وظيفة الرئتين في الجسم هي نقل الأكسجين من الهواء إلى الدم، في عملية نقل الأكسجين يطلق على حجم جريان الهواء في الرئتين اسم التهوية (Ventilation)، بينما يطلق على حجم جريان الدم الرئوي اسم الإرواء (Perfusion).
من الممكن أن يحدث خلل في عملية التهوية كنتيجة للانسداد في قسم من مجاري الهواء نتيجة للإفرازات مثلًا، بينما يمكن أن ينبع الخلل في الإرواء من مشكلة في عمل القلب أو كنتيجة للانصمام أو جلطة دموية متحركة التي قد تقوم بسد عدد من شرايين الرئة.
تصوير الرئتين بالنظائر المشعّة (Lung scanning) هو فحص لأدائهما، وظيفته تحديد الأماكن التي تعاني نقصًا في التهوية أو الإرواء، يتم إجراء فحص التهوية من خلال استنشاق غاز تم خلطه بمادة مشعّة بحيث يقوم بإطلاق كمية قليلة من الأشعة التي تتجمع وتتمركز بدورها في الرئتين عبر الدورة الدموية.
في هذين الفحصين تقوم كاميرا خاصة حساسة للأشعة بتصوير الرئتين وتحديد الأماكن التي تعاني انخفاضًا في مستويات التهوية أو الإرواء.
متى يتم إجراء الفحص؟
أبرز الأسباب التي تستدعي إجراء هذا الفحص هي الآتي:
- الاشتباه بالإصابة بالانصمام الرئوي (Pulmonary Embolus).
- قبل القيام باستئصال جزء من الرئة.
تعد مخاطر إجراء هذا النوع من الفحص قليلة جدًا، وتشتمل أبرز هذه المخاطر على الآتي:
1. الأشعة
المواد المشعة المستخدمة في هذا الفحص تقوم بإطلاق كمية صغيرة جدًا من الأشعة، لهذا ليس هنالك أية خطورة قد يتعرض لها الناس الذين من حولك، ويتم تصريف هذه المواد من الجسم من خلال البراز، لذلك لا بد من الحرص بعد التبرز على غسل المرحاض وغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون.
هنالك احتمال ضئيل لحصول ضرر لخلايا الجسم بسبب الأشعة، لكن كمية الأشعة التي يتعرض لها الجسم نتيجة للتصوير بالأشعة السينية أو لفحص التصوير المقطعي قد تكون شبيهة بكمية الأشعة في هذا الفحص وربما أكثر.
2. الحساسية
من الممكن وفي بعض الأحيان أن تحصل لدى المريض ردات فعل حساسية لإحدى المواد المشعة المستخدمة في الفحص.
الأمراض المتعلقة بتصوير الرئتين بالنظائر المشعة
تشتمل أبرز الأمراض المتعلقة بهذا الفحص الآتي:
- الانصمام الرئوي (Pulmonary Embolus).
- نفاخ فقاعي في الرئتين (Bullous emphysema).
- الأمراض الرئوية المسدّة المزمنة (COPD).
- وأمراض رئوية أخرى.
سيطلب منك المختص نزع المجوهرات وخلع الملابس التي قد تشوش على فحص تصوير الرئة، مجريات كل من فحص التهوية وفحص التروية تتم كالآتي:
1. فحص التهوية
عند إجراء فحص التهوية يتم إعطاء المريض قناعًا يحتوي على غاز أو بخار مخلوط بمادة مشعة، حيث يتعين على المريض استنشاق هذا الغاز، بعد ذلك يتعين عليه التوقف عن التنفس لعدة ثوان من أجل تمكين الكاميرا من تصوير الرئتين.
يتم إجراء هذه العملية عدة مرات إلى حين انتهاء الكاميرا من تصوير الرئتين من جميع الجهات المطلوبة، وتستغرق هذه العملية بالعادة ما بين 15 و30 دقيقة.
2. فحص الإرواء
عند إجراء فحص الإرواء يتم وضع حقنة وريدية في إحدى اليدين، ومن ثم حقن مادة مشعة عن طريقها، بعد ذلك يتعين على المريض الاستلقاء دون حراك إلى حين أن تنتهي الكاميرا من تصوير الرئتين، يستغرق فحص الإرواء من 15 إلى 30 دقيقة.
لا تقوم الكاميرا بإطلاق الأشعة إنما تقوم فقط بالتقاط الأشعة الصادرة عن المادة التي تم إدخالها إلى الرئتين، ولذلك فإن المريض غير معرض لأشعة إضافية أثناء دوران الكاميرا، كذلك يتم إجراء عملية تصوير لمنطقة الصدر بالأشعة السينية قبل أو بعد الفحص.
تحليل النتائج
يكون تحليل نتائج فحص الرئتين بالنظائر المشعة سليمًا إذا كان هنالك تجانس في التهوية والإرواء، بحيث لا تظهر منطقة رئوية ذات استيعاب قليل للمادة المشعة في الفحصين.
تشتمل النتائج غير السليمة المحتملة لهذا الفحص وتفسيراتها على الآتي:
- إرواء سليم بوجود تهوية غير سليمة، يمكنها أن تظهر في حالات الأمراض الرئوية الانسدادية، مثل: الربو (Asthma) والأمراض الرئوية المسدّة المزمنة.
- إرواء غير سليم بوجود تهوية سليمة، من الممكن أن يكون إشارة للانصمام الرئوي.
- إرواء وتهوية غير سليمين، من الممكن أن يحصل هذان الأمران معًا في كثير من حالات الإصابة بالأمراض الرئوية، مثل: التهاب الرئتين، والانصمام الرئوي، والأمراض الرئوية المسدّة المزمنة، وغيرها.
بالعادة يتم إجراء فحص تصوير الرئتين بالنظائر المشعة من أجل تقييم وتقدير احتمالات الإصابة بالانصمام الرئوي، لكن نظرًا لعدم دقة هذا الفحص فإنه ليس من الممكن دائمًا الاعتماد عليه من أجل إثبات أو استبعاد إمكانية الإصابة بالانصمام الرئوي، وخاصة عند وجود أمراض رئوية أخرى مثلما يحدث في أغلب الحالات.
في الحالات الآتية يتم الحديث عن احتمالات الإصابة بالانصمام الرئوي:
- يتم استبعاد وجود انصمام رئوي إذا كانت نتيجة فحص تصوير الرئتين بالنظائر المشعة سليمة.
- إذا أشارت النتائج لوجود احتمال ضئيل للانصمام يقوم الطبيب بإجراء فحوص إضافية وفقًا للحالة.
- يقوم الطبيب في الحالات التي يكون احتمال الإصابة بالانصمام فيها متوسطًا بمتابعة التشخيص من خلال القيام بفحص تصوير مقطعي محوسب (CT) وفق بروتوكول خاص لكشف وجود الانصمام الرئوي.
- يُرجح في مثل هذه الحالات أن يكون هنالك انصمام رئوي، وغالبًا ما يتم البدء بالعلاج في هذه الحالة بواسطة الأدوية أو حقن المواد المميعة للدم.
خلال السنوات الأخيرة، ونظرًا لاتساع انتشار أجهزة التصوير المقطعي المحوسب (CT) وتوفرها بشكل متزايد تم تقليل استخدام فحص تصوير الرئتين بالنظائر المشعة، والاستعاضة عنه بفحص التصوير المقطعي المحوسب عند الاشتباه بالإصابة بالانصمام الرئوي.