جولة (۸) : دير الزور - البوارة .
إنها جولة ربيعية، قمنا بها في اليوم الثامن من شهر نيسان لعام ۱۹۸۸ ، وكان هذا العام خيراً معطاءً بأمطاره الوفيرة ونباتاته الزاهية. والبوارة سبخة ملحية من شريط السبخات المنتشرة على طول الحدود السورية - العراقية التي تبدأ بسبخة الطويل داخل الأراضي العراقية)، وشمالها الغربي سبخة الشملان داخل الأراضي السورية ومن ثم سبخة البرغوتة، فالبوارة، وشمالي البوارة، يوجد سبخة الروضة، وخبرة برقة .
وليس هناك طريقاً اسفلتياً إلى مملحة البوارة، ولكن هناك طريقاً مألوفاً أكثر من غيره، ولا يضل سالكه وهو يعرف باسم طريق الملح (طريقاً ترابياً) الذي يبدأ من بلدة البصيرة - انظر شكل (۳۲) يبين امتداده ، كما أن هناك طرق أخرى ترابية تبدأ من بعض قرى الضفة اليسرى للفرات لتلتقي عموماً بطريق الملح السابق ذكره .
وفي جولتنا إلى البوارة لم نسلك طريق الملح المألوف والمعروف، وإنَّما سلكنا طريقاً آخر يعرفه أبناء المنطقة وهو طريق البوحسن - البوارة، وذلك انطلاقاً من قرية أبو حسن وبرفقة أحد ضباط حرس البادية السوريين الذي يعمل في المنطقة التي سنعبرها إلى البوارة والمقيم في قرية أبو حسن . وكانت وجهتنا نحو الشمال الشمال الشرقي لندخل بعد ١٥كم من قرية أبو حسن في منطقة تعرف بمنطقة العلوني حيث يوجد موقعاً لحرس البادية، ولنمر بعده بنحو كيلو متراً واحداً ببئر مائي قديم يعرف ببئر العلوني، وقريباً منه بئر جديد أقامته الدولة. وكانت الأرض مغطاة بغطاء أخضر زاه من العشب المتنوع والنباتات المختلفة، وبدا نبات الشيخ والروثا وفيراً. وبعد نحو ٢٤كم بلغنا منطقة بيار السبعة نسبة إلى سبعة آبار مياه محفورة في المنطقة على يمين طريقنا بنحو ۱۰۰م ، وقد أصاب بعضها الخراب، بينما مايزال بعضها مليئاً بالمياه التي لا تبعد عن السطح سوى بضعة أمتار.
وماهي سوى مسافة 9 كيلو مترات عن تلك الآبار حتى تأخذ الأعشاب بالتناقص الظاهر إلا من بعض شجيرات الروثا الصغيرة وبعدها بنحو ٢كم نعبر أحد الأودية ونسير عند خط ارتفاع ۲۰۰م فوق مستوى البحر الذي يتداخل بصورة أخاديد في الأراضي الغربية، حيث تكثر الوديان والظهرات التي نعبرها، ويقل بل ويندر الغطاء النباتي، حتى لنجد أنفسنا نمر عبر بعض الكثيبات الرملية ونكون عند هذه المسافة (٣٥كم عن أبو حسن) قد بلغنا منطقة تدعى المغلبانة ولندخل تارة مناطق رؤوس الأودية المنحدرة إلى سبخة البرغوث ولنبتعد عنها قليلاً تارة أخرى، مع تضرس عام بسيط للأرض التي نعبرها وتبدو القشرة الصحراوية واضحة في مساحات واسعة . المغلبانة. وعلى بعد ٤٦كم نمر إلى اليسار من نقطة الإرتفاع ٢١٠م بحوالي ٥٠٠م، ونبقى في مسارنا باتجاه شمالي إلى الغرب مباشرة من خط الارتفاع ٢٠٠م بأرض قليلة النباتات بل نادرة أحياناً، ولنصل إلى الطرف الغربي من وادي أبو ذكر على بعد ٤٨كم حيث تطالعنا سبخة البرغوث بالعين المجردة الممتدة طولانياً، وبعدها بنحو ٣كم نعبر رأس وادي أبو شوك لتتراءى لنا مرة أخرى سبخة البرغوث، ولتبدأ الأعشاب بالتزايد مرة أخرى لنصل بعدها بنحو ٥ كم إلى المخفر رقم ۲۰ ، ولنكون بذلك قد دخلنا منطقة المقعط مطلين من هناك على سبخة البرغوث، لنهبط بعدها إلى منخفض المقعط حيث سبخة المقعط التي تشغل الجزء الأكبر منه (٥٨كم عن أبو حسن) والتي يخترقها وادي علي وبتجاوزنا سبخة المقعط وخروجنا من المنخفض الذي يحتويها، نعود للسير عبر أراضي مرتفعة نسبياً مغطاة بالأعشاب الوفيرة، وماهي سوى خمسة كيلو مترات عن تلك السبخة حتى ندخل منطقة الرقاصات ونمر بالمخفر رقم ۲۱ بواجهتها الشمالية لنبلغ طريق الملح بعده بنحو ٥كم ، لتصبح وجهتنا الشرق عبر ذلك الطريق الذي نحر بعد سلوكنا إياه ببضعة كيلو مترات بالطرف الشمالي لسبخة البرغوث (٧٦كم أبو حسن)، ولنترك على يميننا منطقة غدير الذيب وماهي سوى مسافة نحو ١٦كم حتى نبلغ مملحة البوارة التي تبعد ٩٢كم عن قرية أبو حسن من الطريق الذي سلكناه، والذي هو أطول عموماً من طريق الملح الذي يبدأ من البصيرة. ونشاهد في منطقة غدير الذيب أنواع مختلفة من الطيور (درج، حمام بري ،هدهد ،عقیب ،قطا، أوز، بط، حباري).
إنها جولة ربيعية، قمنا بها في اليوم الثامن من شهر نيسان لعام ۱۹۸۸ ، وكان هذا العام خيراً معطاءً بأمطاره الوفيرة ونباتاته الزاهية. والبوارة سبخة ملحية من شريط السبخات المنتشرة على طول الحدود السورية - العراقية التي تبدأ بسبخة الطويل داخل الأراضي العراقية)، وشمالها الغربي سبخة الشملان داخل الأراضي السورية ومن ثم سبخة البرغوتة، فالبوارة، وشمالي البوارة، يوجد سبخة الروضة، وخبرة برقة .
وليس هناك طريقاً اسفلتياً إلى مملحة البوارة، ولكن هناك طريقاً مألوفاً أكثر من غيره، ولا يضل سالكه وهو يعرف باسم طريق الملح (طريقاً ترابياً) الذي يبدأ من بلدة البصيرة - انظر شكل (۳۲) يبين امتداده ، كما أن هناك طرق أخرى ترابية تبدأ من بعض قرى الضفة اليسرى للفرات لتلتقي عموماً بطريق الملح السابق ذكره .
وفي جولتنا إلى البوارة لم نسلك طريق الملح المألوف والمعروف، وإنَّما سلكنا طريقاً آخر يعرفه أبناء المنطقة وهو طريق البوحسن - البوارة، وذلك انطلاقاً من قرية أبو حسن وبرفقة أحد ضباط حرس البادية السوريين الذي يعمل في المنطقة التي سنعبرها إلى البوارة والمقيم في قرية أبو حسن . وكانت وجهتنا نحو الشمال الشمال الشرقي لندخل بعد ١٥كم من قرية أبو حسن في منطقة تعرف بمنطقة العلوني حيث يوجد موقعاً لحرس البادية، ولنمر بعده بنحو كيلو متراً واحداً ببئر مائي قديم يعرف ببئر العلوني، وقريباً منه بئر جديد أقامته الدولة. وكانت الأرض مغطاة بغطاء أخضر زاه من العشب المتنوع والنباتات المختلفة، وبدا نبات الشيخ والروثا وفيراً. وبعد نحو ٢٤كم بلغنا منطقة بيار السبعة نسبة إلى سبعة آبار مياه محفورة في المنطقة على يمين طريقنا بنحو ۱۰۰م ، وقد أصاب بعضها الخراب، بينما مايزال بعضها مليئاً بالمياه التي لا تبعد عن السطح سوى بضعة أمتار.
وماهي سوى مسافة 9 كيلو مترات عن تلك الآبار حتى تأخذ الأعشاب بالتناقص الظاهر إلا من بعض شجيرات الروثا الصغيرة وبعدها بنحو ٢كم نعبر أحد الأودية ونسير عند خط ارتفاع ۲۰۰م فوق مستوى البحر الذي يتداخل بصورة أخاديد في الأراضي الغربية، حيث تكثر الوديان والظهرات التي نعبرها، ويقل بل ويندر الغطاء النباتي، حتى لنجد أنفسنا نمر عبر بعض الكثيبات الرملية ونكون عند هذه المسافة (٣٥كم عن أبو حسن) قد بلغنا منطقة تدعى المغلبانة ولندخل تارة مناطق رؤوس الأودية المنحدرة إلى سبخة البرغوث ولنبتعد عنها قليلاً تارة أخرى، مع تضرس عام بسيط للأرض التي نعبرها وتبدو القشرة الصحراوية واضحة في مساحات واسعة . المغلبانة. وعلى بعد ٤٦كم نمر إلى اليسار من نقطة الإرتفاع ٢١٠م بحوالي ٥٠٠م، ونبقى في مسارنا باتجاه شمالي إلى الغرب مباشرة من خط الارتفاع ٢٠٠م بأرض قليلة النباتات بل نادرة أحياناً، ولنصل إلى الطرف الغربي من وادي أبو ذكر على بعد ٤٨كم حيث تطالعنا سبخة البرغوث بالعين المجردة الممتدة طولانياً، وبعدها بنحو ٣كم نعبر رأس وادي أبو شوك لتتراءى لنا مرة أخرى سبخة البرغوث، ولتبدأ الأعشاب بالتزايد مرة أخرى لنصل بعدها بنحو ٥ كم إلى المخفر رقم ۲۰ ، ولنكون بذلك قد دخلنا منطقة المقعط مطلين من هناك على سبخة البرغوث، لنهبط بعدها إلى منخفض المقعط حيث سبخة المقعط التي تشغل الجزء الأكبر منه (٥٨كم عن أبو حسن) والتي يخترقها وادي علي وبتجاوزنا سبخة المقعط وخروجنا من المنخفض الذي يحتويها، نعود للسير عبر أراضي مرتفعة نسبياً مغطاة بالأعشاب الوفيرة، وماهي سوى خمسة كيلو مترات عن تلك السبخة حتى ندخل منطقة الرقاصات ونمر بالمخفر رقم ۲۱ بواجهتها الشمالية لنبلغ طريق الملح بعده بنحو ٥كم ، لتصبح وجهتنا الشرق عبر ذلك الطريق الذي نحر بعد سلوكنا إياه ببضعة كيلو مترات بالطرف الشمالي لسبخة البرغوث (٧٦كم أبو حسن)، ولنترك على يميننا منطقة غدير الذيب وماهي سوى مسافة نحو ١٦كم حتى نبلغ مملحة البوارة التي تبعد ٩٢كم عن قرية أبو حسن من الطريق الذي سلكناه، والذي هو أطول عموماً من طريق الملح الذي يبدأ من البصيرة. ونشاهد في منطقة غدير الذيب أنواع مختلفة من الطيور (درج، حمام بري ،هدهد ،عقیب ،قطا، أوز، بط، حباري).
تعليق