وليد عبد ملك مروان
Al-Walid ibn Abdul-Malek ibn Marwan - Al-Walid ibn Abdul-Malek ibn Marwan
الوليد بن عبد الملك بن مروان
(48ـ 96هـ/668ـ 715م)
أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان، من خلفاء بني أمية في الشام، كانت خلافته غُرَّةً في جبين الدولة الأموية، لِما تم في عهده من فتوح، ولمنجزاته في الداخل ولاسيما في ميدان العمران والإحسان إلى الرعية والاهتمام بالفقراء والمعوزين والزمنى وغيرهم.
توفي عبد الملك[ر] سنة 86هـ بعد حكم حافل بجلائل الأعمال، فخلفه ابنه الوليد بن عبد الملك الذي تسلَّم ملكاً وطيد الأركان لا يعكر صفوه ثائر أو خارج على إرادة الدولة، وهذا ما ساعد على تحقيق الفتوحات في عهده، فاتسعت رقعة النفوذ العربي في بقاع مختلفة من الأرض، ففي الشرق اندفع قتيبة بن مسلم الباهلي[ر] من خراسان إلى ما رواء النهر حتى وصل فرغانة وكشغر، وغزا محمد بن القاسم الثقفي[ر] السند وجعل للإسلام قدماً راسخةً في شبه القارة الهندية، وفي الغرب كانت المنجزات البالغة الروعة، فقد استكمل موسى بن نصير[ر] فتح شمالي إفريقيا، ثم دخل العرب بقيادة موسى بن نصير وطارق بن زياد شبه الجزيرة الإيبرية ليقيموا فيها حكماً عربياً، وليهددوا مملكة الفرنجة، ويحتلوا بقاعاً من أرضها فترة غير قصيرة.
أما في مجال العلاقات العربية البيزنطية فقد حمل الوليد بن عبد الملك لواء الجهاد ضد الروم بعد أبيه وتابع ما كان قد بدأ في زمنه من عمليات عسكرية في آسيا الصغرى، وكان هدف هذه العمليات الاستيلاء على المعاقل المهمة الواقعة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى القسطنطينية، كما كان هدفها دك حصون العدو وإقامة حصون جديدة تكون مرتكزاً للعرب في عملياتهم داخل الأرض البيزنطية، وكان أشهرَ قادة الجبهة الرومية زمن الوليد أخوه مسلمة بن عبد الملك وابنه العباس بن الوليد، وقد أظهر كلاهما مقدرةً حربيةً ومهارةً رائعةً في قيادة الحملات.
استهل الوليد خطته في الوصول إلى القسطنطينية بحصار حصن طوانة الذي كان يعد أهم حصن على الطريق الذي تسلكه الجيوش الإسلامية في طريقها من الشام لحصار القسطنطينية، ففي سنة 88هـ وبعد عدة معارك كبد فيها العرب المسلمون البيزنطيين خسائر فادحة تحقق للمسلمين فتح هذا الحصن وتوغل المسلمون بعد هذا في مدن آسيا الصغرى، فغزا مسلمة بن عبد الملك سنة 89هـ عمورية وقضى على الروم فيها، وافتتح هرقلة وغيرها، وتتالت غزوات المسلمين في السنوات ما بين 90-95هـ، ولكن أخبار هذه الغزوات التي قادها مسلمة بن عبد الملك وغيره من القادة لأرض الروم مقتضبة في المصادر العربية ولا تذكر ما حققه المسلمون من انتصارات، غير أن بيوري Bury في كتابه «تاريخ الامبراطورية الرومانية المتأخرة» AHistory of the Later Roman Empire، يذكر أنه في سنة 94هـ/712م وصلت الجيوش الإسلامية إلى البسفور، وتمكنت من الاستيلاء على بعض المعاقل المهمة، ويبدو أن العرب المسلمين استفادوا في الفترة الواقعة بين 88-94هـ/706ـ712م من انشغال الامبراطور البيزنطي جستنيان الثاني Justinianus II بمشكلاته التي رافقت عودته إلى العرش؛ ليشنوا سلسلة من الغارات على أراضي الامبراطورية البيزنطية، وزاد من حماس الوليد لمشروعه في فتح القسطنطينية الوضع داخل بيزنطة بعد خلع جستنيان الثاني ومقتله وزوال الأسرة الهرقلية، وتنصيب القائد الأرمني باردانس فيليبيكوس Phillippikus امبراطوراً، ثم الثورة عليه وخلعه سنة 95هـ وتنصيب امبراطور جديد هو أنستازيوس الثاني Anastasius II، الذي حاول منذ أن تسلم العرش أن يستعد لمواجهة الجيش الإسلامي بعد أن وصلته أخبار الاستعدادات الضخمة التي كان يقوم بها الخليفة لغزو القسطنطينية، فبذل أنستازيوس جهوداً كبيرة لإعادة تنظيم الجيش واستكمال نواقصه، ونظَّم الدفاع عن العاصمة، وأمَّن المؤن الكافية لها، إذا ما تعرَّضت لحصار المسلمين، وسلَّم أمر الدفاع عنها لأمهر قادته، ولكن تشاء الظروف أن يتوفى الوليد بن عبد الملك وأن يكون حصار القسطنطينية من منجزات أخيه الخليفة سليمان بن عبد الملك، (96ـ99هـ).
إن عصر الوليد الذي تميز بالاستقرار والفتوحات تميز أيضاً بنهضة عمرانية، فقد كان الوليد مولعاً بالعمران واشتهر بهذا الأمر بين رعاياه، حتى إن الناس كانوا يلقون بعضهم بعضاً في زمنه فيسألون عن البناء والعمران.
ليس من شك أن الأثر الرئيسي الذي تقوم عليه شهرة الوليد العمرانية هو مسجد بني أمية الكبير[ر] الذي شيده في دمشق والذي يعرف باسم الجامع الأموي، وقد دفعه إلى بنائه رغبته أن يكون في عاصمته مسجد كبير يليق بعظمة هذه العاصمة والدولة التي تمثلها، ويذكر المسعودي أن الوليد ابتدأ ببناء المسجد الجامع بدمشق سنة 87هـ وظل العمل في المسجد قائماً حتى سنة 96هـ وهي سنة وفاته، وقد أسهم في بنائه ألوف العمال المختصين الذي جُمعوا من أطراف الولايات العربية.
لم يكن الجامع الأموي في دمشق الإنجاز العمراني الوحيد للوليد بن عبد الملك فهو الذي أمر بإعادة بناء مسجد الرسولr في المدينة، يذكر الطبري في أحداث سنة 88هـ أنّ الوليد كتب إلى واليه على الحجاز عمر بن عبد العزيز بهدم مسجد الرسولr وهدم بيوت أزواج الرسولr وإدخالها في المسجد، وأن يشتري الأراضي والأبنية التي تقع حولها حتى تغدو مساحته مئتي ذراع في مئتي ذراع وأن يدفع أثمان البيوت والأراضي التي تحتاج إليها عملية توسيع المسجد وإعادة بنائه. كما بعث الوليد إلى خالد ابن عبد الله القسري واليه على مكة ثلاثين ألف دينار فضربت صفائح وجعلت على باب الكعبة وعلى الأساطين التي داخلها، فكان بذلك أول من ذهَّب الكعبة في الإسلام، وبعد أن أتمّ هذين الإنجازين قام بالحج سنة 91هـ لينظر إلى المسجد في وضعه الجديد، وإلى الكعبة بعد أن صفحت أبوابها وأركانها وأساطينها بالذهب.
إلى جانب العمارات الدينية شيد الوليد بن عبد الملك العديد من القصور منها قصر المنية القريب من الشاطئ الشمالي الشرقي لبحيرة طبرية، الذي اكتشفه شنايدر Schneider ت(1936)، وقصر عمرة اكتشفه ألوي موزيل Alois Musil عام 1898 على بعد 50 ميلاً شرقي عَمَّان، وقصر الحرَّانة الذي بني سنة 92هـ في بادية الأردن، وللوليد بن عبد الملك أكثر من قصر في حوران وجبل العرب أهمها قصر أسيس وقصر برقع الذي بناه الوليد زمن أبيه عبد الملك.
أولى الوليد اهتماماً كبيراً لإصلاح الطرق وتسهيل السبل والثنايا وحفر الآبار في مختلف البلدان، وكتب عام 88هـ إلى واليه عمر بن عبد العزيز بضرورة الاهتمام بالمرافق العامة وتوفير مياه الشرب وما شابه ذلك من أمور تضمن الرفاه للرعية، وكان الوليد أول من عمل البيمارستان للمرضى وأول من أجرى على العميان والمساكين والمُجذَّمين الأرزاق، وأعطى لكل مُقعد خادماً ولكل ضرير قائداً، ويذكر ابن عساكر في تاريخه عن تأسيس ديوان للزمنى وأن إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي كان على هذا الديوان، وأن الوليد قال له لما ولاَّه «لأدَعَنَّ الزَمِنَ أحب إلى أهله من الصحيح» وأغلب الظن أن هذا الديوان ظهر في الشام فقط، فقد ذكر القلقشندي أن الوليد هو أول من اتخذ البيمارستان بالشام للمرضى وأول من اتخذ البيمارستان بمصر أحمد بن طولون.
توفي الوليد في دمشق ودفن فيها وولي الخلافة من بعده سليمان بن عبد الملك.
نجدة خماش
Al-Walid ibn Abdul-Malek ibn Marwan - Al-Walid ibn Abdul-Malek ibn Marwan
الوليد بن عبد الملك بن مروان
(48ـ 96هـ/668ـ 715م)
أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان، من خلفاء بني أمية في الشام، كانت خلافته غُرَّةً في جبين الدولة الأموية، لِما تم في عهده من فتوح، ولمنجزاته في الداخل ولاسيما في ميدان العمران والإحسان إلى الرعية والاهتمام بالفقراء والمعوزين والزمنى وغيرهم.
توفي عبد الملك[ر] سنة 86هـ بعد حكم حافل بجلائل الأعمال، فخلفه ابنه الوليد بن عبد الملك الذي تسلَّم ملكاً وطيد الأركان لا يعكر صفوه ثائر أو خارج على إرادة الدولة، وهذا ما ساعد على تحقيق الفتوحات في عهده، فاتسعت رقعة النفوذ العربي في بقاع مختلفة من الأرض، ففي الشرق اندفع قتيبة بن مسلم الباهلي[ر] من خراسان إلى ما رواء النهر حتى وصل فرغانة وكشغر، وغزا محمد بن القاسم الثقفي[ر] السند وجعل للإسلام قدماً راسخةً في شبه القارة الهندية، وفي الغرب كانت المنجزات البالغة الروعة، فقد استكمل موسى بن نصير[ر] فتح شمالي إفريقيا، ثم دخل العرب بقيادة موسى بن نصير وطارق بن زياد شبه الجزيرة الإيبرية ليقيموا فيها حكماً عربياً، وليهددوا مملكة الفرنجة، ويحتلوا بقاعاً من أرضها فترة غير قصيرة.
أما في مجال العلاقات العربية البيزنطية فقد حمل الوليد بن عبد الملك لواء الجهاد ضد الروم بعد أبيه وتابع ما كان قد بدأ في زمنه من عمليات عسكرية في آسيا الصغرى، وكان هدف هذه العمليات الاستيلاء على المعاقل المهمة الواقعة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى القسطنطينية، كما كان هدفها دك حصون العدو وإقامة حصون جديدة تكون مرتكزاً للعرب في عملياتهم داخل الأرض البيزنطية، وكان أشهرَ قادة الجبهة الرومية زمن الوليد أخوه مسلمة بن عبد الملك وابنه العباس بن الوليد، وقد أظهر كلاهما مقدرةً حربيةً ومهارةً رائعةً في قيادة الحملات.
استهل الوليد خطته في الوصول إلى القسطنطينية بحصار حصن طوانة الذي كان يعد أهم حصن على الطريق الذي تسلكه الجيوش الإسلامية في طريقها من الشام لحصار القسطنطينية، ففي سنة 88هـ وبعد عدة معارك كبد فيها العرب المسلمون البيزنطيين خسائر فادحة تحقق للمسلمين فتح هذا الحصن وتوغل المسلمون بعد هذا في مدن آسيا الصغرى، فغزا مسلمة بن عبد الملك سنة 89هـ عمورية وقضى على الروم فيها، وافتتح هرقلة وغيرها، وتتالت غزوات المسلمين في السنوات ما بين 90-95هـ، ولكن أخبار هذه الغزوات التي قادها مسلمة بن عبد الملك وغيره من القادة لأرض الروم مقتضبة في المصادر العربية ولا تذكر ما حققه المسلمون من انتصارات، غير أن بيوري Bury في كتابه «تاريخ الامبراطورية الرومانية المتأخرة» AHistory of the Later Roman Empire، يذكر أنه في سنة 94هـ/712م وصلت الجيوش الإسلامية إلى البسفور، وتمكنت من الاستيلاء على بعض المعاقل المهمة، ويبدو أن العرب المسلمين استفادوا في الفترة الواقعة بين 88-94هـ/706ـ712م من انشغال الامبراطور البيزنطي جستنيان الثاني Justinianus II بمشكلاته التي رافقت عودته إلى العرش؛ ليشنوا سلسلة من الغارات على أراضي الامبراطورية البيزنطية، وزاد من حماس الوليد لمشروعه في فتح القسطنطينية الوضع داخل بيزنطة بعد خلع جستنيان الثاني ومقتله وزوال الأسرة الهرقلية، وتنصيب القائد الأرمني باردانس فيليبيكوس Phillippikus امبراطوراً، ثم الثورة عليه وخلعه سنة 95هـ وتنصيب امبراطور جديد هو أنستازيوس الثاني Anastasius II، الذي حاول منذ أن تسلم العرش أن يستعد لمواجهة الجيش الإسلامي بعد أن وصلته أخبار الاستعدادات الضخمة التي كان يقوم بها الخليفة لغزو القسطنطينية، فبذل أنستازيوس جهوداً كبيرة لإعادة تنظيم الجيش واستكمال نواقصه، ونظَّم الدفاع عن العاصمة، وأمَّن المؤن الكافية لها، إذا ما تعرَّضت لحصار المسلمين، وسلَّم أمر الدفاع عنها لأمهر قادته، ولكن تشاء الظروف أن يتوفى الوليد بن عبد الملك وأن يكون حصار القسطنطينية من منجزات أخيه الخليفة سليمان بن عبد الملك، (96ـ99هـ).
إن عصر الوليد الذي تميز بالاستقرار والفتوحات تميز أيضاً بنهضة عمرانية، فقد كان الوليد مولعاً بالعمران واشتهر بهذا الأمر بين رعاياه، حتى إن الناس كانوا يلقون بعضهم بعضاً في زمنه فيسألون عن البناء والعمران.
ليس من شك أن الأثر الرئيسي الذي تقوم عليه شهرة الوليد العمرانية هو مسجد بني أمية الكبير[ر] الذي شيده في دمشق والذي يعرف باسم الجامع الأموي، وقد دفعه إلى بنائه رغبته أن يكون في عاصمته مسجد كبير يليق بعظمة هذه العاصمة والدولة التي تمثلها، ويذكر المسعودي أن الوليد ابتدأ ببناء المسجد الجامع بدمشق سنة 87هـ وظل العمل في المسجد قائماً حتى سنة 96هـ وهي سنة وفاته، وقد أسهم في بنائه ألوف العمال المختصين الذي جُمعوا من أطراف الولايات العربية.
لم يكن الجامع الأموي في دمشق الإنجاز العمراني الوحيد للوليد بن عبد الملك فهو الذي أمر بإعادة بناء مسجد الرسولr في المدينة، يذكر الطبري في أحداث سنة 88هـ أنّ الوليد كتب إلى واليه على الحجاز عمر بن عبد العزيز بهدم مسجد الرسولr وهدم بيوت أزواج الرسولr وإدخالها في المسجد، وأن يشتري الأراضي والأبنية التي تقع حولها حتى تغدو مساحته مئتي ذراع في مئتي ذراع وأن يدفع أثمان البيوت والأراضي التي تحتاج إليها عملية توسيع المسجد وإعادة بنائه. كما بعث الوليد إلى خالد ابن عبد الله القسري واليه على مكة ثلاثين ألف دينار فضربت صفائح وجعلت على باب الكعبة وعلى الأساطين التي داخلها، فكان بذلك أول من ذهَّب الكعبة في الإسلام، وبعد أن أتمّ هذين الإنجازين قام بالحج سنة 91هـ لينظر إلى المسجد في وضعه الجديد، وإلى الكعبة بعد أن صفحت أبوابها وأركانها وأساطينها بالذهب.
إلى جانب العمارات الدينية شيد الوليد بن عبد الملك العديد من القصور منها قصر المنية القريب من الشاطئ الشمالي الشرقي لبحيرة طبرية، الذي اكتشفه شنايدر Schneider ت(1936)، وقصر عمرة اكتشفه ألوي موزيل Alois Musil عام 1898 على بعد 50 ميلاً شرقي عَمَّان، وقصر الحرَّانة الذي بني سنة 92هـ في بادية الأردن، وللوليد بن عبد الملك أكثر من قصر في حوران وجبل العرب أهمها قصر أسيس وقصر برقع الذي بناه الوليد زمن أبيه عبد الملك.
أولى الوليد اهتماماً كبيراً لإصلاح الطرق وتسهيل السبل والثنايا وحفر الآبار في مختلف البلدان، وكتب عام 88هـ إلى واليه عمر بن عبد العزيز بضرورة الاهتمام بالمرافق العامة وتوفير مياه الشرب وما شابه ذلك من أمور تضمن الرفاه للرعية، وكان الوليد أول من عمل البيمارستان للمرضى وأول من أجرى على العميان والمساكين والمُجذَّمين الأرزاق، وأعطى لكل مُقعد خادماً ولكل ضرير قائداً، ويذكر ابن عساكر في تاريخه عن تأسيس ديوان للزمنى وأن إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي كان على هذا الديوان، وأن الوليد قال له لما ولاَّه «لأدَعَنَّ الزَمِنَ أحب إلى أهله من الصحيح» وأغلب الظن أن هذا الديوان ظهر في الشام فقط، فقد ذكر القلقشندي أن الوليد هو أول من اتخذ البيمارستان بالشام للمرضى وأول من اتخذ البيمارستان بمصر أحمد بن طولون.
توفي الوليد في دمشق ودفن فيها وولي الخلافة من بعده سليمان بن عبد الملك.
نجدة خماش