جولة (۲) : الحسكة - رأس العين .
جولة الثانية في ربوع الجزيرة السورية، بل في ربوع الخابور، تكمل الجولة الثانية، حيث تغطي القطاع الأعلى من وادي الخابور بطول يقارب من ٧٠كم. وسنسلك الطريق الاسفلتي الواصل بين مدينتي الحسكة ورأس العين الذي يوازي مجرى نهر الخابور إلى الشرق منه بحدود ٢كم وسطياً، وإن كنا نقترب منه عشرات الأمتار في بعض المواقع كماهو الحال فيما بين قريتي عبد الناقة وأم القصير وبين تل سكرة وتل نجم وعند خربة البرز، ونعبر عموماً ارض سهلية على الجانبين ارتفاعها الوسطي بين ٣٠٠-٣٨٠م عن سطح البحر. وهي من الأراضي الخصبة التي تجود فيها زراعات متنوعة، والتي حالفها الحظ بتوفر مياه الري فيها، والأمطار الوفيرة نسبياً
(٢٨٠-٤٥٠ مم سنوياً)، فالقطن محصول الزراعة الرئيسي على جانبي الخابور وحيث تتوفر مياه السقاية من النهر أو من الآبار في المناطق البعيدة عنه، يضاف إليه القمح والخضراوات وبعض الأشجار المثمرة.
وهكذا يمكننا القول أننا نتنقل في جولتنا هذه ونحن نترك على يسارنا أرضاً خضراء في الصيف كما في الربيع، وتبدو الأرض ربيعاً على يميننا مزهوة بخضرتها الممثلة بحقول القمح والشعير الواسعة والأعشاب الطبيعية الجميلة. ليس هذا فحسب بل ننعم بمنظر الوادي النهري المترنح على يسارنا، وبعشرات التلال القائمة على جانبيه التي لايضاهيها وفرة في أي قطاع مساحي من الأرض السورية تلك التلال التي هي قرى ومدن قديمة تراکمت مخالفاتها لتتحول إلى تلك التلال نذكر منها : تل مجرجح (مقرقع)، تل باز، تل ،بالوعة تل جزيرة تل ،نجم تل دمشج، تل كوران، تل مساس تل ،مغاص تل ،طلعة تل ،حفیان تل ،نصري تل شمران فوقاني تل تمر (تل تامر)، تل جمعة تل كفشة تل أم الكهف، تل أم وغفة، تل العصافير، تل العريشة تل ،عمران تل اطشاشة تل جمة تل دياب، تل اسنان تل ،مدك تل ،برقة تل أخو تل جنيدية تل أبرم، تل أم دبس، تل قليعة، تل ،مسكن تل ،صفرة تل قطينة وتل حلف، والعديد من التجمعات البشرية الحالية قامت فوق تلك التلال أو على مقربة منها وحملت أسماؤها. ومعظم التجمعات البشرية العديدة المنتشرة على جانبي النهر والتي نمر ببعضها هي بمثابة قرى ومزارع وبصورة عامة فإنه ابتداءاً من الحسكة وحتى رأس العين بامتداد على كل من جانبي النهر بحدود ٥كم لا نشاهد سوى القرى والمزارع التي لا يفصل بين الواحدة والأخرى أكثر من ٣ كم وسطياً.
ومن أهم المواقع التاريخية في وادي الخابور الأعلى المعروفة حالياً نذكر مدينة المجدل التاريخية التي هي الآن عبارة عن قرية صغيرة تقع إلى غرب وشمال غرب الحسكة بنحو ١١كم على الضفة الغربية (اليمني) للخابور، حتى لنجد أنَّ الأراضي الواقعة حولها وبعيداً عنها تعرف بأرض المجدل. قال فيها أبو الفداء في كتابه تقويم البلدان المجدل أحسن مدينة بالخابور من نواحي الجزيرة. كما قال فيها ياقوت الحموي «مجدل، اسم بلد طيب بالخابور إلى جانبه تل عليه ،قصر وفيه أسواق كثيرة، وبازار قائم .
مع ومدينة تل حلف أو ماتعرف باسم «جوزان) التي عُثر عليها في التل المعروف بهذا الاسم، الواقع غربي مدينة رأس العين بنحو ثلاثة كيلو مترات. وهي واحدة من المدن القديمة في سورية اكتشفها ونقب فيها البارون فون أوبنهايم خلال الفترة من ١٨٩٩-١٩٤٠م، مكتشفاً فيها هياكل منقوشة وتماثيل كبيرة وتحف فنية رائعة من الخزف الملون وغيره، تدل على ما وصل إليه الذوق الفني والمهارة اليدوية في العهود القديمة. وقد اقتسم فون اوبنهايم» الآثار المستخرجة من تل حلف متحف حلب، وأنشأ متحفاً خاصاً في برلين أسماه متحف تل حلف .
ومن أبرز المواقع البشرية القائمة حالياً التي نمر بها نذكر: قرية تل مغاص الواقعة غربي الطريق مباشرة وتبعد عن الحسكة نحو ٣٣كم. وإلى الغرب منها مباشرة أقيم سد على الخابور منذ نحو ٣٥ سنة مضت، ومدت منه شبكة ري بطول ٧٠كم تساهم في إرواء نحو ٤٠٠ هكتار. وبعد تل مغاص بنحو ٥ كم نبلغ بلدة تل تمر أوتل تامر كما تعرف أيضاً، بلدة جميلة بطبيعتها التي منحتها إياها وفرة المياه والتربة الخصبة والأشجار وهي الوارفة الظلال. ومعظم عمرانها يمتد إلى الغرب من الطريق الإسفلتي، وهي تكاد أن تصل في امتدادها حتى مشارف نهر الخابور والموقع قديم السكني، حيث التل الغني بالآثار القديمة التي تعود إلى عهود ترجع إلى ماقبل الميلاد، ويقع شرقي البلدة. أما الأعمار الحالي للبلدة فلا يعود إلى أكثر من ١٥٠ سنة مضت. وحتى منتصف القرن الحالي كانت قرية صغيرة ذات بناء قببي طيني مازالت نماذج منه موجودة في البلدة القديمة، ليعقبه حتى أوائل السبعينات البناء الطيني المربع الشكل ومن ثم البناء الاسمنتي ظهور السقوف القرميدية حالياً. ويقارب عدد سكان تل تمر من نسمة، تنتشر أبنيتها على مساحة تقارب ۱۰۰ هكتار. وقد نفذت فيها شبكة من الطرق الاسفلتية بطور نحو ٢٠كم، وشبكة صرف صحي بجانب الخدمات الأخرى التي وفرت للبلدة.
وبعد تل تمر بنحو ۲۹ نصل مدينة رأس العين الحدودية الجميلة. وهي مدينة عريقة في القدم عرفت في العهد الأرامي باسم «كابارا» وفي العهد الآشوري باسم رازينا أورسين وفي العهد الروماني باسم «تيود وسيوليوس ثم سميت رش «عينو ،بالسريانية وأخيراً باسم رأس العين وما اسمها إلا انعكاساً لوفرة الينابيع المائية فيها التي تشكل رأس نهر الخابور. ولقد فتحها المسلمون على يد الصحابي عياض بن غنم عام ١٧هـ، ليدكها ويخربها تيمور لنك في القرن الرابع عشر الميلادي، ولتبقى مهملة حتى بداية القرن العشرين لتأخذ بعد ذلك بالنمو والتطور. ذكر ياقوت الحموي رأس العين بقوله وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة. وفي رأس العين عيون كثيرة عجيبة صافية تجتمع كلها في موضع فتصير نهر الخابور، وأشهر هذه العيون أربع عين الأس، وعين الصرار، وعين الرياحية وعين الهاشمية .... ووصفها ابن حوقل في كتابه صورة الأرض وكانت رأس العين مدينة ذات ،سور، وكان داخل السور لهم من المزارع والطواحين والبساتين ماكان يقوتهم لولا مامنوا به من الجو الغالب والبلاء الفادح. وفيها من العيون ماليس ببلد من بلدان الإسلام، وهي أكثر من ثلثماية عين جارية كلها صافية». ويقدر عدد سكان رأس العين حالياً بنحو ٢٠ ألف نسمة (١٤٢٧٨ نسمة حسب احصاء عام (۱۹۸۱) .
جولة الثانية في ربوع الجزيرة السورية، بل في ربوع الخابور، تكمل الجولة الثانية، حيث تغطي القطاع الأعلى من وادي الخابور بطول يقارب من ٧٠كم. وسنسلك الطريق الاسفلتي الواصل بين مدينتي الحسكة ورأس العين الذي يوازي مجرى نهر الخابور إلى الشرق منه بحدود ٢كم وسطياً، وإن كنا نقترب منه عشرات الأمتار في بعض المواقع كماهو الحال فيما بين قريتي عبد الناقة وأم القصير وبين تل سكرة وتل نجم وعند خربة البرز، ونعبر عموماً ارض سهلية على الجانبين ارتفاعها الوسطي بين ٣٠٠-٣٨٠م عن سطح البحر. وهي من الأراضي الخصبة التي تجود فيها زراعات متنوعة، والتي حالفها الحظ بتوفر مياه الري فيها، والأمطار الوفيرة نسبياً
(٢٨٠-٤٥٠ مم سنوياً)، فالقطن محصول الزراعة الرئيسي على جانبي الخابور وحيث تتوفر مياه السقاية من النهر أو من الآبار في المناطق البعيدة عنه، يضاف إليه القمح والخضراوات وبعض الأشجار المثمرة.
وهكذا يمكننا القول أننا نتنقل في جولتنا هذه ونحن نترك على يسارنا أرضاً خضراء في الصيف كما في الربيع، وتبدو الأرض ربيعاً على يميننا مزهوة بخضرتها الممثلة بحقول القمح والشعير الواسعة والأعشاب الطبيعية الجميلة. ليس هذا فحسب بل ننعم بمنظر الوادي النهري المترنح على يسارنا، وبعشرات التلال القائمة على جانبيه التي لايضاهيها وفرة في أي قطاع مساحي من الأرض السورية تلك التلال التي هي قرى ومدن قديمة تراکمت مخالفاتها لتتحول إلى تلك التلال نذكر منها : تل مجرجح (مقرقع)، تل باز، تل ،بالوعة تل جزيرة تل ،نجم تل دمشج، تل كوران، تل مساس تل ،مغاص تل ،طلعة تل ،حفیان تل ،نصري تل شمران فوقاني تل تمر (تل تامر)، تل جمعة تل كفشة تل أم الكهف، تل أم وغفة، تل العصافير، تل العريشة تل ،عمران تل اطشاشة تل جمة تل دياب، تل اسنان تل ،مدك تل ،برقة تل أخو تل جنيدية تل أبرم، تل أم دبس، تل قليعة، تل ،مسكن تل ،صفرة تل قطينة وتل حلف، والعديد من التجمعات البشرية الحالية قامت فوق تلك التلال أو على مقربة منها وحملت أسماؤها. ومعظم التجمعات البشرية العديدة المنتشرة على جانبي النهر والتي نمر ببعضها هي بمثابة قرى ومزارع وبصورة عامة فإنه ابتداءاً من الحسكة وحتى رأس العين بامتداد على كل من جانبي النهر بحدود ٥كم لا نشاهد سوى القرى والمزارع التي لا يفصل بين الواحدة والأخرى أكثر من ٣ كم وسطياً.
ومن أهم المواقع التاريخية في وادي الخابور الأعلى المعروفة حالياً نذكر مدينة المجدل التاريخية التي هي الآن عبارة عن قرية صغيرة تقع إلى غرب وشمال غرب الحسكة بنحو ١١كم على الضفة الغربية (اليمني) للخابور، حتى لنجد أنَّ الأراضي الواقعة حولها وبعيداً عنها تعرف بأرض المجدل. قال فيها أبو الفداء في كتابه تقويم البلدان المجدل أحسن مدينة بالخابور من نواحي الجزيرة. كما قال فيها ياقوت الحموي «مجدل، اسم بلد طيب بالخابور إلى جانبه تل عليه ،قصر وفيه أسواق كثيرة، وبازار قائم .
مع ومدينة تل حلف أو ماتعرف باسم «جوزان) التي عُثر عليها في التل المعروف بهذا الاسم، الواقع غربي مدينة رأس العين بنحو ثلاثة كيلو مترات. وهي واحدة من المدن القديمة في سورية اكتشفها ونقب فيها البارون فون أوبنهايم خلال الفترة من ١٨٩٩-١٩٤٠م، مكتشفاً فيها هياكل منقوشة وتماثيل كبيرة وتحف فنية رائعة من الخزف الملون وغيره، تدل على ما وصل إليه الذوق الفني والمهارة اليدوية في العهود القديمة. وقد اقتسم فون اوبنهايم» الآثار المستخرجة من تل حلف متحف حلب، وأنشأ متحفاً خاصاً في برلين أسماه متحف تل حلف .
ومن أبرز المواقع البشرية القائمة حالياً التي نمر بها نذكر: قرية تل مغاص الواقعة غربي الطريق مباشرة وتبعد عن الحسكة نحو ٣٣كم. وإلى الغرب منها مباشرة أقيم سد على الخابور منذ نحو ٣٥ سنة مضت، ومدت منه شبكة ري بطول ٧٠كم تساهم في إرواء نحو ٤٠٠ هكتار. وبعد تل مغاص بنحو ٥ كم نبلغ بلدة تل تمر أوتل تامر كما تعرف أيضاً، بلدة جميلة بطبيعتها التي منحتها إياها وفرة المياه والتربة الخصبة والأشجار وهي الوارفة الظلال. ومعظم عمرانها يمتد إلى الغرب من الطريق الإسفلتي، وهي تكاد أن تصل في امتدادها حتى مشارف نهر الخابور والموقع قديم السكني، حيث التل الغني بالآثار القديمة التي تعود إلى عهود ترجع إلى ماقبل الميلاد، ويقع شرقي البلدة. أما الأعمار الحالي للبلدة فلا يعود إلى أكثر من ١٥٠ سنة مضت. وحتى منتصف القرن الحالي كانت قرية صغيرة ذات بناء قببي طيني مازالت نماذج منه موجودة في البلدة القديمة، ليعقبه حتى أوائل السبعينات البناء الطيني المربع الشكل ومن ثم البناء الاسمنتي ظهور السقوف القرميدية حالياً. ويقارب عدد سكان تل تمر من نسمة، تنتشر أبنيتها على مساحة تقارب ۱۰۰ هكتار. وقد نفذت فيها شبكة من الطرق الاسفلتية بطور نحو ٢٠كم، وشبكة صرف صحي بجانب الخدمات الأخرى التي وفرت للبلدة.
وبعد تل تمر بنحو ۲۹ نصل مدينة رأس العين الحدودية الجميلة. وهي مدينة عريقة في القدم عرفت في العهد الأرامي باسم «كابارا» وفي العهد الآشوري باسم رازينا أورسين وفي العهد الروماني باسم «تيود وسيوليوس ثم سميت رش «عينو ،بالسريانية وأخيراً باسم رأس العين وما اسمها إلا انعكاساً لوفرة الينابيع المائية فيها التي تشكل رأس نهر الخابور. ولقد فتحها المسلمون على يد الصحابي عياض بن غنم عام ١٧هـ، ليدكها ويخربها تيمور لنك في القرن الرابع عشر الميلادي، ولتبقى مهملة حتى بداية القرن العشرين لتأخذ بعد ذلك بالنمو والتطور. ذكر ياقوت الحموي رأس العين بقوله وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة. وفي رأس العين عيون كثيرة عجيبة صافية تجتمع كلها في موضع فتصير نهر الخابور، وأشهر هذه العيون أربع عين الأس، وعين الصرار، وعين الرياحية وعين الهاشمية .... ووصفها ابن حوقل في كتابه صورة الأرض وكانت رأس العين مدينة ذات ،سور، وكان داخل السور لهم من المزارع والطواحين والبساتين ماكان يقوتهم لولا مامنوا به من الجو الغالب والبلاء الفادح. وفيها من العيون ماليس ببلد من بلدان الإسلام، وهي أكثر من ثلثماية عين جارية كلها صافية». ويقدر عدد سكان رأس العين حالياً بنحو ٢٠ ألف نسمة (١٤٢٧٨ نسمة حسب احصاء عام (۱۹۸۱) .
تعليق