المنافع الصحية المزعومة لحليب الأطفال الاصطناعي لا تستند إلى أيّ دراسات علمية
نصف المنتجات التي دقق فيها الباحثون لم تربط الفوائد الصحية بمكوّن معيّن.
الجمعة 2023/02/17
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أنواع كثيرة ومنافع قليلة
كشفت دراسات حديثة وتقارير علمية أن الشركات المصنّعة لحليب الأطفال تستعمل في حملاتها الترويجية رسائل مضللة تعزز الأكاذيب حول الرضاعة الطبيعية ولبن الأم، وتقوّض ثقة المرأة بقدرتها على الرضاعة الطبيعية بنجاح. ومن هذه الأكاذيب أن مكوّنات معيّنة من حليب الأطفال تعمل على تحسين نمو الطفل ومناعته، وأن جودة حليب الثدي تتدهور مع مرور الوقت. وتوصي منظمة الصحة العالمية باعتماد الرضاعة الطبيعية.
باريس- لاحظت دراسة نُشرت مؤخرا أن معظم ما يُروَّج له من منافع صحية لحليب الأطفال الاصطناعي لا يستند إلى أي بحوث علمية موثوقة، وشدد الباحثون الذين أعدّوا هذه الدراسة على ضرورة أن تكون علاقات هذه المنتجات محايدة.
ونُشرَت الدراسة بعد مرور أسبوع على ظهور سلسلة من المقالات في مجلة “ذي لانست” العلمية تدعو إلى جعل التشريعات المتعلقة بصناعة حليب الأطفال أكثر صرامة. واتهمت هذه المقالات الشركات المصنّعة باستغلال مخاوف الآباء والأمهات الجدد في تسويقها لمنتجاتها، من خلال سعيها إلى إقناعهم بضرورة عدم اعتماد الإرضاع الطبيعي.
وتوصي السلطات الصحية، وفي مقدّمها منظمة الصحة العالمية، باعتماد الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد صحية للأطفال.
كاثرين راسيل: الرسائل الكاذبة والمضللة حول الرضاعة الاصطناعية تشكل حاجزا كبيرا أمام الرضاعة الطبيعية
وأقرّ المحاضر الفخري في “إمبريال كولدج” في لندن دانيال مونبليت، الذي شارك في إعداد الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة “بي أم جاي” الطبية، بأن الحليب الاصطناعي ينبغي أن يبقى خياراً متاحاً للأمهات اللواتي لا يستطعن أو لا يرغبن في الإرضاع الطبيعي.
لكنه قال لوكالة فرانس برس “في المقابل نعارض بشدة التسويق غير الملائم لحليب الأطفال إذ يقوم على ادعاءات مضللة غير مُسندة إلى أي أدلة متينة”، داعياً إلى اعتماد تغليف محايد يخلو من مثل هذه المزاعم.
وتولى مونبليت مع فريق من الباحثين المتعددي الجنسية التدقيق في الحجج الصحية التي تستخدمها المواقع الإلكترونية لشركات تصنيع حليب الأطفال في 15 دولة، من بينها الولايات المتحدة والهند وبريطانيا ونيجيريا، من أجل تسويق 608 منتجات. وتشدد هذه الحجج على أن لهذه المنتجات فوائد لنمو الطفل وتطوّر دماغه وتقوية جهاز المناعة لديه.
لكنّ الدراسة المنشورة مؤخرا لاحظت أن نصف المنتجات التي دقق فيها الباحثون لم تربط الفوائد الصحية المزعومة بمكوّن معيّن، وأن ثلاثة أرباع هذه المنتجات لم تذكر أي مرجع علمي يشهد على هذه الفوائد المفترضة.
وأجريت تجارب سريرية على 14 في المئة فحسب من المنتجات المشمولة بالدراسة، إلاّ أن ثمة احتمالات كبيرة بأن يكون التحيّز شابَ 90 في المئة من هذه التجارب، إذ لم تُذْكر كل البيانات المتعلقة بالذين أجريت عليهم هذه التجارب، ولا نتائج التجارب التي لا تصبّ في صالح التسويق للمنتج، وفقاً للدراسة.
واعتبرت الدراسة أن الأهمّ هو أن 90 في المئة من هذه التجارب السريرية ممولة من قطاع تصنيع حليب الأطفال أو لها صلة به.
وأفاد تقرير صدر في فبراير من العام الماضي عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بتعرّض أكثر من نصف الآباء والأمهات والحوامل إلى حملات ترويجية من شركات الحليب الاصطناعي التي تسوّق منتجاتها بشكل استغلالي وباستخدام ادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتبث الأكاذيب فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية.
تيدروس أدهانوم غيبريسوس: التقرير يكشف بوضوح عن أن تسويق الحليب الاصطناعي لا يزال منتشرا بشكل غير مقبول ومضلل
ويعرض التقرير تفاصيل الممارسات الاستغلالية التي تستخدمها شركات مصانع حليب الأطفال، والتي تبلغ قيمتها 55 مليار دولار، مما يضر بتغذية الأطفال وينتهك الالتزامات الدولية.
ويعتمد التقرير، الذي جاء تحت عنوان “كيف تؤثر ممارسات تسويق الحليب الاصطناعي على قراراتنا بشأن تغذية الرضع”، على مقابلات مع الآباء والنساء والحوامل والعاملين الصحيين في ثمانية بلدان.
ويكشف عن إستراتيجيات تسويق منهجية وغير أخلاقية تستخدمها شركات الحليب الاصطناعي للتأثير على قرارات الوالدين بشأن تغذية الرضّع. فقد أفاد أكثر من نصف الآباء والنساء الحوامل (51 في المئة) الذين شملهم الاستطلاع بأنهم استهدِفوا بالتسويق من قبل شركات الحليب الاصطناعي، والكثير منها ينتهك المعايير الدولية لممارسات تغذية الرضع.
وخلص التقرير إلى أن تقنيات هذا التسويق تتضمن استهدافا غير منظم ومنتشرا عبر الإنترنت، وشبكات المشورة وخطوط المساعدة الممولة، والدعايات والهدايا المجانية.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس “يكشف هذا التقرير بوضوح عن أن تسويق الحليب الاصطناعي لا يزال منتشرا بشكل غير مقبول ومضلل وبشراسة”.
وأشار التقرير إلى أنه “غالبا ما تكون الرسائل التي يتلقاها الآباء والعاملون الصحيون مضللة وغير مثبتة علميا وتنتهك المدونة الدولية لقواعد تسويق حليب الأم”.
وأضاف تيدروس أنه “يجب اعتماد اللوائح المتعلقة بالتسويق الاستغلالي وتنفيذها بسرعة لحماية صحة الأطفال”.
ووفقا للتقرير، الذي استطلع آراء 8.500 من الآباء والنساء الحوامل و300 من العاملين الصحيين في مدن من بنغلاديش والصين والمكسيك والمغرب ونيجيريا وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة وفيتنام، وصل ترويج الحليب الاصطناعي إلى 84 في المئة من جميع النساء اللائي شملهن الاستطلاع في المملكة المتحدة و92 في المئة من النساء اللائي شملهن المسح في فيتنام و97 في المئة من النساء اللائي شملهن الاستطلاع في الصين، مما يزيد من احتمال اختيارهن للتغذية الاصطناعية.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسيل “الرسائل الكاذبة والمضللة حول الرضاعة الاصطناعية تشكل حاجزا كبيرا أمام الرضاعة الطبيعية، والتي نعلم أنها الأفضل للأطفال والأمهات”.
ويفصّل التقرير كيف أن التدفق المستمر للرسائل الترويجية المضللة يعزز الأكاذيب حول الرضاعة الطبيعية وحليب الأم، ويقوّض ثقة المرأة بقدرتها على الرضاعة الطبيعية بنجاح.
وتتضمن هذه الأكاذيب ضرورة وجود الحليب الاصطناعي في الأيام الأولى بعد الولادة، وعدم كفاية حليب الأم لتغذية الرضيع، وأنه ثبت أن مكوّنات معيّنة من حليب الأطفال تعمل على تحسين نمو الطفل ومناعته، والحليب الاصطناعي يجعل الأطفال لا يحسون بالجوع لفترة أطول، وجودة حليب الثدي تتدهور مع مرور الوقت.
نصف المنتجات التي دقق فيها الباحثون لم تربط الفوائد الصحية بمكوّن معيّن.
الجمعة 2023/02/17
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أنواع كثيرة ومنافع قليلة
كشفت دراسات حديثة وتقارير علمية أن الشركات المصنّعة لحليب الأطفال تستعمل في حملاتها الترويجية رسائل مضللة تعزز الأكاذيب حول الرضاعة الطبيعية ولبن الأم، وتقوّض ثقة المرأة بقدرتها على الرضاعة الطبيعية بنجاح. ومن هذه الأكاذيب أن مكوّنات معيّنة من حليب الأطفال تعمل على تحسين نمو الطفل ومناعته، وأن جودة حليب الثدي تتدهور مع مرور الوقت. وتوصي منظمة الصحة العالمية باعتماد الرضاعة الطبيعية.
باريس- لاحظت دراسة نُشرت مؤخرا أن معظم ما يُروَّج له من منافع صحية لحليب الأطفال الاصطناعي لا يستند إلى أي بحوث علمية موثوقة، وشدد الباحثون الذين أعدّوا هذه الدراسة على ضرورة أن تكون علاقات هذه المنتجات محايدة.
ونُشرَت الدراسة بعد مرور أسبوع على ظهور سلسلة من المقالات في مجلة “ذي لانست” العلمية تدعو إلى جعل التشريعات المتعلقة بصناعة حليب الأطفال أكثر صرامة. واتهمت هذه المقالات الشركات المصنّعة باستغلال مخاوف الآباء والأمهات الجدد في تسويقها لمنتجاتها، من خلال سعيها إلى إقناعهم بضرورة عدم اعتماد الإرضاع الطبيعي.
وتوصي السلطات الصحية، وفي مقدّمها منظمة الصحة العالمية، باعتماد الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد صحية للأطفال.
كاثرين راسيل: الرسائل الكاذبة والمضللة حول الرضاعة الاصطناعية تشكل حاجزا كبيرا أمام الرضاعة الطبيعية
وأقرّ المحاضر الفخري في “إمبريال كولدج” في لندن دانيال مونبليت، الذي شارك في إعداد الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة “بي أم جاي” الطبية، بأن الحليب الاصطناعي ينبغي أن يبقى خياراً متاحاً للأمهات اللواتي لا يستطعن أو لا يرغبن في الإرضاع الطبيعي.
لكنه قال لوكالة فرانس برس “في المقابل نعارض بشدة التسويق غير الملائم لحليب الأطفال إذ يقوم على ادعاءات مضللة غير مُسندة إلى أي أدلة متينة”، داعياً إلى اعتماد تغليف محايد يخلو من مثل هذه المزاعم.
وتولى مونبليت مع فريق من الباحثين المتعددي الجنسية التدقيق في الحجج الصحية التي تستخدمها المواقع الإلكترونية لشركات تصنيع حليب الأطفال في 15 دولة، من بينها الولايات المتحدة والهند وبريطانيا ونيجيريا، من أجل تسويق 608 منتجات. وتشدد هذه الحجج على أن لهذه المنتجات فوائد لنمو الطفل وتطوّر دماغه وتقوية جهاز المناعة لديه.
لكنّ الدراسة المنشورة مؤخرا لاحظت أن نصف المنتجات التي دقق فيها الباحثون لم تربط الفوائد الصحية المزعومة بمكوّن معيّن، وأن ثلاثة أرباع هذه المنتجات لم تذكر أي مرجع علمي يشهد على هذه الفوائد المفترضة.
وأجريت تجارب سريرية على 14 في المئة فحسب من المنتجات المشمولة بالدراسة، إلاّ أن ثمة احتمالات كبيرة بأن يكون التحيّز شابَ 90 في المئة من هذه التجارب، إذ لم تُذْكر كل البيانات المتعلقة بالذين أجريت عليهم هذه التجارب، ولا نتائج التجارب التي لا تصبّ في صالح التسويق للمنتج، وفقاً للدراسة.
واعتبرت الدراسة أن الأهمّ هو أن 90 في المئة من هذه التجارب السريرية ممولة من قطاع تصنيع حليب الأطفال أو لها صلة به.
وأفاد تقرير صدر في فبراير من العام الماضي عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بتعرّض أكثر من نصف الآباء والأمهات والحوامل إلى حملات ترويجية من شركات الحليب الاصطناعي التي تسوّق منتجاتها بشكل استغلالي وباستخدام ادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتبث الأكاذيب فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية.
تيدروس أدهانوم غيبريسوس: التقرير يكشف بوضوح عن أن تسويق الحليب الاصطناعي لا يزال منتشرا بشكل غير مقبول ومضلل
ويعرض التقرير تفاصيل الممارسات الاستغلالية التي تستخدمها شركات مصانع حليب الأطفال، والتي تبلغ قيمتها 55 مليار دولار، مما يضر بتغذية الأطفال وينتهك الالتزامات الدولية.
ويعتمد التقرير، الذي جاء تحت عنوان “كيف تؤثر ممارسات تسويق الحليب الاصطناعي على قراراتنا بشأن تغذية الرضع”، على مقابلات مع الآباء والنساء والحوامل والعاملين الصحيين في ثمانية بلدان.
ويكشف عن إستراتيجيات تسويق منهجية وغير أخلاقية تستخدمها شركات الحليب الاصطناعي للتأثير على قرارات الوالدين بشأن تغذية الرضّع. فقد أفاد أكثر من نصف الآباء والنساء الحوامل (51 في المئة) الذين شملهم الاستطلاع بأنهم استهدِفوا بالتسويق من قبل شركات الحليب الاصطناعي، والكثير منها ينتهك المعايير الدولية لممارسات تغذية الرضع.
وخلص التقرير إلى أن تقنيات هذا التسويق تتضمن استهدافا غير منظم ومنتشرا عبر الإنترنت، وشبكات المشورة وخطوط المساعدة الممولة، والدعايات والهدايا المجانية.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس “يكشف هذا التقرير بوضوح عن أن تسويق الحليب الاصطناعي لا يزال منتشرا بشكل غير مقبول ومضلل وبشراسة”.
وأشار التقرير إلى أنه “غالبا ما تكون الرسائل التي يتلقاها الآباء والعاملون الصحيون مضللة وغير مثبتة علميا وتنتهك المدونة الدولية لقواعد تسويق حليب الأم”.
وأضاف تيدروس أنه “يجب اعتماد اللوائح المتعلقة بالتسويق الاستغلالي وتنفيذها بسرعة لحماية صحة الأطفال”.
السلطات الصحية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية توصي باعتماد الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد صحية للأطفال
ووفقا للتقرير، الذي استطلع آراء 8.500 من الآباء والنساء الحوامل و300 من العاملين الصحيين في مدن من بنغلاديش والصين والمكسيك والمغرب ونيجيريا وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة وفيتنام، وصل ترويج الحليب الاصطناعي إلى 84 في المئة من جميع النساء اللائي شملهن الاستطلاع في المملكة المتحدة و92 في المئة من النساء اللائي شملهن المسح في فيتنام و97 في المئة من النساء اللائي شملهن الاستطلاع في الصين، مما يزيد من احتمال اختيارهن للتغذية الاصطناعية.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسيل “الرسائل الكاذبة والمضللة حول الرضاعة الاصطناعية تشكل حاجزا كبيرا أمام الرضاعة الطبيعية، والتي نعلم أنها الأفضل للأطفال والأمهات”.
ويفصّل التقرير كيف أن التدفق المستمر للرسائل الترويجية المضللة يعزز الأكاذيب حول الرضاعة الطبيعية وحليب الأم، ويقوّض ثقة المرأة بقدرتها على الرضاعة الطبيعية بنجاح.
وتتضمن هذه الأكاذيب ضرورة وجود الحليب الاصطناعي في الأيام الأولى بعد الولادة، وعدم كفاية حليب الأم لتغذية الرضيع، وأنه ثبت أن مكوّنات معيّنة من حليب الأطفال تعمل على تحسين نمو الطفل ومناعته، والحليب الاصطناعي يجعل الأطفال لا يحسون بالجوع لفترة أطول، وجودة حليب الثدي تتدهور مع مرور الوقت.