قراءة نقدية في تجربة الفنان التشكيلي العراقي العالمي المغترب باسل العبيدي
باسل العبيدي العبيدي و غادة الطائي :
(( توأم الاحلام المبدعة ، بحجم احلام الارض ))
همسات الحجر هكذا وجدت رسالة في بريدي بصفحتي من صديق فنان عربي عراقي مغترب في اصقاع الأرض الوسيعة، في البداية قررت ان اتركها لزمن مليح يعجبني افتش عنها في جماليات موضوع الرسالة وجدوى انتاج الفنان في المعرض،ورغم انه كتبت ببساطة متناهية أقرب إلى شخصية الفنان، حيث لا تختلف رسائل عيون الاحبة عن جدوى الالفة، لهذا قررت ان افتش نفسي بحثا عن مكامن الضوء في الفة الامكنة ،وحسنا فعلت، لاني وحدت كنز الكنوز الفنية التي أجلها عن نجاعةعن الفن التشكيلي العربي الحديث، وكم كثيرون يمضون مهمشين ومنسيين في إقصاء تامة، حيث لم اعرف جماليات المحترف التشكيلي العراقي الا من كتب ومجلات هامة كانت بلندر الحيدري وجبرا وعادل كامل يحدثونا عنه ومعهم الراحل الجميل عفيف بهنسي الذي نحفظ مايكتبه في مزيد بالاهميو، ليظل من عرفهتم بدمشق وبيروت والرياض، معرفة اخرة، ولكن وبعد كل ماحدث للعراق العظيم، ويحدث لليوم، اسعدني ذلك الموسيقي التشكيلي المغترب باسل العبيدي الذي قال في تواضع ودهشة انظر ماقدمته من همسات الى الحضارة الاشورية في مدينة نينوى وهو مدينته الحبيبة، ومن عادة الاوفياء ام يكون لمدينتهم الاولى مكانة الحب الاول في أعياد الحب الحقيقية وهذا هو الفنان التشكيلي العراقي المغترب في تركيا باسل العبيدي العبيدي هو وزوجته الفنانة غادة الطائي ومعهم تلتقط أصداء روح رافدية عراقية، مشبعة في فن خواص الواقعية التعبيرية والواقعية المفرطة في اعماله التشكيلية، مع جميل موتيفاته السريعة، المشغولة في سرعة هي العمق الكبير،وليس ذلك الاسكتش السريع،حيث جرت العادة في كروكيات الرسامين، لهذا طال المطال ، ويحلو التفتيش في كوامن ذلك الرافدين العزيز، المحب العاشق والمخلص لحضارته العتيقة، وهو المشتاق من اغترابه الى عراقه هو، وهو غرامه الابقى ،ولهذا لديه مال الشام،والهلال الخصيب وأرض السواد حتى عربستان ، وخاصة انه لديه القدرة على التعامل مع اللون وخطوطه ،بخواص متفردة ومتميزة ومذهلة،في علاقاتها بناءات اللون من مشخص غنى مسطح لوحاته التصويرية الطافحة بقدرته على الدراسة الخطية والغرافيك المتين، وهز الذي يلح على معالجته للمواضيع الاساطير القديمة في رؤى حديثة ، ووفق ترميز رموز مضمر يريده، كخطاب له في المساحة التصويرية الناطقة، ليكون لسان حاله ايضا لما يعانه وطنه ويعانينه هو، وهو يشهد انهيار كل ماهو عالق في ذاكرة الفنان المغرق في تفاصيل انطبعت في تفكيره، وعاشها بحب وتفاني ،وكانها سجلت حرفية ذلك المصور التشكيلي الواقعي المذهل بواقعية مفرطة، ويكاد ليكون احد اهم المصورين العراقيين في مجال اختصاصه، حيث يسابق الريح الهوجاء بعصفها، وهو يقبض على لحظاته اللونية والسطوح في قبضة المعلم القدير، كما فعل الفنان الرائد فائق حسن احد اعلام المحترف التشكيلي العربي العراقي، ليكون هو نسيج نفسه في تصاويره ، لأجواء الحرب والخرب، ذلك باسل العبيدي المدهش الذي من جمال تواضعه ،انه لطيف ووسيم وجميل ونبيل، يحتضن لوحته راسم روحه الخلاقة بفنون صدقه وحبه لانه وموسيقاها، وجمال إنسانية الانسان، ولأنه رافدي حضاري حامل عبق حضارة العراق العظيم، على مر التاريخ، يرفض ان تكون لوحته بحجم مكانة العراق الحضاري، ولهذا في لوحاته يتفوق على العديد من الادعياء المنتجين لطق الحنك في حين اللوحة إنتاج بحلو الكلام،والمشهدية،وهذا ماتجده عنده، الذي يجيد انتاج لوحته وفق احترافية عملاقة وفق ذهنية فنان مجيد، ولأنه هناك جيل كامل من مبدعين العراق، مشردين في ظروف كل الظروف، ولانهم غير مدعومين بالواسطة والنفاق والتدجل ،يسعى الباسل وحده للرسم زمنه التشكيلي الجمالي، وفق عبقرية انتاج لوحاته المدهشة، التي قل الاعتراف بها لغياب الاعلام الحقيقي الصادق بدون محسوبيات وواسطة،ولهذا يغرد خارج السرب في عزف منفرد وبدون دعاية سياسة من يريد تمزق خصوصيته أصالة اللوحة التشكيلية العراقية العريقة،التي كانت ولازالت من اهم مقومات اللوحة الفنية التشكيلية التي تمثل الفن العراقي عبر مر التاريخ التشكيلي العربي الشامخ في الافاق ، مع جمالية أصالة هذا الفنان الحبيب الذي يشبه نبض روح دجلة والفرات مع شط العرب، وهكذا ساحر ذلك الفنان الخجول الجميل، الساكن بحب مع زوجته الفنانة وعائلته الفنية من لوحات والوان وموسيقا وانسانية والفن قل نظريها، او يعيشها فنان تشكيلي، ولهذا يظل هو من سلالة جمالية الفنانين العراقيين الراود يونس نجيب وعلاء بشير ومحمد مهر الدين وعباقرة عراقيين هو يكمل مسيرتهم بحب وتفاني وبذل سخي من الإبداع والتميز، ليظل في شدو مستمر مع ادواته الفنية،
وخاصة هو ذلك الفنان الرسام المتمكن من فنون التشريح الفني بواقع جمالية قوة كلاسيك نجوم عصر النهضة الايطالية، يحمله الخط وقوته من خلال قدراته التصويرية السحرية حيث يتفوق على نفسه، عندما يتحول قلم الرصاص ودرجاته الى نزق وعصبية، حسب طبيعة انسان الرافدين الذي خبر الزمن الاول، وتوالد افقية حياته على مر العصور التي جعلت من أرضية واقعه نزقة وانفعالية ولكنها قي رصانة المعلمين الفنانين الكبار، الواقعيين الى حدود الاعجاز الممتد حتى رسم علاقات الحياة والموت،وكلما تستغرق في قراءة تفاصيل راس الإنسان الميت، الجمجمة تعرف كيف يحاصرنا ذلك الرسام الاكاديمي باسل العبيدي في رسمه، ليقول لنا أن شكل اشكالنا لو تم تجريدنا الى اصولنا الاولى، سنرى كل ذلك التقسيم الهندسي الانفعالي في شكل عرينا، لان في العري الذي يرسمه عندما يتناول راس او جسد او يد او اقدام او بطن او ظهر إنسان، ماهو الا علامات فارقة لارواح تتردد في داخلنا المتعبة في كبت ما،ولهذا يعرى ذواتنا الفنان ،ويشدد على اهمية العنصر الإنساني في عوالمه التصويرية التي يريدها، شهادة على عصره المجنون، بدأ من كل سنوات حياته، سواء منذ كان طفلا يعرف تراب وطنه العراقي، او حتى بعد هجراته ليرسمه، وهكذا يقسم تمرحل خصوصية تجربته الفنية التشكيلية المحمولة، على محاولته كسر جمود ذلك الواقع المعاش ،وفق كافة التصورات والمقترحات الجمالية، لهذا تراه أجواء عوالمه ساخنة في الجو العام للعمل الفتي الذي يرسمن، وكما فعل سلفادور دالي المعلم الاسباني الكبير ، يحملنا الفنان المصور الى رؤى التكاوين الشاقة، والمغمضة في اللوحة،وكأنه مساحات ليست بيضاء في الاعلى،للبناء المعماري في لوحته، وانما هي مساحات في المعالجات السحرية لضربات فرشاته الناعمة والدافئة ولكنها النزقة،نزق خطوط قلم الرصاص، ولأنه يعي حجم امكانياته وافكاره وقدرته على الغزارة والانتخاب، تجده يتموسق في مساحة اللوحة، راقص وكأنه المجنون التشكيلي الذي يصادق الاسطورة التصويرية التي يريدها، لوحته والمرتبطة بالحياة اليومية في بلاده حتى لو رسم احصنة وثعبان واجساد راقصات منتظرات شكل التناغم اللوني الواحد،
وخاصة عندما يستحيل الهارموني للون الواحد مرات لاتعلق في مساحاته اللونية، وخاصة انه ملك الفراغ المحيط في شخوصه المرسومة في تكوين راسخ، دائما يزرعه في وسط اللوحة، ولايحيد عنه الا بحدود لغة التعبير الفني ،ذو الدلالة الادبية عندما يريد امتداداته مشبعة بالتبسيط والتعقيد،وهنا تكمن موهبة انتاج فنون خواص الدهشة عنده،
تردد اللون عنده حركة ، ودرجاته مونوكرومية، لهذا تجدها الوان مشعة وكانها هي تعبر عن حركية مايريده الفنان باسل العبيدي عندما ينطلق مثل حصان جموح في تدخل احساسه الانفعالي التصويري، وهكذا يحتفل بخواص مكمن اللون الفيزيائي الموحي في ايحاءته البصرية، ومنها قد تطيل النظر في فرصة للتأمل في بلورية مضامين اعماله الفنية التي اوقفها على نقوش هامة من الذاكرة الوطنية التي عرفها وعايشها في مزيد من المعايشة والمحبة الى حدود التأمل المتاني،
ومن هنا رسم وجوه بشر يعرفهم ويعرفوه ،وكان وافيا لهم وذاكرهم وتواريخ مواليدهم ورحليهم، شهداء عراقيين يختزلهم الذهن في صور لاتنسى، او عبر رسم شخصيات يومية هامة، منها الصديق والزميل والاخ والمدير والمحب والمشتاق الى لغة الفن ان يكون فيها، جزء لايتجزء منها، محمولا ،بمنهج التصوير الفني، ليكون ذخيرة شعبية تحمل بها عموم الناس،وهذا بعض من اجزاء مهمة الفن والتصوير ودور الفنان الحقيقي الطالع من الناس، والعائد لهم في اثاره الفنية المرحب بها،وفي ذلك تفوق الفنان المتمكن باسل العبيدي في ذلك،وجسده اجمل تجسيد في تجربته الابداعية، وهكذا ماسجلته فرشاته بأمانة وتصرف بحرفية المجيد،
وقد اذاب الفاصل الذاتي في مناخ خصب عندما استغرق في شكل ذاته ومضمونه في العديد من اعماله التي اوقفها على التشكيل الفني، حين يحرص على انتاج ذلك المضمون البصري الذي يحمل بعد فكري يريده هو، مختلف عن واقع تصوير الخيل والمناظر الطبيعية او الأعمال الاخرى، لهذا يظل حضوره في الساحة الفنية التشكيلية العربية والعراقية، علامة اضافية،و فارقة، لانه يعطي اثر متحرك في خصوصية اثاره الفنية، ولكنه ينتظره فقط بكرا احلى ،وياريت أن يأتي ذلك الحلى له، لكان شيء آخر ومختلف، ويارب، والله كريم ،
Art Aboud Salman
قراءة نقدية: عبود سلمان/ كندا
باسل العبيدي العبيدي و غادة الطائي :
(( توأم الاحلام المبدعة ، بحجم احلام الارض ))
همسات الحجر هكذا وجدت رسالة في بريدي بصفحتي من صديق فنان عربي عراقي مغترب في اصقاع الأرض الوسيعة، في البداية قررت ان اتركها لزمن مليح يعجبني افتش عنها في جماليات موضوع الرسالة وجدوى انتاج الفنان في المعرض،ورغم انه كتبت ببساطة متناهية أقرب إلى شخصية الفنان، حيث لا تختلف رسائل عيون الاحبة عن جدوى الالفة، لهذا قررت ان افتش نفسي بحثا عن مكامن الضوء في الفة الامكنة ،وحسنا فعلت، لاني وحدت كنز الكنوز الفنية التي أجلها عن نجاعةعن الفن التشكيلي العربي الحديث، وكم كثيرون يمضون مهمشين ومنسيين في إقصاء تامة، حيث لم اعرف جماليات المحترف التشكيلي العراقي الا من كتب ومجلات هامة كانت بلندر الحيدري وجبرا وعادل كامل يحدثونا عنه ومعهم الراحل الجميل عفيف بهنسي الذي نحفظ مايكتبه في مزيد بالاهميو، ليظل من عرفهتم بدمشق وبيروت والرياض، معرفة اخرة، ولكن وبعد كل ماحدث للعراق العظيم، ويحدث لليوم، اسعدني ذلك الموسيقي التشكيلي المغترب باسل العبيدي الذي قال في تواضع ودهشة انظر ماقدمته من همسات الى الحضارة الاشورية في مدينة نينوى وهو مدينته الحبيبة، ومن عادة الاوفياء ام يكون لمدينتهم الاولى مكانة الحب الاول في أعياد الحب الحقيقية وهذا هو الفنان التشكيلي العراقي المغترب في تركيا باسل العبيدي العبيدي هو وزوجته الفنانة غادة الطائي ومعهم تلتقط أصداء روح رافدية عراقية، مشبعة في فن خواص الواقعية التعبيرية والواقعية المفرطة في اعماله التشكيلية، مع جميل موتيفاته السريعة، المشغولة في سرعة هي العمق الكبير،وليس ذلك الاسكتش السريع،حيث جرت العادة في كروكيات الرسامين، لهذا طال المطال ، ويحلو التفتيش في كوامن ذلك الرافدين العزيز، المحب العاشق والمخلص لحضارته العتيقة، وهو المشتاق من اغترابه الى عراقه هو، وهو غرامه الابقى ،ولهذا لديه مال الشام،والهلال الخصيب وأرض السواد حتى عربستان ، وخاصة انه لديه القدرة على التعامل مع اللون وخطوطه ،بخواص متفردة ومتميزة ومذهلة،في علاقاتها بناءات اللون من مشخص غنى مسطح لوحاته التصويرية الطافحة بقدرته على الدراسة الخطية والغرافيك المتين، وهز الذي يلح على معالجته للمواضيع الاساطير القديمة في رؤى حديثة ، ووفق ترميز رموز مضمر يريده، كخطاب له في المساحة التصويرية الناطقة، ليكون لسان حاله ايضا لما يعانه وطنه ويعانينه هو، وهو يشهد انهيار كل ماهو عالق في ذاكرة الفنان المغرق في تفاصيل انطبعت في تفكيره، وعاشها بحب وتفاني ،وكانها سجلت حرفية ذلك المصور التشكيلي الواقعي المذهل بواقعية مفرطة، ويكاد ليكون احد اهم المصورين العراقيين في مجال اختصاصه، حيث يسابق الريح الهوجاء بعصفها، وهو يقبض على لحظاته اللونية والسطوح في قبضة المعلم القدير، كما فعل الفنان الرائد فائق حسن احد اعلام المحترف التشكيلي العربي العراقي، ليكون هو نسيج نفسه في تصاويره ، لأجواء الحرب والخرب، ذلك باسل العبيدي المدهش الذي من جمال تواضعه ،انه لطيف ووسيم وجميل ونبيل، يحتضن لوحته راسم روحه الخلاقة بفنون صدقه وحبه لانه وموسيقاها، وجمال إنسانية الانسان، ولأنه رافدي حضاري حامل عبق حضارة العراق العظيم، على مر التاريخ، يرفض ان تكون لوحته بحجم مكانة العراق الحضاري، ولهذا في لوحاته يتفوق على العديد من الادعياء المنتجين لطق الحنك في حين اللوحة إنتاج بحلو الكلام،والمشهدية،وهذا ماتجده عنده، الذي يجيد انتاج لوحته وفق احترافية عملاقة وفق ذهنية فنان مجيد، ولأنه هناك جيل كامل من مبدعين العراق، مشردين في ظروف كل الظروف، ولانهم غير مدعومين بالواسطة والنفاق والتدجل ،يسعى الباسل وحده للرسم زمنه التشكيلي الجمالي، وفق عبقرية انتاج لوحاته المدهشة، التي قل الاعتراف بها لغياب الاعلام الحقيقي الصادق بدون محسوبيات وواسطة،ولهذا يغرد خارج السرب في عزف منفرد وبدون دعاية سياسة من يريد تمزق خصوصيته أصالة اللوحة التشكيلية العراقية العريقة،التي كانت ولازالت من اهم مقومات اللوحة الفنية التشكيلية التي تمثل الفن العراقي عبر مر التاريخ التشكيلي العربي الشامخ في الافاق ، مع جمالية أصالة هذا الفنان الحبيب الذي يشبه نبض روح دجلة والفرات مع شط العرب، وهكذا ساحر ذلك الفنان الخجول الجميل، الساكن بحب مع زوجته الفنانة وعائلته الفنية من لوحات والوان وموسيقا وانسانية والفن قل نظريها، او يعيشها فنان تشكيلي، ولهذا يظل هو من سلالة جمالية الفنانين العراقيين الراود يونس نجيب وعلاء بشير ومحمد مهر الدين وعباقرة عراقيين هو يكمل مسيرتهم بحب وتفاني وبذل سخي من الإبداع والتميز، ليظل في شدو مستمر مع ادواته الفنية،
وخاصة هو ذلك الفنان الرسام المتمكن من فنون التشريح الفني بواقع جمالية قوة كلاسيك نجوم عصر النهضة الايطالية، يحمله الخط وقوته من خلال قدراته التصويرية السحرية حيث يتفوق على نفسه، عندما يتحول قلم الرصاص ودرجاته الى نزق وعصبية، حسب طبيعة انسان الرافدين الذي خبر الزمن الاول، وتوالد افقية حياته على مر العصور التي جعلت من أرضية واقعه نزقة وانفعالية ولكنها قي رصانة المعلمين الفنانين الكبار، الواقعيين الى حدود الاعجاز الممتد حتى رسم علاقات الحياة والموت،وكلما تستغرق في قراءة تفاصيل راس الإنسان الميت، الجمجمة تعرف كيف يحاصرنا ذلك الرسام الاكاديمي باسل العبيدي في رسمه، ليقول لنا أن شكل اشكالنا لو تم تجريدنا الى اصولنا الاولى، سنرى كل ذلك التقسيم الهندسي الانفعالي في شكل عرينا، لان في العري الذي يرسمه عندما يتناول راس او جسد او يد او اقدام او بطن او ظهر إنسان، ماهو الا علامات فارقة لارواح تتردد في داخلنا المتعبة في كبت ما،ولهذا يعرى ذواتنا الفنان ،ويشدد على اهمية العنصر الإنساني في عوالمه التصويرية التي يريدها، شهادة على عصره المجنون، بدأ من كل سنوات حياته، سواء منذ كان طفلا يعرف تراب وطنه العراقي، او حتى بعد هجراته ليرسمه، وهكذا يقسم تمرحل خصوصية تجربته الفنية التشكيلية المحمولة، على محاولته كسر جمود ذلك الواقع المعاش ،وفق كافة التصورات والمقترحات الجمالية، لهذا تراه أجواء عوالمه ساخنة في الجو العام للعمل الفتي الذي يرسمن، وكما فعل سلفادور دالي المعلم الاسباني الكبير ، يحملنا الفنان المصور الى رؤى التكاوين الشاقة، والمغمضة في اللوحة،وكأنه مساحات ليست بيضاء في الاعلى،للبناء المعماري في لوحته، وانما هي مساحات في المعالجات السحرية لضربات فرشاته الناعمة والدافئة ولكنها النزقة،نزق خطوط قلم الرصاص، ولأنه يعي حجم امكانياته وافكاره وقدرته على الغزارة والانتخاب، تجده يتموسق في مساحة اللوحة، راقص وكأنه المجنون التشكيلي الذي يصادق الاسطورة التصويرية التي يريدها، لوحته والمرتبطة بالحياة اليومية في بلاده حتى لو رسم احصنة وثعبان واجساد راقصات منتظرات شكل التناغم اللوني الواحد،
وخاصة عندما يستحيل الهارموني للون الواحد مرات لاتعلق في مساحاته اللونية، وخاصة انه ملك الفراغ المحيط في شخوصه المرسومة في تكوين راسخ، دائما يزرعه في وسط اللوحة، ولايحيد عنه الا بحدود لغة التعبير الفني ،ذو الدلالة الادبية عندما يريد امتداداته مشبعة بالتبسيط والتعقيد،وهنا تكمن موهبة انتاج فنون خواص الدهشة عنده،
تردد اللون عنده حركة ، ودرجاته مونوكرومية، لهذا تجدها الوان مشعة وكانها هي تعبر عن حركية مايريده الفنان باسل العبيدي عندما ينطلق مثل حصان جموح في تدخل احساسه الانفعالي التصويري، وهكذا يحتفل بخواص مكمن اللون الفيزيائي الموحي في ايحاءته البصرية، ومنها قد تطيل النظر في فرصة للتأمل في بلورية مضامين اعماله الفنية التي اوقفها على نقوش هامة من الذاكرة الوطنية التي عرفها وعايشها في مزيد من المعايشة والمحبة الى حدود التأمل المتاني،
ومن هنا رسم وجوه بشر يعرفهم ويعرفوه ،وكان وافيا لهم وذاكرهم وتواريخ مواليدهم ورحليهم، شهداء عراقيين يختزلهم الذهن في صور لاتنسى، او عبر رسم شخصيات يومية هامة، منها الصديق والزميل والاخ والمدير والمحب والمشتاق الى لغة الفن ان يكون فيها، جزء لايتجزء منها، محمولا ،بمنهج التصوير الفني، ليكون ذخيرة شعبية تحمل بها عموم الناس،وهذا بعض من اجزاء مهمة الفن والتصوير ودور الفنان الحقيقي الطالع من الناس، والعائد لهم في اثاره الفنية المرحب بها،وفي ذلك تفوق الفنان المتمكن باسل العبيدي في ذلك،وجسده اجمل تجسيد في تجربته الابداعية، وهكذا ماسجلته فرشاته بأمانة وتصرف بحرفية المجيد،
وقد اذاب الفاصل الذاتي في مناخ خصب عندما استغرق في شكل ذاته ومضمونه في العديد من اعماله التي اوقفها على التشكيل الفني، حين يحرص على انتاج ذلك المضمون البصري الذي يحمل بعد فكري يريده هو، مختلف عن واقع تصوير الخيل والمناظر الطبيعية او الأعمال الاخرى، لهذا يظل حضوره في الساحة الفنية التشكيلية العربية والعراقية، علامة اضافية،و فارقة، لانه يعطي اثر متحرك في خصوصية اثاره الفنية، ولكنه ينتظره فقط بكرا احلى ،وياريت أن يأتي ذلك الحلى له، لكان شيء آخر ومختلف، ويارب، والله كريم ،
Art Aboud Salman
قراءة نقدية: عبود سلمان/ كندا