطة عبارات إلى محافظة الحسكة، وتعرف هذه الرحلة بالتغاريب والرحلة الثانية رحلة العودة إلى أعماق البادية (التشاريق) وتتم في فصل الخريف بعد أن يكون المطر قد هطل والعشب قد أخذ بالظهور فوق السطح والماء توفر في الخبرات والوديان .
هي تجميع للمياه من وتحتوي البادية السورية في قطاعها الشامي العديد من الواحات الخضراء التي تزرع فيها زراعات متنوعة لتوفر المياه الجوفية فيها وقربها من السطح، ولكونها منخفضات المناطق الأكثر ارتفاعاً منها المحيطة بها مما يتيح الفرصة لانبثاق بعض الينابيع المائية، ويقطن تلك الواحات أناس مستقرون يعيشون على الزراعة بجانب تربية الحيوان بخاصة الأغنام في البوادي المحيطة بواحاتهم. ومن الواحات نذكر:
واحة تدمر : التي قامت شمالها وشمالها الغربي مدينة تدمر التاريخية، وفي طرفها الشمالي الغربي نبع أفقا القديم المعدني. وتجود واحة تدمر بأنواع التمور المختلفة المستمدة من أشجار نخيلها الباسقة. كما تضم العديد من الزراعات الصغيرة المساحة، كالقمح والشعير والخضراوات التي تروى من مياه الآبار. وتدمر التاريخية كنا قد تعرضنا إلى ذكرها في إحدى جولاتنا في محافظة حمص. ومن الواحات الأخرى التي تدخل في حوضة تدمر، نذكر واحة السخنة إلى الشَّمال الشرقي من مدينة تدمر بنحو ٤٠كم، وواحة الأرك الواقعة بين واحتي السخنة وتدمر .
تعليق