جولة ٢ : الضفة اليسرى لنهر الفرات .
إنَّها جولة بدأناها من مدينة ابو كمال عابرين نهر الفرات عبر جسر البوكمال الحديث في طرفها الغربي المعروف بجسر الأسد لنسلك طريق فرات الجزيرة متجهين شمالاً بغرب تارة وغرب تارة آخرى (شكل۳۳). وعند طرف الجسر الشَّمالي نجد طريقاً ثانوياً يأخذنا شرقاً إلى قرية الباغوز، غير أنَّ وجهة جولتنا هي في الاتجاه المعاكس لنمر بأطراف قرية السوسة الشهيرة بخصب تربتها وتنوع زراعاتها (حمضيات، رمان نخیل تفاح . . . الخ) المنتشرة بيوتها بشكل خطي على طول ضفة النهر اليسرى وطريق المواصلات الاسفلتي مسافة لاتقل عن ١,٥كم، لنصل بعدها إلى قرية الشعفة التي تحتوي على حوالي ۷۰۰ بيتاً منتشرة خطياً على جانبي استمرار للشعفة نتيجة لتواصل العمران، وصولاً بذلك إلى قرية أبوحسن، وبعد ذلك إلى هجين (مركز ناحية)، ولندخل بعدها قرية البحرة المؤلفة من نحو ٤٢٠ بيتاً، ولنصل بعدها بنحو ٥كم قرية الغرانيج، حيث يبدأ تملح التربة بالظهور بشكل واضح في بعض البقاع من أراضيها، لنعبر بعد ذلك قرية الكشكية التي تنتشر إلى الجنوب الغربي من الطريق على ضفة الفرات موصلا إليها طريق فرعي .
اسفلتي بطول ١,٥كم، وبعد الكشكية بنحو ٤كم نصل قرية ابو حمام التي يزداد ظهور التملح في أراضيها بخاصة في المنخفضات التي تميزها صيفاً طبقة ملحية ناصعة البياض. وعلى يسار الطريق تنتشر فيما بعد بيوت قرية أبو حردوب باتجاه ضفة الفرات مع طريق اسفلتي فرعي يوصل إلى تلك البيوت، والملفت للنظر في هذه القرية كثرة العربات (الطنابر) التي تجرها الخيول وتقودها النساء، كما تستخدم الحمير فيها بكثرة لنقل الحشائش (العلف) من الحقول إلى البيوت لتقديمها علفاً للأبقار. وتبدو أراضي قرية أبو حردوب أفضل من سابقتها لعدم ظهور آثار تملح واضح على السطح. وبعد أبو حردوب بنحو ١٥كم نجتاز قرية الجرذي المنتشرة بيوتها على جانبي الطَّريق وبخاصة على يساره، وتكثر في هذه القرية الطنابر أيضاً، كما تتميز بكثرة أشجار الحور والمشمش لنمر بعدها بقرية سويدان جزيرة ثم في درنج والطيانة لندخل بعدئذ أراضي ذيبان المنتشرة بيوتها على يسار الطريق، فيما بينه وبين مجرى النهر، موصلا إليها طريق اسفلتي عريض ومدخل جميل حتى ليخيل للمرء أنه داخل إلى مدينة منظمة حديثاً، ليصادف بعد حوالي ۷۰۰م عدة منشأت عمراينة حديثة على يسار الطريق وبعضها الآخر على يمين الطريق (مراكز الخدمات العامة للبلدة : مركز ناحية المستوصف، الثانوية مركز الهاتف، صالة التجزئة، السوق التجاري، الجمعية الفلاحية . . . الخ) ليستمر الطريق الاسفلتي بعدها وجهته نحو الجنوب الشرقي تقريباً، متناثرة حوله عشرات البيوت السكنية وبطول يصل إلى نحو ٢كم، حيث أنَّ عمران البلدة ينتشر على مساحة بحدود ۳۲کم. مع انعطاف في
وبعد ذيبان نستمر في جولتنا عبر طريق الفرات الشمالي، لنمر بعد نحو كم في قرية الرغيب، ومن ثم قريتي الشحيل الشرقي والغربي حيث يعاود التملح للظهور واضحاً بخاصة في المنخفضات لتقل نسبته عند مشارف بلدة
البصيرة ( مركز ناحية ) لنمر بعدئذ فوق جسر الخابور ( جسر البصيرة ) مرورا عند أطراف البصيرة الشمالية الشرقية . ولابد من وقفة قصيرة في البصيرة والتجول فيها للتعرف على جوانب تاريخها العريق وهي بلدة قديمة عرفت باسم قرقیسیاء، كانت إحدى مدن الفرات الشهيرة في العهد الروماني، حيث شيد سورها وأبراجها بالجهة التي تصل الفرات بالخابور في عهد الامبراطور الروماني ديقلوسيان المتوفي عام ۳۱۳ م ، وعرفت باسم «كركيسيوم»، لتعرف بعد الفتح العربي الاسلامي باسم «قرقيسياء». ولم تقتصر المدينة القديمة على التل الأثري الواقع شرقها، وإنما تنتشر أطلالها جنوبي التل حتى الفرات ولاتزال بعض الأبنية قائمة وبخاصة المعكسر الذي تقدر أبعادها بنحو ٤٠٥٠م. كما عثر على الكثير من الفخار الإسلامي.
وبعد البصيرة بنحو ٣كم نمر بقرية أبريهة ومن ثم في الدحلة فجديدة البقارة ومن ثم قرية السعدوني، تليها الطابية لنبلغ قرية خشام الواقعة عند تخوم بادية الجزيرة والمؤلفة من بيوت قديمة معظمها من الطين والحجارة والسقف المستوي، وقليلها من الاسمنت وبعدئذ تأتي قرى مظلوم ومراط وحطلة لنقترب بذلك من مدينة دير الزور ولتبدأ المؤسسات والمصانع، حيث نصادف أولاً في الطرف الغربي من قرية حطلة المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب يمين الطريق) والمؤسسة العامة للمكننة الزراعية(يسار الطريق) وبعدها مستودعات ديرالزور (يسار (الطريق) إلى أن نلتقي بطريق الحسكة - دير الزور على بعد نحو ٧كم من دير الزور مستمرين فيه حتى بداية جسر الحسكة على نهر الفرات، حيث ننعطف نحو اليمين النسلك طريق الفرات - الذي ابتعد عن مجرى النهر بعد قرية جديدة البقارة وسار في هوامش البادية الجنوبية .
وبعد نحو ١٠٠٠ متر من جسر الحسكة يتراءى لنا على يمين الطريق فندق الواحة، يليه بعد نحو ٥٠٠ متر الثانوية الزراعية وكلية الزراعة.
إنَّها جولة بدأناها من مدينة ابو كمال عابرين نهر الفرات عبر جسر البوكمال الحديث في طرفها الغربي المعروف بجسر الأسد لنسلك طريق فرات الجزيرة متجهين شمالاً بغرب تارة وغرب تارة آخرى (شكل۳۳). وعند طرف الجسر الشَّمالي نجد طريقاً ثانوياً يأخذنا شرقاً إلى قرية الباغوز، غير أنَّ وجهة جولتنا هي في الاتجاه المعاكس لنمر بأطراف قرية السوسة الشهيرة بخصب تربتها وتنوع زراعاتها (حمضيات، رمان نخیل تفاح . . . الخ) المنتشرة بيوتها بشكل خطي على طول ضفة النهر اليسرى وطريق المواصلات الاسفلتي مسافة لاتقل عن ١,٥كم، لنصل بعدها إلى قرية الشعفة التي تحتوي على حوالي ۷۰۰ بيتاً منتشرة خطياً على جانبي استمرار للشعفة نتيجة لتواصل العمران، وصولاً بذلك إلى قرية أبوحسن، وبعد ذلك إلى هجين (مركز ناحية)، ولندخل بعدها قرية البحرة المؤلفة من نحو ٤٢٠ بيتاً، ولنصل بعدها بنحو ٥كم قرية الغرانيج، حيث يبدأ تملح التربة بالظهور بشكل واضح في بعض البقاع من أراضيها، لنعبر بعد ذلك قرية الكشكية التي تنتشر إلى الجنوب الغربي من الطريق على ضفة الفرات موصلا إليها طريق فرعي .
اسفلتي بطول ١,٥كم، وبعد الكشكية بنحو ٤كم نصل قرية ابو حمام التي يزداد ظهور التملح في أراضيها بخاصة في المنخفضات التي تميزها صيفاً طبقة ملحية ناصعة البياض. وعلى يسار الطريق تنتشر فيما بعد بيوت قرية أبو حردوب باتجاه ضفة الفرات مع طريق اسفلتي فرعي يوصل إلى تلك البيوت، والملفت للنظر في هذه القرية كثرة العربات (الطنابر) التي تجرها الخيول وتقودها النساء، كما تستخدم الحمير فيها بكثرة لنقل الحشائش (العلف) من الحقول إلى البيوت لتقديمها علفاً للأبقار. وتبدو أراضي قرية أبو حردوب أفضل من سابقتها لعدم ظهور آثار تملح واضح على السطح. وبعد أبو حردوب بنحو ١٥كم نجتاز قرية الجرذي المنتشرة بيوتها على جانبي الطَّريق وبخاصة على يساره، وتكثر في هذه القرية الطنابر أيضاً، كما تتميز بكثرة أشجار الحور والمشمش لنمر بعدها بقرية سويدان جزيرة ثم في درنج والطيانة لندخل بعدئذ أراضي ذيبان المنتشرة بيوتها على يسار الطريق، فيما بينه وبين مجرى النهر، موصلا إليها طريق اسفلتي عريض ومدخل جميل حتى ليخيل للمرء أنه داخل إلى مدينة منظمة حديثاً، ليصادف بعد حوالي ۷۰۰م عدة منشأت عمراينة حديثة على يسار الطريق وبعضها الآخر على يمين الطريق (مراكز الخدمات العامة للبلدة : مركز ناحية المستوصف، الثانوية مركز الهاتف، صالة التجزئة، السوق التجاري، الجمعية الفلاحية . . . الخ) ليستمر الطريق الاسفلتي بعدها وجهته نحو الجنوب الشرقي تقريباً، متناثرة حوله عشرات البيوت السكنية وبطول يصل إلى نحو ٢كم، حيث أنَّ عمران البلدة ينتشر على مساحة بحدود ۳۲کم. مع انعطاف في
وبعد ذيبان نستمر في جولتنا عبر طريق الفرات الشمالي، لنمر بعد نحو كم في قرية الرغيب، ومن ثم قريتي الشحيل الشرقي والغربي حيث يعاود التملح للظهور واضحاً بخاصة في المنخفضات لتقل نسبته عند مشارف بلدة
البصيرة ( مركز ناحية ) لنمر بعدئذ فوق جسر الخابور ( جسر البصيرة ) مرورا عند أطراف البصيرة الشمالية الشرقية . ولابد من وقفة قصيرة في البصيرة والتجول فيها للتعرف على جوانب تاريخها العريق وهي بلدة قديمة عرفت باسم قرقیسیاء، كانت إحدى مدن الفرات الشهيرة في العهد الروماني، حيث شيد سورها وأبراجها بالجهة التي تصل الفرات بالخابور في عهد الامبراطور الروماني ديقلوسيان المتوفي عام ۳۱۳ م ، وعرفت باسم «كركيسيوم»، لتعرف بعد الفتح العربي الاسلامي باسم «قرقيسياء». ولم تقتصر المدينة القديمة على التل الأثري الواقع شرقها، وإنما تنتشر أطلالها جنوبي التل حتى الفرات ولاتزال بعض الأبنية قائمة وبخاصة المعكسر الذي تقدر أبعادها بنحو ٤٠٥٠م. كما عثر على الكثير من الفخار الإسلامي.
وبعد البصيرة بنحو ٣كم نمر بقرية أبريهة ومن ثم في الدحلة فجديدة البقارة ومن ثم قرية السعدوني، تليها الطابية لنبلغ قرية خشام الواقعة عند تخوم بادية الجزيرة والمؤلفة من بيوت قديمة معظمها من الطين والحجارة والسقف المستوي، وقليلها من الاسمنت وبعدئذ تأتي قرى مظلوم ومراط وحطلة لنقترب بذلك من مدينة دير الزور ولتبدأ المؤسسات والمصانع، حيث نصادف أولاً في الطرف الغربي من قرية حطلة المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب يمين الطريق) والمؤسسة العامة للمكننة الزراعية(يسار الطريق) وبعدها مستودعات ديرالزور (يسار (الطريق) إلى أن نلتقي بطريق الحسكة - دير الزور على بعد نحو ٧كم من دير الزور مستمرين فيه حتى بداية جسر الحسكة على نهر الفرات، حيث ننعطف نحو اليمين النسلك طريق الفرات - الذي ابتعد عن مجرى النهر بعد قرية جديدة البقارة وسار في هوامش البادية الجنوبية .
وبعد نحو ١٠٠٠ متر من جسر الحسكة يتراءى لنا على يمين الطريق فندق الواحة، يليه بعد نحو ٥٠٠ متر الثانوية الزراعية وكلية الزراعة.
تعليق