جولة ١٠ : حماه - قصر ابن وردان - الاندرين .
إنها جولة أثرية ربيعية في هوامش البادية السورية، نعبر فيها مناطق متباينة في تضاريسها وتربتها واستغلال أرضها وسكانها يمكن القول أن معظمهم من البدو المستقرين الذين استقروا منذ نحو ١٠٠ سنة في مواقع معينة اختاروها لتوفر مقومات الحياة الأساسية وأهمها الماء ـ أي التي تتوفر فيها المياه القريبة من السطح المكن استخراجها بحفر آبار سطحية ـ، تختر مواقع السكن اعتباطياً، بل اختيرت بشكل واع وذلك بالقرب من بعض المواقع التاريخية الأثرية التي كانت مسكونة في القديم أو كانت بمثابة حصون وقلاع. ولم
وما إن نخرج من مدينة حماه متجهين شمالاً وشرقاً حتى ندخل بعد نحو ٥ كم في هضبة العلا، ونصل بعد ثمانية كيلومترات من حماه قرية
معرشحور التي لا يتجاوز معدل الأمطار السنوية فيها عن ٣٠٠مم، والتي يبلغ سكانها نحو ٤٠٠٠ نسمة، ويعيشون على الزراعة وتربية الحيوانات وبخاصة الأغنام وتربتها تميل إلى اللون البني الفاتح. ومن معرشحور يتفرع طريق نحو الشمال مسافة ١٠كم ليلتقي مع طريق صوران - كوكب ـ قصر المخرم . وباستمرارنا في السير عبر جولتنا المتجهة نحو الاندرين، نمر في قرية طيبة التركي (٢٣كم عن حماه) وأهلها من عشيرة التركي المستقرون، ثم بقرية البردونة (٢٦كم عن حماه التي يمكن التوجه منها جنوباً عبر طريق اسفلتي إلى مدينة سلمية. وبعد قرية البردونة نمر بقرية صغيرة إسمها العنز، وقريباً منها قرية أبو القدور وبالقرب من القريتين آثار تاريخية تشير إلى آثار سكن قديم للإنسان فيها. وماهي سوى قرابة خمسة كيلومترات بعد أبو القدور حتى نبلغ قرية الحمراء التي هي الآن مركز ناحية.
الحوايس التي هي . عبارة عن ومن الحمراء يمتد طريق نحو الشمال والشمال الشرقي باتجاه قلعة قلعة قائمة فوق هضبة عالية إلى الشمال الشرقي من جبل يعرف بجبل الحوايس وبالقرب من القلعة أشيدب قرية تعرف باسم الحوايس. والقلعة حالياً مندثرة لا يوجد منها سوى آثار سورها المردوم وبئر مائها العميق. وفي شمال جبل الحوايس آثار حصن قديم يعود تاريخه إلى سنة ٥٥٧م. ويستمر الطريق بعد قلعة الحوايس إلى قرية الدللي.
أما الطريق الرئيسي فينحرف اتجاهه قليلاً نحو الشرق بعد الحمراء مسافة نحو ٨كم قبل أن يتحول نحو الشمال الشرقي، لنمر بعد ستة كيلومترات من الحمراء بقرية طوال الدباغين وبعدها قرية سروج (١٠كم عن الحمراء)، ومن ثم قرية الشيحة (۱۳)كم) ، ولنصل بعد ١٥كم من الحمراء إلى قصر ابن وردان (٥٧)كم عن حماه) ونكون قد تجاوزنا بذلك هضبة العلا، ودخلنا في أراض شبه سهلية تقودنا بانخفاضها نحو سهول الاندرين، ويصبح لون التربة مائلاً للاصفرار ويقل معدل الأمطار السنوية
عن ٢٥٠مم. وقصر ابن وردان تحفة فنية من تحف محافظة حماه السياحية والأثرية. يعود بناؤه إلى الفترة ٥٦١-٥٦٤م . ويشبه طراز بنائه المباني الملكية المشادة في القسطنطينة خلال عهد الملك جوستنيانوس الأول (٥٢٧-٥٦٥م)، وهو يتألف من ثلاثة أبنية : قصر صليبي وكنيسة مربعة وثكنة
عسكرية ضخمة .
وعلى بعد نحو ٢٥كم من قصر ابن وردان إلى الشمال الشرقي منه نبلغ خرائب مدينة الاندرين القديمة بعد مرورنا بقرى الجزدانية، الظاهرية ربوعة، زغبر جنينة حومي، تفاحة بيوض، وبعدها المسلوخية، التي ينتهي الطريق الإسفلتي عندها وعلينا بعدها سلوك طريق ترابي مسافة ٢,٥ كم لنبلغ الاندرين التي يعود بناؤها إلى العصر اليوناني، وتعاقب عليها الرومان والبيزنطيين ومازالت قواعدها ماثلة حتى يومنا الحالي، وبعض أجزاء الأبنية قائمة. ويمكن للزائر أن يميز بعض المنشآت في المدينة القديمة بجانب الأبراج منها الثكنة والشارعان الكبيران اللذان يقطعان المدينة من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق. ومن المباني المحافظة على هيكلها الأساسي الكنيسة الجنوبية. وفي جنوبي الأندرين و خارج سورها يرى الزائر خزانات المياه والأقنية المائية القديمة التي كانت توصل المياه إليها. وكانت سهول الاندرين مشهورة بكروم عنبها التي أنتجت أطيب الخمور، وتغنى بها الشعراء أمثال عمر بن كلثوم في معلقته :
بصحنك فأصبـحينـا ولا تبقي خمور الاندرينا مشعشة كأن الحص فيها إذا ما الماء لامسها تخينا ونشرب إن ظمئنا الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطينا ألا هبي
ومن المحتمل أن الاندرين بقيت مزدهرة حتى أواخر العصر البيزنطي، ولكنها خربت بعد ذلك . وسنترك على جانبي الطريق بمسافة وسطية نحو ١٠كم العديد من التجمعات البشرية المرتبطة بطريق حماه - الأندرين بطرق فرعية اسفلتية في ،معظمها، كما هو موضح في الشكل (۲۱) ومن الاندرين يمكن الإتجاه جنوباً إلى قرية أم ميال ومن ثم إلى سعن الشجرة فسلمية. كما يمكن عبر طريق ترابي إلى خناصر أو إلى تل ضمان.
إنها جولة أثرية ربيعية في هوامش البادية السورية، نعبر فيها مناطق متباينة في تضاريسها وتربتها واستغلال أرضها وسكانها يمكن القول أن معظمهم من البدو المستقرين الذين استقروا منذ نحو ١٠٠ سنة في مواقع معينة اختاروها لتوفر مقومات الحياة الأساسية وأهمها الماء ـ أي التي تتوفر فيها المياه القريبة من السطح المكن استخراجها بحفر آبار سطحية ـ، تختر مواقع السكن اعتباطياً، بل اختيرت بشكل واع وذلك بالقرب من بعض المواقع التاريخية الأثرية التي كانت مسكونة في القديم أو كانت بمثابة حصون وقلاع. ولم
وما إن نخرج من مدينة حماه متجهين شمالاً وشرقاً حتى ندخل بعد نحو ٥ كم في هضبة العلا، ونصل بعد ثمانية كيلومترات من حماه قرية
معرشحور التي لا يتجاوز معدل الأمطار السنوية فيها عن ٣٠٠مم، والتي يبلغ سكانها نحو ٤٠٠٠ نسمة، ويعيشون على الزراعة وتربية الحيوانات وبخاصة الأغنام وتربتها تميل إلى اللون البني الفاتح. ومن معرشحور يتفرع طريق نحو الشمال مسافة ١٠كم ليلتقي مع طريق صوران - كوكب ـ قصر المخرم . وباستمرارنا في السير عبر جولتنا المتجهة نحو الاندرين، نمر في قرية طيبة التركي (٢٣كم عن حماه) وأهلها من عشيرة التركي المستقرون، ثم بقرية البردونة (٢٦كم عن حماه التي يمكن التوجه منها جنوباً عبر طريق اسفلتي إلى مدينة سلمية. وبعد قرية البردونة نمر بقرية صغيرة إسمها العنز، وقريباً منها قرية أبو القدور وبالقرب من القريتين آثار تاريخية تشير إلى آثار سكن قديم للإنسان فيها. وماهي سوى قرابة خمسة كيلومترات بعد أبو القدور حتى نبلغ قرية الحمراء التي هي الآن مركز ناحية.
الحوايس التي هي . عبارة عن ومن الحمراء يمتد طريق نحو الشمال والشمال الشرقي باتجاه قلعة قلعة قائمة فوق هضبة عالية إلى الشمال الشرقي من جبل يعرف بجبل الحوايس وبالقرب من القلعة أشيدب قرية تعرف باسم الحوايس. والقلعة حالياً مندثرة لا يوجد منها سوى آثار سورها المردوم وبئر مائها العميق. وفي شمال جبل الحوايس آثار حصن قديم يعود تاريخه إلى سنة ٥٥٧م. ويستمر الطريق بعد قلعة الحوايس إلى قرية الدللي.
أما الطريق الرئيسي فينحرف اتجاهه قليلاً نحو الشرق بعد الحمراء مسافة نحو ٨كم قبل أن يتحول نحو الشمال الشرقي، لنمر بعد ستة كيلومترات من الحمراء بقرية طوال الدباغين وبعدها قرية سروج (١٠كم عن الحمراء)، ومن ثم قرية الشيحة (۱۳)كم) ، ولنصل بعد ١٥كم من الحمراء إلى قصر ابن وردان (٥٧)كم عن حماه) ونكون قد تجاوزنا بذلك هضبة العلا، ودخلنا في أراض شبه سهلية تقودنا بانخفاضها نحو سهول الاندرين، ويصبح لون التربة مائلاً للاصفرار ويقل معدل الأمطار السنوية
عن ٢٥٠مم. وقصر ابن وردان تحفة فنية من تحف محافظة حماه السياحية والأثرية. يعود بناؤه إلى الفترة ٥٦١-٥٦٤م . ويشبه طراز بنائه المباني الملكية المشادة في القسطنطينة خلال عهد الملك جوستنيانوس الأول (٥٢٧-٥٦٥م)، وهو يتألف من ثلاثة أبنية : قصر صليبي وكنيسة مربعة وثكنة
عسكرية ضخمة .
وعلى بعد نحو ٢٥كم من قصر ابن وردان إلى الشمال الشرقي منه نبلغ خرائب مدينة الاندرين القديمة بعد مرورنا بقرى الجزدانية، الظاهرية ربوعة، زغبر جنينة حومي، تفاحة بيوض، وبعدها المسلوخية، التي ينتهي الطريق الإسفلتي عندها وعلينا بعدها سلوك طريق ترابي مسافة ٢,٥ كم لنبلغ الاندرين التي يعود بناؤها إلى العصر اليوناني، وتعاقب عليها الرومان والبيزنطيين ومازالت قواعدها ماثلة حتى يومنا الحالي، وبعض أجزاء الأبنية قائمة. ويمكن للزائر أن يميز بعض المنشآت في المدينة القديمة بجانب الأبراج منها الثكنة والشارعان الكبيران اللذان يقطعان المدينة من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق. ومن المباني المحافظة على هيكلها الأساسي الكنيسة الجنوبية. وفي جنوبي الأندرين و خارج سورها يرى الزائر خزانات المياه والأقنية المائية القديمة التي كانت توصل المياه إليها. وكانت سهول الاندرين مشهورة بكروم عنبها التي أنتجت أطيب الخمور، وتغنى بها الشعراء أمثال عمر بن كلثوم في معلقته :
بصحنك فأصبـحينـا ولا تبقي خمور الاندرينا مشعشة كأن الحص فيها إذا ما الماء لامسها تخينا ونشرب إن ظمئنا الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطينا ألا هبي
ومن المحتمل أن الاندرين بقيت مزدهرة حتى أواخر العصر البيزنطي، ولكنها خربت بعد ذلك . وسنترك على جانبي الطريق بمسافة وسطية نحو ١٠كم العديد من التجمعات البشرية المرتبطة بطريق حماه - الأندرين بطرق فرعية اسفلتية في ،معظمها، كما هو موضح في الشكل (۲۱) ومن الاندرين يمكن الإتجاه جنوباً إلى قرية أم ميال ومن ثم إلى سعن الشجرة فسلمية. كما يمكن عبر طريق ترابي إلى خناصر أو إلى تل ضمان.
تعليق