الفصل السابع
في ربوع الجزيرة السورية
تتمثل الجزيرة السورية حالياً بالمنطقة الواقعة بين نهر الفرات في الجنوب الغربي ونهر دجلة في الشمال الشرقي، وحدها الشمالي الأراضي التركية، أما حدها الشرقي فهو الأراضي العراقية. وهي عموماً جزء من اقليم مابين النهرين أو اقليم بلاد الرافدين الذي يمتد حالياً في أراضي العراق وسورية وتركية .
الخصائص الجغرافية العامة للجزيرة السورية :
تبلغ مساحة اقليم الجزيرة الذي نحن بصدد الكشف عن خصائصة ٤٥ ألف كم ۲ ، وهذا يعادل تقريباً ، ربع مساحة سورية . العامة نحو
ويقسم اقليم الجزيرة إلى وحدتين جغرافيتين متميزتين هما: الجزيرة العليا والجزيرة الدنيا - شكل (۳۰) والفاصل بينهما ذرا سلسلة جبال سنجار - عبد العزيز - طوال العبا. ويضمُّ هذا الاقليم أراضي محافظة الحسكة برمتها التي تشغل الجزء الشَّمالي الشرقي منه، وجزء من أراضي محافظات دير الزور والرقة وحلب - حيث يدخل من أراضي محافظة حلب منطقة عين العرب الشمالية .
- وإذا ما استثنينا العارض الجبلي لسنجار . عبد العزيز - طوال العباء الذي كما هو معروف لا يمثل عارضاً متواصلاً، وإنما يتقطع بفتحات، تبرز واضحة في الفتحة الواسعة بين سنجار وعبد العزيز التي يبلغ اتساعها نحو ٢٥كم ومنها يمر نهر الخابور. فإنَّ أراضي الاقليم عبارة عن سهل منبسط شاسع ذو انحدار بسيط نحو الجنوب يقارب من ١-٢ درجة. فالجزء الواقع
إلى الشمال من نحو في منطقة ذلك العارض الممثل بالجزيرة العليا التي تبلغ مساحته نحو ١٨ ألف كم٢، اهو سهل يتدرج ارتفاعاً الشمال بانحدار بسيط حتى مقدمات جبال طوروس. كما ينتصب فوق جزئه الشمالي الشرقي كتلة جبل قره شوك بارتفاع يبلغ أقصاه ٧٦٩م فوق سطح البحر، وفوق جزئه الغربي عين العرب تنتصب عدة كتل جبلية محدودة الارتفاع، أكثرها علواً هو جبل برغل (٦٩١م) الواقع جنوب غربي مدينة عين العرب. بالإضافة إلى مئات التلال والجبال المفردة الصغيرة التي بعضها بشري (التلال) وبعضها الآخر طبيعي، ومنها ماهو بركاني كمافي جبل كوكب (٥٣٤م) شمالي شرقي الحسكة. وتشقُ أراضي الجزيرة العليا شبكة من الوديان النهرية التي يشكل بعضها روافد لتهر الخابور، بينما ينتهي بعضها الآخر في وادي البليخ. وتكون شبكة الوديان أكثر كثافة في الجزء الشرقي من الجزيرة العليا مما في الجزء الغربي نتيجة لكون الأمطار أكثر ،وفرة ولمتاخمة الجبال له مباشرة من الشمال .
سهبي دیر من أما الجزيرة الدنيا السفلى) فأرضها أقل انحداراً من الجزيرة العليا وأقل تنوعاً في التضاريس، وهي : بمثابة سهل شبه صحراوي في أجزائه القريبة من وادي الفرات ينحدر ببطء تجاه وادي الفرات، ويشقها وادي نهر الخابور في شرقيها، والبليخ في غربيها كما ترتصف على طول حافتها الشرقية في أراضي محافظة الزور سلسلة المنخفضات المغلقة التي تشغلها عدة سبخات وفيضات منها سبخة شملان وسبخة البرغوثة وسبخة مقعط وسبخة البوّارة التي تعد مملحة من الممالح الهامة في سورية حيث تزود البلاد سنوياً بعشرات آلاف الأطنان من ملح الطعام الممتاز. وإلى الشمال الغربي من سبخة البوارة توجد سبخة الروضة الكبيرة وإلى الشمال منها بنحو ١٢كم فيضة البرقة. وينخفض مستوى هذا الحوض السبخي إلى مادون ۲۰۰ فوق سطح البحر. كما ويرتفع فوق سهل الجزيرة الدنيا بعض التلال التي تتخذ بعضها صفة الجبال كما في جبلي منخر الغربي (٤٠٤م) ومنخر الشرقي (٣٥٧م) البركانيين الواقعين شمال غربي دير الزور، وكذلك جبل الزراب (۳۰۸م) وجبلي حجيفات الشمالي (٣٣٤م) والجنوبي (٣٣٦م).
أما العارض الجبلي الرئيسي في هذا الاقليم فهو المكون من ثلاثة كتل جبلية تمتد بشكل عرضاني هي : الجزء الغربي من جبل سنجار الذي يحمل اسم جبل جريبة والمعروفة نهايته في سورية باسم جبل تشمبة الذي يبلغ اقصى ارتفاع فيه ٦٤٦م والذي يمتد غرباً في الأراضي السورية بحدود ٢٠كم. وإلى الغرب من وادي نهر الخابور ترتفع كتلة جبل عبد العزيز بين خطي طول ٣٩,٥٥٤٠,٣٥ بطول يقارب من ٥٠كم واتساع لايزيد عن ١٥كم، وارتفاع وسطي نحو ۷۰۰م ، وأعلى قمة فيه هي قمة الغرة (٩٢٠م). وإلى الغرب من جبل عبد العزيز تمتد سلسلة مرتفعات طوال العبا التي هي بمثابة تلال لا يتجاوز أعلى ارتفاع فيها عن ٤٨٣م وتصل في امتدادها غرباً حتى وادي البليخ.
ويعد اقليم الجزيرة من أشد الأقاليم حرارة في فصل الصيف، حيث يتعدى متوسط حرارة شهر تموز ۳۱ م مع ارتفاع درجة الحرارة العظمى المطلقة لتصل إلى نحو .٥٤٨ كما إن الشتاء عموماً ليس شديد البرودة، ذلك أنَّ متوسط حرارة شهر كانون الثاني لايقل عن أجزائه، وإن كانت درجة الحرارة الصغرى المطلقة تتدنى في بعض السنوات إلى مادون ١٠م . وهكذا نجد أنَّ المدى الحراري السنوي المطلق كبير يزيد عن ٤٠ م ، وهذا يعكس درجة القارية الكبيرة التي تسيطر على الأقليم لبعده عن البحر وقلة ارتفاعه والأمطار شديدة التباين مابين أجزاء هذا الاقليم؛ تتدنى في أجزائه الجنوبية المجاورة لوادي الفرات وفي منطقة السبخات الشرقية إلى أقل من ١٥٠مم سنوياً، لتبلغ نحو ٢٥٠مم في المنطقة الحدية .
في ربوع الجزيرة السورية
تتمثل الجزيرة السورية حالياً بالمنطقة الواقعة بين نهر الفرات في الجنوب الغربي ونهر دجلة في الشمال الشرقي، وحدها الشمالي الأراضي التركية، أما حدها الشرقي فهو الأراضي العراقية. وهي عموماً جزء من اقليم مابين النهرين أو اقليم بلاد الرافدين الذي يمتد حالياً في أراضي العراق وسورية وتركية .
الخصائص الجغرافية العامة للجزيرة السورية :
تبلغ مساحة اقليم الجزيرة الذي نحن بصدد الكشف عن خصائصة ٤٥ ألف كم ۲ ، وهذا يعادل تقريباً ، ربع مساحة سورية . العامة نحو
ويقسم اقليم الجزيرة إلى وحدتين جغرافيتين متميزتين هما: الجزيرة العليا والجزيرة الدنيا - شكل (۳۰) والفاصل بينهما ذرا سلسلة جبال سنجار - عبد العزيز - طوال العبا. ويضمُّ هذا الاقليم أراضي محافظة الحسكة برمتها التي تشغل الجزء الشَّمالي الشرقي منه، وجزء من أراضي محافظات دير الزور والرقة وحلب - حيث يدخل من أراضي محافظة حلب منطقة عين العرب الشمالية .
- وإذا ما استثنينا العارض الجبلي لسنجار . عبد العزيز - طوال العباء الذي كما هو معروف لا يمثل عارضاً متواصلاً، وإنما يتقطع بفتحات، تبرز واضحة في الفتحة الواسعة بين سنجار وعبد العزيز التي يبلغ اتساعها نحو ٢٥كم ومنها يمر نهر الخابور. فإنَّ أراضي الاقليم عبارة عن سهل منبسط شاسع ذو انحدار بسيط نحو الجنوب يقارب من ١-٢ درجة. فالجزء الواقع
إلى الشمال من نحو في منطقة ذلك العارض الممثل بالجزيرة العليا التي تبلغ مساحته نحو ١٨ ألف كم٢، اهو سهل يتدرج ارتفاعاً الشمال بانحدار بسيط حتى مقدمات جبال طوروس. كما ينتصب فوق جزئه الشمالي الشرقي كتلة جبل قره شوك بارتفاع يبلغ أقصاه ٧٦٩م فوق سطح البحر، وفوق جزئه الغربي عين العرب تنتصب عدة كتل جبلية محدودة الارتفاع، أكثرها علواً هو جبل برغل (٦٩١م) الواقع جنوب غربي مدينة عين العرب. بالإضافة إلى مئات التلال والجبال المفردة الصغيرة التي بعضها بشري (التلال) وبعضها الآخر طبيعي، ومنها ماهو بركاني كمافي جبل كوكب (٥٣٤م) شمالي شرقي الحسكة. وتشقُ أراضي الجزيرة العليا شبكة من الوديان النهرية التي يشكل بعضها روافد لتهر الخابور، بينما ينتهي بعضها الآخر في وادي البليخ. وتكون شبكة الوديان أكثر كثافة في الجزء الشرقي من الجزيرة العليا مما في الجزء الغربي نتيجة لكون الأمطار أكثر ،وفرة ولمتاخمة الجبال له مباشرة من الشمال .
سهبي دیر من أما الجزيرة الدنيا السفلى) فأرضها أقل انحداراً من الجزيرة العليا وأقل تنوعاً في التضاريس، وهي : بمثابة سهل شبه صحراوي في أجزائه القريبة من وادي الفرات ينحدر ببطء تجاه وادي الفرات، ويشقها وادي نهر الخابور في شرقيها، والبليخ في غربيها كما ترتصف على طول حافتها الشرقية في أراضي محافظة الزور سلسلة المنخفضات المغلقة التي تشغلها عدة سبخات وفيضات منها سبخة شملان وسبخة البرغوثة وسبخة مقعط وسبخة البوّارة التي تعد مملحة من الممالح الهامة في سورية حيث تزود البلاد سنوياً بعشرات آلاف الأطنان من ملح الطعام الممتاز. وإلى الشمال الغربي من سبخة البوارة توجد سبخة الروضة الكبيرة وإلى الشمال منها بنحو ١٢كم فيضة البرقة. وينخفض مستوى هذا الحوض السبخي إلى مادون ۲۰۰ فوق سطح البحر. كما ويرتفع فوق سهل الجزيرة الدنيا بعض التلال التي تتخذ بعضها صفة الجبال كما في جبلي منخر الغربي (٤٠٤م) ومنخر الشرقي (٣٥٧م) البركانيين الواقعين شمال غربي دير الزور، وكذلك جبل الزراب (۳۰۸م) وجبلي حجيفات الشمالي (٣٣٤م) والجنوبي (٣٣٦م).
أما العارض الجبلي الرئيسي في هذا الاقليم فهو المكون من ثلاثة كتل جبلية تمتد بشكل عرضاني هي : الجزء الغربي من جبل سنجار الذي يحمل اسم جبل جريبة والمعروفة نهايته في سورية باسم جبل تشمبة الذي يبلغ اقصى ارتفاع فيه ٦٤٦م والذي يمتد غرباً في الأراضي السورية بحدود ٢٠كم. وإلى الغرب من وادي نهر الخابور ترتفع كتلة جبل عبد العزيز بين خطي طول ٣٩,٥٥٤٠,٣٥ بطول يقارب من ٥٠كم واتساع لايزيد عن ١٥كم، وارتفاع وسطي نحو ۷۰۰م ، وأعلى قمة فيه هي قمة الغرة (٩٢٠م). وإلى الغرب من جبل عبد العزيز تمتد سلسلة مرتفعات طوال العبا التي هي بمثابة تلال لا يتجاوز أعلى ارتفاع فيها عن ٤٨٣م وتصل في امتدادها غرباً حتى وادي البليخ.
ويعد اقليم الجزيرة من أشد الأقاليم حرارة في فصل الصيف، حيث يتعدى متوسط حرارة شهر تموز ۳۱ م مع ارتفاع درجة الحرارة العظمى المطلقة لتصل إلى نحو .٥٤٨ كما إن الشتاء عموماً ليس شديد البرودة، ذلك أنَّ متوسط حرارة شهر كانون الثاني لايقل عن أجزائه، وإن كانت درجة الحرارة الصغرى المطلقة تتدنى في بعض السنوات إلى مادون ١٠م . وهكذا نجد أنَّ المدى الحراري السنوي المطلق كبير يزيد عن ٤٠ م ، وهذا يعكس درجة القارية الكبيرة التي تسيطر على الأقليم لبعده عن البحر وقلة ارتفاعه والأمطار شديدة التباين مابين أجزاء هذا الاقليم؛ تتدنى في أجزائه الجنوبية المجاورة لوادي الفرات وفي منطقة السبخات الشرقية إلى أقل من ١٥٠مم سنوياً، لتبلغ نحو ٢٥٠مم في المنطقة الحدية .
تعليق