ج - طريق الغاب الغربي :
إن الغاب كمفهوم إداري ومفهوم مورفولوجي وتاريخي وحيوي يشكل وحدة لا تتجزأ وإن كان يقسم إدارياً على محافظتين، معظمه يتبع حماه ويشكل منطقة إدارية مركزها مدينة الصقيلبية، محافظة منطقة جسر وأقله يتبع الشغور التابعة لمحافظة ادلب .
ولابد للمرء من معرفة كيف كان وكيف أصبح الغاب لتكون صورته جلية واضحة في أذهاننا. فالغاب يمتد طولياً بحدود ٦٠كم من قرية العشارنة في الجنوب وحتى جسر الشغور في الشمال ونحو ۸۰٪ من طوله في محافظة حماه، أما وسطي اتساعه فنحو ١٠كم، وارتفاعه عن سطح البحر دون ٢٢٠م. ومساحته الاجمالية ٦٠ ألف هكتار منها نحو ٥٥ ألف هكتار في محافظة حماه. وكما ذكرنا سابقاً، كان الغاب قبل عام ١٩٥٤ مغطى بالمستنقعات، وقد بدأ بتجفيفه منذ ذلك العام، وقد دخل مرحلة الاستثمار الزراعي الحديث منذ عام ١٩٥٩ . وهذا لا يعني أن الغاب لم يعرف السكن فيه قبل البدء بتجفيفه، لأن المستنقعات التي كانت تكثر في فصل الشتاء ويجف معظمها في الصيف كانت تترك جزراً ضمن الغاب يسكنها أعداد السكان يعيشون في بيوت فقيرة، ويعتمدون في حياتهم على تربية الجاموس وصيد سمك السلور، وبعض الحبوب الشتوية في الأراضي الشرقية المرتفعة عن مستوى الغمر وزراعة الذرة البيضاء صيفاً في الأراضي التي تنحسر عنها المياه. ومن تلك القرى الموجودة في أواسط الغاب نذكر الجيد والرصيف والكريم والخندق والشجر وهي قرى ليست قديمة جداً لأنه لم يعثر فيها على أية معطيات أثرية . قليلة من
واذا ما انطلقنا من الصقيلبية جنوباً بغرب باتجاه حورات عمورين، فإننا سنلتقي مع بداية طريق الغاب الغربي بعد عمورين بنحو ٢كم، ذلك الطريق الذي هو استمرار لطريق مصياف - دیر شميل - نهر البارد .
التي من ويساير طريق الغاب الغربي نهاية السفوح الشرقية للجبال الساحلية تشكل الطرف الغربي لسهل الغاب وتنتشر على طوله العديد التجمعات البشرية، وينابيع المياه وتجلل السفوح المطلة عليه الغابات والأحراج الخضراء التي تضفي على جولتنا المتعة. ومن القرى التي نمر بها نذكر : الحتان عين الكروم طاحون ،الحلاوة الحيدرية مرداش، شطحة نبل الخطيب فريكة عين الريحانة عين سليمو جورين والبركة
ومن قرية جورين يمتد طريق اسفلتي نحو الغرب عبر السفح الجبلي ليعبره إلى الصلنفة الواقعة في أعالي السفح الغربي من الجبال الساحلية في محافظة اللاذقية، ويمر هذا الطريق بعدد من التجمعات البشرية هي؛ عرزيلات، والسكرية، ومن ثم قرية الجب الأحمر ذات الموقع الجميل والتي يشرف عليها من الغرب مقصف تلة الوادي، وآخر التجمعات البشرية على السفح الشرقي جب الغار وجب الأحمر وتشكلا تجمعاً بشرياً واحداً (جب الأحمر مشتى وجب الغار مصيف).
إن المناظر الطبيعية الخلابة والمياه العذبة المتفجرة من الينابيع المتعددة والهواء النقي التي ترافقنا جميعها في رحلتنا عند الطرف الغربي للغاب، تكسبه أهمية سياحية، وتجعل منه مركز اصطياف هام. ومن أبرز الأماكن السياحية نذكر: طاحون الحلاوة شمالي عين الكروم، ونبع الطيب،
وعناب، وشطحة.
ومن أبرز المواقع التاريخية في الغاب يمكن ذكر؛ قرقور التي شهدت في الألف الأولى قبل الميلاد معركة طاحنة بين الآشوريين والآراميين، تلتها معركة ثانية انتصر فيها الآشوريين أيضاً (معركة قرقر الثانية حوالي ٨٢٠ ق.م). وقرقور حالياً قرية كبيرة تقع على عتبة بازلتية تمتد شمالاً وغرباً بحيث كانت تشكل عائقاً أمام نهر العاصي المتدفقة مياهه شتاء بغزارة مما كان يجعل تلك المياه تحول الجزء الأكبر من الغاب إلى أرض مستنقعية . ويقدر عدد سكان قرقور حالياً بنحو ريفي يختلط فيه القديم المؤلف من الطين مع الحديث البسيط المؤلف من الإسمنت وإلى الشمال الغربي من ناعور جورين تشمخ قلعة برزية (برزوية) فوق إحدى القمم الجبلية من مقدمات الجبال الساحلية مطلة إطلالة بصرية واسعة على سهل الغاب ويقال إن القلعة شيدت في العصر البيزنطي، وبقيت مأهولة حتى أواخر العصر المملوكي. وللقلعة سور يحيط بها، واثناعشر برجاً مربعاً ينتصب فوق السور ومازالت معالمها الرئيسية واضحة وجزءاً من عمرانها بارزاً.
إن الغاب كمفهوم إداري ومفهوم مورفولوجي وتاريخي وحيوي يشكل وحدة لا تتجزأ وإن كان يقسم إدارياً على محافظتين، معظمه يتبع حماه ويشكل منطقة إدارية مركزها مدينة الصقيلبية، محافظة منطقة جسر وأقله يتبع الشغور التابعة لمحافظة ادلب .
ولابد للمرء من معرفة كيف كان وكيف أصبح الغاب لتكون صورته جلية واضحة في أذهاننا. فالغاب يمتد طولياً بحدود ٦٠كم من قرية العشارنة في الجنوب وحتى جسر الشغور في الشمال ونحو ۸۰٪ من طوله في محافظة حماه، أما وسطي اتساعه فنحو ١٠كم، وارتفاعه عن سطح البحر دون ٢٢٠م. ومساحته الاجمالية ٦٠ ألف هكتار منها نحو ٥٥ ألف هكتار في محافظة حماه. وكما ذكرنا سابقاً، كان الغاب قبل عام ١٩٥٤ مغطى بالمستنقعات، وقد بدأ بتجفيفه منذ ذلك العام، وقد دخل مرحلة الاستثمار الزراعي الحديث منذ عام ١٩٥٩ . وهذا لا يعني أن الغاب لم يعرف السكن فيه قبل البدء بتجفيفه، لأن المستنقعات التي كانت تكثر في فصل الشتاء ويجف معظمها في الصيف كانت تترك جزراً ضمن الغاب يسكنها أعداد السكان يعيشون في بيوت فقيرة، ويعتمدون في حياتهم على تربية الجاموس وصيد سمك السلور، وبعض الحبوب الشتوية في الأراضي الشرقية المرتفعة عن مستوى الغمر وزراعة الذرة البيضاء صيفاً في الأراضي التي تنحسر عنها المياه. ومن تلك القرى الموجودة في أواسط الغاب نذكر الجيد والرصيف والكريم والخندق والشجر وهي قرى ليست قديمة جداً لأنه لم يعثر فيها على أية معطيات أثرية . قليلة من
واذا ما انطلقنا من الصقيلبية جنوباً بغرب باتجاه حورات عمورين، فإننا سنلتقي مع بداية طريق الغاب الغربي بعد عمورين بنحو ٢كم، ذلك الطريق الذي هو استمرار لطريق مصياف - دیر شميل - نهر البارد .
التي من ويساير طريق الغاب الغربي نهاية السفوح الشرقية للجبال الساحلية تشكل الطرف الغربي لسهل الغاب وتنتشر على طوله العديد التجمعات البشرية، وينابيع المياه وتجلل السفوح المطلة عليه الغابات والأحراج الخضراء التي تضفي على جولتنا المتعة. ومن القرى التي نمر بها نذكر : الحتان عين الكروم طاحون ،الحلاوة الحيدرية مرداش، شطحة نبل الخطيب فريكة عين الريحانة عين سليمو جورين والبركة
ومن قرية جورين يمتد طريق اسفلتي نحو الغرب عبر السفح الجبلي ليعبره إلى الصلنفة الواقعة في أعالي السفح الغربي من الجبال الساحلية في محافظة اللاذقية، ويمر هذا الطريق بعدد من التجمعات البشرية هي؛ عرزيلات، والسكرية، ومن ثم قرية الجب الأحمر ذات الموقع الجميل والتي يشرف عليها من الغرب مقصف تلة الوادي، وآخر التجمعات البشرية على السفح الشرقي جب الغار وجب الأحمر وتشكلا تجمعاً بشرياً واحداً (جب الأحمر مشتى وجب الغار مصيف).
إن المناظر الطبيعية الخلابة والمياه العذبة المتفجرة من الينابيع المتعددة والهواء النقي التي ترافقنا جميعها في رحلتنا عند الطرف الغربي للغاب، تكسبه أهمية سياحية، وتجعل منه مركز اصطياف هام. ومن أبرز الأماكن السياحية نذكر: طاحون الحلاوة شمالي عين الكروم، ونبع الطيب،
وعناب، وشطحة.
ومن أبرز المواقع التاريخية في الغاب يمكن ذكر؛ قرقور التي شهدت في الألف الأولى قبل الميلاد معركة طاحنة بين الآشوريين والآراميين، تلتها معركة ثانية انتصر فيها الآشوريين أيضاً (معركة قرقر الثانية حوالي ٨٢٠ ق.م). وقرقور حالياً قرية كبيرة تقع على عتبة بازلتية تمتد شمالاً وغرباً بحيث كانت تشكل عائقاً أمام نهر العاصي المتدفقة مياهه شتاء بغزارة مما كان يجعل تلك المياه تحول الجزء الأكبر من الغاب إلى أرض مستنقعية . ويقدر عدد سكان قرقور حالياً بنحو ريفي يختلط فيه القديم المؤلف من الطين مع الحديث البسيط المؤلف من الإسمنت وإلى الشمال الغربي من ناعور جورين تشمخ قلعة برزية (برزوية) فوق إحدى القمم الجبلية من مقدمات الجبال الساحلية مطلة إطلالة بصرية واسعة على سهل الغاب ويقال إن القلعة شيدت في العصر البيزنطي، وبقيت مأهولة حتى أواخر العصر المملوكي. وللقلعة سور يحيط بها، واثناعشر برجاً مربعاً ينتصب فوق السور ومازالت معالمها الرئيسية واضحة وجزءاً من عمرانها بارزاً.
تعليق