قواعد جماليات الصورة
يعتبر التكوين الجمالي للصورة الفوتوغرافية من ابرز العناصر التي تفاضل بين مصور واخر فالتصوير لم يعد كما عرفناه منذ خمسين عاما ما عليك إلا ان تضغط على مغلاق الكاميرا ومهما أدخل . على الكاميرات من تحسينات فنية حولتها إلى البساطة الشديدة ، تبقى للمصور اليد الطولى للحصول على تشكيل جمالي يبعث على السرور .
إن عنصر التكوين الجمالي يوضح قدرة المصور على ترتيب موضوع الصورة في أوضاع مريحة للعين ، وهذه قدرة ذاتية نابعة من صميم المصور أو موهبة وميزة داخلية ذاتية يمتاز بها عن سواد . ورغم وجود قوانين أو اشارات للتشكيل الجمالي مستقاة من تحليل لوحات رسامي عصر النهضة ، إلا أن هذه القوانين تعتبر مقابیس نسبية بالدرجة الأولى ، فالقواعد التي تحكم العلاقة بين الكتل والخطوط .
والمسافات كسرهـا مصـورون وحققوا نتائج جمالية باهرة بينما قلدهم آخرون وغاصت
أعمالهم مع النسيان .
حتى الذين استنبطوا قواعد التشكيل الجمالي اختلفوا فيما بينهم برعم المناقشات الممتدة والدراسات الطويلة والكتب الكثيرة باللغات الأوروبية التي ظهرت تدعم رأي أو تدحض آراء وقواعد أخرى .
وهذا الاختلاف مرده بالدرجة الأولى إلى الحالة النفسية للفنان المصور الفوتوغرافي وللظروف التي التقطت فيها الصورة لبعض الصور اذا طبقت عليها قواعد التشكيل الحمالي وقوانين التكوين تبدو شاذة وضحلة القيمة ومع ذلك تحدثك عنها
مصورها بحل الوله والاعتراز من منطلق أنها التقطت في مناسبة عزيزة على نفس المصور لا غير .
وإذا كان هذا الاختلاف على مستوى الشخص فانه من ناحية أخرى يصبح الخلاف أعمق في قواعد التكوين بين مجتمع وآخر . فذوقنا الشرقي يختلف عن الدوق الأوروبي وكلاهما يختلف عن التذوق الأمريكي لقواعد التشكيل .
وبالقطع نبتعد جميعا عن تذوق الياباني المعايير وضوابط جمالية الصورة الفوتوغرافية ومثل هذا التضارب بجعل الحديث عن التكوين الجمالي للصورة الفوتوغرافية أمراً محيرا فعلا .
ويبرز هنا السؤال .. كيف السبيل إلى التكوين الجمالي وتجيء الاستجابة ببساطة متى استطاع المصور الفوتوغرافي التخيل المرن للمنظـر الـذي سیصوره وعرف كيف يسجل على الفيلم الحساس من مجرد نقط سوداء وبيضاء او مساحات ملونة لا نهائية العدد صورة جمالية جيدة .
فالعين تدرك تفصیلات مناطق الطلال بينما نتخلف العدسة والفيلم عن نقلها بنفس الأمانة التي تسجل بها مناطق الإضاءة العالية كما أن مناطق الإضاءة العالية تبدو احادة للعين سينما تظهر على الفيلم غير مريحة للرؤية ، أضف إلى ذلك أن عين المصور قرى المنظر ما بعاده الثلاثة الفراغية بينما العدسة والفيلم يقدمان للمشاهد صورة مسطحة تفتقر إلى البعد الثالث ، ما لم يناور المصور بالكاميرا والاضاءة لاشعار مشاهد الصورة بالتعد المفقود وكثيرا ما تبدو المناظر الطبيعية سهرة للعين والمشاهد ولكنها تفقد هذا الابيار على هيئة صورة .
وقد يصاب المصور بصدمة لمجرد رؤيتها .
وتعتبر البساطة وقوة التعبير من أهم عناصر الصورة الجمالية لهذا يجب الابتعاد عن حشر جزئيات كثيرة داخل الكادر الواحد مما ينجم عنه ضباع الفكرة الأساسية وسط زحـام الصورة وفقدان جزء كبير من الانسجام ممـا يشتت انتبـاه المشاهد ويضلله عن الهدف المنشود فعند تصوير سمكة أو حيوان مائي معين يجب عدم احتواء الصورة على اشخاص ومبان وشجر ومشاهدين او حتى على حيوانات أخرى ، فإذا جمعنا كل هذا الحشد سال المشاهد نفسه في تعجب ماذا يقصد المصور ؟ والسؤال وحده دليل على فشل المصور .
وهنا يلجأ المصور إلى قانون الثلث وفيه يقسم المنظر بخطوط وهمية الى ثلاثة اجزاء طولا وعرضاً ويضع الغرض الرئيسي للصورة عند نقطة التلاقي ويبتعد تماماً عن المراكز الهندسية للصورة وعموماً هناك عدة نقاط لقواعد التكوين ومنها الآتي :
- يجب اختيار زاوية تصوير معبرة تساعد على إبراز أمامية المشهد مع خلفية الصورة في تناسق وإنسجام ليكونا معاً وحدة وحدة جمالية متكاملة .
- يراعي التوازن في التشكيل الجمالي واستغلال خلفية الصورة للايحاء بالبعد الثالث .
- يجب الا تجتمع في الصورة متناقضات مثل رجل يركب حماراً وسيارة فارهة تجري على الطريق فلا وجه للمقارنة على الاطلاق والأفضل صورة سيارة قديمة العهد وسيارة حديثة فارهة .
- يراعى توازن الخطـوط واتجاهاتها واستغلال الاتجاه في ارشاد عين مشاهد الصورة وتوجيهها الى محور الصورة وغرضها مع الملاحظة بأن الخطوط المنحنية مثل الطرق والسكك الحديدية تعطي جمالا ورقة . بينما تعطي الخطوط المستقيمة حدة ، وقوة منظر الطرق الأفقية تعطي المشاهد نوعاً من الاستقرار والهدوء .
- يراعي توزيع مناطق الظلال والاضاءة العالية توزيعاً جيداً وعادلا يساعد على ابراز البعد الثالث كان يقع ظل الشيء أمامه مثلا .
- تجنب إمالة آلة التصوير اثناء التصوير بدون داع خصوصاً المناظر الطبيعية ـ تجنب قطع الصورة إلى جزئين متساويين باي خط في موضوع الصورة ، كشجرة في منتصف الصورة بالضبط أو خط الأفق وهو يقسم الصورة الى نصفين لأن ذلك يفقد الصورة جمالها وتوزيعها ويجعلها تبدو وكانها صورتين لصقتا إلى جوار بعضهما البعض عملية ، مونتاج . .
- على المصور تجنب إظهار جزء كبير من السماء أو الأرض أو الماء لعدم إفساد التوازن ، كعنصر أساسي في التكوين الجمالي .
- بقلم د محمد نبهان سویلم
يعتبر التكوين الجمالي للصورة الفوتوغرافية من ابرز العناصر التي تفاضل بين مصور واخر فالتصوير لم يعد كما عرفناه منذ خمسين عاما ما عليك إلا ان تضغط على مغلاق الكاميرا ومهما أدخل . على الكاميرات من تحسينات فنية حولتها إلى البساطة الشديدة ، تبقى للمصور اليد الطولى للحصول على تشكيل جمالي يبعث على السرور .
إن عنصر التكوين الجمالي يوضح قدرة المصور على ترتيب موضوع الصورة في أوضاع مريحة للعين ، وهذه قدرة ذاتية نابعة من صميم المصور أو موهبة وميزة داخلية ذاتية يمتاز بها عن سواد . ورغم وجود قوانين أو اشارات للتشكيل الجمالي مستقاة من تحليل لوحات رسامي عصر النهضة ، إلا أن هذه القوانين تعتبر مقابیس نسبية بالدرجة الأولى ، فالقواعد التي تحكم العلاقة بين الكتل والخطوط .
والمسافات كسرهـا مصـورون وحققوا نتائج جمالية باهرة بينما قلدهم آخرون وغاصت
أعمالهم مع النسيان .
حتى الذين استنبطوا قواعد التشكيل الجمالي اختلفوا فيما بينهم برعم المناقشات الممتدة والدراسات الطويلة والكتب الكثيرة باللغات الأوروبية التي ظهرت تدعم رأي أو تدحض آراء وقواعد أخرى .
وهذا الاختلاف مرده بالدرجة الأولى إلى الحالة النفسية للفنان المصور الفوتوغرافي وللظروف التي التقطت فيها الصورة لبعض الصور اذا طبقت عليها قواعد التشكيل الحمالي وقوانين التكوين تبدو شاذة وضحلة القيمة ومع ذلك تحدثك عنها
مصورها بحل الوله والاعتراز من منطلق أنها التقطت في مناسبة عزيزة على نفس المصور لا غير .
وإذا كان هذا الاختلاف على مستوى الشخص فانه من ناحية أخرى يصبح الخلاف أعمق في قواعد التكوين بين مجتمع وآخر . فذوقنا الشرقي يختلف عن الدوق الأوروبي وكلاهما يختلف عن التذوق الأمريكي لقواعد التشكيل .
وبالقطع نبتعد جميعا عن تذوق الياباني المعايير وضوابط جمالية الصورة الفوتوغرافية ومثل هذا التضارب بجعل الحديث عن التكوين الجمالي للصورة الفوتوغرافية أمراً محيرا فعلا .
ويبرز هنا السؤال .. كيف السبيل إلى التكوين الجمالي وتجيء الاستجابة ببساطة متى استطاع المصور الفوتوغرافي التخيل المرن للمنظـر الـذي سیصوره وعرف كيف يسجل على الفيلم الحساس من مجرد نقط سوداء وبيضاء او مساحات ملونة لا نهائية العدد صورة جمالية جيدة .
فالعين تدرك تفصیلات مناطق الطلال بينما نتخلف العدسة والفيلم عن نقلها بنفس الأمانة التي تسجل بها مناطق الإضاءة العالية كما أن مناطق الإضاءة العالية تبدو احادة للعين سينما تظهر على الفيلم غير مريحة للرؤية ، أضف إلى ذلك أن عين المصور قرى المنظر ما بعاده الثلاثة الفراغية بينما العدسة والفيلم يقدمان للمشاهد صورة مسطحة تفتقر إلى البعد الثالث ، ما لم يناور المصور بالكاميرا والاضاءة لاشعار مشاهد الصورة بالتعد المفقود وكثيرا ما تبدو المناظر الطبيعية سهرة للعين والمشاهد ولكنها تفقد هذا الابيار على هيئة صورة .
وقد يصاب المصور بصدمة لمجرد رؤيتها .
وتعتبر البساطة وقوة التعبير من أهم عناصر الصورة الجمالية لهذا يجب الابتعاد عن حشر جزئيات كثيرة داخل الكادر الواحد مما ينجم عنه ضباع الفكرة الأساسية وسط زحـام الصورة وفقدان جزء كبير من الانسجام ممـا يشتت انتبـاه المشاهد ويضلله عن الهدف المنشود فعند تصوير سمكة أو حيوان مائي معين يجب عدم احتواء الصورة على اشخاص ومبان وشجر ومشاهدين او حتى على حيوانات أخرى ، فإذا جمعنا كل هذا الحشد سال المشاهد نفسه في تعجب ماذا يقصد المصور ؟ والسؤال وحده دليل على فشل المصور .
وهنا يلجأ المصور إلى قانون الثلث وفيه يقسم المنظر بخطوط وهمية الى ثلاثة اجزاء طولا وعرضاً ويضع الغرض الرئيسي للصورة عند نقطة التلاقي ويبتعد تماماً عن المراكز الهندسية للصورة وعموماً هناك عدة نقاط لقواعد التكوين ومنها الآتي :
- يجب اختيار زاوية تصوير معبرة تساعد على إبراز أمامية المشهد مع خلفية الصورة في تناسق وإنسجام ليكونا معاً وحدة وحدة جمالية متكاملة .
- يراعي التوازن في التشكيل الجمالي واستغلال خلفية الصورة للايحاء بالبعد الثالث .
- يجب الا تجتمع في الصورة متناقضات مثل رجل يركب حماراً وسيارة فارهة تجري على الطريق فلا وجه للمقارنة على الاطلاق والأفضل صورة سيارة قديمة العهد وسيارة حديثة فارهة .
- يراعى توازن الخطـوط واتجاهاتها واستغلال الاتجاه في ارشاد عين مشاهد الصورة وتوجيهها الى محور الصورة وغرضها مع الملاحظة بأن الخطوط المنحنية مثل الطرق والسكك الحديدية تعطي جمالا ورقة . بينما تعطي الخطوط المستقيمة حدة ، وقوة منظر الطرق الأفقية تعطي المشاهد نوعاً من الاستقرار والهدوء .
- يراعي توزيع مناطق الظلال والاضاءة العالية توزيعاً جيداً وعادلا يساعد على ابراز البعد الثالث كان يقع ظل الشيء أمامه مثلا .
- تجنب إمالة آلة التصوير اثناء التصوير بدون داع خصوصاً المناظر الطبيعية ـ تجنب قطع الصورة إلى جزئين متساويين باي خط في موضوع الصورة ، كشجرة في منتصف الصورة بالضبط أو خط الأفق وهو يقسم الصورة الى نصفين لأن ذلك يفقد الصورة جمالها وتوزيعها ويجعلها تبدو وكانها صورتين لصقتا إلى جوار بعضهما البعض عملية ، مونتاج . .
- على المصور تجنب إظهار جزء كبير من السماء أو الأرض أو الماء لعدم إفساد التوازن ، كعنصر أساسي في التكوين الجمالي .
- بقلم د محمد نبهان سویلم
تعليق