جولة ٧ : حماه - محردة - شيرز - الغاب .
تنبع أهمية هذه الجولة من كوننا سنزور معالم طبيعية هامة (سهل الغاب الانهدامي، مغارة حويز الكارستية، معالم الصدوع الواضحة، سفوح الجبال المطلة على الغاب المتباينة في قطرنا من سفح غربي تغطية الأشجار والشجيرات إلى سفح شرقي أجرد ونتعرف على كنوز من الماضي العريق والأوابد التاريخية الماثلة للعيان مواقع أثرية قديمة في اللطامنة ومورك وصوران وقلاع شامخة كقلعة شيرز والمضيق وبرزية، ومدينة تاريخية أفاميا . . . الخ). وسنشاهد عن كتب ما فعله الإنسان في تحويل المستنقعات إلى أرض خصبة أصبحت بؤر جذب للسكان (سهل الغاب). عريقة هي
وما أن نترك حماه ونتجه غرباً مع انحراف نحو الشمال الغربي إلى محردة حتى نعبر اراضي خصبة سهلية متماوجة قليلاً، ويتراءى لنا وادي العاصي بحقوله وبساتينه الخضراء وتجمعاته البشرية العديدة. فبعد دوار حماه ـ مصياف - محردة بنحو ٥٠٠م يتفرع طريق إسفلتي نحو اليمين منحدراً إلى نهر العاصي حيث قريتي إرزة التي عثر في أراضيها على أثار للإنسان الحجري القديم والتي تطل على نهر العاصي، ويليها على الجانب الأيسر للعاصي قرية خطاب التي يصل عدد سكانها إلى ٥٠٠٠ نسمة . وبعد نحو 5 كم عن حماه باتباع طريق محردة نترك على يسارنا قرية معردفتين لنمر بعدها بنحو ٢كم بقرية الشيحا الكبيرة الواقعة على ظهرة مرتفعة نسبياً عما يجاورها والتي تتميز بعمرانها الريفي الجميل والذي يتصف بحداثته، وسكانها نحو ۷۰۰۰ نسمة، وماهي سوى ٢كم عن الشيحا حتى نصادف طريقاً متفرعاً يمتد نحو الجنوب إلى قرية كفر الطون وتفرعاً نحو الشمال إلى قرية خطاب المجاورة لنهر العاصي، وبعد مفرق خطاب بنحو ۱۰۰۰م نترك على يمين الطريق قرية صغيرة تدعى سوبين .
وبعد ذلك بنحو ٣ كم تفرعاً آخر إلى قرية كفر عميم الواقعة على رابية مرتفعة نسبياً. وعلى بعد ١٥كم عن حماه تقع قرية الشير في أعالي المنحدر المطل على وادي الساروت الذي اقيم عليه سداً كبيراً. وما أن نتحدر باتجاه نهر الساروت حتى تتراءى لنا يسار الطريق قرية المجدل الجميلة التي تحتضن جانب الوادي الغربي إلى الجنوب من الطريق العام. وعند الطرف الغربي للمجدل يمتد طريقاً فرعياً غرباً إلى قرية معرزاف الواقعة على الطرف الجنوبي من هضبة محردة والتي ذكرها اسامة بن منقذ في كتابه «أخبار
البلدان .
وما إن يبلغ المرء أول هضبة محردة حتى يشاهد في نصف السنة الصيفي بساتين كروم العنب الخضراء ممتدة على جانبي الطريق والتي تدل دلالة واضحة على السبب الذي عرفت فيه بلدة محردة في فترة من تاريخها بإسم الكرمة) التي لا تبعد عن بداية الهضبة سوى ٤كم. و محردة بلدة قديمة يعود تاريخها إلى الفترة التي تألقت فيها أفاميا وشيرز(العهد الروماني)، وهذا ماتشير إليه بعض الآثار التي عثر عليها في المغائر التي كانت تشكل أماكن السكن القديمة للإنسان في هذه البلدة. وتشرف محردة من الشرق على سهل العشارنة. وهي مركز منطقة منذ بداية عام ١٩٧٥م، ويبلغ عدد سكانها نحو ١٥ ألف نسمة. وتتصف محردة بجمالها العمراني الواضح بشكل مميز في أحيائها الجديدة ذات الأبنية الريفية الطابع، التي يغلب عليها الطابق الواحد وفي شمال شرقي محردة أقيمت محطة کهر وحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية، وإلى الغرب منها على نهر العاصي أشيد سد محردة الذي يستفاد منه في توليد الطاقة الكهربائية. وتضم محردة العديد من المنشأت السياحية من مطاعم ومنتزهات، ففيها نحو سبعة منتزهات ومطعمين من الدرجة الثانية، بجانب العديد من المطاعم الشعبية، وسبعة مقاهي. وفيها فندقاً صغيراً يعرف باسم فندق زهرة العرب يضم نحو ستة غرف. وهي مدينة تجارية تؤمن احتياجات الريف التابع لها، وتوفر له صناعات حرفية بسيطة، وبخاصة بعض العدد الزراعية، وصيانة وتصليح السيارات والآلات الزراعية . . . وغير ذلك . ما يطلبه من
المستمر وما إن نعبر محردة غرباً حتى نهبط باتجاه سهل العشارنة، ونشاهد على يميننا شيزر بقلعتها القديمة المطلة عليها تشدنا إليها عبر الطريق الرئيسي عبر سهل العشارنة باتجاه الغاب. ورغم أن شيزر لاتبعد عن محردة سوى كم، إلا أن العمران بين محردة وشيزر لا يبتعد عن بعضه أكثر من كيلو متر واحد والمدينة القديمة هي التي كانت في داخل القلعة التي خربت ومازالت مخططاتها ماثلة حتى اليوم عبر قواعدها، وأصبح بدل البلدة القديمة قرية بنيت على السفح الغربي لهضبة محردة، بني جزء منها من أنقاض البلدة القديمة وشيزر القديمة عرفت بإسم سيزار كما ورد في رقم تل العمارنة المسمارية وأطلق عليها اليونان اسم «لاريسا». وأبرز ما في شيزر قلعتها الشامخة فوق أكمة صخرية تشكل بروزاً شمالياً لهضبة محردة بين وادي العاصي في الشرق وسهل العشارنة في الغرب. وقد فصلت الهضبة عن الأكمة الصخرية التي تقوم عليها القلعة بخندق واسع وعميق ليزيد من مناعة القلعة وقوتها. ورغم التخريب الذي تعرضت له القلعة إلا أن جزءاً منها ما يزال ماثلاً حتى الآن البرج الجنوبي، الباب والجسر الحجري وغير ذلك، وأساساتها كلها واضحة.
ولقد ذكر شيزر العديد من المؤرخين ياقوت الحموي ، أبو الفداء، الاصطخري، شيخ الربوة ابن الشحنة الحلبي وذكرها امرؤ القيس في
قوله :
تقطع أسباب اللبانة والهـوى عشية جاوزنا حماة فشيزرا بسير يضج العود منه يمنه أخو الجهد لا يلوى على من تعذر .
تنبع أهمية هذه الجولة من كوننا سنزور معالم طبيعية هامة (سهل الغاب الانهدامي، مغارة حويز الكارستية، معالم الصدوع الواضحة، سفوح الجبال المطلة على الغاب المتباينة في قطرنا من سفح غربي تغطية الأشجار والشجيرات إلى سفح شرقي أجرد ونتعرف على كنوز من الماضي العريق والأوابد التاريخية الماثلة للعيان مواقع أثرية قديمة في اللطامنة ومورك وصوران وقلاع شامخة كقلعة شيرز والمضيق وبرزية، ومدينة تاريخية أفاميا . . . الخ). وسنشاهد عن كتب ما فعله الإنسان في تحويل المستنقعات إلى أرض خصبة أصبحت بؤر جذب للسكان (سهل الغاب). عريقة هي
وما أن نترك حماه ونتجه غرباً مع انحراف نحو الشمال الغربي إلى محردة حتى نعبر اراضي خصبة سهلية متماوجة قليلاً، ويتراءى لنا وادي العاصي بحقوله وبساتينه الخضراء وتجمعاته البشرية العديدة. فبعد دوار حماه ـ مصياف - محردة بنحو ٥٠٠م يتفرع طريق إسفلتي نحو اليمين منحدراً إلى نهر العاصي حيث قريتي إرزة التي عثر في أراضيها على أثار للإنسان الحجري القديم والتي تطل على نهر العاصي، ويليها على الجانب الأيسر للعاصي قرية خطاب التي يصل عدد سكانها إلى ٥٠٠٠ نسمة . وبعد نحو 5 كم عن حماه باتباع طريق محردة نترك على يسارنا قرية معردفتين لنمر بعدها بنحو ٢كم بقرية الشيحا الكبيرة الواقعة على ظهرة مرتفعة نسبياً عما يجاورها والتي تتميز بعمرانها الريفي الجميل والذي يتصف بحداثته، وسكانها نحو ۷۰۰۰ نسمة، وماهي سوى ٢كم عن الشيحا حتى نصادف طريقاً متفرعاً يمتد نحو الجنوب إلى قرية كفر الطون وتفرعاً نحو الشمال إلى قرية خطاب المجاورة لنهر العاصي، وبعد مفرق خطاب بنحو ۱۰۰۰م نترك على يمين الطريق قرية صغيرة تدعى سوبين .
وبعد ذلك بنحو ٣ كم تفرعاً آخر إلى قرية كفر عميم الواقعة على رابية مرتفعة نسبياً. وعلى بعد ١٥كم عن حماه تقع قرية الشير في أعالي المنحدر المطل على وادي الساروت الذي اقيم عليه سداً كبيراً. وما أن نتحدر باتجاه نهر الساروت حتى تتراءى لنا يسار الطريق قرية المجدل الجميلة التي تحتضن جانب الوادي الغربي إلى الجنوب من الطريق العام. وعند الطرف الغربي للمجدل يمتد طريقاً فرعياً غرباً إلى قرية معرزاف الواقعة على الطرف الجنوبي من هضبة محردة والتي ذكرها اسامة بن منقذ في كتابه «أخبار
البلدان .
وما إن يبلغ المرء أول هضبة محردة حتى يشاهد في نصف السنة الصيفي بساتين كروم العنب الخضراء ممتدة على جانبي الطريق والتي تدل دلالة واضحة على السبب الذي عرفت فيه بلدة محردة في فترة من تاريخها بإسم الكرمة) التي لا تبعد عن بداية الهضبة سوى ٤كم. و محردة بلدة قديمة يعود تاريخها إلى الفترة التي تألقت فيها أفاميا وشيرز(العهد الروماني)، وهذا ماتشير إليه بعض الآثار التي عثر عليها في المغائر التي كانت تشكل أماكن السكن القديمة للإنسان في هذه البلدة. وتشرف محردة من الشرق على سهل العشارنة. وهي مركز منطقة منذ بداية عام ١٩٧٥م، ويبلغ عدد سكانها نحو ١٥ ألف نسمة. وتتصف محردة بجمالها العمراني الواضح بشكل مميز في أحيائها الجديدة ذات الأبنية الريفية الطابع، التي يغلب عليها الطابق الواحد وفي شمال شرقي محردة أقيمت محطة کهر وحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية، وإلى الغرب منها على نهر العاصي أشيد سد محردة الذي يستفاد منه في توليد الطاقة الكهربائية. وتضم محردة العديد من المنشأت السياحية من مطاعم ومنتزهات، ففيها نحو سبعة منتزهات ومطعمين من الدرجة الثانية، بجانب العديد من المطاعم الشعبية، وسبعة مقاهي. وفيها فندقاً صغيراً يعرف باسم فندق زهرة العرب يضم نحو ستة غرف. وهي مدينة تجارية تؤمن احتياجات الريف التابع لها، وتوفر له صناعات حرفية بسيطة، وبخاصة بعض العدد الزراعية، وصيانة وتصليح السيارات والآلات الزراعية . . . وغير ذلك . ما يطلبه من
المستمر وما إن نعبر محردة غرباً حتى نهبط باتجاه سهل العشارنة، ونشاهد على يميننا شيزر بقلعتها القديمة المطلة عليها تشدنا إليها عبر الطريق الرئيسي عبر سهل العشارنة باتجاه الغاب. ورغم أن شيزر لاتبعد عن محردة سوى كم، إلا أن العمران بين محردة وشيزر لا يبتعد عن بعضه أكثر من كيلو متر واحد والمدينة القديمة هي التي كانت في داخل القلعة التي خربت ومازالت مخططاتها ماثلة حتى اليوم عبر قواعدها، وأصبح بدل البلدة القديمة قرية بنيت على السفح الغربي لهضبة محردة، بني جزء منها من أنقاض البلدة القديمة وشيزر القديمة عرفت بإسم سيزار كما ورد في رقم تل العمارنة المسمارية وأطلق عليها اليونان اسم «لاريسا». وأبرز ما في شيزر قلعتها الشامخة فوق أكمة صخرية تشكل بروزاً شمالياً لهضبة محردة بين وادي العاصي في الشرق وسهل العشارنة في الغرب. وقد فصلت الهضبة عن الأكمة الصخرية التي تقوم عليها القلعة بخندق واسع وعميق ليزيد من مناعة القلعة وقوتها. ورغم التخريب الذي تعرضت له القلعة إلا أن جزءاً منها ما يزال ماثلاً حتى الآن البرج الجنوبي، الباب والجسر الحجري وغير ذلك، وأساساتها كلها واضحة.
ولقد ذكر شيزر العديد من المؤرخين ياقوت الحموي ، أبو الفداء، الاصطخري، شيخ الربوة ابن الشحنة الحلبي وذكرها امرؤ القيس في
قوله :
تقطع أسباب اللبانة والهـوى عشية جاوزنا حماة فشيزرا بسير يضج العود منه يمنه أخو الجهد لا يلوى على من تعذر .
تعليق