(المرأة رمز التفاني)
بقلمي :منى نعيم الريس
أحييك أيتها المرأة في كل مكان، وأهنئك بعيدك وأشكر كل من تذكر المرأة في عيدها ولم لا ؟فالمرأة هي الأم والأخت، والصديقة ،والحبيبة ،والزوجة ..هي المهندسة، والطبيبة والمعلمة ،والمحامية والممرضة، والأديبة، والشاعرة، والفنانة والعاملة النشيطة .......
تعمل بدأب وتنشر المحبة والحنان أينما وجدت، وفي البيت تقوم بأعبائه من تنظيف، وتنظيم وتحضير الطعام، ولا ننسى عنايتها بأولادها ومتابعة دراستهم والسهر عليهم وعلى راحتهم لتقدم للوطن أفرادا نافعين متسلحين بالثقافة والعلم والأخلاق الكريمة ..كل ذلك دون كلل اوملل، فهي كالنحلة النشيطة تتعب وتجتهد لننهل نحن من عسل اجتهادها و حنانها وعطفها ،فتهون علينا متاعب الحياة، ونسلك في طريق معبد نال حفره وتعبيده من عمرها وعافيتها ،وزرعته ورودا أدمت أشواكها يديها الغضتين ،وسقتها من دمع عينيها متناسية نفسها... شعارها الوحيد هو: التضحية والتفاني حتى آخر رمق من حياتها ، فساهمت بذلك في بناء الإنسان وحضارة البلاد ورقي الأوطان حتى أنها وصلت إلى مناصب عالية في الدولة فنجد المديرة والوزيرة المتمكنة الذكية والتي تتخذ قرارات هامة مفصلية في مصير الدولة بفضل علمها وذكائها وإخلاصها دون أن تقصر في واجباتها البيتية، فصدق من قال:" المراة هي نصف المجتمع" ،لا بل تكاد تكون المجتمع بأكمله..
فعفوك ربي ما أعظم قدرتك ..كيف جمعت في المرأة الرقة والعاطفة والحنان ومن ناحية أخرى القوة والقدرة على القيام بأعمال شاقة وحمل أعباء ومسؤوليات تنوء عن حملها أقوى الجبال .إنها لعمري أشبه بالجذور الندية الطرية التي رغم طراوتها قادرة أن تشق طريقها في الأرض عبر الصخور والأحجار القاسية حتى تصل إلى التربة الطيبة فتأخذ منها نسغ الحياة فتزهر الورود و وتورق الأغصان وتثمر الأشجار وتدور عجلة الحياة .وهكذا خلقها الله وهكذا ابدع تكوين شخصيتها
فكانت رقيقة كالنسيم
قوية كالجبال
ولنا الجليس النديم
فسبحانك ربي القادر العليم..
وأنحني خاشعة أمام أم الشهيد الأم السورية الصامدة الشامخة كشجرة السنديان ..أنحني أمام تضحيتها الكبيرة للوطن ، صابرة مؤمنة ، وهل هناك تضحية أعظم من أن يبذل الإنسان فلذة كبده فداء عن وطنه؟! ..هذه الأم التي ربت أولادها تربية صالحة وأرضعتهم حب الوطن والدفاع عنه حتى الموت ولا أنسى زوجة الشهيد وأخته وإبنته اللواتي فقدن الزوج المحب ،والأخ السند، والأب الحنون ، وفجأة أصبحن بمواجهة شخصية مع مسؤوليات الحياة وأتعابها ، ولا زلن مستعدات للتضحية أكثر .هكذا ربتهن أمهاتهن الشريفات المخلصات للأرض و العرض.
وفي الختام حري بي أن اقول كلمة حق بأن
نجاح المرأة وإثبات وجودها ما كانا ليتحققان، لولا وجود الرجل المتعاون المخلص المتفهم ،والمتحمس لنجاحها إلى جانبها، فشكرا.. وألف تحية أرميها بين يدي كل رجل كان اليد الممدودة، والعون والقلب الكبير والسند الحقيقي للمرأة
وكل عام وجميع النساء بألف خير ووطني بألف ألف خير
منى نعيم الريس