جولة ١١ : حلب - مسكنة .
- إنَّها جولة قد تكون عادية عبر طريق حلب - الرقة، لو لم نبلغ فيها أطلال مدينة قديمة، ولو لم تطالعنا على جانبي الطريق واحدة من الشواهد الدالة بوضوح على قدرات الإنسان في إحداث التغيير في البيئة التي يعيش فيها، ولكنه تغيير من نمط معيَّن ؛ إنه التغيير في المظهر الحياتي لسطح الأرض المقترن بتغير في نمط إستغلال الأرض وإستثمارها، والذي تشير إليه القنوات المتنوعة الأحجام والأنواع التي مدها إنسان اليوم في ظل الحكومة الرائدة في مجال الإستثمار الأمثل لأرضنا المعطاءة بتوفير كافة المقومات لذلك. فأينما تجولنا حالياً في سهول حلب الشرقية (من حلب إلى مسكنة تتراءى لنا تلك القنوات الملأى بالمياه المتدفقة عبرها إلى حيث الأرض العطشى، لتحيي الزرع والضرع ولترسم البسمة الدائمة على شفاه آلاف الفلاحين. إنّها المياه المتدفقة ضخاً من بحيرة الأسد القابعة وراء سد الفرات العظيم والتي لولاها لكانت جولتنا في الصيف تشبه أية جولة من جولات البادية. ولكن المظهر تغير والوضع تبدل، فما أن يتعدى المرء حلب شرقاً بنحو عشرة كيلو مترات حتى تأخذ الأرض بالزهو بخضرتها والتغني بعطائها، فلا يمل النظر ولا يشبع من جمال المنظر، فأشجار فتية هنا وهناك، وزراعات محصولية متنوعة لا تفارق ناظرينا؛ فمن محاصيل شتوية وصيفية إلى خريفية وربيعية قمح وشعير، وقطن، وبصل، وذرة وبطاطا و شوندر ... وخضراوات متنوعة. وقد إنعكس ذلك كله على
عملية الإستقرار البشري في منطقة جولتنا وعلى عملية التطور العمراني فيها الذي سنلمس آثاره في القريب العاجل، وسيؤدي ذلك كله إلى نشاط في الحركة السياحية وفي المنشآت التي يمكن أن تقام على جانبي الطريق لتوفير الراحة للسائح والمسافر بآن واحد.
وسنمر في جولتنا هذه بعشرات التجمعات البشرية الريفية، وتطالعنا بعيداً عن الطريق الذي نسلكه عشرات أخرى من التجمعات، كما نمر بجوار العديد من التلال الأثرية التي هي مؤشر على أننا نسلك طريقاً كانت جوانبه معمورة منذ القديم. وسنترك على جانبي الطريق مباشرة أو بعيداً عنه بضعة كيلو مترات عدداً من مصانع القطاع العام الهامة (معمل الجرارات، معمل البطاريات والغازات السائلة معمل الكابلات معامل الأبنية المسبقة الصنع، مطاحن حلب، معمل سكر مسكنة وعدداً من مزارع الدولة الحديثة (مزرعة تشرين مزرعة الجلاء مزرعة ،الحرية مزرعة الأسد، ومحطة أبقار مسكنة). ومن أهم التجمعات البشرية التي نمر بها نذكر؛ جبرين، أم العمد، جب الكلب الجابرية كويرس ،شرقي، حميمة كبيرة وصغيرة، دير حافر مركز ناحية جفيرة المهدوم، والتي ما يزال نمط البناء الطيني ظاهراً فيها بجانب البناء الإسمنتي الحديث من النمط الريفي. القديم
مسكنة وما إن نتجاوز مسافة ٩٠كم شرقاً عن حلب حتى نبلغ بلدة الجديدة، وإلى الشرق منها بنحو ٣كم توجد أطلال مدينة مسكنة التاريخية المعروفة باسم بالس التي غمر بعضاً منها بمياه بحيرة الأسد ولا يزال جزءاً منها ماثلاً حتى تاريخه والذي يتجلى بالمئذنة البديعة المحافظة على رونقها لا تطالها مياه بحيرة الأسد، والمباني المشيدة من الأجر المشوي الأحمر، وآثار السور البيزنطي وبعض أبوابه المعروفة وكما كانت هذه المدينة مزدهرة في العباسي، كانت مزدهرة أيضاً الألف الثاني قبل الميلاد، كما أشارت إلى ذلك التنقيبات الأثرية التي جرت فيها منذ عام ١٩٧٢.
وإلى الشرق من حلب بنحو ٢٧كم يتفرع من طريق حلب ـ الرقة طريق فرعي يذهب جنوباً مسافة نحو ١٠كم إلى بلدة الجبول المطلة مباشرة على بحيرتها الملحية (سبخة أو مملحة الجبول).
- إنَّها جولة قد تكون عادية عبر طريق حلب - الرقة، لو لم نبلغ فيها أطلال مدينة قديمة، ولو لم تطالعنا على جانبي الطريق واحدة من الشواهد الدالة بوضوح على قدرات الإنسان في إحداث التغيير في البيئة التي يعيش فيها، ولكنه تغيير من نمط معيَّن ؛ إنه التغيير في المظهر الحياتي لسطح الأرض المقترن بتغير في نمط إستغلال الأرض وإستثمارها، والذي تشير إليه القنوات المتنوعة الأحجام والأنواع التي مدها إنسان اليوم في ظل الحكومة الرائدة في مجال الإستثمار الأمثل لأرضنا المعطاءة بتوفير كافة المقومات لذلك. فأينما تجولنا حالياً في سهول حلب الشرقية (من حلب إلى مسكنة تتراءى لنا تلك القنوات الملأى بالمياه المتدفقة عبرها إلى حيث الأرض العطشى، لتحيي الزرع والضرع ولترسم البسمة الدائمة على شفاه آلاف الفلاحين. إنّها المياه المتدفقة ضخاً من بحيرة الأسد القابعة وراء سد الفرات العظيم والتي لولاها لكانت جولتنا في الصيف تشبه أية جولة من جولات البادية. ولكن المظهر تغير والوضع تبدل، فما أن يتعدى المرء حلب شرقاً بنحو عشرة كيلو مترات حتى تأخذ الأرض بالزهو بخضرتها والتغني بعطائها، فلا يمل النظر ولا يشبع من جمال المنظر، فأشجار فتية هنا وهناك، وزراعات محصولية متنوعة لا تفارق ناظرينا؛ فمن محاصيل شتوية وصيفية إلى خريفية وربيعية قمح وشعير، وقطن، وبصل، وذرة وبطاطا و شوندر ... وخضراوات متنوعة. وقد إنعكس ذلك كله على
عملية الإستقرار البشري في منطقة جولتنا وعلى عملية التطور العمراني فيها الذي سنلمس آثاره في القريب العاجل، وسيؤدي ذلك كله إلى نشاط في الحركة السياحية وفي المنشآت التي يمكن أن تقام على جانبي الطريق لتوفير الراحة للسائح والمسافر بآن واحد.
وسنمر في جولتنا هذه بعشرات التجمعات البشرية الريفية، وتطالعنا بعيداً عن الطريق الذي نسلكه عشرات أخرى من التجمعات، كما نمر بجوار العديد من التلال الأثرية التي هي مؤشر على أننا نسلك طريقاً كانت جوانبه معمورة منذ القديم. وسنترك على جانبي الطريق مباشرة أو بعيداً عنه بضعة كيلو مترات عدداً من مصانع القطاع العام الهامة (معمل الجرارات، معمل البطاريات والغازات السائلة معمل الكابلات معامل الأبنية المسبقة الصنع، مطاحن حلب، معمل سكر مسكنة وعدداً من مزارع الدولة الحديثة (مزرعة تشرين مزرعة الجلاء مزرعة ،الحرية مزرعة الأسد، ومحطة أبقار مسكنة). ومن أهم التجمعات البشرية التي نمر بها نذكر؛ جبرين، أم العمد، جب الكلب الجابرية كويرس ،شرقي، حميمة كبيرة وصغيرة، دير حافر مركز ناحية جفيرة المهدوم، والتي ما يزال نمط البناء الطيني ظاهراً فيها بجانب البناء الإسمنتي الحديث من النمط الريفي. القديم
مسكنة وما إن نتجاوز مسافة ٩٠كم شرقاً عن حلب حتى نبلغ بلدة الجديدة، وإلى الشرق منها بنحو ٣كم توجد أطلال مدينة مسكنة التاريخية المعروفة باسم بالس التي غمر بعضاً منها بمياه بحيرة الأسد ولا يزال جزءاً منها ماثلاً حتى تاريخه والذي يتجلى بالمئذنة البديعة المحافظة على رونقها لا تطالها مياه بحيرة الأسد، والمباني المشيدة من الأجر المشوي الأحمر، وآثار السور البيزنطي وبعض أبوابه المعروفة وكما كانت هذه المدينة مزدهرة في العباسي، كانت مزدهرة أيضاً الألف الثاني قبل الميلاد، كما أشارت إلى ذلك التنقيبات الأثرية التي جرت فيها منذ عام ١٩٧٢.
وإلى الشرق من حلب بنحو ٢٧كم يتفرع من طريق حلب ـ الرقة طريق فرعي يذهب جنوباً مسافة نحو ١٠كم إلى بلدة الجبول المطلة مباشرة على بحيرتها الملحية (سبخة أو مملحة الجبول).
تعليق