تبريز Tabriz مدينة إيرانية مهمة، تقع في شمال غربي إيران في محافظة أذربيجان الإيرانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تبريز Tabriz مدينة إيرانية مهمة، تقع في شمال غربي إيران في محافظة أذربيجان الإيرانية

    تبريز

    Tabriz - Tabriz

    تبريز
    تبريز مدينة إيرانية مهمة، تقع في شمال غربي إيران في محافظة أذربيجان الإيرانية، وهي مركز إداري لمنطقة أذربيجان الشرقية، عند تقاطع خط الطول 46 درجة و18 دقيقة شرقاً مع خط العرض 38 درجة و5 دقائق شمالاً. نشأت ونمت في سهل منبسط متوسط ارتفاعه يزيد على 1200م فوق سطح البحر، تحيط به الجبال من جميع الجهات، ماعدا الجهة الغربية التي ينفتح باتجاهها السهل على بحيرة رضائية (رزائية = أورمية) الواقعة على ارتفاع 1275م فوق سطح البحر.
    ويتألف السهل من توضعات طمي نهر آجي تشاي (النهر المر) ولحقياته، أما الجبال فهي جبل سهند (خرم داغ) الذي يرتفع 3722م، ويقع جنوب تبريز، ثم جبل سبلان (سَوَلان) (4821م) شرقها، فجبل قره داغ (2941م) وامتداد جبل سبلان شمالها، إضافة إلى مرتفعات أخرى تنتهي في الشمال الغربي بجبل أرارات (5165م) أعلى جبال شرقي تركية وأذربيجان، وهذه الجبال اندفاعية الأصل وتتألف من براكين ضخمة هامدة، ظهرت على امتداد خط ضعف في القشرة الأرضية وصدع كبير محوره شمالي غربي ـ جنوبي شرقي، مازالت الحركات البنائية ناشطة على طوله، تظهر زلازل عنيفة مدمرة وهزات شبه يومية، خربت المدينة أكثر من مرة، كما في زلازل أعوام 858 - 1641 - 1727 - 1856، وغيرها.
    فرض الموقع الجغرافي المرتفع في قلب منطقة جبلية على تبريز وظهيرها مناخاً داخلياً بعيداً عن المؤثرات البحرية، من النموذج السهبي القاسي والبارد القاري شتاءً، والجاف القاري صيفاً، تراوح فيه درجات الحرارة بين (-16 و30 درجة مئوية). أمطار تبريز قليلة نسبياً يسقط قسم منها ثلوجاً تكثر في الجبال، ومن ثمّ فإن مياهها قليلة وخاصةً في فصل الصيف الذي تجف فيه الأنهار، ماعدا آجي تشاي، ويعاني السكان من نقص في مياه الشرب في المدينة ومياه الري في ظهيرها الزراعي المروي الغني بالبساتين ومزارع الخضراوات. وتعد تبريز مركزاً مهماً لتجارة أنواع الفواكه والخضراوات، وتشتهر بتجفيف الثمار مثل المشمش والعنب (الزبيب) وغيرهما، وهي محطة تجارة وعقدة مواصلات مهمة في الجبال، تمر فيها الطريق القادمة من البحر الأسود (طرابزون)، ومن تركية والبحر المتوسط إلى بقية أنحاء إيران وآسيا الوسطى، كذلك تشتهر بصناعة السجاد والبسط التبريزية في أحياء الشمال والشمال الشرقي، وبالصناعات النسيجية ولاسيما الحريرية منها، وبالصناعات الجلدية والخشبية إضافة إلى معامل الكبريت والطحين، وصناعات أخرى حديثة إضافة إلى مئات المشاغل (الورشات) الصناعية المختلفة.
    نشأت تبريز بلدة صغيرة على نهر (رود) خانة ميدان تشاي أحد روافد آجي تشاي، ثم أخذت بالنمو والازدهار منذ القرن التاسع الميلادي، وزادت أهميتها في العهد السلجوقي، وفي العهد الإيلخاني، اتسعت تبريز وقامت فيها حركة عمرانية واقتصادية كبيرة، إذ شُيدت فيها المساجد والمآذن والمساكن وشُقت القنوات وأُقيمت القصور جنوب غربي المدينة، كما بُني فيها جامع الجمعة الكبير ومدرسته وزاويته، وأُحيطت بسور طوله 25كم (أُزيل عام 1870) وله ثمانية أبواب كبيرة وخمسة صغيرة، وعلى ضلعه الجنوبي قلعة، ويحتل سوق (بازار) تبريز جزءاً مهماً من المدينة داخل السور، إذ يعدُّ أكبر أسواق الشرق الأوسط التقليدية. لكن تبريز فقدت الكثير من مجدها في العهد التيموري (نحو 1500م) وعهد قبيلتي الشاة السوداء والشاة البيضاء، مع احتفاظها بأهميتها التجارية وبعض الدور الإداري حتى بداية القرن السادس عشر، ثم تعرضت للغارات والحملات العثمانية التي خربتها إضافة إلى تدميرها بالزلازل، إذ غدت مدينة حدودية ذات أهمية استراتيجية في الصراع الإيراني ـ العثماني ثم الروسي الذي دخل مسرح الأحداث منذ عام 1800. ثم توسعت المدينة خارج السور وأخذ مخططها الشرقي التقليدي يتأثر بالمخططات الحديثة في العهد البهلوي، وتحولت تبريز إلى مدينة قديمة (النواة) ومدينة حديثة (العمران المتأخر خارج السور)، فانتشرت فيها الأبنية الطابقية والشوارع العريضة المنتظمة والأسواق الحديثة والمنشآت الثقافية والاقتصادية والمرافق العصرية، وتوسعت باتجاه الغرب والجنوب الغربي وبقية الاتجاهات على محاور الطرقات الرئيسة، وبُنيت فيها المدارس والمستشفيات والفنادق والمتاحف والجامعة والمكتبات، إضافة إلى الأبنية الدينية الإسلامية. ويعد مسجد كبود (870هـ/1465م) ومسجد علي شاه (735هـ/1365م) من أقدم المعالم الباقية على الرغم من ضرب الزلازل لهما وتخريبهما، ويبقى سوق تبريز أهم معالمها وأبرزها كلها.
    وقد ازداد عدد سكان تبريز بسرعة من 213542 نسمة عام 1940 إلى 1191043 نسمة عام 1996.

    عادل عبد السلام

يعمل...
X