تبوك Tabuk مدينة ومنطقة في السعودية تشكل البوابة البرية بين بلاد الشام والحجاز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تبوك Tabuk مدينة ومنطقة في السعودية تشكل البوابة البرية بين بلاد الشام والحجاز

    تبوك

    Tabuk - Tabuk

    تبوك

    تبوك مدينة ومنطقة في المملكة العربية السعودية، تأتي أهمية مدينة تبوك من موقعها الجغرافي المتميز، إذ تشكل البوابة البرية بين بلاد الشام والحجاز على الطريق الذي يربط بين المدينة المنورة والأردن وسورية ولبنان. تبعد 700كم عن المدينة المنورة في الطريق الذاهب إلى بلاد الشام، و500كم عن دمشق، وهي أقرب إلى بلاد الشام منها إلى الحجاز.
    الموقع الجغرافي والحدود والمساحة
    تقع منطقة تبوك في القطاع الشمالي الغربي للمملكة العربية السعودية، وتقع المدينة على خط العرض 28 درجة و22 دقيقة شمال خط الاستواء، و36 درجة و32 دقيقة شرق غرينتش. يحد منطقة تبوك شمالاً حالة عمار وبئر ابن هرماس ومشارف مدينة حقل، وجنوباً مدينة أم لَجّ، وشرقاً تيماء ومركز فجر، وغرباً البحر الأحمر. ترتفع منطقة تبوك إلى متوسط عام يصل إلى 900م فوق مستوى سطح البحر، وتبلغ مساحتها 103219كم2.
    أما مدينة تبوك حاضرة المنطقة ومركزها الإداري والتجاري والحضري، فتمتد وسط سهل منخفض في منطقة أحواض وهضاب داخلية متوسط ارتفاعها 771م فوق مستوى سطح البحر، ومساحة المدينة الإجمالية نحو 30كم2، وعدد سكانها 165 ألف نسمة (إحصاء 1995). تحد مدينة تبوك شمالاً المحتطَب وقاع شروراء والقصائم، وجنوباً حرة الرحا وجبال رايس والهضبية، ومن الشرق وادي الأخضر والأثيلي، ومن الغرب دَمَج مربط المهرة.
    الأوضاع الجغرافية الطبيعية
    تتباين المظاهر الطبيعية في إقليم تبوك من الغرب نحو الشرق، لذلك تقسم التضاريس إلى ثلاث مناطق أساسية هي:
    1ـ شريط الساحل: الذي يمتد مسافة 500كم، وتقع عليه ثلاث مدن هي ضباء (ضُبا) والوجه وأم لَجّ، وعدد كبير من القرى.
    2ـ سهول منبسطة ترتفع عن سطح البحر نحو 700م، وتقع في الجزء الشرقي من منطقة تبوك، وتشغل نحو نصف مساحتها، وتضم كلاً من تبوك وتيماء ومجموعة قرى أخرى.
    3ـ سلسلة من الجبال التي تفصل المنطقة الساحلية عن المنطقة الداخلية، وفي أودية هذه الجبال يتركز عدد من القرى.
    أما مناخ منطقة تبوك فهو معتدل نسبياً، لوقوعها على ارتفاع متوسط قدره نحو 900م فوق سطح البحر، إذ يصل معدل الحرارة فيها إلى 29 درجة مئوية صيفاً، أما في الشتاء فيبلغ معدل الحرارة 17 درجة مئوية، والمعدل السنوي لكمية الأمطار 58مم.
    أما النبات الطبيعي فتختلف كثافته باختلاف كمية الأمطار وثخانة التربة، ونميز منها المراعي الطبيعية، وهي متدهورة بشكل واضح بسبب الرعي الجائر والاستمرار في قلع الشجيرات الحراجية، ويميَّز في منطقة تبوك البيئات النباتية الآتية:
    1ـ نباتات السهل الساحلي: ويُطلق عليها تجاوزاً اسم القرم (منغروف) الساحل، ومن أنواعها «جبار البحر» كما يسميها سكان المنطقة.
    2ـ البيئة الداخلية الواقعة خلف الشريط الساحلي: إذ تنمو أحراج عشبية وأشجار الدوم البري وأشجار النخيل والسبط والأهاسير والديمي.
    3ـ البيئة الجبلية: تنمو فيها أشجار السنط والغبق والتين البري وطائفة من النباتات الشوكية، وتعيش في المنطقة مجموعة من الطيور والحيوانات والزواحف والحشرات. وبإيجاز فإن الأوضاع الجغرافية الطبيعية تؤكد غلبة الأوضاع البيئية الصحراوية على منطقة تبوك.
    الأوضاع الجغرافية البشرية
    إن العنصر السكاني السائد في إقليم تبوك هو العنصر العربي، والسكان أصليون، يضاف إليهم أقليات عرقية حلت بالمنطقة نتيجة الغزو من جهة، واستقرار أحفاد ما جلبه الفاتحون العرب معهم من جهة أخرى. وحياة سكان المنطقة متنوعة، منهم من يعيش على تربية الماشية والاستفادة من منتجاتها، ومنهم من يعيش بالفلاحة والزراعة، ومنهم من يعيش بالتجارة والصناعة وما شاكلها، على هذا الأساس يمكن تقسيم سكان الإقليم إلى حضر وريفيين وبدو، وتبلغ نسبة البدو 45.61٪ إلى سكان الإقليم، وعدد سكان المنطقة نحو 493763 نسمة، وتبلغ الكثافة السكانية 5نسمة/كم2 تقريباً.
    الأوضاع الاقتصادية
    تقع منطقة تبوك ضمن المنطقة الزراعية الأولى في المملكة العربية السعودية، إذ أدت وفرة الأراضي الزراعية وسهولة تأمين المياه من خلال حفر الآبار ومحطات تحلية المياه إلى وجود نشاط زراعي وتجاري كبيرين، أما الصناعة فهي في طور الإنشاء، ومع ذلك فإن تبوك واحدة من المراكز الصناعية التي تنمو بسرعة في المملكة العربية السعودية.
    فالمساحة المزروعة فعلاً 15581كم2، والأراضي البور (ولكنها قابلة للزراعة) 5937كم2، والأراضي الممكن استصلاحها وتنميتها 34600كم2، تنتج هذه المزارع القمح والخضراوات والفواكه والأزهار والأعلاف، إضافة إلى الأغنام والأبقار المنتجة للألبان وكذلك الدجاج والبيض. وتأثرت الحركة التجارية في تبوك بموقعها العام بوصفها البوابة الشمالية إلى العراق والأردن وسورية ولبنان، كما تأثرت بالنشاط الزراعي الكبير، فافتتحت في مدينة تبوك المصارف والمؤسسات التجارية لبيع المعدات الزراعية والحبوب وآلات حفر الآبار والري وغيرها.
    ترتبط مدينة تبوك ومنطقتها بأنحاء المملكة العربية السعودية والدول المجاورة بطرق برية وأخرى جوية داخلية، ولمطار مدينة تبوك المدني الداخلي أهمية خاصة، فهو واسطة اتصال مهمة داخل المملكة الشاسعة المساحة. وكانت مدينة تبوك محطة مهمة على سكة حديد الحجاز التي خُرِّبت في الحرب العالمية الأولى ومازالت معطلة حتى اليوم، وتعد مدينة تبوك من المدن المهمة في المملكة، فأسواقها عامرة وتجارتها رائجة. وتجتذب منطقة تبوك الكثير من المصطافين والسائحين لمناظرها الخلابة ونسيمها العليل ومعالمها التاريخية والدينية المهمة، ويحرص زائر تبوك على الصلاة في مسجد التوبة، الذي يُسمَّى مسجد رسول اللهr، لأن الرسولr أدّى الصلوات فيه أكثر من عشر ليالٍ أثناء غزوة تبوك. وهناك قلعة تبوك الأثرية، وتسمى أيضاً منزل أصحاب الأيكة الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ويقدر علماء الآثار والمؤرخون عمرها بنحو 3500 سنة، إضافة إلى انتشار المواقع الأثرية في منطقة تبوك، مثل آثار مدائن صالح التي تكاد تضارع آثار البتراء في الأردن، وكذلك الحصون التي بناها العثمانيون لحماية حجاج بيت الله الحرام، منها القلعة التركية الواقعة على هامش المدينة القديمة، وبُنيت سنة 1644.
    التاريخ
    من الثابت أن تاريخ تبوك يعود إلى ما قبل الميلاد بـ500 سنة، وأنها كانت تُعرف بـ«طابو» يوم كانت هي ومدينة العلا عاصمة للعيادانيين، ويُعتقد أنها كانت جزءاً من أرض مَدْيَن ودادان، اللتين ورد ذكرهما في الكتب المقدسة، وقد أوردها بطلميوس في جغرافيته باسم تباوا وهي كلمة لاتينية تعني المكان المنعزل، لأن تبوك كانت منعزلة عن شبه الجزيرة العربية جنوباً وعن بلاد الشام.
    إلا أن بعض المؤرخين يذكر أنها سُميت بذلك نسبة إلى عين ماء في المنطقة هي عين تبوك، إبان غزوة الرسولr في السنة التاسعة للهجرة. ومهما يكن من الأمر فإن غِنى منطقة تبوك بالآثار التاريخية التي يعود بعضها إلى ما قبل ظهور الإسلام، وبعضها إلى ما بعده، يدل على الأحداث التي مرت بها الدول التي قامت فيها، إلى أن تراجع مركزها إذ صارت ممراً للقوافل التجارية العابرة من الجنوب إلى الشمال وبالعكس، ثم عادت اليوم لتحتل مكانها مدينة جمعت بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر. أما التاريخ الحديث للمدينة فيبدأ من مطلع القرن العشرين، إذ كانت محطة نقل رئيسية على سكة حديد الحجاز، التي كانت تربط المدينة المنورة بدمشق عبر الأردن.

    ناظم أنيس عيسى

يعمل...
X