جولة (۱) حمص - طرطوس - اللاذقية:
إنها جولة سياحة واصطياف واشتاء واستجمام، ينعم فيها المرء بمشاهدة مياه البحر المتوسط مسافة لا تقل عن ١٠٠ كم بدءاً من الكم ٢٥ جنوبي طرطوس حيث ينعطف طريق حمص - طرطوس الجديد باتجاه الشمال مسايراً بذلك الساحل السوري مقترباً خط الساحل مسافة وسطية تقارب من ٢-٣ كم ولكننا لو سلكنا الطريق القديم لاقتربنا من أكثر من سلوكنا الطريق الجديد في قطاعات كبيرة منه، وبخاصة جنوبي طرطوس . من خط الساحل وسواء سلكنا الطريق القديم أو الجديد (الاوتوستراد)، فإن تعاريج الطريق تتوافق إلى حد ما مع تعاريج الساحل السوري الكبرى، وهذا ما
يتمثل بشكل ملحوظ في الطريق القديم وسلوكنا للطريق القديم يجعلنا نستمتع أكثر بجمال البحر، وبمنظر الإنسان في فصل الصيف المتقد حركة ونشاطاً بين ماء البحر والبر الذي أخذ بالمنشآت السياحية المتعددة التي أشادها والممثلة بالمسابح والشاليهات والمطاعم والمخيمات، وبخاصة جنوبي طرطوس ابتداء من جنوبي عمريت وشمالها حتى الروضة، وكذلك جنوبي بانياس لعدة كيلو مترات ،وشمالها وشمالي اللاذقية مسافة عشرات الكيلو مترات ولكن الجبال الشرقية جبال الساحل بخضرتها الزاهية طوال أيام السنة منظر لا يفارق العينين لمن يرتحل في جولة ساحلية ، بخاصة وإن تلك الجبال تقترب في بعض المواقع من الساحل كثيراً مطلة عليه إطلالة من يحب معانقته، وهذا ما يتجلى واضحاً جنوبي بانياس وشرقيها، وقرب بحيرة السن الواقعة شمالي بانياس بنحو ٨ كم ، وبشكل أكثر وضوحاً إلى الشمال من اللاذقية حيث الرؤوس المتقدمة في البحر .
وعلى طول الساحل السوري قامت مدن وتألقت حضارات قديمة، بعضاً منها حفظها تراب الساحل ليظهرها الإنسان اليوم كما في مدينة عمريت التاريخية، ومدينة أوغاريت وبعضها استمر حياً - رغم ما اعتراه من فترات هجر وخراب ـ تحكي أوابده التاريخية ومعالمه الأثرية قصة تطوره، كما في طرطوس وبانياس وجبلة واللاذقية ومما لا شك فيه، فإن المدن السابقة، ما بقى منها معموراً ومسكوناً وماطوي في التراب وتم اكتشافه وإظهاره، كان بحاجة إلى حماية ومراقبة خطوطه، وهذا ما يتمثل واضحاً في القلاع العديدة التي انتشرت على طول السفح الغربي من الجبال الساحلية، التي يقترب بعضها من خط الساحل كما في قلعة المرقب جنوب شرقي بانياس) وقلعة يحمور (جنوب شرقي طرطوس وقلعة العريمة (شمال غربي قرية الصفصافة) ... الخ . بجانب قلاع المدن الحية السابقة الذكر .
وإذا كان السائح والمصطاف يشغله البحر والجبل صيفاً، فإن الزائر يحاول الابتعاد عن الجبل شتاء لينعم بدفء ،الساحل، وليجعل أحد أهدافه زيارة جزيرة أرواد الشهيرة التي تشد السائح إليها شتاء وصيفاً لموقعها البحري ، ولقدمها وعراقتها بما تحتويه من آثار وأوابد تاريخية .
بنحو 6 وما إن نتجاوز مدينة تلكلخ - انظر جولة رقم ٦ في محافظة حمص - كم غرباً حتى ندخل أراضي محافظة طرطوس ونحن في انحدار تدريجي باتجاه الساحل السوري، ولنترك على يميننا هوامش سلسلة الجبال الساحلية الجنوبية، وعلى يسارنا سهلاً ينتهي جنوباً بمقدمات سلسلة جبال لبنان الغربية. وسنترك على جانبي الطريق عدة تجمعات بشرية قبل أن ننعطف بطريقنا شمالاً مع وجهة الساحل إلى أن تبلغ مدينة طرطوس التي تبعد عن مدينة حمص نحو ٩٦كم وهي مرفأ سورية الرئيس. ومدينة قديمة التاريخ تشهد على ذلك الآثار العديدة التي كشفت فيها. ولقد أصبحت مركز محافظة عام ۱۹۵۹ وبعد أن كانت بمثابة بلدة صغيرة عام ١٩٥٠ بعدد سكان نحو ٥٠٠٠ نسمة، تطورت تطوراً كبيراً خلال العقود الأربعة التالية، ليصبح عدد سكانها نحو ١٥ ألف نسمة عام ١٩٦٠ ، ونحو ٣٠ ألف نسمة عام ١٩٧٠، وتحو ٥٢٥٠٠ نسمة عام ،۱۹۸۱ ، وليقارب في يومنا الحالي من ٨٠ ألف نسمة. وكان لعامل الهجرة الريفية دوراً كبيراً في التزايد السكاني السريع لهذه المدينة وبخاصة فيما بين ١٩٦٠-١٩٨١ .
وتتألف مدينة طرطوس من ثلاثة أجزاء ؛ المدينة القديمة (النواة) الممثلة في أحياء الساحة ومار الياس والخراب والمشبكة والمدينة الأحدث الممثلة في أحياء البرانية والرامة والرمل والكرامة والعمقة والمدينة الحديثة ممثلة في أحياء الحمرات والقصور والمنارة وضاحية الأسد تحيط بالجزئين السابقين من الشرق والجنوب وبجانب مرفاً جزيرة ارواد الصغير الواقع المنشية ، هناك في شمال غربي طرطوس مرفأ طرطوس الكبير
وميناؤها أهم مرفأ سوري .
وما إن نتعدى طرطوس شمالاً بنحو ٣٧ كم حتى نبلغ مدينة بانياس ونحن ننعم في طريقنا بجمال البحر ومنشآته السياحية المتعددة على جانب الطريق الغربي بجوار ساحل البحر، وبالجبال المخضرة شرقاً، ولا بد وأن يستلفت نظرنا بعد مغادرة طرطوس بنحو ٦كم معمل اسمنتها الضخم المشاد شرقي الطريق على مساحة كبيرة من السهل الشمالي الخصب وأثره على مساحات كبيرة من الأراضي الشجرية والغابية الواقعة شرقيه. وبانياس مدينة قديمة (عرفت منذ ما قبل الميلاد وحديثة بآن واحد، تقع في سهل ساحلي ضيق بين ساحل البحر والسفح الغربي للجبال الساحلية، وتقوم البلدة القديمة فوق تل مرتفع نسبياً مشرفاً مباشرة على شاطىء البحر تعرف حالياً القلعة الذي توسعت خارجه منذ الربع الثاني من هذا القرن وبخاصة منذ نحو أربعين عاماً، حيث امتدت شرقه وشماله وجنوبه وكذلك غربه. وتضم المدينة حالياً نحو ثمانية أحياء هي: القصور، المينا، ظهر محيرز، القلعة، ابن خلدون القبيبات رأس النبع، والميدان. ويعد حي القصور أحدث أحيائها ويقع شرقها ويبلغ عدد سكانها حالياً نحو ٣٠ ألف نسمة (٢٠) ألف نسمة عام (۱۹۸۱) وفي الطرف الشمالي من المدينة تقوم مصفاة بانياس البترولية الضخمة ذات الطاقة الانتاجية نحو ٦ مليون طن سنوياً، وفي جنوبي المدينة أقيمت المحطة الكهر وحرارية. ويشق بانياس في جزئها الجنوبي نهر بانياس وهي مركز منطقة تابعة إلى محافظة طرطوس . بإسم حي
وباستمرارنا شمالاً نمر بمحاذاة الطرف الشرقي لبحيرة السن، ونبلغ مدينة جبلة بعد نحو ٢٥ كم من بانياس وهي مدينة صغيرة جميلة، تتكيء على ساحل البحر. وهي قديمة التاريخ كانت تعرف في عهد اليونان بإسم جبالا(Gabala)، وكانت مزدهرة في عهد الرومان يشهد على ذلك مدرج مسرحها الشهير الذي أشيد في ذلك العهد (مطلع القرن الثاني الميلادي) .
إنها جولة سياحة واصطياف واشتاء واستجمام، ينعم فيها المرء بمشاهدة مياه البحر المتوسط مسافة لا تقل عن ١٠٠ كم بدءاً من الكم ٢٥ جنوبي طرطوس حيث ينعطف طريق حمص - طرطوس الجديد باتجاه الشمال مسايراً بذلك الساحل السوري مقترباً خط الساحل مسافة وسطية تقارب من ٢-٣ كم ولكننا لو سلكنا الطريق القديم لاقتربنا من أكثر من سلوكنا الطريق الجديد في قطاعات كبيرة منه، وبخاصة جنوبي طرطوس . من خط الساحل وسواء سلكنا الطريق القديم أو الجديد (الاوتوستراد)، فإن تعاريج الطريق تتوافق إلى حد ما مع تعاريج الساحل السوري الكبرى، وهذا ما
يتمثل بشكل ملحوظ في الطريق القديم وسلوكنا للطريق القديم يجعلنا نستمتع أكثر بجمال البحر، وبمنظر الإنسان في فصل الصيف المتقد حركة ونشاطاً بين ماء البحر والبر الذي أخذ بالمنشآت السياحية المتعددة التي أشادها والممثلة بالمسابح والشاليهات والمطاعم والمخيمات، وبخاصة جنوبي طرطوس ابتداء من جنوبي عمريت وشمالها حتى الروضة، وكذلك جنوبي بانياس لعدة كيلو مترات ،وشمالها وشمالي اللاذقية مسافة عشرات الكيلو مترات ولكن الجبال الشرقية جبال الساحل بخضرتها الزاهية طوال أيام السنة منظر لا يفارق العينين لمن يرتحل في جولة ساحلية ، بخاصة وإن تلك الجبال تقترب في بعض المواقع من الساحل كثيراً مطلة عليه إطلالة من يحب معانقته، وهذا ما يتجلى واضحاً جنوبي بانياس وشرقيها، وقرب بحيرة السن الواقعة شمالي بانياس بنحو ٨ كم ، وبشكل أكثر وضوحاً إلى الشمال من اللاذقية حيث الرؤوس المتقدمة في البحر .
وعلى طول الساحل السوري قامت مدن وتألقت حضارات قديمة، بعضاً منها حفظها تراب الساحل ليظهرها الإنسان اليوم كما في مدينة عمريت التاريخية، ومدينة أوغاريت وبعضها استمر حياً - رغم ما اعتراه من فترات هجر وخراب ـ تحكي أوابده التاريخية ومعالمه الأثرية قصة تطوره، كما في طرطوس وبانياس وجبلة واللاذقية ومما لا شك فيه، فإن المدن السابقة، ما بقى منها معموراً ومسكوناً وماطوي في التراب وتم اكتشافه وإظهاره، كان بحاجة إلى حماية ومراقبة خطوطه، وهذا ما يتمثل واضحاً في القلاع العديدة التي انتشرت على طول السفح الغربي من الجبال الساحلية، التي يقترب بعضها من خط الساحل كما في قلعة المرقب جنوب شرقي بانياس) وقلعة يحمور (جنوب شرقي طرطوس وقلعة العريمة (شمال غربي قرية الصفصافة) ... الخ . بجانب قلاع المدن الحية السابقة الذكر .
وإذا كان السائح والمصطاف يشغله البحر والجبل صيفاً، فإن الزائر يحاول الابتعاد عن الجبل شتاء لينعم بدفء ،الساحل، وليجعل أحد أهدافه زيارة جزيرة أرواد الشهيرة التي تشد السائح إليها شتاء وصيفاً لموقعها البحري ، ولقدمها وعراقتها بما تحتويه من آثار وأوابد تاريخية .
بنحو 6 وما إن نتجاوز مدينة تلكلخ - انظر جولة رقم ٦ في محافظة حمص - كم غرباً حتى ندخل أراضي محافظة طرطوس ونحن في انحدار تدريجي باتجاه الساحل السوري، ولنترك على يميننا هوامش سلسلة الجبال الساحلية الجنوبية، وعلى يسارنا سهلاً ينتهي جنوباً بمقدمات سلسلة جبال لبنان الغربية. وسنترك على جانبي الطريق عدة تجمعات بشرية قبل أن ننعطف بطريقنا شمالاً مع وجهة الساحل إلى أن تبلغ مدينة طرطوس التي تبعد عن مدينة حمص نحو ٩٦كم وهي مرفأ سورية الرئيس. ومدينة قديمة التاريخ تشهد على ذلك الآثار العديدة التي كشفت فيها. ولقد أصبحت مركز محافظة عام ۱۹۵۹ وبعد أن كانت بمثابة بلدة صغيرة عام ١٩٥٠ بعدد سكان نحو ٥٠٠٠ نسمة، تطورت تطوراً كبيراً خلال العقود الأربعة التالية، ليصبح عدد سكانها نحو ١٥ ألف نسمة عام ١٩٦٠ ، ونحو ٣٠ ألف نسمة عام ١٩٧٠، وتحو ٥٢٥٠٠ نسمة عام ،۱۹۸۱ ، وليقارب في يومنا الحالي من ٨٠ ألف نسمة. وكان لعامل الهجرة الريفية دوراً كبيراً في التزايد السكاني السريع لهذه المدينة وبخاصة فيما بين ١٩٦٠-١٩٨١ .
وتتألف مدينة طرطوس من ثلاثة أجزاء ؛ المدينة القديمة (النواة) الممثلة في أحياء الساحة ومار الياس والخراب والمشبكة والمدينة الأحدث الممثلة في أحياء البرانية والرامة والرمل والكرامة والعمقة والمدينة الحديثة ممثلة في أحياء الحمرات والقصور والمنارة وضاحية الأسد تحيط بالجزئين السابقين من الشرق والجنوب وبجانب مرفاً جزيرة ارواد الصغير الواقع المنشية ، هناك في شمال غربي طرطوس مرفأ طرطوس الكبير
وميناؤها أهم مرفأ سوري .
وما إن نتعدى طرطوس شمالاً بنحو ٣٧ كم حتى نبلغ مدينة بانياس ونحن ننعم في طريقنا بجمال البحر ومنشآته السياحية المتعددة على جانب الطريق الغربي بجوار ساحل البحر، وبالجبال المخضرة شرقاً، ولا بد وأن يستلفت نظرنا بعد مغادرة طرطوس بنحو ٦كم معمل اسمنتها الضخم المشاد شرقي الطريق على مساحة كبيرة من السهل الشمالي الخصب وأثره على مساحات كبيرة من الأراضي الشجرية والغابية الواقعة شرقيه. وبانياس مدينة قديمة (عرفت منذ ما قبل الميلاد وحديثة بآن واحد، تقع في سهل ساحلي ضيق بين ساحل البحر والسفح الغربي للجبال الساحلية، وتقوم البلدة القديمة فوق تل مرتفع نسبياً مشرفاً مباشرة على شاطىء البحر تعرف حالياً القلعة الذي توسعت خارجه منذ الربع الثاني من هذا القرن وبخاصة منذ نحو أربعين عاماً، حيث امتدت شرقه وشماله وجنوبه وكذلك غربه. وتضم المدينة حالياً نحو ثمانية أحياء هي: القصور، المينا، ظهر محيرز، القلعة، ابن خلدون القبيبات رأس النبع، والميدان. ويعد حي القصور أحدث أحيائها ويقع شرقها ويبلغ عدد سكانها حالياً نحو ٣٠ ألف نسمة (٢٠) ألف نسمة عام (۱۹۸۱) وفي الطرف الشمالي من المدينة تقوم مصفاة بانياس البترولية الضخمة ذات الطاقة الانتاجية نحو ٦ مليون طن سنوياً، وفي جنوبي المدينة أقيمت المحطة الكهر وحرارية. ويشق بانياس في جزئها الجنوبي نهر بانياس وهي مركز منطقة تابعة إلى محافظة طرطوس . بإسم حي
وباستمرارنا شمالاً نمر بمحاذاة الطرف الشرقي لبحيرة السن، ونبلغ مدينة جبلة بعد نحو ٢٥ كم من بانياس وهي مدينة صغيرة جميلة، تتكيء على ساحل البحر. وهي قديمة التاريخ كانت تعرف في عهد اليونان بإسم جبالا(Gabala)، وكانت مزدهرة في عهد الرومان يشهد على ذلك مدرج مسرحها الشهير الذي أشيد في ذلك العهد (مطلع القرن الثاني الميلادي) .
تعليق