الخابور). بجانب آلاف المضخات المشادة على النهر لرفع مياهه إلى أراضي واديه وما يجاورها، وهذا بالطبع ترك أثراً واضحاً على جريان النهر في قطاعه الأدنى.
والسؤال، أليست تلك المنجزات المائية الحضارية مؤهلة لجذب السياح والباحثين للتعرف على آثارها ودقة تنفيذها؟ وأليست تلك المنجزات دليل صادق على إعمار وادي الخابور منذ عهود إعماراً كثيفاً؟. وكثيراً مانسمع على ألسنة المعمرين من أبناء المنطقة المسافر على ضفاف الخابور كان لا ينفك يسمع صياح الديكة كيفما اتجه وأنى سار. وإنَّ العجوز الفانية كانت إذا تركت بيتها وسارت في طريقها ثم أدركها الاعياء لاتعدم أينما كانت مكاناً مأهولاً تأوي إليه، وهذا دليل على كثرة الناس على من الجانبين.
ومن المدن والبلدان والقرى القديمة والمواقع التاريخية التي كانت قائمة على ضفاف الخابور من الحسكة حتى البصيرة وآثارها شاهدة عليها اليوم، نذكر من أشهرها :
تنينير مدينة قديمة كانت في العهد الروماني كبيرة وهامة، وكانت تعرف باسم «تنوريس العظمى». أما اليوم فلم يبق منها سوى تل يعرف بهذا الاسم على الضفة اليسرى من النهر إلى الجنوب الشرقي من الحسكة بنحو ١٤كم.
تل عجاجة أو ما يعرف أيضاً باسم تل عربان؛ يقع إلى الشمال من الشدادي بنحو ١٩كم بالقرب من عجاجة غربية. كانت تقوم فيه مدينة قديمة عرفت باسم «شادوكاني بلغت أوج ازدهارها في العهدين البابلي والآشوري وحافظت عليه في العهدين الروماني والعربي. الشدادي : تل الشدادي من التلال الضخمة في الخابور الأوسط يبلغ
ارتفاعه نحو ۳۰ متراً، ويشرف على البلدة الحالية والسهول المجاورة. الفدغمي : تل على ضفة الخابور اليسرى كان مكانه حصن قديم.
- الشمسانية : مدينة قديمة محصنة بالقرب منها كان يوجد قلعة ارتفاعها نحو ٣٠م فوق السهل، تشرف على المدينة التي لاتزال فيها أطلال جدران ضخمة سابقة للعهد الروماني، أضيفت إليها منشآت رومانية. وهي اليوم قرية صغيرة .
ماكسين وهي مدينة قديمة تقوم في موقعها حالياً بلدة مرقدة التي عثر فيها على آثار جدران ضخمة وخندق عميق لفرض الدفاع، وأكثرها من الطراز البيزنطي. وهي تقع إلى الشمال من تل حصين بنحو ١٣كم على الجانب الغربي من نهر الفرات.
- تل الشيخ حمد الذي يحوي بطياته مدينة آشورية قديمة. كما أشرنا إلى ذلك سابقاً.
- رسوم جدران تل حصين مقابل الشيخ حمد على الضفة اليمنى للخابور، تل ضخم ذو جوانب منتظمة انحدارها شدید نشاهد في أعلاه من العهد البيزنطي. وبينه وبين الخابور رسوم المدينة القديمة. وكانت قلعة تل حصين تشرف على مرقدة شمالاً والصور جنوباً. ضخمة
- الصور : بلدة قديمة كان لها شأن كبير في عهود التاريخ المختلفة لأهمية موقعها، وهذا مايدل عليه تلها البشري الشامخ إلى ارتفاع نحو ٣٠م الأرض التي حوله، والمحاط بخندق عميق للدفاع عنه، ويعود إلى العهد الآشوري. وهناك آثار بناء ضخم مربع الشكل يرجح أنه حصن روماني عن قديم
- الفدين مدينة آشورية، عُثر فيها على بقايا جدران بيزنطية وعربية . لها شكل مدينة حصينة؛ ففيها عدة مرتفعات يتوسطها تل كبير كان حصنها الرئيسي. ومازالت تل فدين حتى اليوم أوضح نموذج للمدن المحصنة في حوض الخابور الأسفل بين الصور والبصيرة على الضفة اليمنى للخابور .
من التلال، وفيما بين مرقدة والحسكة تنتشر على ضفتي النهر العديد وهي إما أطلال قرى زراعية حصينة أو مراكز عسكرية لحماية المؤسسات الحضارية الممتدة إلى جميع الأطراف ومن تلك التلال ـ عدا السابق ذكرها ؛ تل المطيرية وتل المشنقة الذي كان في مكانهما مدينتان محصنتان قدیمتان، بجانب عشرات التلال البشرية الأخرى إلى الجنوب من مرقدة على جانبي النهر .
ومثل هذا الانتشار الضخم من المراكز التاريخية والمواقع الأثرية، أليست جديرة لوحدها بأن توجه إليها أنظار السياح ليزورها وليتعرفوا عليها وعلى حضارات العرب الأوائل؟ . فالخابور كان ومايزال عامراً بالحياة، فكانت السفن المطلية بالقير تمخر عبابه محملة بالسلع من مكان إلى آخر على ضفتيه وكانت الزراعة مزدهرة والتجارة نشطة وفي ذلك أنشد ابن الإعرابي يصف حنين ناقته إلى الخابور وكأنما يصف شعوره هو، حيث قال :
رأت ناقتي ماء الفرات وطيبه وحنت إلى الخابور لما رأت به فقلت لها بعض الحنين، فإن أمر من الدفلي الزعاف وأمقرا صباح النبيط والسفين المقيرا(۱) لوجدك، إلا أنني كنت أصيرا بي
واليوم الخابور عامر بالحياة على جانبيه والزراعات المتنوعة تملأ واديه من القطن والذرة الصفراء والخضروات والسمسم والبطاطا، بجانب
(۱) النبيط : المشتغلين بالزراعة المقيرا السفن المدهونة بالقير .
والسؤال، أليست تلك المنجزات المائية الحضارية مؤهلة لجذب السياح والباحثين للتعرف على آثارها ودقة تنفيذها؟ وأليست تلك المنجزات دليل صادق على إعمار وادي الخابور منذ عهود إعماراً كثيفاً؟. وكثيراً مانسمع على ألسنة المعمرين من أبناء المنطقة المسافر على ضفاف الخابور كان لا ينفك يسمع صياح الديكة كيفما اتجه وأنى سار. وإنَّ العجوز الفانية كانت إذا تركت بيتها وسارت في طريقها ثم أدركها الاعياء لاتعدم أينما كانت مكاناً مأهولاً تأوي إليه، وهذا دليل على كثرة الناس على من الجانبين.
ومن المدن والبلدان والقرى القديمة والمواقع التاريخية التي كانت قائمة على ضفاف الخابور من الحسكة حتى البصيرة وآثارها شاهدة عليها اليوم، نذكر من أشهرها :
تنينير مدينة قديمة كانت في العهد الروماني كبيرة وهامة، وكانت تعرف باسم «تنوريس العظمى». أما اليوم فلم يبق منها سوى تل يعرف بهذا الاسم على الضفة اليسرى من النهر إلى الجنوب الشرقي من الحسكة بنحو ١٤كم.
تل عجاجة أو ما يعرف أيضاً باسم تل عربان؛ يقع إلى الشمال من الشدادي بنحو ١٩كم بالقرب من عجاجة غربية. كانت تقوم فيه مدينة قديمة عرفت باسم «شادوكاني بلغت أوج ازدهارها في العهدين البابلي والآشوري وحافظت عليه في العهدين الروماني والعربي. الشدادي : تل الشدادي من التلال الضخمة في الخابور الأوسط يبلغ
ارتفاعه نحو ۳۰ متراً، ويشرف على البلدة الحالية والسهول المجاورة. الفدغمي : تل على ضفة الخابور اليسرى كان مكانه حصن قديم.
- الشمسانية : مدينة قديمة محصنة بالقرب منها كان يوجد قلعة ارتفاعها نحو ٣٠م فوق السهل، تشرف على المدينة التي لاتزال فيها أطلال جدران ضخمة سابقة للعهد الروماني، أضيفت إليها منشآت رومانية. وهي اليوم قرية صغيرة .
ماكسين وهي مدينة قديمة تقوم في موقعها حالياً بلدة مرقدة التي عثر فيها على آثار جدران ضخمة وخندق عميق لفرض الدفاع، وأكثرها من الطراز البيزنطي. وهي تقع إلى الشمال من تل حصين بنحو ١٣كم على الجانب الغربي من نهر الفرات.
- تل الشيخ حمد الذي يحوي بطياته مدينة آشورية قديمة. كما أشرنا إلى ذلك سابقاً.
- رسوم جدران تل حصين مقابل الشيخ حمد على الضفة اليمنى للخابور، تل ضخم ذو جوانب منتظمة انحدارها شدید نشاهد في أعلاه من العهد البيزنطي. وبينه وبين الخابور رسوم المدينة القديمة. وكانت قلعة تل حصين تشرف على مرقدة شمالاً والصور جنوباً. ضخمة
- الصور : بلدة قديمة كان لها شأن كبير في عهود التاريخ المختلفة لأهمية موقعها، وهذا مايدل عليه تلها البشري الشامخ إلى ارتفاع نحو ٣٠م الأرض التي حوله، والمحاط بخندق عميق للدفاع عنه، ويعود إلى العهد الآشوري. وهناك آثار بناء ضخم مربع الشكل يرجح أنه حصن روماني عن قديم
- الفدين مدينة آشورية، عُثر فيها على بقايا جدران بيزنطية وعربية . لها شكل مدينة حصينة؛ ففيها عدة مرتفعات يتوسطها تل كبير كان حصنها الرئيسي. ومازالت تل فدين حتى اليوم أوضح نموذج للمدن المحصنة في حوض الخابور الأسفل بين الصور والبصيرة على الضفة اليمنى للخابور .
من التلال، وفيما بين مرقدة والحسكة تنتشر على ضفتي النهر العديد وهي إما أطلال قرى زراعية حصينة أو مراكز عسكرية لحماية المؤسسات الحضارية الممتدة إلى جميع الأطراف ومن تلك التلال ـ عدا السابق ذكرها ؛ تل المطيرية وتل المشنقة الذي كان في مكانهما مدينتان محصنتان قدیمتان، بجانب عشرات التلال البشرية الأخرى إلى الجنوب من مرقدة على جانبي النهر .
ومثل هذا الانتشار الضخم من المراكز التاريخية والمواقع الأثرية، أليست جديرة لوحدها بأن توجه إليها أنظار السياح ليزورها وليتعرفوا عليها وعلى حضارات العرب الأوائل؟ . فالخابور كان ومايزال عامراً بالحياة، فكانت السفن المطلية بالقير تمخر عبابه محملة بالسلع من مكان إلى آخر على ضفتيه وكانت الزراعة مزدهرة والتجارة نشطة وفي ذلك أنشد ابن الإعرابي يصف حنين ناقته إلى الخابور وكأنما يصف شعوره هو، حيث قال :
رأت ناقتي ماء الفرات وطيبه وحنت إلى الخابور لما رأت به فقلت لها بعض الحنين، فإن أمر من الدفلي الزعاف وأمقرا صباح النبيط والسفين المقيرا(۱) لوجدك، إلا أنني كنت أصيرا بي
واليوم الخابور عامر بالحياة على جانبيه والزراعات المتنوعة تملأ واديه من القطن والذرة الصفراء والخضروات والسمسم والبطاطا، بجانب
(۱) النبيط : المشتغلين بالزراعة المقيرا السفن المدهونة بالقير .
تعليق