الفصل السادس
في ربوع الساحل والجبال الساحلية
- مقدمة :
ربوع الساحل والجبال الساحلية هي ربوع السياحة والاصطياف والتنزه والاستجمام. فجبال خضراء تعلو في بعض مواقعها إلى أكثر من ١٠٠٠م وبحر جميل يمتد على طوله ساحل سوري بديع بامتداد نحو ١٨٠ كم ، تقترب منه الجبال تارة، وتبتعد عنه تارة أخرى تاركة بينها وبينه سهلاً ساحلياً تجود فيه أفضل أنواع الحمضيات ، وتزرع فيه أنواع مختلفة من الخضار الباكورية لما يتمتع به هذا السهل الساحلي من دفء شتوي، ومناخ متباين كان لتباينه دوراً في ربط الجبل بالسهل الساحلي وتكاملهما اقتصادياً وسياحياً وبشرياً .
إنه جمال الطبيعة الدائم الذي لا تفارقك خضرته ولا تغيب عن عيناك مياه بحره اللازوردية . فأنى ذهبت صيفاً كان أم شتاء تجد الطبيعة المزهوة بخضرتها، وبتدفق ينابيعها ماء عذباً رقراقاً يروي الأرض ويسقي البشر . فمئات الينابيع المائية تتدفق من الصخور الخازنة لها في السفوح الغربية من الجبال الساحلية التي خلقت على أطرافها بؤر من الجنان الوارفة الظلال بأشجارها الباسقة التي أصبحت محط أنظار السياح والمصطافين ، كما في عيون الغار ومريزة جنوبي صافيتا ونبعي حسان والحنان شمالي طرطوس، ورأس النبع في بانياس، ونبع السن.
لم تقس الجغرافية والتاريخ على أقليم من أقاليم سورية الجغرافية كما قست على اقليم الساحل والجبال الساحلية في مرحلة من تاريخها. ولكن هل يقع اللوم على الجغرافية ...؟ . فالجبال الساحلية لم تتغير طبيعياً نحو
الأفضل وإنما تغيرت وتطورت بشرياً. ومن يعرف جبال الساحل قبل ثلاثين أو أربعين عاماً وما قبل ويقارنها بما . عليه اليوم يدرك جيداً دور الإنسان الكبير في تغيير الجغرافية وخلق تاريخ ،جديد، ورسم صورة مقبلة لعالم هي جديد ومتجدد.
لقد كانت الجبال معقلاً ومأوى تتخذها بعض الجماعات البشرية تجنباً للاضطهاد وخوفاً من البطش، وهذا ما يشهد عليه تناثر العديد من القلاع الحصينة، وبناء القرى القديمة في لحف الجبال المنيعة. فكم كانت تلك الجبال منفرة للحياة فيها لقساوة مناخ شتائها ولوعورة أرضها ولضيق رقعة أرضها الزراعية السهلية. أما اليوم فكم هي جبالنا الساحلية المطلة بسفحها الغربي على البحر المتوسط جاذبة للسكان من مناطق القطر كافة ومن الوطن العربي والعديد من دول العالم. فما ذلك التغيير؟. إنّه الإنسان أولاً الذي صبر وعمل جد واجتهد تعلم فأفلح وأبدع، هبط من الجبل فصعد إلى القمم أبى الاستكانة والخضوع ونذر نفسه للبناء والتغيير، فحوّل الجبال إلى جنان من الفاكهة المتنوعة الأصناف التي نجدها في أسواق كافة المناطق السورية، وزرع فيها ما تجود علمياً ،زراعته، وأشاد البنيان الجميل على الذرا والهضاب فأضاف إلى جمال الطبيعة جمال البناء والتعمير، وشق الطرق الاسفلتية التي ربطت حالياً أجزاء السفح الغربي كافة سر ، من الجبال مع بعضها ومع الساحل وحتى مع الداخل السوري. وهذا كله سهل على الزائر والسائح التعرف على جمال الجبال التي أصبحت قبلة المصطافين في سورية والعديد من دول الوطن العربي.
في ربوع الساحل والجبال الساحلية
- مقدمة :
ربوع الساحل والجبال الساحلية هي ربوع السياحة والاصطياف والتنزه والاستجمام. فجبال خضراء تعلو في بعض مواقعها إلى أكثر من ١٠٠٠م وبحر جميل يمتد على طوله ساحل سوري بديع بامتداد نحو ١٨٠ كم ، تقترب منه الجبال تارة، وتبتعد عنه تارة أخرى تاركة بينها وبينه سهلاً ساحلياً تجود فيه أفضل أنواع الحمضيات ، وتزرع فيه أنواع مختلفة من الخضار الباكورية لما يتمتع به هذا السهل الساحلي من دفء شتوي، ومناخ متباين كان لتباينه دوراً في ربط الجبل بالسهل الساحلي وتكاملهما اقتصادياً وسياحياً وبشرياً .
إنه جمال الطبيعة الدائم الذي لا تفارقك خضرته ولا تغيب عن عيناك مياه بحره اللازوردية . فأنى ذهبت صيفاً كان أم شتاء تجد الطبيعة المزهوة بخضرتها، وبتدفق ينابيعها ماء عذباً رقراقاً يروي الأرض ويسقي البشر . فمئات الينابيع المائية تتدفق من الصخور الخازنة لها في السفوح الغربية من الجبال الساحلية التي خلقت على أطرافها بؤر من الجنان الوارفة الظلال بأشجارها الباسقة التي أصبحت محط أنظار السياح والمصطافين ، كما في عيون الغار ومريزة جنوبي صافيتا ونبعي حسان والحنان شمالي طرطوس، ورأس النبع في بانياس، ونبع السن.
لم تقس الجغرافية والتاريخ على أقليم من أقاليم سورية الجغرافية كما قست على اقليم الساحل والجبال الساحلية في مرحلة من تاريخها. ولكن هل يقع اللوم على الجغرافية ...؟ . فالجبال الساحلية لم تتغير طبيعياً نحو
الأفضل وإنما تغيرت وتطورت بشرياً. ومن يعرف جبال الساحل قبل ثلاثين أو أربعين عاماً وما قبل ويقارنها بما . عليه اليوم يدرك جيداً دور الإنسان الكبير في تغيير الجغرافية وخلق تاريخ ،جديد، ورسم صورة مقبلة لعالم هي جديد ومتجدد.
لقد كانت الجبال معقلاً ومأوى تتخذها بعض الجماعات البشرية تجنباً للاضطهاد وخوفاً من البطش، وهذا ما يشهد عليه تناثر العديد من القلاع الحصينة، وبناء القرى القديمة في لحف الجبال المنيعة. فكم كانت تلك الجبال منفرة للحياة فيها لقساوة مناخ شتائها ولوعورة أرضها ولضيق رقعة أرضها الزراعية السهلية. أما اليوم فكم هي جبالنا الساحلية المطلة بسفحها الغربي على البحر المتوسط جاذبة للسكان من مناطق القطر كافة ومن الوطن العربي والعديد من دول العالم. فما ذلك التغيير؟. إنّه الإنسان أولاً الذي صبر وعمل جد واجتهد تعلم فأفلح وأبدع، هبط من الجبل فصعد إلى القمم أبى الاستكانة والخضوع ونذر نفسه للبناء والتغيير، فحوّل الجبال إلى جنان من الفاكهة المتنوعة الأصناف التي نجدها في أسواق كافة المناطق السورية، وزرع فيها ما تجود علمياً ،زراعته، وأشاد البنيان الجميل على الذرا والهضاب فأضاف إلى جمال الطبيعة جمال البناء والتعمير، وشق الطرق الاسفلتية التي ربطت حالياً أجزاء السفح الغربي كافة سر ، من الجبال مع بعضها ومع الساحل وحتى مع الداخل السوري. وهذا كله سهل على الزائر والسائح التعرف على جمال الجبال التي أصبحت قبلة المصطافين في سورية والعديد من دول الوطن العربي.
تعليق