تعرفوا على الوليد بن المغيرة المخزومي.عبدو محمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرفوا على الوليد بن المغيرة المخزومي.عبدو محمد

    وليد مغيره مخزومي

    Al-Walid ibn al-Mughira al-Makhzoumi - Al-Walid ibn al-Moughirah al-Makhzoumi

    الوليد بن المغيرة المخزومي
    (… ـ …)

    الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم. من أشراف قريش وزعمائها في الجاهلية، وصاحب الرأي والمشورة فيهم، ويروى أن قريشاً حين أرادت هدم الكعبة لإعادة بنائها بشكل أفضل بعدما تقادم العهد عليها هابت ذلك، فقال لهم الوليد بن المغيرة يشجعهم: «أنا أبدؤكم بهدمها»، فأخذ المعول وقام عليها وهو يقول: «اللهم لم ترع، اللهم لا نريد إلا الخير»، ثم هدم من ناحية الركنين، فتربّص الناس تلك الليلة، وقالوا ننظر فإن أصيب لم نهدم منها شيئاً، ورددناها كما كانت، وإن لم يصبه شيء فقد رضي الله صنعنا فهدمنا، فأصبح الوليد من ليلته غادياً على عمله، فهدم وهدم الناس.
    أدرك الوليد بن المغيرة بعثة الرسولr ولم يسلم، بل قال مستنكراً عدم نزول الدعوة عليه هو، وهو كبير قريش: «أينزل على محمد وأترك وأنا كبير قريش وسيدها، ويترك أبو مسعود عمرو بن عمير الثقفي سيد ثقيف، فنحن عظيما القريتين»، فأنزل الله فيه: ]وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ[ (الزخرف 31)، ولذا ناصب رسول الله العداء الشديد، وقاوم دعوته أشد مقاومة.
    ومن أولاده خالد وهشام والوليد وعمارة، وعمارة هذا هو الذي مشت به قريش إلى أبي طالب حين أبى خذلان رسول الله، فقالوا له: «يا أبا طالب، هذا أنهد فتى في قريش وأجملهم، فخذه فلك عقله ونصره واتخذه ولداً فهو لك، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومك، وسفه أحلامهم، فنقتله، فإنما هو رجل برجل».
    قال: «والله لبئس ما تسومونني، أتعطونني ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابني فتقتلونه، هذا والله لا يكون أبداً».
    وحين خشيت قريش أن تؤثر دعوة رسول اللهr في الحجاج الذين كانوا يفدون على مكة في موسم الحج؛ تشاوروا فيما بينهم للقضاء على الدعوة الإسلامية في مهدها، فاجتمع إلى الوليد بن المغيرة نفر منهم وقد حضر الموسم، فقال لهم: «يا معشر قريش! إنه قد حضر الموسم، وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا، فاجمعوا فيه رأياً واحداً، فاتفقوا على أن قول الرسولr هو سحر يفرق بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجه».
    ويروى أن الوليد بن المغيرة مرّ بالرسولr وهو يقرأ سورة السجدة، فأتى قومه وقال: «لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس والجن، إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يُعْلى عليه».
    فقالت قريش: «صبأ الوليد».
    فقال ابن أخيه أبو جهل: «أنا أكفيكموه». فقعد إليه حزيناً وكلمه بما أحماه، فقام فناداهم فقال: «تزعمون أن محمداً مجنون، فهل رأيتموه يخنق؟ وتقولون إنه كاهن فهل رأيتموه يتكهن؟ وتزعمون أنه شاعر، فهل رأيتموه يتعاطى شعراً؟
    فقالوا: لا.
    فقال: ما هو إلا ساحر، أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه».
    ففرحوا بقوله وتفرقوا متعجبين منه.
    وقد نعى القرآن الكريم ذلك على الوليد بقوله: ]ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً` وَجَعلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدوداً` وَبَنينَ شُهُوداً` وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهيداً` ثُمَّ يَطْمَعُ أنْ أزِيد`كَلاَّ إنّهُ كانَ لآياتِنَا عَنِيداً` سأُرْهِقُهُ صَعوداً` إنَّه فَكّرَ وَقَدّرَ` فَقُتِلَ كَيفَ قدّرَ` ثم قُتِلَ كيفَ قدّرَ` ثُم نَظَرَ` ثُمَ عَبَسَ وَبَسَرَ` ثم أدْبَرَ واسْتكْبَرَ` فقالَ إنْ هَذَا إلاّ سحْر يُؤثَرُ` إنْ هذا إلاّ قَولُ البَشَرِ[ (المدثر 11ـ 25).
    توفي الوليد بن المغيرة ولم يسلم، وكان سبب وفاته أن جرحاً كان قد أصابه بأسفل كعب رجله قبل سنين انتقض عليه فقتله، وكان ذلك الجرح قد أصابه حين مرّ برجل من خزاعة وهو يريش نبلاً له، فتعلق سهم من نبله بإزاره، فخدش رجله ذلك الخدش الذي كان سبب موته.
    ويروى أنه حين حضرته الوفاة دعا بنيه وكانوا يومئذ ثلاثة: هشام بن الوليد، والوليد بن الوليد، وخالد بن الوليد، فقال لهم: «أي بني، أوصيكم بثلاث فلا تضيّعوا فيهن، دمي في خزاعة فلا تطلنه، والله إني لأعلم أنهم منه براء، ولكني أخشى أن تسبوا به بعد اليوم، ورباي في ثقيف فلا تدعوه حتى تأخذوه، وعقري (صداق المرأة) عند أبي أزيهر الدوسي فلا يفوتنكم فيه».
    وكان أبو أزيهر قد زوجه بنتاً ثم أمسكها عنه فلم يدخله عليها حتى مات.
    عبدو محمد
يعمل...
X