ارتفاع الأمواج يؤدي إلى انهيار الطريق الساحلي ويهدد المنازل.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ارتفاع الأمواج يؤدي إلى انهيار الطريق الساحلي ويهدد المنازل.

    الخرسانة وأنقاض البيوت لا يوقفان تآكل شواطئ غزة


    ارتفاع الأمواج يؤدي إلى انهيار الطريق الساحلي ويهدد المنازل.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    حواجز قد لا تصمد أمام الأمواج

    يواجه قطاع غزة محدود المساحة خطر تآكل الشواطئ الذي انطلق منذ سبعينات القرن الماضي ويتسارع بسبب التعرية الناجمة عن التغيرات المناخية والعواصف والارتفاع في منسوب مياه البحر والأنشطة البشرية. ويحاول المسؤولون مواجهة هذا الأمر بالخرسانة وأنقاض المنازل لكن السكان يتخوفون من أن هذا الحاجز قد لا يصمد إلى الشتاء القادم.

    غزة (فلسطين) - أمرت السلطات في قطاع غزة بوضع الكتل الخرسانية العملاقة على امتداد الخط الساحلي حيث تؤدي الأمواج التي تزداد قوة إلى تآكل الشواطئ التي توفر لسكان القطاع المكتظ مكانا نادرا للاسترخاء.

    هذا التآكل حدث، بحسب مسؤولين فلسطينيين، نتيجة التعرية الناجمة عن التغيرات المناخية والعواصف والارتفاع العالمي في منسوب مياه البحر والأنشطة البشرية التي تم خلالها إنشاء موانئ على طول الساحل.

    يقول بهاء الدين الأغا، مدير عام حماية البيئة، إن ظاهرة تآكل الشاطئ ظهرت منذ بداية سبعينات القرن الماضي، بالتزامن مع إنشاء ميناء غزة.

    ويوضح أن “وجود الموانئ في بحر القطاع، تسبب في تآكل الرمال الواقعة على شمالها، وترسيب الرمال في المنطقة الجنوبية منها، بالتزامن مع التغيرات المناخية العالمية التي تسبب ظروفا جوية حادة، أسهمت في مفاقمة ظاهرة التآكل”.

    ويضيف الأغا أن “التغيرات المناخية الحادة، وتحديداً هطول كميات كبيرة من الأمطار في فترة قصيرة، والتي تسبب في بعض الأحيان سيولا وانهيارات في الجرف الساحلي، والارتفاع العالمي لمستوى سطح البحر والمحيطات تؤثر على تآكل الشاطئ”.

    وينوه إلى أن التآكل يحدث “بصورة متسارعة وبوتيرة كبيرة، ما يتسبب في فقدان عدة أمتار من الشاطئ بشكل سنوي، وآلاف الأمتار المكعّبة من الرمال على الشاطئ”.

    وتهدف الكتل الموضوعة على الشواطئ وقبالتها إلى صد الأمواج التي تزايدت قوتها مسببة تآكل أساسات بعض المقاهي والمباني المطلة على البحر.

    لكن المسؤولين وسكان المناطق الساحلية والخبراء يخشون ألا تصمد الحواجز الخرسانية لشتاء عاصف آخر وأن يؤدي ارتفاع الأمواج إلى انهيار الطريق الساحلي وتهديد المنازل.


    شاطئ ضيق


    وقبل عقود كان عرض شاطئ بحر قطاع غزة، يصل إلى نحو 50 متراً، الأمر الذي كان يوفّر للسكان مساحة واسعة للاستجمام وقضاء أوقات الإجازات الصيفية.

    وقال ناصر ثابت، المستشار الفني لوزارة الأشغال العامة والإسكان بالقطاع، إن الأمواج التي وصل ارتفاعها إلى ستة أمتار العام الماضي، بينما تزداد تداعيات تغير المناخ وضوحا، بدأت في نخر أطراف الطريق.

    وأضاف “قطاع غزة توجد به العديد من المناطق الضعيفة والهشة والتي تتأثر بشكل مباشر من ارتفاع مستوى الأمواج. يوجد تخوف كبير حال ارتفاع الأمواج في هذه المناطق أن يغرق الكثير من المناطق السكنية وتسبب كارثة”.

    وأوضح ثابت أن التدخل المناسب للأمد البعيد، باستخدام كواسر الأمواج العمودية والجدران الاستنادية على امتداد الساحل بأكمله أو على الأقل في الأجزاء الأكثر عرضة للخطر، يمكن أن يكلف نحو 150 مليون دولار، وناشد المانحين الدوليين المساعدة.

    وتبلغ مساحة قطاع غزة 375 كيلومترا مربعا، وهو من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم إذ يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون فلسطيني يعيش معظمهم في مخيمات للاجئين يطل بعضها على البحر.

    وتتزايد التخوفات من تفاقم ظاهرة تآكل الشاطئ، في ظل انعدام القدرة على معالجة المشكلة بشكل جذري، بسبب انعدام وجود التمويل، ومنع إسرائيل إدخال المواد والآليات اللازمة لذلك.

    ويقول يحيى السراج، رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة، إن “شاطئ البحر يعدّ المتنفس الوحيد لسكان القطاع، بسبب الحصار المُشدد المفروض عليهم، وجرّاء الكثافة السكانية العالية التي تتسبب في نقص الأراضي”.

    ويشير السراج ، إلى أن “ساحل البحر يُشكّل منطقة مهمة لابد من الاهتمام بها ورعايتها والعمل على تطويرها بشكل مستمر”.

    ويوضح أن “العواصف القوية والسريعة وارتفاع أمواج البحر، تتسبب في جرف العديد من المناطق الشاطئية، حتّى وصل البحر في بعض المناطق إلى رصيف الكورنيش”.


    التآكل يحدث بصورة متسارعة وبوتيرة كبيرة ما يتسبب في فقدان عدة أمتار من الشاطئ بشكل سنوي في القطاع الضيق


    ويحذر من عدة مخاطر تترتب على استمرار تضاؤل شواطئ بحر قطاع غزة، لمسافات كبيرة.

    ويبين السراج أن “بعض المناطق مهددة بحدوث انهيارات في بُناها التحتية كما أن بعض الفنادق والاستراحات والمباني المُقامة على طول الشاطئ مهددة بالتشقق والسقوط”.

    ويضيف أن “بعض المناطق الأثرية قرب شاطئ غزة مثل موقع البلاخية الأثري (شمال)، مهددة أيضاً وهناك تخوفات من أن يجرفها البحر ما يترتب عليه فقدان الكثير من الآثار”.

    وفي مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة، الذي يقطنه 90 ألف شخص، راقب السكان خلال السنوات القليلة الماضية تآكل الشاطئ بالكامل مع ارتفاع منسوب مياه البحر. وألقيت ثلاجات معطلة وإطارات كبيرة وقوالب الطوب على طول الشاطئ لإعاقة البحر لكن دون جدوى.

    وقال عبدالكريم زقوت، وهو مدرس للتاريخ يقع منزله في المخيم على البحر “الشاطئ هنا معدوم لا يوجد مكان للسياحة إطلاقا”.

    ومع سيطرة إسرائيل ومصر المحكمة على الحدود البرية لغزة، فإن شاطئ البحر يمثل ملاذا ثمينا للسكان للهرب من ضغوط الحياة اليومية.

    وفي وسط القطاع، قال المهندس رضوان الشنتف من بلدية مدينة الزهراء إن “السلطات استخدمت كميات كبيرة من أنقاض المنازل التي دمرت في القصف الإسرائيلي في مايو 2021 لتحصين الشواطئ.

    وأضاف أن الأمواج العالية أجبرت مالكي أحد البنوك على الانتقال إلى مبنى أبعد داخل المدينة كما أجبرت مشغلي محطة كهرباء على بناء جدار خرساني لتعزيز السور الخارجي.

    وقال الشنتف، وهو يقف أمام الجدار الخرساني “تقدم البحر أدى إلى تقلص في عرض الشاطئ وعدم مناحي الحياة وإزالة جميع الاستراحات وأماكن الاصطياف”.
يعمل...
X