تايغا
Taiga - Taiga
التايغا
التايغا Taiga كلمة تركية الأصل دخلت الأدب الجغرافي، وهي تعني الغابات الإبرية الأوراق، وتحتل أشجار السرو والصنوبر المكان الأساسي فيها، وتتميز من الغابات المدارية والاستوائية والغابات العريضة الأوراق عموماً بأنها قليلة التطبق النباتي، ولا نجد فيها أشجاراً غير عالية أوشجيرات نامية تحت الأشجار العالية (الطبقة العالية)، وأكثر ما نراه غطاء من الحشائش التي لا يزيد ارتفاعها عادة على متر.
ولا تكون هذه الغابات في نصف الكرة الجنوبي، وذلك لانعدام المناخ المماثل الذي تعيشه في نصف الكرة الشمالي. لذلك يسمى إقليم التايغا أحياناً، إقليم الغابات الشمالية، ويفهم الروس تحت تسمية التايغا، الغابة الباردة في لغتهم.
ويتركز إقليم التايغا في نصف الكرة الشمالي، ويحتل نطاقاً عريضاً في قارة أمريكة الشمالية، إذ يمتد من غربها إلى شرقها. ومن شمالي أوربة إلى أقصى شرقي قارة آسيا على المحيط الهادئ. ويعد هذا الإقليم أكبر أقاليم الغابات اتساعاً، إذ لا يناظره أي إقليم آخر، ويمثل إقليم التايغا ثلث مساحة الغابات في العالم. ففي أمريكة الشمالية يمتد الحد الجنوبي من الدائرة القطبية في الغرب، ثم ينحرف نحو الجنوب في اتجاه الشرق حتى خط العرض 55درجة شمالاً في شرق القارات، ثم ينحرف نحو الجنوب حتى يصل إلى خط العرض 45درجة شمالاً. وتتخذ الغابة الصنوبرية من جبال روكي مطية لها، تمكِّنها من التوسع نحو العروض الوسطى، إذ نجد آثاراً لهذه الغابة على طول امتداد جبال روكي نحو الجنوب في اتجاه المدارين.
وفي أوراسية تمتد الغابة الصنوبرية من حواف التوندرة في اتجاه الجنوب حتى خط العرض 60درجة شمالاً في القسم الأوربي، وإلى نحو 50درجة شمالاً في شرقي آسيا. أما في نصف الكرة الجنوبي فيكاد إقليم التايغا يختفي، إلا من بعض المساحات المحدودة جداً على سفوح جبال الأنديز، في أقصى جنوبي تشيلي وبعض أجزاءٍ من جزيرة أرض النار التي تنفصل عن قارة أمريكة الجنوبية بوساطة مضيق ماجلان.
ومما يميز غابات التايغا حداثتها، فهي رباعية العمر الجيولوجي، وقد بدأ ظهورها في نهاية عصر النيوجين وانتشرت بسعةٍ في العصر الجليدي الرباعي. وبسبب الحداثة وقسوة الأحوال المناخية نراها قليلة الأنواع، إذ لا نجد إلا عدداً محدوداً من أنواع الأشجار خلافاً لما هو موجود في الغابات الاستوائية والمدارية وغابات الأقاليم الرطبة، وخير مكان لانتشارها المناطق السهلية. وخلافاً لواقع النباتات، نرى تنوعاً أكبر في عالم الحيوانات لأن الغابة تؤمن لها مقومات الحياة على مدار السنة وتحميها من قسوة المناخ.
يتسم هذا الإقليم بأحوالٍ مناخية باردة وقاسية نسبياً و خاصة في فصل الشتاء، إذ تصل الفروق في درجة الحرارة بين الصيف والشتاء إلى 70درجة مئوية، والشتاء طويل يسيطر فيه التساقط الثلجي، وتنخفض درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر، و تتأرجح الحرارة بوضوح في هذا الفصل، إذ تراوح ما بين (-10) درجات مئوية في أوربة الغربية و (-50) درجة مئوية في سيبيرية الشرقية. ويلاحظ أن وسطي حرارة شهر تموز في الشمال لا تزيد على (+12) درجة مئوية، بينما ترتفع إلى (+20) درجة مئوية في جنوبي الإقليم.
الرطوبة عالية على تواضع كمية الهطل، إذ تراوح بين (300-600مم) في السنة. ولكن بسبب البرودة العالية فإن التبخر قليل، وقيم التبخر الكامن أقل من كمية الهطل السنوي، وهناك بعض الاستثناءات في أواسط الإقليم في ياقوتية Yacutia، إذ تعد أكثر المناطق جفافاً وبرودة.
ـ الغابات الإبرية الكندية: أهم هذه الغابات هي غابات الأشجار الراتنجية، وتنتشر في غربي كندا وألاسكة. وأيضاً في شمالي كندا. لكن هذه الغابات تختلف بأنواعها تبعاً لاختلاف أنواع التربة. ويزيد ارتفاع أشجار هذه الغابة على 20 متراً، لكن سيقان هذه الأشجار رقيقة وضعيفة إذ يراوح قطرها ما بين 15 و30 سم. إضافة إلى ذلك النوع من الأشجار، هناك أنواع أخرى من الأشجار الراتنجية مثل الراتنج الأسود، وهناك أيضاً أنواع أخرى مثل الحور الكندي وأشجار البتولا (منطقة ألاسكة)، ويمكن أن تصل أشجار هذه الغابات إلى منطقة الأبالاش. وهناك أنواع أخرى من الأشجار الإبرية مثل أشجار الشوح والصنوبر، يقل التبخر في هذه المنطقة بسبب ارتفاع الرطوبة وانخفاض درجات الحرارة، وتتكوّن في هذه المنطقة كثير من المستنقعات التي تتميز بنباتات خاصة، كالزنبق والسوسن.
وفيما يتعلق بحيوانات هذه المنطقة، فتعد معظمها حيوانات مهاجرة أو قادمة من منطقة التوندرة، وخاصة حيوان الرنة الكندي والثور الكندي والدب الأسود الأمريكي وثور البيزون والوشق وثعلب الماء والقندس. وفي فصل الشتاء تقضي معظم الحيوانات وقتها في التربة المتجمدة، لكن الطيور تتجه بهجرتها نحو الجنوب.
ـ الغابات الإبرية الأوراسية: تمتد الغابات الإبرية الأوراسية من شبه جزيرة اسكندنافية غرباً إلى كامتشاتكة شرقاً، كذلك بين دوائر عرض تقدر بنحو 15 و25درجة عرض. إضافة لهذا الامتداد الواسع، تتوافر هذه الغابات على هيئة جزر معزولة فوق المناطق العالية من جبال الألب والبيرِنيه والكاربات والقفقاس والأورال.
تختلف الأنواع النباتية في القسم الأوربي عنه في القسم الآسيوي، إذ يسود مناخ محيطي في أوربة، لأنه أقرب إلى تأثير المحيط الأطلسي، وتسود أنواع معينة من غابات الصنوبر أهمها الراتنج الأخضر الغامق، إضافة إلى الصنوبر العريض، وهذه الأشجار لها جذور سطحية وتعيش في الترب البودزولية.
أما القسم الآسيوي للغابة الإبرية فتتمثل باتساع سيبيرية، حيث المناخ قاري تكيفت معه أشجار الصنوبر المختلفة. ومن بين أنواع الأشجار الإبرية في هذه المنطقة توجد أشجار الشوح السيبيري، أما أكثر الأشجار تحملاً للبرودة أشجار اللاركس السيبيري. وتغطي الغابات فـي سيبيرية أكثـر من 2.5مليون كم2. أما الأنواع المميزة للمناطق الجبلية في أوربة وآسيا فهي الشوح والصنوبر العريض والصنوبر الجبلي، وتظهر أنواع خاصة من أشجار اللاركس في جبال الألب، والشوح الأبيض والشوح اليوناني في الجبال اليونانية، والشوح الإسباني.
أما حيوانات هذه المنطقة (التايغا) فهي أكثر عدداً وتنوعاً من حيوانات منطقة التوندرة، ومن هذه الحيوانات حيوان الشره والالكة ويعد أكبر الأيائل في أوربة وآسيا، والسّمور والسنجاب الشائع والأرنب الأبيض والرنة والدب البني والوشق والذئب والثعلب.
وأما أهم أنواع الطيور فهي: ديل الجبل ودجاجة البندق ونقار الخشب ذو الأصابع الثلاث وآكل الجوز، ومن الأفاعي الواسعة الانتشار في هذه المنطقة الأفعى الشائعة والسحلية والسمندل السيبيري. ومن الحيوانات التي يمكن أن يصطادها الإنسان الوعل والماعز الجبلي.
ـ الغابات الإبرية على سواحل المحيط الهادئ: تمتد هذه الغابات على الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، وتشغل مساحة تزيد على 3680كم طولاً من الشمال للجنوب، وبعرض يمتد ما بين 500إلى600كم، وعلى ارتفاع يراوح بين مستوى سطح البحر و1500م فوق مستوى سطح البحر في كاليفورنية. وتتصف هذه الغابة بتجانس ملحوظ، وأهم الأنواع المسيطرة أشجار الصنوبر المعروف بالراتنج، والأحوال المناخية لهذه المنطقة متأثرة بالمحيط الهادئ، لهذا يسودها مناخ محيطي رطب جداً يسمح بمدة طويلة للإنبات. الفروق المناخية هنا قليلة، ففي الشمال يكون معدل درجة الحرارة في شـهر كانـون الثانـي (+1) درجة مئوية واحـدة، وفي آب (+ 13.7)درجة مئوية، وفي كاليفورنية يكون معدل درجة الحرارة (+8.3) درجة مئوية في كانون الثاني و(+13.3) درجة مئوية في شهر آب. إذن الشتاء في هذه المنطقة بارد نوعاً ما والصيف معتدل. أما الأمطار فيسقط معظمها في الشتاء وتبقى أيام الصيف شبه جافة، إذ يهطل في فانكوفر 1400مم في فصل الشتاء و30مم في شهر تموز.
تمثل هذه المنطقة غابة صنوبرية شديدة التجانس، ومن الأنواع الصنوبرية الممثلة لها الراتنج، وتظهر محلياً في بعض المواقع أنواع الشوح، وإلى جانب الأشجار الإبرية، نجد بعض الأشجار النادرة مثل السيكويا.
أما الحيوانات في هذه المنطقة، فيمكن اعتبارها مشابهة تماماً لحيوانات المنطقة الكندية التي يمكن أن نضيف إليها ماعز الثلج ودب نيلسون.
ناظم أنيس عيسى
Taiga - Taiga
التايغا
التايغا Taiga كلمة تركية الأصل دخلت الأدب الجغرافي، وهي تعني الغابات الإبرية الأوراق، وتحتل أشجار السرو والصنوبر المكان الأساسي فيها، وتتميز من الغابات المدارية والاستوائية والغابات العريضة الأوراق عموماً بأنها قليلة التطبق النباتي، ولا نجد فيها أشجاراً غير عالية أوشجيرات نامية تحت الأشجار العالية (الطبقة العالية)، وأكثر ما نراه غطاء من الحشائش التي لا يزيد ارتفاعها عادة على متر.
ولا تكون هذه الغابات في نصف الكرة الجنوبي، وذلك لانعدام المناخ المماثل الذي تعيشه في نصف الكرة الشمالي. لذلك يسمى إقليم التايغا أحياناً، إقليم الغابات الشمالية، ويفهم الروس تحت تسمية التايغا، الغابة الباردة في لغتهم.
ويتركز إقليم التايغا في نصف الكرة الشمالي، ويحتل نطاقاً عريضاً في قارة أمريكة الشمالية، إذ يمتد من غربها إلى شرقها. ومن شمالي أوربة إلى أقصى شرقي قارة آسيا على المحيط الهادئ. ويعد هذا الإقليم أكبر أقاليم الغابات اتساعاً، إذ لا يناظره أي إقليم آخر، ويمثل إقليم التايغا ثلث مساحة الغابات في العالم. ففي أمريكة الشمالية يمتد الحد الجنوبي من الدائرة القطبية في الغرب، ثم ينحرف نحو الجنوب في اتجاه الشرق حتى خط العرض 55درجة شمالاً في شرق القارات، ثم ينحرف نحو الجنوب حتى يصل إلى خط العرض 45درجة شمالاً. وتتخذ الغابة الصنوبرية من جبال روكي مطية لها، تمكِّنها من التوسع نحو العروض الوسطى، إذ نجد آثاراً لهذه الغابة على طول امتداد جبال روكي نحو الجنوب في اتجاه المدارين.
وفي أوراسية تمتد الغابة الصنوبرية من حواف التوندرة في اتجاه الجنوب حتى خط العرض 60درجة شمالاً في القسم الأوربي، وإلى نحو 50درجة شمالاً في شرقي آسيا. أما في نصف الكرة الجنوبي فيكاد إقليم التايغا يختفي، إلا من بعض المساحات المحدودة جداً على سفوح جبال الأنديز، في أقصى جنوبي تشيلي وبعض أجزاءٍ من جزيرة أرض النار التي تنفصل عن قارة أمريكة الجنوبية بوساطة مضيق ماجلان.
ومما يميز غابات التايغا حداثتها، فهي رباعية العمر الجيولوجي، وقد بدأ ظهورها في نهاية عصر النيوجين وانتشرت بسعةٍ في العصر الجليدي الرباعي. وبسبب الحداثة وقسوة الأحوال المناخية نراها قليلة الأنواع، إذ لا نجد إلا عدداً محدوداً من أنواع الأشجار خلافاً لما هو موجود في الغابات الاستوائية والمدارية وغابات الأقاليم الرطبة، وخير مكان لانتشارها المناطق السهلية. وخلافاً لواقع النباتات، نرى تنوعاً أكبر في عالم الحيوانات لأن الغابة تؤمن لها مقومات الحياة على مدار السنة وتحميها من قسوة المناخ.
يتسم هذا الإقليم بأحوالٍ مناخية باردة وقاسية نسبياً و خاصة في فصل الشتاء، إذ تصل الفروق في درجة الحرارة بين الصيف والشتاء إلى 70درجة مئوية، والشتاء طويل يسيطر فيه التساقط الثلجي، وتنخفض درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر، و تتأرجح الحرارة بوضوح في هذا الفصل، إذ تراوح ما بين (-10) درجات مئوية في أوربة الغربية و (-50) درجة مئوية في سيبيرية الشرقية. ويلاحظ أن وسطي حرارة شهر تموز في الشمال لا تزيد على (+12) درجة مئوية، بينما ترتفع إلى (+20) درجة مئوية في جنوبي الإقليم.
الرطوبة عالية على تواضع كمية الهطل، إذ تراوح بين (300-600مم) في السنة. ولكن بسبب البرودة العالية فإن التبخر قليل، وقيم التبخر الكامن أقل من كمية الهطل السنوي، وهناك بعض الاستثناءات في أواسط الإقليم في ياقوتية Yacutia، إذ تعد أكثر المناطق جفافاً وبرودة.
ـ الغابات الإبرية الكندية: أهم هذه الغابات هي غابات الأشجار الراتنجية، وتنتشر في غربي كندا وألاسكة. وأيضاً في شمالي كندا. لكن هذه الغابات تختلف بأنواعها تبعاً لاختلاف أنواع التربة. ويزيد ارتفاع أشجار هذه الغابة على 20 متراً، لكن سيقان هذه الأشجار رقيقة وضعيفة إذ يراوح قطرها ما بين 15 و30 سم. إضافة إلى ذلك النوع من الأشجار، هناك أنواع أخرى من الأشجار الراتنجية مثل الراتنج الأسود، وهناك أيضاً أنواع أخرى مثل الحور الكندي وأشجار البتولا (منطقة ألاسكة)، ويمكن أن تصل أشجار هذه الغابات إلى منطقة الأبالاش. وهناك أنواع أخرى من الأشجار الإبرية مثل أشجار الشوح والصنوبر، يقل التبخر في هذه المنطقة بسبب ارتفاع الرطوبة وانخفاض درجات الحرارة، وتتكوّن في هذه المنطقة كثير من المستنقعات التي تتميز بنباتات خاصة، كالزنبق والسوسن.
وفيما يتعلق بحيوانات هذه المنطقة، فتعد معظمها حيوانات مهاجرة أو قادمة من منطقة التوندرة، وخاصة حيوان الرنة الكندي والثور الكندي والدب الأسود الأمريكي وثور البيزون والوشق وثعلب الماء والقندس. وفي فصل الشتاء تقضي معظم الحيوانات وقتها في التربة المتجمدة، لكن الطيور تتجه بهجرتها نحو الجنوب.
تختلف الأنواع النباتية في القسم الأوربي عنه في القسم الآسيوي، إذ يسود مناخ محيطي في أوربة، لأنه أقرب إلى تأثير المحيط الأطلسي، وتسود أنواع معينة من غابات الصنوبر أهمها الراتنج الأخضر الغامق، إضافة إلى الصنوبر العريض، وهذه الأشجار لها جذور سطحية وتعيش في الترب البودزولية.
أما القسم الآسيوي للغابة الإبرية فتتمثل باتساع سيبيرية، حيث المناخ قاري تكيفت معه أشجار الصنوبر المختلفة. ومن بين أنواع الأشجار الإبرية في هذه المنطقة توجد أشجار الشوح السيبيري، أما أكثر الأشجار تحملاً للبرودة أشجار اللاركس السيبيري. وتغطي الغابات فـي سيبيرية أكثـر من 2.5مليون كم2. أما الأنواع المميزة للمناطق الجبلية في أوربة وآسيا فهي الشوح والصنوبر العريض والصنوبر الجبلي، وتظهر أنواع خاصة من أشجار اللاركس في جبال الألب، والشوح الأبيض والشوح اليوناني في الجبال اليونانية، والشوح الإسباني.
أما حيوانات هذه المنطقة (التايغا) فهي أكثر عدداً وتنوعاً من حيوانات منطقة التوندرة، ومن هذه الحيوانات حيوان الشره والالكة ويعد أكبر الأيائل في أوربة وآسيا، والسّمور والسنجاب الشائع والأرنب الأبيض والرنة والدب البني والوشق والذئب والثعلب.
وأما أهم أنواع الطيور فهي: ديل الجبل ودجاجة البندق ونقار الخشب ذو الأصابع الثلاث وآكل الجوز، ومن الأفاعي الواسعة الانتشار في هذه المنطقة الأفعى الشائعة والسحلية والسمندل السيبيري. ومن الحيوانات التي يمكن أن يصطادها الإنسان الوعل والماعز الجبلي.
ـ الغابات الإبرية على سواحل المحيط الهادئ: تمتد هذه الغابات على الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، وتشغل مساحة تزيد على 3680كم طولاً من الشمال للجنوب، وبعرض يمتد ما بين 500إلى600كم، وعلى ارتفاع يراوح بين مستوى سطح البحر و1500م فوق مستوى سطح البحر في كاليفورنية. وتتصف هذه الغابة بتجانس ملحوظ، وأهم الأنواع المسيطرة أشجار الصنوبر المعروف بالراتنج، والأحوال المناخية لهذه المنطقة متأثرة بالمحيط الهادئ، لهذا يسودها مناخ محيطي رطب جداً يسمح بمدة طويلة للإنبات. الفروق المناخية هنا قليلة، ففي الشمال يكون معدل درجة الحرارة في شـهر كانـون الثانـي (+1) درجة مئوية واحـدة، وفي آب (+ 13.7)درجة مئوية، وفي كاليفورنية يكون معدل درجة الحرارة (+8.3) درجة مئوية في كانون الثاني و(+13.3) درجة مئوية في شهر آب. إذن الشتاء في هذه المنطقة بارد نوعاً ما والصيف معتدل. أما الأمطار فيسقط معظمها في الشتاء وتبقى أيام الصيف شبه جافة، إذ يهطل في فانكوفر 1400مم في فصل الشتاء و30مم في شهر تموز.
تمثل هذه المنطقة غابة صنوبرية شديدة التجانس، ومن الأنواع الصنوبرية الممثلة لها الراتنج، وتظهر محلياً في بعض المواقع أنواع الشوح، وإلى جانب الأشجار الإبرية، نجد بعض الأشجار النادرة مثل السيكويا.
أما الحيوانات في هذه المنطقة، فيمكن اعتبارها مشابهة تماماً لحيوانات المنطقة الكندية التي يمكن أن نضيف إليها ماعز الثلج ودب نيلسون.
ناظم أنيس عيسى