واحه
Oasis - Oasis
الواحة
الواحة جزيرة من الغطاء النباتي الأخضر ضمن أراضٍ صحراوية قاحلة جرداء في مناطق شبه مدارية جافة، لا تعرف الهطل المطري إلا نادراً، قليلة التغيم، وسطي معدلها الحراري وإشعاعها الشمسي مرتفعان. ترجع أصولها إلى وجود وفرة من المياه العذبة على سطحها أو في محيطها، أو جوفها القريب من السطح، كما في وادي السوف في الجزائر. تتجمع مياه بعضها تحت تربتها الرملية الغبارية، فوق طبقات كتيمة من الآفاق التربية الكلسية أو الجصية المتحجرة petrocalcic أو petrogypsic حيث تختزن مياه الأمطار الفجائية النادرة أو مياه السيول أو الراشحة من أسرّة الأنهار. كما قد تتمثل بظهور ينابيع فوكلوزية فيها ذات مياه جوفية قادمة من المرتفعات المحيطة أو المجاورة، وقد تكون مياهها عميقة مستحاثة ترجع إلى الحقب القديم أو الوسيط، التي يمكن استخراجها من الآبار بالضخ، كما في واحات الكفرة وفزان في ليبيا التي جُرَّت منها مياه النهر الصناعي العظيم.
تكمن في بعضها ملوحة خفيفة ونسبة من الجص، حيث تتشكل في آفاقها وردات الرمال rose de sable التي تثير فضول السياح بجمال هندستها. تسهم الرياح والمياه السيلية في نقل غبارها وتراكمه في المصائد الطبيعية بين الأشجار والمزروعات وعلى سطح المياه.
تلحق بها أيضاً الواحات النهرية التي تظهر في حياضها المسقية المنتشرة على جوانب الأنهار في المناطق القليلة الهطل، كما في شط العرب وجوانب النيل ضمن صحارى مصر والسودان وكما في صحراء تار في شمال غربي الهند.
تجود في أراضيها أشجار نخيل البلح، وخاصة في الواحات المغربية (المغرب والجزائر وتونس) الشهيرة بنوع دقلة نور. وتزرع إلى جانب ذلك المحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة كالزيتون والكرمة إلى جانب التشجير الحراجي.
تنتشر هذه التسمية في أنحاء المغرب العربي كافة التي ترجع أصولها إلى مصر، حيث أشير إليها في المراجع اللاتينية واليونانية كما عند هيرودوت، وحيث مازالت الواحات على طبيعتها الجغرافية الأصيلة مع التوسع الأفقي الكبير في مساحاتها الزراعية بفضل قنوات الري المحولة من السد العالي ومن المياه الجوفية العميقة، وتطور التقانات الزراعية والحيوية للتوسع الشاقولي في الإنتاجية، إضافة إلى التطور العمراني والخدمي. وقد انتهت الحياة في بعضها بالجزائر بسبب التملح الناجم عن نفاد المياه الجوفية العذبة وتقدم جبهة المياه الجوفية المالحة.
تنتشر الواحات في مصر على امتداد ألف كم ونيف، ما بين واحة سِيْوَة على الحدود مع ليبيا في الشمال الغربي من جهة ووادي النيل بالقرب من الحدود المصرية السودانية من جهة أخرى، حيث الواحة الخارجة. وتعد خير محطات للقوافل المتنقلة عبر الصحارى؛ إذ يعتمد معظم سكانها على الزراعات المروية.
ازدهرت الحضارة في واحات مصر منذ ما قبل التاريخ، كما في موضع دوش Douch من واحة الخارجة، وكذلك في موضع درب الأربعين يوماً على الطريق إلى سنار، تلتها الحضارات الفرعونية حيث أخذت واحة الفرافرة الفقيرة اسم تايمت في نصوصها، أي بلاد البقرة (بقرة صالح). كما تكثر المعابد في واحة سيوة التي تضم 26 معبداً، وقس على ذلك آثار الحضارتين اليونانية والرومانية كما في واحة البحرية التي اشتهرت باسم واحة سبتيم كما تتضمن هذه الواحات كنائس وأديرة قبطية ومساجد عربية إسلامية. ومازالت مدنها وقراها ومضارب خيامها تحتفظ بتراثها التقليدي إضافة إلى معالمها الأثرية والطبيعية ومنشآتها السياحية. يؤمها محبو التمتع بالطبيعة الصحراوية، إذ توفر لهم أفضل وسائل الراحة والاستجمام.
أما في سورية فقد أعطى الجغرافيون العرب الأوائل المناطق الشبيهة بالواحات، كبساتين تدمر وأرك والسخنة ومزارعها الواقعة على طرف البادية اسم المناظر، كما شبه الجغرافيون المحدثون بالواحات كلاً من غوطة دمشق ومزارع مرتفعات القلمون وبساتينها.
عماد الدين الموصلي
Oasis - Oasis
الواحة
الواحة جزيرة من الغطاء النباتي الأخضر ضمن أراضٍ صحراوية قاحلة جرداء في مناطق شبه مدارية جافة، لا تعرف الهطل المطري إلا نادراً، قليلة التغيم، وسطي معدلها الحراري وإشعاعها الشمسي مرتفعان. ترجع أصولها إلى وجود وفرة من المياه العذبة على سطحها أو في محيطها، أو جوفها القريب من السطح، كما في وادي السوف في الجزائر. تتجمع مياه بعضها تحت تربتها الرملية الغبارية، فوق طبقات كتيمة من الآفاق التربية الكلسية أو الجصية المتحجرة petrocalcic أو petrogypsic حيث تختزن مياه الأمطار الفجائية النادرة أو مياه السيول أو الراشحة من أسرّة الأنهار. كما قد تتمثل بظهور ينابيع فوكلوزية فيها ذات مياه جوفية قادمة من المرتفعات المحيطة أو المجاورة، وقد تكون مياهها عميقة مستحاثة ترجع إلى الحقب القديم أو الوسيط، التي يمكن استخراجها من الآبار بالضخ، كما في واحات الكفرة وفزان في ليبيا التي جُرَّت منها مياه النهر الصناعي العظيم.
تكمن في بعضها ملوحة خفيفة ونسبة من الجص، حيث تتشكل في آفاقها وردات الرمال rose de sable التي تثير فضول السياح بجمال هندستها. تسهم الرياح والمياه السيلية في نقل غبارها وتراكمه في المصائد الطبيعية بين الأشجار والمزروعات وعلى سطح المياه.
تلحق بها أيضاً الواحات النهرية التي تظهر في حياضها المسقية المنتشرة على جوانب الأنهار في المناطق القليلة الهطل، كما في شط العرب وجوانب النيل ضمن صحارى مصر والسودان وكما في صحراء تار في شمال غربي الهند.
تجود في أراضيها أشجار نخيل البلح، وخاصة في الواحات المغربية (المغرب والجزائر وتونس) الشهيرة بنوع دقلة نور. وتزرع إلى جانب ذلك المحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة كالزيتون والكرمة إلى جانب التشجير الحراجي.
تنتشر هذه التسمية في أنحاء المغرب العربي كافة التي ترجع أصولها إلى مصر، حيث أشير إليها في المراجع اللاتينية واليونانية كما عند هيرودوت، وحيث مازالت الواحات على طبيعتها الجغرافية الأصيلة مع التوسع الأفقي الكبير في مساحاتها الزراعية بفضل قنوات الري المحولة من السد العالي ومن المياه الجوفية العميقة، وتطور التقانات الزراعية والحيوية للتوسع الشاقولي في الإنتاجية، إضافة إلى التطور العمراني والخدمي. وقد انتهت الحياة في بعضها بالجزائر بسبب التملح الناجم عن نفاد المياه الجوفية العذبة وتقدم جبهة المياه الجوفية المالحة.
تنتشر الواحات في مصر على امتداد ألف كم ونيف، ما بين واحة سِيْوَة على الحدود مع ليبيا في الشمال الغربي من جهة ووادي النيل بالقرب من الحدود المصرية السودانية من جهة أخرى، حيث الواحة الخارجة. وتعد خير محطات للقوافل المتنقلة عبر الصحارى؛ إذ يعتمد معظم سكانها على الزراعات المروية.
ازدهرت الحضارة في واحات مصر منذ ما قبل التاريخ، كما في موضع دوش Douch من واحة الخارجة، وكذلك في موضع درب الأربعين يوماً على الطريق إلى سنار، تلتها الحضارات الفرعونية حيث أخذت واحة الفرافرة الفقيرة اسم تايمت في نصوصها، أي بلاد البقرة (بقرة صالح). كما تكثر المعابد في واحة سيوة التي تضم 26 معبداً، وقس على ذلك آثار الحضارتين اليونانية والرومانية كما في واحة البحرية التي اشتهرت باسم واحة سبتيم كما تتضمن هذه الواحات كنائس وأديرة قبطية ومساجد عربية إسلامية. ومازالت مدنها وقراها ومضارب خيامها تحتفظ بتراثها التقليدي إضافة إلى معالمها الأثرية والطبيعية ومنشآتها السياحية. يؤمها محبو التمتع بالطبيعة الصحراوية، إذ توفر لهم أفضل وسائل الراحة والاستجمام.
أما في سورية فقد أعطى الجغرافيون العرب الأوائل المناطق الشبيهة بالواحات، كبساتين تدمر وأرك والسخنة ومزارعها الواقعة على طرف البادية اسم المناظر، كما شبه الجغرافيون المحدثون بالواحات كلاً من غوطة دمشق ومزارع مرتفعات القلمون وبساتينها.
عماد الدين الموصلي