تآكل الشواطئ يُقلّص مساحة قطاع غزة الضيّق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تآكل الشواطئ يُقلّص مساحة قطاع غزة الضيّق

    تآكل الشواطئ يُقلّص مساحة قطاع غزة الضيّق


    شواطئ غزة تعاني من تداعيات التغير المناخي.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    قريبا تلاطم الأمواج المساكن

    غزة (فلسطين) - يخسر قطاع غزة سنويا العشرات من الأمتار من شواطئه مع تقدم مستوى البحر في اتجاه اليابسة، وسط تصاعد التحذيرات من مخاطر ذلك على المنازل السكنية والبنية التحتية.

    وأصبح بالإمكان معاينة زحف مياه البحر بصورة واضحة، واقترابها في الكثير من المواقع من الطريق المعبّد في مناطق مختلفة قبالة ساحل البحر في القطاع الساحلي الضيق.

    وأدى تآكل الشواطئ إلى التقليص من مساحاتها ليقترب البحر أكثر من المنازل والمنشآت السياحية، وهو ما يظهر بوضوح في شارع الرشيد الساحلي أمام منطقة الزهراء وسط قطاع غزة.

    ويقول المهندس في بلدية الزهراء رضوان الشنتف، “إن منطقة الزهراء تشهد انجرافا خطيرا في التربة وتآكلا في الشاطئ بدوَا أكثر وضوحا عقب المنخفضات الجوية في موسم الشتاء الحالي”.

    ويوضح الشنتف أن أمتارا قليلة باتت تفصل شاطئ مناطق وسط قطاع غزة عن المنازل السكنية، بفعل التغير المناخي وإنشاء لسان غزة البحري وهو ما يعرضها للخطر.

    ويضيف أنه حتى ما قبل أربعة أعوام، كانت المسافة بين مياه البحر واليابسة في منطقة الزهراء تقدر بنحو 20 مترا ما بعد الجرف، لكن اليوم أصبحت لا توجد أي مسافة لشاطئ، بحيث أن منطقة الجرف ذاتها بدأت بالتآكل.

    منطقة الزهراء تشهد انجرافا في التربة وتآكلا في الشاطئ بدوَا أكثر وضوحا عقب المنخفضات الجوية هذا الشتاء

    ويبرز مختصون خطورة تآكل الشاطئ قبالة بحر قطاع غزة بما ينعكس سلبا على العديد من الجوانب المختلفة، سواء الاقتصادية والاجتماعية وكذلك البيئية وهي الأخطر.

    والمنطقة المتضررة تعد من أكثر وجهات المصطافين من السكان، لكنها قد لا تكون كذلك صيف هذا العام بفعل ما حل بها، إثر بعض التدخلات التي نفذتها السلطات المحلية في سبيل عدم وصول المياه إلى الشارع الرئيسي.

    غير أن الوضع يبدو أكثر خطورة في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة الذي يعد أكثر المخيمات كثافة سكانية في القطاع، بحيث يقطنه ما يزيد عن 100 ألف نسمة على مساحة أقل من كيلومتر مربع.

    ويشتكي السكان في المخيم الصغير من أن منازلهم باتت على بُعد أمتار قليلة من مياه البحر بفعل تزايد تآكل الشاطئ.

    ويقول رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الشاطئ نصر أحمد، “إن مشكلة انجراف الشاطئ قبالة المخيم بدأت منذ العام 2006 كنتيجة لإقامة ميناء الصيادين المجاور قبل ذلك بنحو عشرة أعوام وتسببه في حجز الرمال في الجهة الجنوبية والجرف من الجهة الشمالية”.

    ويوضح أحمد أن الشاطئ قبالة المخيم كان يمتد حتى سنوات قليلة من 30 إلى 40 مترا، لكن عملية التآكل المستمرة أزالته كليا بسبب اقتراب المياه التي طغت على الشارع الساحلي.

    بدوره يؤكد مدير دائرة حماية البيئة في غزة محمد مصلح، أن إنشاء الألسنة البحرية لاسيما لسان ميناء غزة أدى إلى تآكل وانجراف الشاطئ بشكل خطير، الأمر الذي يلقي بظلاله الخطيرة على البيئة والسكان المحيطين بهذه المناطق والبُنى التحتية القريبة من الساحل.

    ويبرز مصلح، أن المشكلات البيئية وتداعيات التغير المناخي في قطاع غزة باتت تدق “جرس الإنذار” نظرا لخطورتها وهي بحاجة إلى مشاريع متوسطة وكبيرة لحلها، لكن هذه المشاريع لا ترى النور غالبا في غياب التمويل الذي يضمن تنفيذها واستمرارها.

    وأعلنت السلطات التي تديرها حركة حماس منتصف فبراير من هذا العام، عن تشكيل لجنة لبحث آليات حماية الشواطئ في غزة من مخاطر الانهيار والتآكل.


    خطر محدق


    وأكدت اللجنة الحكومية على الحاجة العاجلة إلى بدء خطوات عملية لحماية الشاطئ وتدعيم المناطق المنهارة، ورصد الميزانيات اللازمة للحفاظ على الشاطئ من التآكل والانهيار، ووقف الزحف على المناطق العمرانية المحاذية للشاطئ.

    ويقول مسؤولون في بلديات غزة إنهم يعملون على معالجة المشكلة بحلول مؤقتة عن طريق ردم المناطق التي يحدث فيها تآكل، لكنها حلول مؤقتة لا تفيد على المدى البعيد، مشيرين إلى أنهم أطلقوا عدة نداءات للجهات الدولية المانحة لتمويل مشاريع حماية شواطئ القطاع من التآكل.

    ويبرز هؤلاء أن البنية التحتية لشواطئ قطاع غزة بحاجة إلى تطوير وبناء مشاريع هندسية بيئية استراتيجية، وليست تكتيكات محدودة لحماية تلك الشواطئ من المتغيرات المناخية.

    ويشار إلى أن الأمم المتحدة موّلت في العام 2002 مشروع إقامة جدار إسمنتي قبالة مناطق في شاطئ بحر غزة لوقف تقدم المياه باتجاه الشارع والمنازل السكنية، لكن مع مضي السنوات، تحطمت أجزاؤه بفعل اندفاع الأمواج.

    خطورة تآكل الشاطئ قبالة بحر قطاع غزة ينعكس سلبا على العديد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وكذلك البيئية

    وإلى جانب مخاطر التغير المناخي، يؤكد رئيس المعهد الوطني للبيئة والتنمية في غزة أحمد حلس، على التداعيات السلبية لإنشاء ألسنة بحرية تتسبب بتآكل مناطق واسعة من شواطئ بحر القطاع كونها أقيمت من دون توفر معايير بيئية.

    ويوضح حلس، أن الألسنة البحرية المقامة تمنع الرواسب والأتربة من الوصول الآمن إلى الشواطئ، ما يؤدي إلى خلل في تركيبتها وهي مخاطر تزيد في ظل التغير المناخي وما يجري من ارتفاع عالمي لمستوى البحار.

    ويضيف أن هنالك ثلاث مناطق على شاطئ البحر يحدث فيها تآكل خطير هي: شواطئ رفح وخان يونس وغزة، بسبب إقامة الألسنة البحرية التي تعمل على حجز انتقال الأتربة والرمال القادمة من الجنوب إلى الشمال.

    وسبق أن حددت سلطة جودة البيئة في غزة أسباب تآكل الشاطئ، إذ أكدت أن تآكل شاطئ بحر رفح جنوب القطاع سببه إنشاء الميناء المصري على الحدود المصرية الفلسطينية، ما تسبب بتآكل المنطقة التي تسمى “القرية السويدية”.

    كما أن إنشاء لسان بحري شمال مدينة خان يونس، كان سببا في تآكل الشاطئ بمنطقة دير البلح ووسط قطاع غزة، إضافة إلى التآكل الذي يسببه ميناء غزة منذ سنوات بحسب نفس الجهة الحكومية.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X