جولة ١ : في أرجاء مدينة حماه
إنها مدينة أبي الفداء الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل أبو الفداء، ملك حماه في الفترة من عام ۱۳۱۰ - ۱۳۲۲م ، وعالم التاريخ والجغرافية، وصاحب الكتاب الشهير تقويم البلدان ومدينة النواعير والبساتين والجنان الممتدة على طول العاصي، وهذا ما قاله فيها الرحالة ابن بطوطة: «حماه إحدى أمهات الشام الرفيعة ومدائنها البديعة ذات الحسن الرائق والجمال الفائق، تحفها البساتين والجنان عليها النواعير كالأفلاك الدائرات، يشقها النهر العظيم المسمى بالعاصي...». وحماه اليوم لا تقل جمالاً وتألقاً وشدواً بنواعيرها عن حماه الأمس، وهذا ما عبر عنه الشاعر أحمد الصافي النجفي، حيث قال:
هذي حماه مدينة سحرية وأنا امرؤ بجمالها مسحور يا ليت شعري ما أقول بوصفها وحماه شعر كلها وشعور أنى مشيت فجنة وخمائل أو أين سرت فأنهر وجسور ومدينة حماه قديمة، يعود تاريخها إلى الألف الخامسة قبل الميلاد ( العصر الحجري الحديث)، حيث كانت محدودة ضمن القلعة. ولقد تعاقبت عليها شعوب مختلفة كالسومريين والأكاديين، وتعرضت لاجتياح الهكسوس، وسيطر عليها فراعنة مصر وخضعت للحثيين والأراميين والأشوريين، واليونانيين والرومان والبيزنطيين. وفتحها العرب المسلمون عام ٦٣٨م ، وشهدت مختلف التطورات والأحداث في فترات حكمهم المختلفة. ولقد عرفت الازدهار والتطور في عهد اليونان السلوقيين (٣٣٠ - ٦٤ ق.م) وعهد الرومان من بعدهم كما ازدهرت في العهد الأيوبي الإسلامي. وشهدت تطوراً كبيراً بعد الاستقلال، وبخاصة منذ منتصف الثمانينات من هذا القرن. ولقد تنامت المدينة مع الزمن لتخرج من قلعتها ولتنتشر في وادي العاصي الفسيح شرقي القلعة وجنوبها الشرقي بالدرجة الأولى - على يسار مجرى النهر، ولتتوسع بعدها على يمين النهر منذ أوائل القرن السادس عشر الميلادي، لتصبح المدينة بذلك مشطورة بتهر العاصي إلى شطرين يعرف الشطر الأيمن (الشرقي ) باسم الحاضر، والشطر الأيسر (الغربي) باسم السوق. وبقيت مدينة حماه حتى منتصف القرن الحالي محصورة ضمن حوضة الوادي المتسعة وسفوحها المطلة عليها من الجنوب بارتفاع وسطي يقارب من ،۲۸۰م ولتتعدى ذلك حديثاً إلى الهضبة الجنوبية، ولتمتد شمالاً وشمالاً بشرق مبتعدة عن وادي العاصي، ومرتفعة أحياء حماه الجديدة فوق الهضبة بنحو ٢٥-٣٠ متراً فوق وادي العاصي
والمدينة القديمة .
وقد أصبحت مدينة حماه حالياً تمتد على مساحة من الأراضي قدرها ٢٤كم٢ تقريباً، متخذة شكل شبه دائرة قطره نحو ٥كم. وتقسم مدينة حماه إلى ٦٠ حياً رئيسياً - شكل (۱۹) ويصل بين شطري حماه الرئيسيين (الحاضر والسوق ستة جسور مقامة على نهر العاصي (جسر باب النهر، جسر الهوى أو الجسر الكبير جسر بيت الشيخ جسر السرايا جسر شفیق العبيسي، وجسر السلمية.
ومدينة حماه سوق تجاري كبير للمنتجات الزراعية والحيوانية لقطاع كبير من ريف سورية وباديتها وتكفي المرء جولة صباحية في أسواقها التجارية في الحاضر والسوق ليشاهد ذلك واضحاً بأم عينيه. كما إنها غدت مركزاً صناعياً، تصنع فيها العديد من الصناعات الكبرى (الأصواف، غزل القطن البورسلان، الإطارات القضبان الحديدية، الزيوت . . . الخ).
حي وتعد مدينة حماه من أقل المدن السورية التي حدث هجرة ريفية نحوها، وماعدا السخانة في الحاضر الذي يقطن معظمه مهاجرون من بلدة السخنة في سنوات مضت والذي اندمج الحمويين، فإن التجانس واضح في أحياء حماه المختلفة؛ ما كان منها قديماً في أواسط المدينة، وماكان منها حديثاً. سكانه مع
وكم هي الأماكن الجديرة بالزيارة كثيرة في مدينة حماه. وأول ما يلفت النظر لزائر حماه، نواعيرها التي تدور دائماً على العاصي، حتى غدت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ مدينة حماه وأدبها . وكم تغنى فيها الشعراء، وهذا ما قاله فيها الشاعر سعيد الأندلسي: وأشدو لدى تلك النواعير شدوها وأغلبها رقصاً وأشبهها عزفا تئن وتذري دمعها فكأنها تهيم بمرآها وتسألها عطفا
وفي داخل مدينة حماه اليوم ست عشرة ناعورة هي من كالاتي بدءاً . دخول العاصي مدينة حماه النواعير الخمسة الأربع نواعير، ناعورة الجسرية، المأمورية الجعبرية ،الصهيونية الدهشة، القاف، المحمدية، وناعورة البحصة. وأكبرها ناعورة المحمدية ذات القطر نحو ٢١ متراً التي أشيد بالقرب منها أضخم فندق سياحي في المحافظة وهو فندق أفاميا الشام. وبعد الإنتهاء من التجوال على ضفتي نهر العاصي، لابد وأن تلوح لنا ونحن فوق جسر الهوى - المعروف حالياً بجسر الرئيس - قلعة حماه الشامخة في وسط المدينة فوق تل اصطناعي كبير (ارتفاعه عما يجاوره نحو ٣٠ متراً) التي تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد في عهد الملك سلوقس. ويضم التل في خباياه آثار تعود إلى الألف الخامسة قبل الميلاد. وقد قامت أخيراً وزارة السياحة بتشجير سطح التل وأقامت عليه منتزهاً كبيراً يمكن للسياح والزوار قضاء وقت ممتع من خلال الإطلالة على المدينة وما يحيط بها. وماتزال حتى الآن العديد من بقايا القلعة القديمة ماثلة حتى اليوم.
حتى وتشكل المنشأت الدينية الإسلامية جزءاً من تاريخ حماه وعظمتها؛ ففي مدينة حماه العديد من الجوامع القديمة التي ما زالت قائمة. الآن، كما في الجامع الكبير المتهدم الذي يعود تاريخ أشادته إلى عام ٦٣٦م، والجامع النوري (١١٦٣م) وجامع الحسنين (۱۱٥٧م) ، وجامع أبي الفداء (١٣٢٥م) وغير ذلك من الجوامع القديمة. وفي حماه كما في غيرها من المدن السورية أشاد نور الدين الزنكي عام ١١٦١م بجوار جامعه مشفى لمداواة المرضى، عرف بالبيمارستان النوري .
وفي حماه عدد كبير من الخانات القديمة من أقدمها وأشهرها خانين، هما: خان أسعد باشا العظم (۱۷٥م) ، وخان رستم باشا (عهد السلطان العثماني سليمان الأول). كما تحتوي حماه على العديد من الحمامات القديمة التي يعود معظمها للفترة الأيوبية، والبعض الآخر للفترة العثمانية، غير أن الحمام الوحيد الذي يعمل بها حتى الآن هو حمام الدرويشية في حي المرابط .
ومما لاشك فيه أن زائر حماه يفكر بالتعرف على أسواقها القديمة والحديثة، ليشاهد أهم معروضاتها وإبداعاتها الفنية. وفي حماه العديد من الأسواق القديمة نذكر من أهمها سوق المنصورية المعروف باسم سوق الطويل (۱۲۲۰م) الكائن في حي الدباغة الذي تنتشر على جانبيه العديد من الخانات القديم، والذي تتفرع منه أيضاً العديد من الأسواق الفرعية القديمة (سوق الحدادين وسوق النحاسين وسوق الجزماتية وسوق الصاغة)، وكذلك سوق الحاضر الذي يشبه سوق الطويل، لكنه أصغر منه .
ولابد من أن نختتم جولتنا بزيارة متحف حماه الذي يشغل قصراً من قصور حماه القديمة المتميزة وهو قصر العظم الذي يعود بناؤه إلى عام ١٧٤٠م، وهو درة فريدة في تاج العمارة الإسلامية، ومن أجمل الأوابد الأثرية العمرانية في العصر العثماني تستهوي زيارته أفئدة السياح على اختلاف أجناسهم، وأعمارهم وهو يضم في طياته آثار الشعوب التي تعاقبت على سكن محافظة حماه فبجانب احتوائه على قاعة للشهداء، وقاعة للوثائق والمخطوطات، فإنه يحتوي على قاعة للآثار تضم عشرة خزائن بداخلها آثار للحضارات التي تعاقبت على وادي العاصي في محافظة حماه، بالإضافة إلى احتوائه على لوحة فسيفسائية رائعة الجمال.
هما وفي مدينة حماه كليتين جامعيتين تابعتين لجامعة البعث في حمص. كلية طب الأسنان وكلية الطب البيطري كما فيها دار للمعلمين والمعلمات ومدرسة للتمريض ومعهدين صناعيين. وتزود حماه حالياً بمياه الشرب ابتداء) من عام ١٩٧٠) من أعالي نهر العاصي بعد تصفيتها عند بلدة القصير. ويعود تاريخ دخول الكهرباء مدينة حماه إلى عام ١٩٣٢ (٦) كانون الثاني من محطة توليد الطاقة الكهربائية في الغجر على نهر العاصي إلى الجنوب من حماه بنحو ٣٠كم. وقد توقف معمل الغجر منذ أواخر الخمسينات، وحلت بدلاً . منه محطة توليد الطاقة من سد الرستن. وتتلقى حالياً حماه كهربائها من الشبكة العامة التي تغذى من مصادر مختلفة في المحافظة وغيرها وفي حماه مستشفى وطني كبير يقع في جنوبها، بجانب العديد من المشافي الخاصة . حكومي ولابد للسائح بعد الاستمتاع بجولته في أرجاء مدينة حماه .
إنها مدينة أبي الفداء الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل أبو الفداء، ملك حماه في الفترة من عام ۱۳۱۰ - ۱۳۲۲م ، وعالم التاريخ والجغرافية، وصاحب الكتاب الشهير تقويم البلدان ومدينة النواعير والبساتين والجنان الممتدة على طول العاصي، وهذا ما قاله فيها الرحالة ابن بطوطة: «حماه إحدى أمهات الشام الرفيعة ومدائنها البديعة ذات الحسن الرائق والجمال الفائق، تحفها البساتين والجنان عليها النواعير كالأفلاك الدائرات، يشقها النهر العظيم المسمى بالعاصي...». وحماه اليوم لا تقل جمالاً وتألقاً وشدواً بنواعيرها عن حماه الأمس، وهذا ما عبر عنه الشاعر أحمد الصافي النجفي، حيث قال:
هذي حماه مدينة سحرية وأنا امرؤ بجمالها مسحور يا ليت شعري ما أقول بوصفها وحماه شعر كلها وشعور أنى مشيت فجنة وخمائل أو أين سرت فأنهر وجسور ومدينة حماه قديمة، يعود تاريخها إلى الألف الخامسة قبل الميلاد ( العصر الحجري الحديث)، حيث كانت محدودة ضمن القلعة. ولقد تعاقبت عليها شعوب مختلفة كالسومريين والأكاديين، وتعرضت لاجتياح الهكسوس، وسيطر عليها فراعنة مصر وخضعت للحثيين والأراميين والأشوريين، واليونانيين والرومان والبيزنطيين. وفتحها العرب المسلمون عام ٦٣٨م ، وشهدت مختلف التطورات والأحداث في فترات حكمهم المختلفة. ولقد عرفت الازدهار والتطور في عهد اليونان السلوقيين (٣٣٠ - ٦٤ ق.م) وعهد الرومان من بعدهم كما ازدهرت في العهد الأيوبي الإسلامي. وشهدت تطوراً كبيراً بعد الاستقلال، وبخاصة منذ منتصف الثمانينات من هذا القرن. ولقد تنامت المدينة مع الزمن لتخرج من قلعتها ولتنتشر في وادي العاصي الفسيح شرقي القلعة وجنوبها الشرقي بالدرجة الأولى - على يسار مجرى النهر، ولتتوسع بعدها على يمين النهر منذ أوائل القرن السادس عشر الميلادي، لتصبح المدينة بذلك مشطورة بتهر العاصي إلى شطرين يعرف الشطر الأيمن (الشرقي ) باسم الحاضر، والشطر الأيسر (الغربي) باسم السوق. وبقيت مدينة حماه حتى منتصف القرن الحالي محصورة ضمن حوضة الوادي المتسعة وسفوحها المطلة عليها من الجنوب بارتفاع وسطي يقارب من ،۲۸۰م ولتتعدى ذلك حديثاً إلى الهضبة الجنوبية، ولتمتد شمالاً وشمالاً بشرق مبتعدة عن وادي العاصي، ومرتفعة أحياء حماه الجديدة فوق الهضبة بنحو ٢٥-٣٠ متراً فوق وادي العاصي
والمدينة القديمة .
وقد أصبحت مدينة حماه حالياً تمتد على مساحة من الأراضي قدرها ٢٤كم٢ تقريباً، متخذة شكل شبه دائرة قطره نحو ٥كم. وتقسم مدينة حماه إلى ٦٠ حياً رئيسياً - شكل (۱۹) ويصل بين شطري حماه الرئيسيين (الحاضر والسوق ستة جسور مقامة على نهر العاصي (جسر باب النهر، جسر الهوى أو الجسر الكبير جسر بيت الشيخ جسر السرايا جسر شفیق العبيسي، وجسر السلمية.
ومدينة حماه سوق تجاري كبير للمنتجات الزراعية والحيوانية لقطاع كبير من ريف سورية وباديتها وتكفي المرء جولة صباحية في أسواقها التجارية في الحاضر والسوق ليشاهد ذلك واضحاً بأم عينيه. كما إنها غدت مركزاً صناعياً، تصنع فيها العديد من الصناعات الكبرى (الأصواف، غزل القطن البورسلان، الإطارات القضبان الحديدية، الزيوت . . . الخ).
حي وتعد مدينة حماه من أقل المدن السورية التي حدث هجرة ريفية نحوها، وماعدا السخانة في الحاضر الذي يقطن معظمه مهاجرون من بلدة السخنة في سنوات مضت والذي اندمج الحمويين، فإن التجانس واضح في أحياء حماه المختلفة؛ ما كان منها قديماً في أواسط المدينة، وماكان منها حديثاً. سكانه مع
وكم هي الأماكن الجديرة بالزيارة كثيرة في مدينة حماه. وأول ما يلفت النظر لزائر حماه، نواعيرها التي تدور دائماً على العاصي، حتى غدت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ مدينة حماه وأدبها . وكم تغنى فيها الشعراء، وهذا ما قاله فيها الشاعر سعيد الأندلسي: وأشدو لدى تلك النواعير شدوها وأغلبها رقصاً وأشبهها عزفا تئن وتذري دمعها فكأنها تهيم بمرآها وتسألها عطفا
وفي داخل مدينة حماه اليوم ست عشرة ناعورة هي من كالاتي بدءاً . دخول العاصي مدينة حماه النواعير الخمسة الأربع نواعير، ناعورة الجسرية، المأمورية الجعبرية ،الصهيونية الدهشة، القاف، المحمدية، وناعورة البحصة. وأكبرها ناعورة المحمدية ذات القطر نحو ٢١ متراً التي أشيد بالقرب منها أضخم فندق سياحي في المحافظة وهو فندق أفاميا الشام. وبعد الإنتهاء من التجوال على ضفتي نهر العاصي، لابد وأن تلوح لنا ونحن فوق جسر الهوى - المعروف حالياً بجسر الرئيس - قلعة حماه الشامخة في وسط المدينة فوق تل اصطناعي كبير (ارتفاعه عما يجاوره نحو ٣٠ متراً) التي تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد في عهد الملك سلوقس. ويضم التل في خباياه آثار تعود إلى الألف الخامسة قبل الميلاد. وقد قامت أخيراً وزارة السياحة بتشجير سطح التل وأقامت عليه منتزهاً كبيراً يمكن للسياح والزوار قضاء وقت ممتع من خلال الإطلالة على المدينة وما يحيط بها. وماتزال حتى الآن العديد من بقايا القلعة القديمة ماثلة حتى اليوم.
حتى وتشكل المنشأت الدينية الإسلامية جزءاً من تاريخ حماه وعظمتها؛ ففي مدينة حماه العديد من الجوامع القديمة التي ما زالت قائمة. الآن، كما في الجامع الكبير المتهدم الذي يعود تاريخ أشادته إلى عام ٦٣٦م، والجامع النوري (١١٦٣م) وجامع الحسنين (۱۱٥٧م) ، وجامع أبي الفداء (١٣٢٥م) وغير ذلك من الجوامع القديمة. وفي حماه كما في غيرها من المدن السورية أشاد نور الدين الزنكي عام ١١٦١م بجوار جامعه مشفى لمداواة المرضى، عرف بالبيمارستان النوري .
وفي حماه عدد كبير من الخانات القديمة من أقدمها وأشهرها خانين، هما: خان أسعد باشا العظم (۱۷٥م) ، وخان رستم باشا (عهد السلطان العثماني سليمان الأول). كما تحتوي حماه على العديد من الحمامات القديمة التي يعود معظمها للفترة الأيوبية، والبعض الآخر للفترة العثمانية، غير أن الحمام الوحيد الذي يعمل بها حتى الآن هو حمام الدرويشية في حي المرابط .
ومما لاشك فيه أن زائر حماه يفكر بالتعرف على أسواقها القديمة والحديثة، ليشاهد أهم معروضاتها وإبداعاتها الفنية. وفي حماه العديد من الأسواق القديمة نذكر من أهمها سوق المنصورية المعروف باسم سوق الطويل (۱۲۲۰م) الكائن في حي الدباغة الذي تنتشر على جانبيه العديد من الخانات القديم، والذي تتفرع منه أيضاً العديد من الأسواق الفرعية القديمة (سوق الحدادين وسوق النحاسين وسوق الجزماتية وسوق الصاغة)، وكذلك سوق الحاضر الذي يشبه سوق الطويل، لكنه أصغر منه .
ولابد من أن نختتم جولتنا بزيارة متحف حماه الذي يشغل قصراً من قصور حماه القديمة المتميزة وهو قصر العظم الذي يعود بناؤه إلى عام ١٧٤٠م، وهو درة فريدة في تاج العمارة الإسلامية، ومن أجمل الأوابد الأثرية العمرانية في العصر العثماني تستهوي زيارته أفئدة السياح على اختلاف أجناسهم، وأعمارهم وهو يضم في طياته آثار الشعوب التي تعاقبت على سكن محافظة حماه فبجانب احتوائه على قاعة للشهداء، وقاعة للوثائق والمخطوطات، فإنه يحتوي على قاعة للآثار تضم عشرة خزائن بداخلها آثار للحضارات التي تعاقبت على وادي العاصي في محافظة حماه، بالإضافة إلى احتوائه على لوحة فسيفسائية رائعة الجمال.
هما وفي مدينة حماه كليتين جامعيتين تابعتين لجامعة البعث في حمص. كلية طب الأسنان وكلية الطب البيطري كما فيها دار للمعلمين والمعلمات ومدرسة للتمريض ومعهدين صناعيين. وتزود حماه حالياً بمياه الشرب ابتداء) من عام ١٩٧٠) من أعالي نهر العاصي بعد تصفيتها عند بلدة القصير. ويعود تاريخ دخول الكهرباء مدينة حماه إلى عام ١٩٣٢ (٦) كانون الثاني من محطة توليد الطاقة الكهربائية في الغجر على نهر العاصي إلى الجنوب من حماه بنحو ٣٠كم. وقد توقف معمل الغجر منذ أواخر الخمسينات، وحلت بدلاً . منه محطة توليد الطاقة من سد الرستن. وتتلقى حالياً حماه كهربائها من الشبكة العامة التي تغذى من مصادر مختلفة في المحافظة وغيرها وفي حماه مستشفى وطني كبير يقع في جنوبها، بجانب العديد من المشافي الخاصة . حكومي ولابد للسائح بعد الاستمتاع بجولته في أرجاء مدينة حماه .
تعليق