أنقذوا أشجار القاهرة من الأبنية والجسور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنقذوا أشجار القاهرة من الأبنية والجسور

    أنقذوا أشجار القاهرة من الأبنية والجسور


    الحكومة مطالبة بإجراء مشاورات عامة ووضع تقارير الأثر البيئي على إنشاء الطرق السريعة التي مزّقت العديد من الأحياء القديمة.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    مساحات فقدت لونها الأخضر

    القاهرة – قبل بضعة أشهر قرر شكري أسمر أنه ليس مستعدا للتخلي عن أمله. وقاد مجموعة من السكان في “مظاهرة سلمية لحماية الأشجار” في حيه بالقاهرة.

    وكانت السلطات المصرية تخطط لتطهير شارع كبير من أشجار اللبخ والسنط والنخيل، في خطوة تندرج ضمن مشاريع إعادة تطوير حضري واسعة النطاق تعمل على تغيير الكثير من صورة القاهرة التاريخية.

    وقال أسمر “كانت التحركات أشبه بحرب على الأخضر”. وقرر مع سكان آخرين في مصر الجديدة ترقيم الأشجار التي تصطف في شارع نهرو، محددين لكل واحدة منها اسم شخصية مصرية مشهورة. وبعد خمسة أيام أزالت الشرطة اللافتات وتلقى أسمر تحذيرا من مسؤولي الأمن. ونجت الأشجار في الوقت الحالي، بينما قُطعت أشجار أخرى في الجوار، ووُضع خشبها في شاحنات نقلته بعيدا.

    وقد تقرر تدمير جزء من الحديقة المجاورة لبناء نصب تذكاري حجري لإحياء ذكرى تطوير طريق القاهرة والطرق السريعة، في حين هُدمت حديقة عامة قريبة تعود إلى أوائل القرن العشرين لإفساح المجال لشارع جديد ومحطة وقود مملوكة للدولة.

    وقال أسمر إنه بين أغسطس 2019 ويناير 2020 خسرت مصر الجديدة ما يقدر بنحو 396 ألف متر مربع من المساحات الخضراء، “ثم توقفنا عن العد، لكننا خسرنا أكثر بكثير”.

    وتنتشر المساحات الخضراء في مساحة تقرب من 73 ملعب كرة قدم في حي واحد فقط من العاصمة مترامية الأطراف. ويخضع السجل البيئي لمصر للتدقيق حيث ستستضيف في نوفمبر مؤتمر المناخ للأمم المتحدة “كوب 27” في منتجع شرم الشيخ المُطلّ على البحر الأحمر.

    وقال مسؤولون مصريون إن تحسين الطرق سيخفف من حركة المرور، ووعدوا بأن تشمل التطورات الجديدة حدائق كبيرة. وتشمل إحدى الخطط، التي أُعلِن عنها في وسائل الإعلام الحكومية، إنشاء حديقة في المركز التاريخي الذي يضم منطقة أثرية كبيرة.


    وتهدف إعادة تصميم القاهرة والطرق السريعة الجديدة إلى دعم عاصمة جديدة قيد الإنشاء في ضواحي المدينة. ويندرج كل هذا ضمن المشروع الضخم الذي حدده الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يقول إنه يعيد بناء الاقتصاد بعد سنوات من الاضطرابات السياسية.

    وفي المقابل، ظهرت مجموعات من النشطاء في مناطق مختلفة من القاهرة تسعى لحماية طابع المدينة الحضري خلال السنوات الأخيرة. وحققت بعض الانتصارات، بما في ذلك وقف إعادة التطوير التجاري لحديقة الأسماك في منطقة الزمالك المركزية بالمدينة.

    وبدعم من المجموعات السكنية في جميع أنحاء المدينة، يقود المحامي البيئي أحمد الصعيدي قضية أمام أعلى محكمة إدارية في مصر. ويأمل أن تلزم الحكومة بإعادة زراعة الأشجار وحماية المساحات الخضراء القليلة المتبقية في القاهرة.

    وأكّد الصعيدي أن الحكومة مطالبة بموجب القانون بإجراء مشاورات عامة ووضع تقارير الأثر البيئي على إنشاء الطرق السريعة التي مزّقت العديد من الأحياء القديمة. وأضاف أن القانون يحمي المناطق الخضراء ويجعل الأشجار ملكية عامة.

    المساحات الخضراء تساعد في تقليل التلوث الشديد في القاهرة وخفض درجات حرارة الصيف الحارقة في المناطق الحضرية

    وقالت ريم حمدي وهي أستاذة علم النبات بجامعة القاهرة إن بعض أنواع الأشجار يمكن أن يختفي من شوارع المدينة. ومنها خمسة وثلاثون نوعا من الأوكالبتوس الأسترالي التي انتشرت على طول شوارع الجيزة، قبل أن يتم قطع الكثير منها. وأضافت أن الجرافات وصلت حتى المشتل القريب التابع لوزارة الزراعة.

    وكانت العديد من أنواع الأشجار والحدائق العامة من ضمن تراث حكّام مصر في القرن التاسع عشر، حيث زرعوا الآلاف من الأشجار أثناء إعادة بناء القاهرة. واستوردوا عيّنات، بما في ذلك الجاكاراندا الأرجوانية المزهرة وشجرة الرنف الملكي التي أصبحت من المعالم التي تميّز شوارع القاهرة.

    وتخطط حمدي لتقديم التماس إلى السلطات للسماح لها برعاية شجرة جميز عمرها قرن وتتواجد خارج جامعتها.

    وفي المعادي، وهي منطقة معروفة بميادينها وفيلاتها ذات الحدائق، تعد جمعية عشاق الأشجار واحدة من أقدم مجموعات الأحياء في المدينة.

    وقالت سامية زيتون وهي عضو في الجمعية إن السلطات استجابت لبعض شكاوى الجمهور بشأن التنمية. وتابعت “كانت القاهرة تختنق، لذلك فإن فتح الشرايين يمثل تحديا كبيرا للحكومة”، مما أثار قضية الاكتظاظ في المدينة التي تنمو كل يوم.

    وبينما تستعد مصر لاستضافة “كوب 27” يقول نشطاء إن المساحات الخضراء تساعد في تقليل التلوث الشديد في القاهرة وخفض درجات حرارة الصيف الحارقة في المناطق الحضرية.

    وفي المسار من أجل الحفاظ على المساحات الخضراء، تحقق المناطق الأكثر رفاهية نجاحات أكثر، حيث يتمتع السكان عادة بوصول أفضل للمسؤولين من أولئك الذين يعيشون في المناطق الفقيرة.

    وقال أسمر إنه يشعر بخيبة أمل لأنه لم يتمكن من فعل المزيد لحماية ألماظة، وهي منطقة للطبقة العاملة بجوار مصر الجديدة الأكثر ثراءً. وذكر أن السلطات تزيل الطريق الرئيسي الذي تصطف الأشجار على جانبيه، وتخطط لإجلاء السكان على طول الطريق.
يعمل...