من تراكم اللويحات في الشرايين إلى الرجفان الأذيني
بكتيريا الفم تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الخميس 2023/02/16
علاج الفم يقطع الطريق على أمراض القلب
يهمل البعض الاعتناء بتنظيف أسنانه بشكل يومي، كما يهمل مراجعة الطبيب في ما يتعلق بمرض أسنانه أو التهاب اللثة رغم تحذيرات الأطباء، وأكدت دراستان نشرتا مؤخرا أن هذه الأمراض قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، كما تشيران إلى أن الوقاية قد تساعد في تقليل مخاطر الإصابة.
لوزان (سويسرا) - أظهرت دراسات متعددة أن الإصابة ببكتيريا تسبب أمراض اللثة ورائحة الفم الكريهة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وتشير دراسة سويسرية جديدة نشرت في مجلة “إيلايف” إلى عامل خطر محتمل آخر قد يقوم الأطباء بفحصه لتحديد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، كما تلفت إلى أن علاج تلك البكتيريا قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وأكدت دراسة أخرى أجراها خبراء من جامعة هيروشيما في اليابان أن التهاب اللثة قد يكشف عن مرض خطير يضر القلب. وتساهم مجموعة عوامل الخطر الجينية والبيئية في الإصابة بأمراض القلب، المسؤولة عن حوالي ثلث الوفيات في جميع أنحاء العالم.
الأبحاث أثبتت أن مفتاح صحة الجسم يبدأ من الفم ما يعني أن العلاقة بين صحة اللثة والقلب هي علاقة وطيدة جدا
وبحسب الدراسة السويسرية، يؤدي تراكم اللويحات في الشرايين التي تمد القلب بالدم، إلى الإصابة بمرض القلب التاجي، وهو أكثر أنواع أمراض القلب شيوعا. ويمكن أن يؤدي أيضا إلى انسداد يسبب النوبات القلبية، حيث ربطت دراسات سابقة بين بعض أنواع العدوى وزيادة خطر تراكم الترسبات في الشرايين.
وقالت فلافيا هوديل الطالبة السابقة في مدرسة لوزان الاتحادية للفنون التطبيقية والمؤلفة الرئيسية للدراسة “على الرغم من إحراز تقدم هائل في فهم كيفية تطور مرض القلب التاجي، فإن فهمنا لكيفية مساهمة العدوى والالتهابات وعوامل الخطر الجينية في هذا المرض لا يزال غير مكتمل”.
وأضافت “أردنا المساعدة في سد بعض الثغرات في فهمنا لأمراض القلب التاجية من خلال إلقاء نظرة أكثر شمولا على دور العدوى”. وحللت هوديل وزملاؤها المعلومات الجينية والبيانات الصحية وعينات الدم من مجموعة تتكون من 3459 شخصا شاركوا في الدراسة.
ومن بين هؤلاء تعرض حوالي 6 في المئة منهم لأزمة قلبية أو حدث قلبي وعائي ضار آخر خلال فترة المتابعة التي استمرت 12 عاما. واختبر الفريق عينات دم المشاركين بحثا عن وجود أجسام مضادة ضد 15 فايروسا وست بكتيريات وطفيلي واحد.
وبمجرد تعديل المؤلفين للنتائج مع عوامل الخطر القلبية الوعائية المعروفة، وجدوا أن الأجسام المضادة لنوع من البكتيريا يعرف باسم “فيوزوباكتيريوم”، وهي علامة على عدوى سابقة أو حالية بالبكتيريا، ارتبطت بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتشرح هوديل أن “هذه البكتيريا قد تسهم في مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من خلال زيادة الالتهاب بسبب وجود البكتيريا في الفم، أو من خلال الاستعمار المباشر لجدران الشرايين أو اللويحات المبطنة لجدران الشرايين”.
وإذا أكدت الدراسات المستقبلية الارتباط بين بكتيريا “الفيوزوباكتيريوم” وأمراض القلب، فإن ذلك قد يؤدي إلى طرق جديدة لتحديد الأشخاص المعرضين للخطر أو الوقاية من أمراض القلب والأوعية، بحسب ما يقول مؤلفو الدراسة السويسرية.
ويقول المؤلف الكبير جاك فيلاي، الأستاذ في مدرسة لوزان الاتحادية للفنون التطبيقية ورئيس وحدة الطب الدقيق في مستشفى جامعة لوزان وجامعة لوزان “تنضاف دراستنا إلى الأدلة المتزايدة على أن الالتهاب الناجم عن العدوى قد يساهم في الإصابة بأمراض القلب التاجية ويزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية”. وختم بالقول “قد تؤدي نتائجنا إلى طرق جديدة لتحديد الأفراد المعرضين لمخاطر عالية أو إرساء الأساس لدراسات وقائية لحماية القلب”.
مجموعة عوامل الخطر الجينية والبيئية تساهم في الإصابة بأمراض القلب المسؤولة عن حوالي ثلث الوفيات في جميع أنحاء العالم
ووجد الباحثون اليابانيون في دراستهم الحديثة ارتباطا كبيرا بين التهاب دواعم السن “مرض اللثة” والتليف، تندب في ملحق في الأذين الأيسر للقلب، يمكن أن يؤدي إلى اضطراب نبضات القلب يسمى الرجفان الأذيني، في عينة من 76 مريضا يعانون من أمراض القلب.
وقال شونسوكي مياوتشي الأستاذ المساعد في مركز الخدمات الصحية بجامعة هيروشيما، إن مرض اللثة يرتبط بالتهاب طويل الأمد، ويلعب دورا رئيسيا في تطور التليف الأذيني ومرض الرجفان الأذيني.
وأشار قائلا “افترضنا أن التهاب دواعم السن يؤدي إلى تفاقم التليف الأذيني، هذه الدراسة النسيجية للزوائد الأذينية اليسرى تهدف إلى توضيح العلاقة بين حالة التهاب دواعم السن الإكلينيكي ودرجة التليف الأذيني”.
وفي الدراسة نفسها تمت إزالة الزوائد الأذينية اليسرى جراحيا من المرضى، وحلل الباحثون الأنسجة لتحديد العلاقة بين شدة التليف الأذيني وشدة مرض اللثة، ووجدوا أنه كلما كان التهاب دواعم السن أسوأ، كان التليف أسوأ، مما يشير إلى أن التهاب اللثة قد يؤدي إلى زيادة الالتهاب والمرض في القلب.
ويشرح المتخصصون أن مفتاح صحة الجسم يبدأ من الفم، مشيرين إلى أن العلاقة بين صحة اللثة والقلب هي علاقة وطيدة جدا، بحيث أثبتت الأبحاث أنه كلما زادت شدة التهاب اللثة زادت أمراض القلب والأوعية الدموية.