أغلفة قابلة للأكل مصنوعة من الأعشاب البحرية… حل بديل للبلاستيك
شركة "نوتبلا" تبتكر أغلفة من مستخلصات أعشاب بحرية يمكن أن تعلّب جميع أنواع السوائل.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
منتجات "نوتبلا" لا تزال أغلى ثمناً من المنتجات البلاستيكية
لندن - تتنافس شركة "نوتبلا" الناشئة هذا العام مع خمسة عشر مرشحاً في التصفيات النهائية للفوز بجائزة "إيرثشوت" التي أطلقها الأمير وليام لمكافأة الابتكارات المفيدة على صعيد حماية البيئة أو مكافحة تغير المناخ.
وترمي هذه الجهود إلى تجنب تغليف المشروبات والطعام بالبلاستيك لتقليل تلوث التربة والمحيطات، حيث وجدت الشركة الناشئة حلاً لهذه الإشكالية، إذ طورت أغلفة صالحة للأكل أو قابلة للتحلل الطبيعي، مصنوعة من الأعشاب البحرية.
وبدأت مغامرة “نوتبلا” في مطبخ صغير بلندن. فقد سعى الفرنسي بيار باسلييه والإسباني رودريغو غارسيا غونزاليس، وكلاهما يدرسان في الكلية الملكية للفنون في لندن للتدرب على تصميم منتجات مبتكرة، لصنع أغلفة غير ضارة بالبيئة.
ويقول باسلييه البالغ 35 عاماً لوكالة فرانس برس “عندما كنت مهندساً في مجال التعبئة والتغليف لدى شركة ‘لوريال’، كنت أطوّر أغلفة مصنوعة من البلاستيك، من زجاجات الشامبو إلى أوعية الكريمات، وسرعان ما أدركت أني أريد العمل على الحلول بدلاً من صنع المزيد من البلاستيك الذي ينتهي به المطاف في البيئة”.
الغلاف المبتكر بحجم ثمرة كرزية كبيرة ويُصنع من مستخلصات أعشاب بحرية ما يزال مسار إنتاجها غير معلن
ويحاول الطالبان تصميم عبوات من مواد طبيعية وقابلة للتحلل، خلافاً للبلاستيك المتأتي من صناعة البتروكيماويات.
وبعد اختبار نباتات مختلفة، يقولان إنهما وجدا مستخلصات من الأعشاب البحرية، وأدركا أنه بوسعهما تطوير حلول قريبة جداً مما يمكن أن يوجد في الطبيعة، تكون ربما صالحة للأكل حتى.
وحقق مقطع الفيديو الذي عرض فيه الطالبان فكرة الأغلفة المصنوعة على شكل فقاعة صالحة للأكل تسمى “أوهو” انتشاراً كبيراً على الإنترنت، ما أثار اهتمام المستثمرين. وفي عام 2014 أسس الطالبان شركة “نوتبلا”، وهي الآن في مرحلة توسع كبير مع أكثر من 60 موظفاً، وباتت قريبة من تصنيع منتجاتها على نطاق صناعي.
ويمكن للغلاف الذي طورته الشركة، وهو بحجم حبة طماطم كرزية كبيرة ويُصنع من مستخلصات أعشاب بحرية من خلال مسار لا يزال سريّاً، أن يعلّب جميع أنواع السوائل: الماء، والكوكتيلات المخصصة للاستخدام خلال المهرجانات، أو مشروبات الطاقة التي تم توزيعها على سبيل المثال في عام 2019 للعدّائين في ماراثون لندن. وتصبح هذه المادة عند مضغها في الفم أشبه بحبة سكاكر ذات قوام هلامي.
ويتم إنتاج الفقاعات في مكاتب الشركة المقامة داخل مستودع كبير قرب حديقة الملكة إليزابيث الأولمبية في لندن، فيما تُصنع المنتجات الأخرى لدى شركات مصنعة متعاقدة مع “نوتبلا” في أوروبا. ويدير الفريق الشاب أيضاً مختبرات لتطوير منتجات جديدة، تعتمد بدورها على الأعشاب البحرية.
وقد طور الفريق، على سبيل المثال، طلاءً طبيعياً قابلاً للتحلل الحيوي لعلب الوجبات الجاهزة يعمل على حماية العبوة من الشحوم أو الأطعمة السائلة.
وبذلك تزود “نوتبلا” شركة “جاست إيت” العملاقة في القطاع في المملكة المتحدة وخمس دول أوروبية أخرى بمنتجات صديقة للبيئة. كذلك كانت أغلفة الأطعمة التي بيعت خلال نهائي كأس أوروبا لكرة القدم للسيدات في إستاد ويمبلي بلندن في يوليو مغلفة من “نوتبلا”.
ومن أحدث ابتكارات الشركة الناشئة تغليف شفاف للمنتجات الجافة مثل المعكرونة. ويشرح باسلييه أن الطحالب “لها ميزات مذهلة”، إذ إنها “تنمو بسرعة كبيرة، بعض الطحالب التي نستخدمها في مختبراتنا تنمو بمعدل متر تقريباً في اليوم. ولا حاجة إلى أي نشاط بشري لجعلها تنمو، ولا داعي لإضافة ماء الشرب أو الأسمدة”.
ويضيف “الطحالب موجودة منذ مليارات السنين، لذا أينما انتهى المطاف بأغلفتنا، فإن الطبيعة تعرف جيداً كيفية تفكيك هذه المواد وإعادة استخدامها من دون إحداث تلوث”.
وفي الوقت الحالي لا تزال منتجات “نوتبلا” أغلى ثمناً من المنتجات البلاستيكية، لكن من خلال البدء في إنتاج علبها للوجبات الجاهزة، خُفضت نسبة الكلفة الإضافية إلى ما يتراوح بين 5 و10 في المئة.
وتطمح الشركة إلى أن تكون أحد البدائل من بين جملة من الحلول لتقليل استهلاك البلاستيك، بموازاة تشديد بلدان كثيرة حول العالم قواعدها في هذا المجال.
وبحسب تقرير حديث لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، فبحال استمرار الأوضاع على الوتيرة الحالية، ستتضاعف كمية النفايات البلاستيكية ثلاث مرات بحلول العام 2060، لتصل إلى مليار طن سنوياً، والكثير منها يلوث المحيطات ويشكل تهديدا على بقاء أنواع كثيرة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook