ب - طريق الغاب الأوسط :
إنه الطريق الذي يبدأ من جسر العشارنة بعد أن نبلغه من الصقيلبية متجهين نحو الجنوب الغربي منها عبر هضبتها التي زحفت بيوت قرية العشارنة إلى أطرافها المطلة على جنوبي الغاب وشمالي منخفض العشارنة. وقبل بلوغنا سد العشارنة مباشرة نسلك طريقاً اسفلتياً يمتد شمالاً بمحاذاة قناة الري (ج) (۳)، وما إن نسير مسافة نحو ١كم حتى يطالعنا بشكل واضح تل العشارنة وقرية العشارنة الممتدة من أطرافه الشرقية والشمالية الشرقية وعبر المنخفض بينه وبين هضبة الصقيلبية - حيث العشارنة القديمة ببيوت وتها الطينية الكثيرة - والتي تمتد بحداثة بناء فوق الطرف الجنوبي والجنوبي الغربي من هضبة الصقيليبة (العشارنة الحديثة). وبعد نحو ٤كم نصل إلى موقع يتراءى خلاله شرقي الطريق بنحو ۲۰۰۰م تل عمورين الأثري واضحاً، وقرية عمورية الراقدة عند مقدماته الشرقية والشمالية الشرقية، وبيوتها قديمة في معظمها (ترابية)، وعلى تلها مشاد بيت ،بسيط وعمورية قرية قديمة، غير معروف بدقة تاريخ إعمارها، غير أن ياقوت الحموي ذكرها في معجمه : عمورية بلدة على شاطىء بين أفاميا ،وشيزر فيها آثار خراب، ولها دخل وافر، ولها رحى تغل مالاً». ومقابل عمورية إلى الغرب من الطريق بنحو ٥٠٠م تقع حورات عمورين التي تنتشر بيوتها من الضفة اليمنى لمجرى العاصي القديم وحتى الطريق الإسفلتي الذي نسلكه، ومنها يمكن الذهاب غرباً ومن ثم شمالاً والمرور بقرى تل التتن وتل الفار والخندق.
نستمر وبالاستمرار غرباً مسافة ٤كم عبر الطريق الذي نسلكه سنلتقي بطريق صقيلبية - عين الكروم، وهو أول طريق عرضاني يقطع الغاب من طرفيه لنسير فوقه متجهين جنوباً مسافة نحو ٤كم - وفي منتصف المسافة تقريباً طريق فرعي يمتد جنوباً إلى قرية تل الفار الواقعة قرب تل أثري ومن ثم إلى حورات عمورين - ، ا ولنبلغ مفترق طريقين، فإما أن شمالاً لنعبر مجرى العاصي القديم ولنمر بقرية عبر بيت سيف (٣ كم) ونترك قرية الشجر إلى يميننا. وبعد عبور المجرى النهري يمتد طريقاً يذهب شمالاً إلى قرية الخندق وقرية البارد أو نستمر عند المفترق بالسير شمالاً وهو طريق جولتنا الرئيسي من الغاب الأوسط الذي ينعطف شمالاً مسايراً لمجرى العاصي القديم الشديد التعرج مبتعداً عنه تارة ومقترباً منه تارة أخرى حسب لمنعطفات النهرية المرتسمة فيه، ولنسير عبر ذلك الطريق باستقامة واحدة قريباً مسافة نحو ٢٢كم قبل أن ننعطف نحو الشمال الشرقي، ولنمر خلال هذه المسافة بعدة تجمعات بشرية هي على التوالي: الحرة، الكريم، برفضة، الرصيف ،العزيزية التمانعة (تمانعة الغاب) الجيد، وتكاد أن تتواصل قرى الرصيف والعزيزية والتمانعة والجيد مع بعضها. وبعد الجيد تستمر البيوت الزراعية المفردة المؤلفة من غرفة على جانبي الطريق التي يلجأ إليها المزارعون في مواسم العمل الرئيسية من قرى الغاب الشرقية والغربية، حتى نبلغ قرية التوتة في أول المنعطف في الطريق نحو الشمال الشرقي حيث نعبر بعد تجاوزها المصرف (ب) من خلال جسر مقام عليه يدعى جسر التوتة ولنستمر في ذلك مسافة نحو ٥كم حيث تلتقي بطريق العنقاوي - قرقور عند قرية زجرم الواقعة على جانبي الطريق، وبخاصة شرقي الطريق حيث تل زجرم الأثري. وبعد ذلك نسير شمالاً - شمالاً غرب باتجاه قرقور مسافة نحو ١٥كم لنمر بقرية المنصورة (مزرعة صغيرة مكونة من عدة (بيوت وبعدها بقرية تل ،واسط ومن ثم قرية الزيارة (مركز ناحية)، وبعدها بنحو ٦كم قبل الانعطاف غرباً إلى قرية قرقور نترك على يمين الطريق مباشرة تلين أثريين متجاورين يعرفان بتلي قرقور الأثريين، وبعدهما مباشرة إما أن تنعطف شرقاً لندخل على بعد مسافة نحو ٥٠٠ متر بمحافظة ادلب ولنبلغ على بعد نحو ٤كم قرية فريكة الواقعة على طريق اللاذقية - جسر الشغور - ادلب، أو تنعطف غرباً مسافة نحو ۲۰۰م لنبلغ قرية قرقور الواقعة على الضفة اليمنى لنهر العاصي لتنتهي جولتنا عندها، حيث يستمر الطريق بعدها مسافة نحو ٣كم إلى طريق الغاب الغربي .
ومن طريق الغاب الأوسط تتفرع عدة طرق جانبيه تمتد حتى طرفي الغاب الشرقي والغربي؛ فمن طرف قرية الكريم الشمالي يتفرع طريق نحو الشرق إلى قرية الحويجة بعد مروره بقريتي كفرعقيد والحويز، وآخر نحو الغرب إلى شطحة ومن التوتة يتفرع طريق نحو الغرب إلى عين سليمو. ومن قرية المنصورة يذهب طريق نحو الغرب مسافة ٢كم إلى خربة الناقوس، كما يمتد من الزيارة طريق اسفلتي نحو الشرق إلى قرية قسطون، وبعد الزيارة بقليل يمتد طريق نحو الشرق أيضاً مسافة ٣كم إلى قرية زيزون.
ورغم سيادة البناء الاسمنتي على القرى التي مررنا بها في الغاب الأوسط، إلا أن البيوت متواضعة عموماً، ومازالت هناك بعض البيوت الطينية القديمة التي تعرف بالطامات (الدامات) كما في حورات عمورين والزيارة التي تستخدم إما زرائب للحيوانات أو مستودعاً للعلف. بجانب البيوت الطينية العادية ذات السقوف المستوية كالتي تشاهد في قرقور، والمشيك (قرية تقع بين الزيارة وقرقور إلى الغرب من الطريق الاسفلتي بنحو ٣٠٠م).
ولم تتطور قرى الغاب الأوسط القديمة كالرصيف والجيد والكريم والخندق، وتظهر تجمعات عمرانية جديدة إلا بعد تجفيف الغاب واستصلاحه، وهجرة آلاف البشر من الجبال الساحلية والهضاب والسهول الشرقية وبعض مناطق شرقي سلمية، واستقرار عدد من البدو فيه، ليصبح سكانه خليط من مناطق مختلفة وطوائف عديدة .
إنه الطريق الذي يبدأ من جسر العشارنة بعد أن نبلغه من الصقيلبية متجهين نحو الجنوب الغربي منها عبر هضبتها التي زحفت بيوت قرية العشارنة إلى أطرافها المطلة على جنوبي الغاب وشمالي منخفض العشارنة. وقبل بلوغنا سد العشارنة مباشرة نسلك طريقاً اسفلتياً يمتد شمالاً بمحاذاة قناة الري (ج) (۳)، وما إن نسير مسافة نحو ١كم حتى يطالعنا بشكل واضح تل العشارنة وقرية العشارنة الممتدة من أطرافه الشرقية والشمالية الشرقية وعبر المنخفض بينه وبين هضبة الصقيلبية - حيث العشارنة القديمة ببيوت وتها الطينية الكثيرة - والتي تمتد بحداثة بناء فوق الطرف الجنوبي والجنوبي الغربي من هضبة الصقيليبة (العشارنة الحديثة). وبعد نحو ٤كم نصل إلى موقع يتراءى خلاله شرقي الطريق بنحو ۲۰۰۰م تل عمورين الأثري واضحاً، وقرية عمورية الراقدة عند مقدماته الشرقية والشمالية الشرقية، وبيوتها قديمة في معظمها (ترابية)، وعلى تلها مشاد بيت ،بسيط وعمورية قرية قديمة، غير معروف بدقة تاريخ إعمارها، غير أن ياقوت الحموي ذكرها في معجمه : عمورية بلدة على شاطىء بين أفاميا ،وشيزر فيها آثار خراب، ولها دخل وافر، ولها رحى تغل مالاً». ومقابل عمورية إلى الغرب من الطريق بنحو ٥٠٠م تقع حورات عمورين التي تنتشر بيوتها من الضفة اليمنى لمجرى العاصي القديم وحتى الطريق الإسفلتي الذي نسلكه، ومنها يمكن الذهاب غرباً ومن ثم شمالاً والمرور بقرى تل التتن وتل الفار والخندق.
نستمر وبالاستمرار غرباً مسافة ٤كم عبر الطريق الذي نسلكه سنلتقي بطريق صقيلبية - عين الكروم، وهو أول طريق عرضاني يقطع الغاب من طرفيه لنسير فوقه متجهين جنوباً مسافة نحو ٤كم - وفي منتصف المسافة تقريباً طريق فرعي يمتد جنوباً إلى قرية تل الفار الواقعة قرب تل أثري ومن ثم إلى حورات عمورين - ، ا ولنبلغ مفترق طريقين، فإما أن شمالاً لنعبر مجرى العاصي القديم ولنمر بقرية عبر بيت سيف (٣ كم) ونترك قرية الشجر إلى يميننا. وبعد عبور المجرى النهري يمتد طريقاً يذهب شمالاً إلى قرية الخندق وقرية البارد أو نستمر عند المفترق بالسير شمالاً وهو طريق جولتنا الرئيسي من الغاب الأوسط الذي ينعطف شمالاً مسايراً لمجرى العاصي القديم الشديد التعرج مبتعداً عنه تارة ومقترباً منه تارة أخرى حسب لمنعطفات النهرية المرتسمة فيه، ولنسير عبر ذلك الطريق باستقامة واحدة قريباً مسافة نحو ٢٢كم قبل أن ننعطف نحو الشمال الشرقي، ولنمر خلال هذه المسافة بعدة تجمعات بشرية هي على التوالي: الحرة، الكريم، برفضة، الرصيف ،العزيزية التمانعة (تمانعة الغاب) الجيد، وتكاد أن تتواصل قرى الرصيف والعزيزية والتمانعة والجيد مع بعضها. وبعد الجيد تستمر البيوت الزراعية المفردة المؤلفة من غرفة على جانبي الطريق التي يلجأ إليها المزارعون في مواسم العمل الرئيسية من قرى الغاب الشرقية والغربية، حتى نبلغ قرية التوتة في أول المنعطف في الطريق نحو الشمال الشرقي حيث نعبر بعد تجاوزها المصرف (ب) من خلال جسر مقام عليه يدعى جسر التوتة ولنستمر في ذلك مسافة نحو ٥كم حيث تلتقي بطريق العنقاوي - قرقور عند قرية زجرم الواقعة على جانبي الطريق، وبخاصة شرقي الطريق حيث تل زجرم الأثري. وبعد ذلك نسير شمالاً - شمالاً غرب باتجاه قرقور مسافة نحو ١٥كم لنمر بقرية المنصورة (مزرعة صغيرة مكونة من عدة (بيوت وبعدها بقرية تل ،واسط ومن ثم قرية الزيارة (مركز ناحية)، وبعدها بنحو ٦كم قبل الانعطاف غرباً إلى قرية قرقور نترك على يمين الطريق مباشرة تلين أثريين متجاورين يعرفان بتلي قرقور الأثريين، وبعدهما مباشرة إما أن تنعطف شرقاً لندخل على بعد مسافة نحو ٥٠٠ متر بمحافظة ادلب ولنبلغ على بعد نحو ٤كم قرية فريكة الواقعة على طريق اللاذقية - جسر الشغور - ادلب، أو تنعطف غرباً مسافة نحو ۲۰۰م لنبلغ قرية قرقور الواقعة على الضفة اليمنى لنهر العاصي لتنتهي جولتنا عندها، حيث يستمر الطريق بعدها مسافة نحو ٣كم إلى طريق الغاب الغربي .
ومن طريق الغاب الأوسط تتفرع عدة طرق جانبيه تمتد حتى طرفي الغاب الشرقي والغربي؛ فمن طرف قرية الكريم الشمالي يتفرع طريق نحو الشرق إلى قرية الحويجة بعد مروره بقريتي كفرعقيد والحويز، وآخر نحو الغرب إلى شطحة ومن التوتة يتفرع طريق نحو الغرب إلى عين سليمو. ومن قرية المنصورة يذهب طريق نحو الغرب مسافة ٢كم إلى خربة الناقوس، كما يمتد من الزيارة طريق اسفلتي نحو الشرق إلى قرية قسطون، وبعد الزيارة بقليل يمتد طريق نحو الشرق أيضاً مسافة ٣كم إلى قرية زيزون.
ورغم سيادة البناء الاسمنتي على القرى التي مررنا بها في الغاب الأوسط، إلا أن البيوت متواضعة عموماً، ومازالت هناك بعض البيوت الطينية القديمة التي تعرف بالطامات (الدامات) كما في حورات عمورين والزيارة التي تستخدم إما زرائب للحيوانات أو مستودعاً للعلف. بجانب البيوت الطينية العادية ذات السقوف المستوية كالتي تشاهد في قرقور، والمشيك (قرية تقع بين الزيارة وقرقور إلى الغرب من الطريق الاسفلتي بنحو ٣٠٠م).
ولم تتطور قرى الغاب الأوسط القديمة كالرصيف والجيد والكريم والخندق، وتظهر تجمعات عمرانية جديدة إلا بعد تجفيف الغاب واستصلاحه، وهجرة آلاف البشر من الجبال الساحلية والهضاب والسهول الشرقية وبعض مناطق شرقي سلمية، واستقرار عدد من البدو فيه، ليصبح سكانه خليط من مناطق مختلفة وطوائف عديدة .
تعليق