كونراد ويتز Konrad Witz . رسام سويسري.وأسلوبه الفني من الطراز القوطي .محمود شاهين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كونراد ويتز Konrad Witz . رسام سويسري.وأسلوبه الفني من الطراز القوطي .محمود شاهين

    ويتز (كونراد)

    Witz (Konrad-) - Witz (Konrad-)

    ويتز (كونراد ـ)
    (نحو 1400ـ 1445)

    كونراد ويتز Konrad Witz (ويلفظ ڤيتز) رسام سويسري ولد في مدينة روتڤيل Rottweil الواقعة اليوم في ألمانيا، وتوفي في سويسرا (إما في بازل Basel وإمّا في جنيڤ). ينتمي أسلوبه الفني إلى الطراز القوطي في مراحله الأخيرة، وكان في مقدمة الفنانين التشكيليين الأوربيين الذين مزجوا بإتقان بين المنظر الطبيعي الواقعي وبين الموضوعات الدينيّة التي شكلت أبرز اهتمامات فناني أوربا في تلك المرحلة.
    كونراد ويتز: «القديستان كاترينا ومريم المجدلية» (1940)
    لا تتوافر معلومات كثيرة وموثقة حول نشأة كونراد وحياته، ولا حول دراسته للفن والمشاغل والمحترفات التي تدرب فيها ومن كان يديرها، ولكن من المؤكد أنه انضم عام 1434 إلى جمعية الفنانين التشكيليين في مدينة بازل، وعمل في صفوفها معظم مراحل حياته.
    تأثرت تجربته الفنيّة بالنحت البورغوني وبالتصوير الفلمنكي، ولاسيما بتجربة الفنان الهولندي المعروف ڤان إيك Van Eyck، لكنه تمكن في النهاية من خلق أسلوب فني خاص به، فتفرد بجملة من الخصائص والمقومات منها: الجمع الموفق بين البساطة والتعقيد، وصراحة الخطوط والألوان، وصدق التعبير. هذا الأسلوب اختزلته وأظهرته بجلاء ووضوح لوحته «معجزة صيد السمك» المنفذة عام 1444، والمصنفة ضمن أفضل ما أنتجه من أعمال فنيّة إبان حياته. تمثل هذه اللوحة بأمانة واقعيّة كونراد الشديدة الدقة، وفيها ركز بكثير من البراعة والإتقان على انعكاسات الضوء فوق سطح الماء، وعلى الحجارة المغمورة بالماء الضحل. كما عالج فيها ـ وعلى نحو مقنع ـ انعكاسات القارب والأبنية على مياه الشاطئ، وسجل في الوقت نفسه بدقة وحرفيّة خصائص الطبيعة المحيطة بمدينة جنيڤ وجمالياتها.
    أما أولى أعماله الباقية فتمثلها لوحة «مرآة الخلاص» المنجزة عام 1435، وفيها صوّر أشكالاً نحتية صرحيّة في غرف صغيرة مكشوفة، تظهر قدرته (في مطلع شبابه) على التعامل الجيد مع الفراغ، على الرغم من عدم دقة المنظور فيها.
    كونراد ويتز: «القديس أغسطين»
    أنجز كونراد ما بين عامي 1440ـ 1443 ثلاث لوحات لمذابح متفرقة، الأولى تحمل اسم «القديستان كاترينا ومريم المجدلية»، والثانية «لقاء حنَّة وواكيم أمام باب دوريا»، والثالثة «البشارة». تُظهر هذه اللوحات ـ مجتمعة ـ معالجة كونراد المتقنة لخطوط المنظور، والإيهام بأشكال النحت، والحساسية العالية في توزيع الضوء، وإبراز خواص المواد والخامات كالثياب والخشب والحجارة، على أن أهمية مشاهد اللوحات لا تكمن في تمثلها الأمين لرمزيّة فن شمالي أوربا وروحانيته فحسب، وإنما أيضاً في طريقة الأداء التشكيلي الذي مارسه كونراد فيها، وتعامله بإيمان وإخلاص وتماهٍ شديد مع المشهد الطبيعي الذي جاء مباشراً وقوياً ومقنعاً ومعبراً. غير أن هذا الفنان لم ينل ما يستحقه من التقدير، وكذلك هذه اللوحات الثلاث التي كانت عماد تجربته وأساسها، إضافة إلى كونها تحمل ثلاثة مشروعات فنيّة مهمة وواعدة، ولاسيما منها لوحة «مرآة الخلاص» المؤلفة من مجموعة لوحات تصوّر مشاهد مستوحاة من العهد الجديد والتاريخ الروماني، وتنبئ بخلاص الإنسان.
    آخر أعمال كونراد الرئيسة ـ موقعة بتاريخ 1444؛ أي قبل عام من وفاته ـ تحمل اسم «القديس بيتر»، وهي موجودة في كاتدرائية مدينة جنيڤ، لكن لم يبق منها سوى الأجنحة التي تضم ثمانية مشاهد.
    سيطرت على تجربة كونراد ـ منذ بداياتها الأولى حتى النهاية ـ نزعة الإيهام بالأشكال النحتيّة في لوحاته؛ أي بالتجسيم والبروز، وقد سعى باجتهاد إلى تحقيق هذا الهدف من خلال التضاد اللوني الصريح، وتوزيع الضوء بقوة فوق الأشكال والعناصر التي قام بتبسيطها، وإحاطتها بظلال قوية، مستخدماً خلفيّة معماريّة متينة وواضحة لتأكيدها وإبرازها.
    هذه الأسلوبيّة في المعالجة ميزت أعمال كونراد، وجعلت أشكالها وهيئاتها تبدو كممثلين فوق خشبة المسرح، يتحركون فوقها على نحو أخرق لكنه مقنع. ولترسيخ حالة الإيهام والإثارة تخيَّل كونراد شخصيات استعارها من التاريخ القديم مثل: «سليمان وقيصر» لكنه قدمها بصورة إنسانيّة معاصرة ومألوفة ومعبّرة.
    محمود شاهين

يعمل...
X