توظيف تقنية الذكاء الاصطناعي لعلاج إدمان المواد الأفيونية
استخدام المعادلات الخوارزمية لإبطال عمل مستقبلات الأفيونيات داخل الجسم.
الأربعاء 2023/02/22
انشرWhatsAppTwitterFacebook
تناول جرعات زائدة من الأفيونيات يؤدي إلى الوفاة
تشير الأبحاث العلمية إلى أن إبطال نشاط مستقبلات الأفيونيات في المخ يقلل الحاجة إلى استخدام هذه المواد أثناء فترة الأعراض الانسحابية، كما قد يؤدي إلى علاج إدمانها. كما أكد الباحثون أنه من الممكن استخدام أنظمة حوسبية لجعل هذه العملية أكثر فعالية، وقد استعان فريق منهم بمعادلات خوارزمية متطورة بغرض ابتكار مركبات كيميائية جديدة يمكنها إبطال عمل هذه المستقبلات.
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - يعاني قرابة ثلاثة ملايين أميركي من مشكلة اضطراب استخدام المواد الأفيونية، كما يفارق نحو 80 ألف أميركي الحياة بسبب تناول جرعات زائدة من هذه المواد. وتقوم الأدوية التي تحتوي على مركبات أفيونية مثل الهيروين والمورفين والأوكسيدون بتنشيط مستقبلات الأفيونيات في الجسم. ورغم أن هذه المركبات تخفف الألم وتبعث في النفس شعورا بالسعادة، يمكن أن يعتاد الجسم عليها إلى حد الإدمان، وقد تؤدي إلى إبطاء التنفس لدرجة قد تؤدي إلى الوفاة في حالات تناول الجرعات الزائدة منها.
وتقول الباحثة ليزلي سالاس إسترادا من كلية طب جامعة إيشان في ماونت سايناي في الولايات المتحدة “بعد تناول كميات كبيرة من الأفيونيات، يعتاد الجسم على هذه المواد، ويصبح المخ أكثر احتياجا لكميات إضافية منها، ولقد أثبتت الأبحاث العلمية أن إبطال نشاط مستقبلات الأفيونيات في المخ يقلل الحاجة إلى استخدام هذه المواد أثناء فترة الأعراض الانسحابية”.
وتوصلت الأبحاث العلمية إلى أن إبطال عمل مستقبلات الأفيونيات داخل الجسم قد يؤدي إلى علاج إدمان هذه المركبات. غير أن ابتكار الأدوية التي توقف عمل هذه المستقبلات قد يكون عملية طويلة ومكلفة. وترى إسترادا أنه من الممكن استخدام أنظمة حوسبية لجعل هذه العملية أكثر فعالية، نظرا لأن فحص المليارات من المركبات الكيميائية للتوصل إلى الأدوية اللازمة لعلاج الإدمان يستغرق أشهرا بالطرق التقليدية.
بعد تناول كميات كبيرة من الأفيونيات، يعتاد الجسم على هذه المواد، ويصبح المخ أكثر احتياجا لكميات إضافية منها
وأضافت إسترادا أنه من “مزايا الذكاء الاصطناعي أنه يعالج كمية ضخمة من البيانات ويستخلص منها النتائج، ونعتقد أنه من الممكن أن يساعدنا في تحليل قواعد بيانات ضخمة خاصة بالمركبات الكيميائية لاستنباط النتائج التي تساعد في ابتكار أدوية جديدة لعلاج الإدمان”.
وقام الفريق البحثي بتغذية منظومة الذكاء الاصطناعي بمعلومات تتعلق بمستقبلات المواد الأفيونية في المخ وتركيبات أشهر الأدوية التي تستخدم لعلاج الإدمان بغرض ابتكار مركبات كيميائية جديدة يمكنها إبطال عمل المستقبلات بواسطة معادلات خوارزمية متطورة.
ونجحت المنظومة بالفعل في التوصل إلى عدة مركبات ذات خواص واعدة لإبطال عمل مستقبلات الأفيونيات، ومن المقرر في نهاية المطاف البدء في تجربتها على حيوانات التجارب للتأكد من فعاليتها وسلامتها. وأعربت إيسترادا عن أملها في مساعدة من يعانون من مشكلة الإدمان بفضل هذه الأبحاث العلمية.
وكان للصين تاريخ طويل في جراحة الدماغ كعلاج لإدمان المخدرات، عبر استخدام الذكاء الاصطناعي. وحتى اليوم، يمكن لقوانين العقوبة الصينية لمكافحة المخدرات إجبار الناس على الدخول في سنوات من العلاج الإجباري.
وفي عام 2019 تم إجراء أول تجربة سريرية لتحفيز الدماغ العميق، أو دي.بي.إس، في علاج إدمان الميثامفيتامين في مستشفى رويجين في شنغهاي، إلى جانب تجارب موازية لإدمان المواد الأفيونية. وكان يان هو أول مريض يتلقى هذا النوع من العلاج.
ويتم خلال الجراحة زرع جهاز يعمل كنوع من الأجهزة الموجهة للدماغ، مما يحفز المناطق المستهدفة بالكهرباء. وفي حين تعثّرت المحاولات الغربية للمضي قدما في تجربة علاج الإدمان بتحفيز الدماغ العميق، فإن الصين تبرز كرائدة لهذا البحث.
مشكلة المخدرات حاليّا تعد من أكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم وتسعى جاهدة لمحاربتها
وكافح العلماء في أوروبا لتجنيد المرضى من أجل إتمام دراساتهم عن علاج الإدمان بطريقة دي.بي.إس، ولكن وقفت الأسئلة الأخلاقية والاجتماعية والعلمية المعقدة حائلا دون التقدم في هذا النوع من العمل في الولايات المتحدة، حيث يمكن أن تكلف الأجهزة حوالي 100 ألف دولار كي يتم زرعها في الدماغ، في ذلك الوقت.
وتعد مشكلة المخدرات حاليّا من أكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم وتسعى جاهدة لمحاربتها؛ لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، ولم تعد هذه المشكلة قاصرة على نوع واحد من المخدرات أو على بلد معين أو طبقة محددة من المجتمع، بل شملت جميع الأنواع والطبقات، كما ظهرت مركبات عديدة جديدة لها تأثير واضح على الجهاز العصبي والدماغ.
ويعرف الإدمان على أنه الحالة الناتجة عن استعمال مواد مخدرة بصفة مستمرة؛ بحيث يصبح الإنسان معتمدا عليها نفسيّا وجسديّا، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على الأثر نفسه دائما، وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل إلى درجة تسبب أشد الضرر بالجسم والعقل فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية في غياب هذه المادة، وفي حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى “أعراض الانسحاب” وقد تؤدي إلى الموت أو الإدمان؛ الذي يتمثل في إدمان المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة .
والمخدرات هي كل مادة نباتية أو مصنّعة تحتوي على عناصر منوّمة أو مسكّنة أو مفتّرة، والتي إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المعدة لها فإنها تصيب الجسم بالفتور والخمول وتشلّ نشاطه كما تصيب الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري بالأمراض المزمنة، إلى جانب أنها تؤدي إلى حالة من التعود أو ما يسمى “الإدمان” مسببة أضرارا بالغة بالصحة النفسية والبدنية والاجتماعية.
استخدام المعادلات الخوارزمية لإبطال عمل مستقبلات الأفيونيات داخل الجسم.
الأربعاء 2023/02/22
انشرWhatsAppTwitterFacebook
تناول جرعات زائدة من الأفيونيات يؤدي إلى الوفاة
تشير الأبحاث العلمية إلى أن إبطال نشاط مستقبلات الأفيونيات في المخ يقلل الحاجة إلى استخدام هذه المواد أثناء فترة الأعراض الانسحابية، كما قد يؤدي إلى علاج إدمانها. كما أكد الباحثون أنه من الممكن استخدام أنظمة حوسبية لجعل هذه العملية أكثر فعالية، وقد استعان فريق منهم بمعادلات خوارزمية متطورة بغرض ابتكار مركبات كيميائية جديدة يمكنها إبطال عمل هذه المستقبلات.
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - يعاني قرابة ثلاثة ملايين أميركي من مشكلة اضطراب استخدام المواد الأفيونية، كما يفارق نحو 80 ألف أميركي الحياة بسبب تناول جرعات زائدة من هذه المواد. وتقوم الأدوية التي تحتوي على مركبات أفيونية مثل الهيروين والمورفين والأوكسيدون بتنشيط مستقبلات الأفيونيات في الجسم. ورغم أن هذه المركبات تخفف الألم وتبعث في النفس شعورا بالسعادة، يمكن أن يعتاد الجسم عليها إلى حد الإدمان، وقد تؤدي إلى إبطاء التنفس لدرجة قد تؤدي إلى الوفاة في حالات تناول الجرعات الزائدة منها.
وتقول الباحثة ليزلي سالاس إسترادا من كلية طب جامعة إيشان في ماونت سايناي في الولايات المتحدة “بعد تناول كميات كبيرة من الأفيونيات، يعتاد الجسم على هذه المواد، ويصبح المخ أكثر احتياجا لكميات إضافية منها، ولقد أثبتت الأبحاث العلمية أن إبطال نشاط مستقبلات الأفيونيات في المخ يقلل الحاجة إلى استخدام هذه المواد أثناء فترة الأعراض الانسحابية”.
وتوصلت الأبحاث العلمية إلى أن إبطال عمل مستقبلات الأفيونيات داخل الجسم قد يؤدي إلى علاج إدمان هذه المركبات. غير أن ابتكار الأدوية التي توقف عمل هذه المستقبلات قد يكون عملية طويلة ومكلفة. وترى إسترادا أنه من الممكن استخدام أنظمة حوسبية لجعل هذه العملية أكثر فعالية، نظرا لأن فحص المليارات من المركبات الكيميائية للتوصل إلى الأدوية اللازمة لعلاج الإدمان يستغرق أشهرا بالطرق التقليدية.
بعد تناول كميات كبيرة من الأفيونيات، يعتاد الجسم على هذه المواد، ويصبح المخ أكثر احتياجا لكميات إضافية منها
وأضافت إسترادا أنه من “مزايا الذكاء الاصطناعي أنه يعالج كمية ضخمة من البيانات ويستخلص منها النتائج، ونعتقد أنه من الممكن أن يساعدنا في تحليل قواعد بيانات ضخمة خاصة بالمركبات الكيميائية لاستنباط النتائج التي تساعد في ابتكار أدوية جديدة لعلاج الإدمان”.
وقام الفريق البحثي بتغذية منظومة الذكاء الاصطناعي بمعلومات تتعلق بمستقبلات المواد الأفيونية في المخ وتركيبات أشهر الأدوية التي تستخدم لعلاج الإدمان بغرض ابتكار مركبات كيميائية جديدة يمكنها إبطال عمل المستقبلات بواسطة معادلات خوارزمية متطورة.
ونجحت المنظومة بالفعل في التوصل إلى عدة مركبات ذات خواص واعدة لإبطال عمل مستقبلات الأفيونيات، ومن المقرر في نهاية المطاف البدء في تجربتها على حيوانات التجارب للتأكد من فعاليتها وسلامتها. وأعربت إيسترادا عن أملها في مساعدة من يعانون من مشكلة الإدمان بفضل هذه الأبحاث العلمية.
وكان للصين تاريخ طويل في جراحة الدماغ كعلاج لإدمان المخدرات، عبر استخدام الذكاء الاصطناعي. وحتى اليوم، يمكن لقوانين العقوبة الصينية لمكافحة المخدرات إجبار الناس على الدخول في سنوات من العلاج الإجباري.
وفي عام 2019 تم إجراء أول تجربة سريرية لتحفيز الدماغ العميق، أو دي.بي.إس، في علاج إدمان الميثامفيتامين في مستشفى رويجين في شنغهاي، إلى جانب تجارب موازية لإدمان المواد الأفيونية. وكان يان هو أول مريض يتلقى هذا النوع من العلاج.
ويتم خلال الجراحة زرع جهاز يعمل كنوع من الأجهزة الموجهة للدماغ، مما يحفز المناطق المستهدفة بالكهرباء. وفي حين تعثّرت المحاولات الغربية للمضي قدما في تجربة علاج الإدمان بتحفيز الدماغ العميق، فإن الصين تبرز كرائدة لهذا البحث.
مشكلة المخدرات حاليّا تعد من أكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم وتسعى جاهدة لمحاربتها
وكافح العلماء في أوروبا لتجنيد المرضى من أجل إتمام دراساتهم عن علاج الإدمان بطريقة دي.بي.إس، ولكن وقفت الأسئلة الأخلاقية والاجتماعية والعلمية المعقدة حائلا دون التقدم في هذا النوع من العمل في الولايات المتحدة، حيث يمكن أن تكلف الأجهزة حوالي 100 ألف دولار كي يتم زرعها في الدماغ، في ذلك الوقت.
وتعد مشكلة المخدرات حاليّا من أكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم وتسعى جاهدة لمحاربتها؛ لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، ولم تعد هذه المشكلة قاصرة على نوع واحد من المخدرات أو على بلد معين أو طبقة محددة من المجتمع، بل شملت جميع الأنواع والطبقات، كما ظهرت مركبات عديدة جديدة لها تأثير واضح على الجهاز العصبي والدماغ.
ويعرف الإدمان على أنه الحالة الناتجة عن استعمال مواد مخدرة بصفة مستمرة؛ بحيث يصبح الإنسان معتمدا عليها نفسيّا وجسديّا، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على الأثر نفسه دائما، وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل إلى درجة تسبب أشد الضرر بالجسم والعقل فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية في غياب هذه المادة، وفي حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى “أعراض الانسحاب” وقد تؤدي إلى الموت أو الإدمان؛ الذي يتمثل في إدمان المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة .
والمخدرات هي كل مادة نباتية أو مصنّعة تحتوي على عناصر منوّمة أو مسكّنة أو مفتّرة، والتي إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المعدة لها فإنها تصيب الجسم بالفتور والخمول وتشلّ نشاطه كما تصيب الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري بالأمراض المزمنة، إلى جانب أنها تؤدي إلى حالة من التعود أو ما يسمى “الإدمان” مسببة أضرارا بالغة بالصحة النفسية والبدنية والاجتماعية.