ابن واصل Ibn Wasil (محمد بن سالم ـ).مؤرخ، فقيه، عالم بالمنطق والهندسة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابن واصل Ibn Wasil (محمد بن سالم ـ).مؤرخ، فقيه، عالم بالمنطق والهندسة

    ابن واصل (محمد بن سالم-)

    واصل (محمد سالم)

    Ibn Wasil (Mohammad ibn Salim-) - Ibn Wassel (Mohammad ibn Salem-)

    ابن واصل (محمد بن سالم ـ)
    (604 ـ 697هـ/1208 ـ 1298م)

    محمد بن سالم بن نصر الله بن سالم بن واصل، جمال الدين، أبو عبد الله الحموي. مؤرخ، فقيه، عالم بالمنطق والهندسة. ولد بحماة لأب فقيه قاضٍ، فاعتنى بتعليمه، وقد أتاحت له مكانة أبيه أن يتعرف عن قرب إلى بعض ملوك عصره.
    وحين ولي أبوه التدريس بالمدرسة الناصرية الصلاحية بالقدس في أوائل سنة 622هـ/1225م مضى معه، والتقى هناك شيخه شمس الدين بن رزين البعلبكي، فقرأ عليه كتاب «الإيضاح» لأبي علي الفارسي، وجوّد عليه القرآن الكريم.
    وفي أواخر سنة 627هـ/1230م سافر إلى حلب، وقرأ فيها على الشيخ نجم الدين بن الخباز الفقه الشافعي والأصول، وقرأ النحو واللغة على الشيخ موفق الدين بن يعيش، وأفاد من المؤرخ الكبير القاضي ابن شداد، وقد نزل بمدرسته.
    وبقي مقيماً في حلب إلى شعبان سنة 628هـ/1231م حيث انتقل منها إلى الكرك، ليقيم فيها مع أبيه في أوائل سنة 629هـ/1231م مستفيداً في العلوم النظرية من صحبة الشيخ شمس الدين الخسروشاهي.
    حتى إذا كانت سنة 634هـ/1236م عزم على الإقامة في بلده حماة، وكان قد وردها في ذلك الوقت الشيخ المهندس علم الدين قيصر بن أبي القاسم، وبنى لصاحبها الملك المظفر تقي الدين محمود بن محمد أبراجاً لسورها في غاية الحسن، فلازمه ابن واصل، وكان مساعداً له في عمل كرة الخشب التي رسم فيها جميع الكواكب المرصودة في السماء، وقد لقي ابن واصل على عمله ذاك تشجيعاً واهتماماً من الملك المظفر، فعقد عليه آمالاً عريضة، غير أنها سرعان ما تبددت حين أصيب المظفر بفالج في شعبان سنة 639هـ/1242م أقعده عن ممارسة شؤون الحكم، فحصل لابن واصل من الألم ما لا مزيد عليـه ـ على حد تعبيره ـ وبدأ يفكر في مفارقة حماة، حتى نفذ عزمه في سنة 642هـ/1244م قاصداً القاهرة، ليعيش في كنف صاحبها الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل، وله ألَّف «التاريخ الصالحي» وهو تاريخ عام موجز، بدأ فيه بذكر آدم u، وانتهى فيه إلى مناقب الملك الصالح.
    وطاب له المقام بمصر سنوات طويلة شهد فيها حملة لويس التاسع الصليبية على مصر، واحتضار الدولة الأيوبية، وقيام دولة المماليك، وما عاصر ذلك من غزوات التتار للعراق والشام، وسقوط بغداد، وانتهاء الخلافة العباسية وانتقالها إلى القاهرة.
    ولما تربع الظاهر بيبرس على عرش مصر أرسله سنة 659هـ/1261م سفيراً منه إلى منفرد manfred ملك صِقِلِّية وامبراطور الدولة الرومانية المقدسة، فأقام عنده مدة واجتمع به مراراً، وسأله الامبراطور ثلاثين سؤالاً في علم الهندسة، أجاب عنها ابن واصل عن ظهر قلب؛ مما أسبغ عليه احترام الامبراطور وتقديره، وله ألف رسالته في المنطق التي سماها «نخبة الفكر».
    وبعد غيبـة طـويلـة عن بلده حماة عاد إليها ليلي فيها منصب قاضي القضاة لصاحبها الملك المنصور محمد بن الملك المظفر محمود، وله شرع في سنة671هـ/1272م في تأليف كـتابه «مفرج الكـروب في أخـبار بني أيوب»، أرخ فيه للدولـة الأيوبيـة منذ قيامها على يد صلاح الدين يوسف بن أيوب سنة 569 هـ/1174م ـ ممهداً لها بأخبار عماد الدين زنكي وابنه نور الدين ـ حتى نهايتها سنة 658هـ/1260م، متبعاً لها من دون استقصاء ما وقع من الحوادث في سنة 659هـ/1260م، في تفصيل وافٍ وتحقيق شامل دقيق، وهو المعاصر لبعض وقائعها، والمخالط لملوكها، ويعد كتابه بحق أوفى تاريخ لدولة بني أيوب.
    وبقي ابن واصل على الرغم من تقدمه في السن مغرماً بالعلم، عاكفاً على إقرائه والتأليف فيه حتى وافته المنية بحماة عن أربعة وتسعين عاماً، مخلفاً وراءه كتباً كثيرة في الأدب والهندسة وعلم الهيئة والطب والتاريخ، منها : «هداية الألباب في المنطق» و«رسالة في علم المناظرة» و«شرح الموجز في المنطق» و«تجريد الأغاني» و«مختصر الأدوية لابن البيطار» و«نظم الدرر في التاريخ والسير».
    إبراهيم الزيبق
يعمل...
X