خواطر تراودني و انا اتمايل طربا على انغام رقص حافلة تقلني الى المنزل وسط جموع عديدة مثلي لهم ما لي من الهموم و عليهم ماعلي من واجبات و هنا و انا بينهم خطر لي أن ما يميزني و ابناء جيلي أننا عايشنا النقلات و التطورات و الاندثارات و الانقراضات فقد كنا جيل الكاسيت و الووكمان و راقبنا اندثاره و قدوم cd. و dvd و الجوال بأنتيل وصولا الى ما بين ايدينا اليوم من اجهزة لوحية متطورة بشكل كنا نعده ضرب خيال ، و لم توفر هذه الموجات محبوبي الفوتوغراف من هذا فقد تلاطمته ما بين كاميرات ميكانيكية و نصف آلية ديجيتالية وصولا الى مالدينا اليوم من كاميرات الميرورليس و الامكانيات المرعبة التي ظهرت خلال سنوات قليلة مضت لنجد ان كاميرات dslr لم تتربع على عرشها الا ما يقرب ربع قرن او اقل مقابل والدتها كاميرات slr التي جاوزت القرن صمودا و تطورا و الآن تواجه الحفيدة عديمة المرآة بعمر الشباب نفس مصير الوالدة و الجدة بوصول الصرعة الأحدث ألا و هي ....:
الذكاء الاصطناعي ai
و اجزم من خلال مشاهداتي و قراءاتي و خبرتي المتواضعة بأن سوق الفوتوغراف سيمر بتحول جذري مرعب حيث سنرى خلال السنوات القليلة القادمة و التي اتوقع انها لن تجاوز اصابع اليد الواحدة غيابا و اضمحلالا لسوق التصوير الفوتوغرافي التجاري ليحل محله هذا الذكاء الاصطناعي فمن يرى النتائج التي يعطيها الآن و هو في بواكيره يعلم ان القادم ليس في صالح مصور المنتجات فالذكاء الاصطناعي له امكانية الوصول الى مليارات الصور على الشبكة العنكبوتية في اجزاء من الثانية و ألغوريثمات في تطور مستمر على يد المبرمجين و بفعل التعلم الذاتي، و باستخدام الاوامر الصحيحة فالنتيجة لن تختلف عن اللقطة الحقيقية و سبق ان رأيت تصاميما لصور الطعام على سبيل المثال؛ و أقول صدقا لولا ذكر انها اعمال من انتاج الذكاء الاصطناعي لما فرقتها عن صورة الطعام الحقيقي بل انها كانت دقيقة لدرجة اني كنت سأشتم رائحتها !!
اذا بوجود هذه الاداة و سرعتها و امكانياتها المهولة الواعدة و التي توفر الوقت و الجهد و المال و تفتح خيارات لا متناهية من النتائج سيكون من الطبيعي لكافة الشركات و اصحاب المنتجات التوجه نحو هذا الخيار.
اذا ما مصير الفوتوغراف و الكاميرات ؟
في الاعوام القادمة ان لم يخب ظني سيتجه الفوتوغراف و الفوتوغرافيون الى ثلاثة طرق؛
الفوتوغراف للهواية و الفن
الفوتوغراف لتوثيق اللحظات العائلية
الفوتوغراف التوثيقي الصحفي
و الخياران الأخيران قد يطالهما التطور بابتكار روبوتات تقوم مقام المصور و تسجل كل حدث مطلوب، ليبقى الشق الوحيد الا و هو الفن و القدرة على الخلق و الانشاء و رؤية الفكرة و العبرة و تحويلها الى ملموس حكرا على الانسان لان الفن مرتبط بالروح و حتى يومنا لم تترجم هذه الروح و لم يستطع انسان أن يكتب لها أمرا على لغة برمجة.
فما ترون انتم؟
أترككم على خير فقد وصلت الى محطة نزولي من الحافلة
و السلام