تعرفوا على أنطوان واتو Antoine Watteau مصور فرنسي من أعمدة فن الروكوكو Rococo.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرفوا على أنطوان واتو Antoine Watteau مصور فرنسي من أعمدة فن الروكوكو Rococo.

    واتو (انطوان)

    Watteau (Antoine-) - Watteau (Antoine-)

    واتو (أنطوان ـ)
    (1684 ـ 1721)

    أنطوان واتو Antoine Watteau مصور فرنسي من أعمدة فن الروكوكو Rococo. ولد في مدينة ڤَلانسيين Valenciennes الواقعة على الحدود الفرنسية الفلمنكية. أحب الرسم والتصوير منذ صغره، لكن والده أراده نجاراً مثله، إلا أنه سمح له أن يتعلم التصوير في بلدته في أوقات فراغه على أحد الفنانين المحليين. إلا أن الفتى الموهوب حين بلغ السابعة عشرة من عمره هرب إلى باريس لصقل موهبته والتفرغ للتصوير. وفي باريس لم يكن لديه ما يؤويه ويسد رمقه فاضطر إلى العمل أجيراً بسيطاً في أحد دكاكين بيع الصور واللوحات الدينية على جسر نوتردام. وفي هذه المنطقة الزاخرة بالفنانين والمصورين تعرف تاجر اللوحات جان مارييت Mariette الذي كلفه نسخ بعض الأعمال الفنية. وهناك تعرف الفنان كلود جيلّو Claude Gillot المختص بتصميم اللوحات الكبيرة المستخدمة في «ديكورات» المسرحيات الإيطالية ورسمها. واستمر يعمل معه في هذا المجال أربع سنوات اكتسب في أثنائها خبرة كبيرة، ولاسيما حينما كلفه نسخ بعض اللوحات الفنية من المتاحف. وكان واتو يمتلك من البراعة ما مكنه من نقل اللوحات أحياناً من الذاكرة. وكان لعمله مع كلود جيلّو في المسرح تأثير في غلبة الجو المسرحي على لوحاته، وفي اختياره موضوعات بعض لوحاته من الممثلين والمهرجين مثل لوحته المشهورة «المهرج جيل» Gilles (متحف اللوڤر). ولوحة «الممثلون الإيطاليون» (واشنطن). وتبقى هذه اللوحات أقل شاعرية وتنميقاً، وأكثر تبايناً في اللون والشكل من أعماله الأخرى.
    أنطوان واتو «موسيقى الحب» (1717)
    وفي عام 1704 تعرف الفنان كلود أودران Audran رسام التزيينات والزخارف الرئيسي في القصر الملكي، والمكلف الإشراف على لوحات قصر اللوكسمبورغ Luxembourg وتحفه وصيانتها. وفي عام 1708 ترك أستاذه جيلّو والتحق بأودران. وعنده تعرف أعمال الفنانين الكبار المعروضة في القصور الملكية. كان واتو شديد الإعجاب بأعمال الفنان روبنز Rubens، فدرسها ونسخ بعضاً منها. كما كلفه أودران تزيين إحدى قاعات الجناح الملكي برسوم مستوحاة من الفن الصيني.
    وبتشجيع من الفنان أودران أيضاً اشترك واتو في مسابقة التصوير الأكاديمية الملكية على أمل الذهاب إلى إيطاليا بلوحة «عودة داوود» ولكن النتيجة لم تسره؛ إذ فاز بالجائزة الثانية، ما خيب أمله وأشعره بالإحباط ومغادرة باريس والعودة إلى بلدته ڤلانسيين الحدودية حيث كانت تدور معارك طاحنة بين الجيشين الفرنسي والهولندي. وعلى أرض المعركة نفذ مجموعة من الرسوم السريعة للجنود الجرحى والمصابين، وهذه الرسوم موجودة اليوم في المتحف الوطني للفنون الجميلة بباريس، كما رسم لوحة «معسكر الطاحونة» (متحف الفن الحديث بموسكو). وعلى الرغم من الجو الحربي والمأسوي الذي خبره في أثناء المعارك بقي أسلوب واتو في هذه الأعمال شاعرياً ومنمقاً.
    أنطوان واتو «الحج إلى جزيرة سيتير» (1717)
    عاد الفنان إلى باريس ـ بعد أن أقام أشهراً عدة في بلدته ڤلانسيين ـ حيث رشح نفسه عام 1712 لعضوية الأكاديمية الملكية للتصوير فقُبل على الفور بدعم من محبيه. ومن خلال الأكاديمية تعرف كثيراً من وجوه المجتمع من المفكرين والموسيقيين والأثرياء، فعهد إليه بعضهم برسم المناظر الطبيعية والقصص الأسطورية والدينية ومناحي الحياة البرجوازية المرحة، ونفذها الفنان بخياله الخصب وشاعريته الغنائية مغشاة بجو ضبابي يميل إلى اللون البني، مظهراً الأشخاص ولاسيما النساء منهم بأناقتهن المفرطة، فبدت ثيابهن الحريرية لامعة موشاة بالمجوهرات الثمينة والزخارف الثرية، رسمها الفنان بأسلوب فن الروكوكو موضع إعجاب الطبقة البرجوازية الحاكمة في فرنسا تماشياً مع حياة البذخ التي كانت تعيشها، ومن هذه الأعمال لوحة «موسيقى الحب» (1717، المتحف الوطني بلندن) ولوحة «الحج إلى جزيرة سيتير» (1717، اللوڤر، باريس) ولوحة «عند بائع اللوحات» من مقتنيات متحف اللوڤر.
    أصيب واتو بمرض التدرن الرئوي عام 1720، واعتلت صحته وعاش قلقاً سوداوي المزاج يبحث عن دواء لمرضه عند أطباء باريس ولندن من دون جدوى، إلى أن وافته المنية وهو في أوج عطائه وهو لم يبلغ السابعة والثلاثين من العمر، وعلى الرغم من عمره القصير هذا كان إنتاجه غزيراً وتأثيره في الحياة الاجتماعية والفنية عميقاً: كتصميم الثياب النسائية وتصفيف الشعر وغيرها، كما أثر أسلوبه الفني في كثير من مذاهب الفن الحديث.
    حسان أبو عياش
يعمل...
X