مسيرة الروائي الأسترالي باتريك وايت Patrick White الحائز جائزة نوبل للأدب لعام 1973م.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسيرة الروائي الأسترالي باتريك وايت Patrick White الحائز جائزة نوبل للأدب لعام 1973م.

    وايت (باتريك)

    White (Patrick-) - White (Patrick-)

    وايت (باتريك ـ)
    (1912 ـ 1990)
    ولد الروائي الأسترالي باتريك وايت Patrick White الحائز جائزة نوبل للأدب لعام 1973 في لندن في أثناء زيارة والديه لها، وتوفي في مدينة سيدني. عمل في يفاعته في مزرعة أبيه التي كانت تعنى بتربية الأغنام، ثم عاد إلى إنكلترا في فترات متعاقبة للدراسة، فدرس اللغات الحديثة في جامعة كمبردج. خدم في أثناء الحرب العالمية الثانية في سلاح الجو الملكي، عاد بعدها إلى أستراليا ليستقر فيها، وتخللت ذلك فترات إقامة متقطعة في كل من إنكلترا والولايات المتحدة.
    بدأ وايت الكتابة شعراً إلا أنه وجد أن ذلك يقيده فالتفت إلى النثر، وكانت «الوادي السعيد» Happy Valley ت(1939) أولى رواياته التي ظهر فيها تأثره الواضح بديفيد هربرت لورنس [ر] وتوماس هاردي [ر] وتعلم عن طريقها صنعة الكتابة. عاد في كتاباته اللاحقة إلى بيئة بلاده الأصلية، وجعلها محورها، فصار الكاتب الأسترالي الأبرز بامتياز. ويمكن تشبيه هذا التطور لديه بحال الروائيين الأمريكيين اللاتينيين الذين جعلوا من قارتهم رمزاً للغموض والروعة، فجعل وايت من أستراليا رمزاً للبهاء والعظمة، بيد أنه لم يتغاض عن تطفل المدنية وتعديها على طبيعة القارة البدائية المتوحشة لتخل بتوازنها. ويمكن تشبيهه أيضاً بكونراد [ر] الذي جعل من قارة أخرى رمزاً للولوج إلى قلب العتمة لكشف خفايا النفس البشرية. وقد تبدى كل هذا في أول رواياته المهمة «قصة العمة» The Aunt’s Story ت(1948) وهي دراسة لحياة امرأة عادية جداً، وتتجلى المفارقة حين يؤدي نجاحها الشخصي إلى جنونها، وأيضاً في روايات: «شجرة الإنسان» The Tree of Man ت(1955) وهي الأهم، و«فوس» Voss ت(1957) و«راكبو العربة» Riders in the Chariot ت(1961) و«دائرة الكون» The Solid Mandala ت(1966) و«قضية توايبورن» The Twyborn Affair ت(1979) التي تستمد كلها موضوعاتها من أستراليا التي تجسد ثيمتها المركزية. وقد وجد وايت في شخصية المستكشف الألماني فوس المعادل الموضوعي له، فهو مهرج وحكيم، عبقري وأحمق في آن واحد، ويسقط في النهاية ضحية لفضوله وللقارة البكر التي يحاول استكشافها. ويقدم الكاتب في «دائرة الكون» التناقض حتى في التوأم، فأحدهما «مجنون» والآخر «عاقل» وتكمن المفارقة في أن تمييز أحدهما من الآخر يبدو مستحيلاً.
    كتب وايت في المسرح أيضاً، فعرض مسرحية «الموسم في سارسابَرِيلاّ» The Season at Sarsaparilla عام 1962 التي نشرت لاحقاً ضمن مجموعة «أربع مسرحيات» (1965)، و«ليلة على الجبل الأقرع» Night on Bald Mountain التي عرضت عام 1964، وغيرها. وكتب أيضاً القصة القصيرة، وسيرته الذاتية بعنوان «صدع في الزجاج» Flaws in the Glass ت(1981).
    تحفل مؤلفات وايت بالأساطير والرموز، وقد عالج فيها مسائل الغربة والبحث عن معنى للوجود، كل ذلك بأسلوب تيار الوعي stream of consciousness الذي جعل مؤلفاته عصية على بعض القرّاء، وهي على ما يشوبها من تشاؤم إيجابية ومفعمة بفكره الناقد وخياله الشعري.
    طارق علوش

يعمل...
X