الفصل الثالث
في ربوع محافظة حمص
تعد محافظة حمص من أكبر محافظات الجمهورية العربية السورية مساحة، إذ تشغل نحو ٤٢٢٢٦ كم ٢ ، أي قرابة ۲۳٪ من إجمالي مساحة الأراضي السورية. بينما لا تضم سوى ١٠٪ من عدد السكان (حوالي ١,١ مليون نسمة). وهذا مرده إلى أن الأراضي غير المستغلة تشغل نسبة كبيرة من مساحتها؛ فنحو ٨٠٪ أراضيها تدخل في نطاق البادية حيث يقل متوسط الأمطار سنوياً عن ٢٠٠مم، وتقل مع ذلك المراكز العمرانية الكبرى. وفي قرابة %۲۰% من مساحتها الممثلة في جزئها الغربي يقطن أكثر من سكانها، وهذا مرده إلى وفرة المياه فيها من أمطار وفيرة ونهر يجري عابراً إياها (نهر العاصي ينشر الخضرة والحياة على جانبيه . من
وتنبع أهمية الجزء القليل الأمطار في محافظة حمص (بادية حمص) من كونه يزخر بالأوابد التاريخية التي جعلت منه محط أنظار السياح العرب والأجانب الذين يفدون إلى سورية ولا يفكر أحدهم بمغادرتها دون أن تكون تدمر محطة له أو قصر الحير .... وغيرهما .
ليس هذا فحسب بل إن أبناء القطر العربي السوري يتوافدون بكثرة إلى المناطق الأثرية في هذه المحافظة للتعرف على تاريخ بلادهم وعظمته. وأكثر ما يحدث ذلك في فصل الربيع البديع حيث تعانق الطبيعة الجميلة الخضراء تاريخ هذا الجزء من بلادنا .
وفي أراضي محافظة حمص الكثير من الشواهد على السكني القديمة للإنسان فيها. فضفاف نهر العاصي عرفت إنسان العصر الحجري (الرستن) ومنطقة تدمر عرفته أيضاً حيثُ عثرت على آثاره في كهف الدوارة غربي
الأرك، وفي منطقة الكوم، والجبل الأبيض، وقرب تدمر، وبقاع أخرى كثيرة من البادية. ولذا فإن امكانيات السياحة الأثرية والتاريخية وفيرة جداً في هذه المحافظة، وما آثار تدمر، وقصري الحير الشرقي والغربي، وقصر الحلابات سوى نماذج عن ذلك .
الملامح الجغرافية العامة :
إن محافظة حمص شديدة التباين في مظاهر سطحها التضاريسية - شكل (١٤) - فالسهول تظهر واضحة على جانبي العاصي وبخاصة شرقيه، وفي منطقة البادية إلى الشرق من طريق تدمر - دمشق .
غربي حمص أما ما عدا سهل البقيعة فيتميز بارتفاعه ووعورة أرضه، حيث منطقة الوعر غربي مدينة حمص شديدة التضرس التي تمتد حتى منطقة جبل الحلو والبقيعة، وكذلك السفح الشرقي لجبال الساحل (أي منحدرات وادي النضارى الغربية والهوامش الشمالية لجبال لبنان الشرقية ممثلة في
جبل حسيا .
وغير ذلك) وجزء من وفي شرقي حمص تبرز سلسلة الجبال التدمرية الشمالية البلعاس الشاعر أبو رجمين الضاحك، غربي بشري. الجنوبية غنطوس، الباردة البصيري الأبتر) ولا تخلو منطقة الحماد من بعض الكتل الجبلية المرتفعة - كجبل التنف - والحواف الحادة - كجرف طراقات العلب الذي يطل شرقاً على منطقة الفيضات المنخفضة من البادية الشامية التي تنحدر إنحداراً خفيفاً باتجاه وادي الفرات - . وتظهر الصخور البازلتية السوداء في بقاع متفرقة من أراضي محافظة حمص، وبخاصة في منطقة جبل الحلو والوعر والبقيعة وجبل التنف، وجبل حماد الغراب. وبصورة عامة فإن وسطي إرتفاع أراضي محافظة حمص بحدود ٣٠٠م فوق مستوى سطح البحر.
والمناخ متباين أيضاً بشكل ملحوظ غير أن تباينه يكون أقل ظهوراً في الإتجاه الجنوبي الشمالي من الإتجاه الغربي - الشرقي، وذلك لقلة الإمتداد الجنوبي الشمالي (نحو ٢٥كم في أقصى غربها ونحو ٢٥٠كم في وسطها كأعظم إتساع فيها وقلة التباين في المظهر التضاريسي، بينما يصل إمتدادها الغربي - الشرقي إلى نحو ٣٦٠كم، كما تتباين المظاهر التضاريسية بشكل كبير ويختلف الإرتفاع بشكل واضح من الغرب إلى الشرق، بجانب قرب أجزائها الغربية من البحر المتوسط (حوالي (١٧كم). وهذا ينعكس بشكل واضح على المناخ ؛ فدرجة الحرارة السنوية المتوسطة تتراوح بين ١٢م في الغرب إلى نحو ١٩م في الشرق، بينما يتراوح متوسط حرارة شهر كانون الثاني بين ٤م في غربيها ونحو ٥٨ في شرقيها. ومتوسط شهر تموز بحدود ٢١م في غربيها المرتفع ونحو ٣٠م في شرقيها المنخفض.
كافة وتنخفض درجة الحرارة الصغرى المطلقة دون الصفر المئوي المناطق وقد يصل الإنخفاض في بعض بقاعها إلى ١٠م فما دون، بينما ترتفع درجة الحرارة العظمى المطلقة صيفاً لتصل إلى نحو ٤٥م في جزئها الشرقي، دون أن تتجاوز ٤٠م في أجزائها المرتفعة الغربية وعلى شواطىء بحيرة قطينة. والتهطال محصور في نصف السنة الشتوي عموماً، وبكميات سنوية متوسطة تتراوح بين ۱۲۰۰مم تقريباً في أقصى غربها المرتفع إلى أقل من ١٠٠مم في الشرق (سبع بيار نحو ١٠٠مم). غير أن نسبة المساحة التي تتلقى أمطاراً سنوية تزيد عن ٦٠٠ مم لا تشكل سوى نسبة 4% من مساحة محافظة حمص - ومدينة حمص تتلقى سنوياً ما معدله ٤٣٠ مم ـ، وحوالي نصف مساحتها ذات أمطار سنوية دون ١٥٠مم. ويتكرر تشكل الضباب سنوياً . محافظة حمص، وبخاصة في جزئها الأوسط، وعلى طول الطريق الذاهب من مدينة حمص إلى دمشق فيما بين حسيا والبريج.
ويعد نهر العاصي شريان المياه الرئيسي في محافظة حمص، وهو يخترق أراضيها الغربية بطول نحو ٧٣كم، ويدخل أراضيها قادماً من لبنان عند طاحونة العمرية، ويخرج منها عند بلدة الرستن. وعلى طول مجراه في المحافظة سدان يحجزان المياه في شكل بحيرات، أحدهما: في الأصل سد طبيعي استغل منذ القديم وعمل الإنسان على زيادة إرتفاعه تاركاً خلفه بحيرة كبيرة هي بحيرة قطينة التي ازدادت رقعة مساحتها وحجم تخزينها بعد أن تم تشييد سد حديث فوق القديم عام ١٩٤٠ لتصبح مساحتها نحو ٦٠كم٢ . والآخر : سد صناعي أقيم عند بلدة الرستن هو سد الرستن الذي يبلغ طوله ٤٠٠ متراً وارتفاعه ٥٦ متراً، ومساحة بحيرته نحو ٨كم٢. وخلف السد مباشرة أشيد جسر ضخم يرتفع ۷۰ متراً عن مجرى العاصي يشكل همزة وصل بين طرفي وادي العاصي وطريق دمشق - حلب. بجانب العديد من السدود التخزينية المقامة على الوديان السيلية التي تكثر في أرجاء المحافظة كافة. وتنتشر في بادية حمص العديد من الخبرات (خبرة التنف خبرة الشحمي، خبرة الزقف ... الخ والسبخات، كما في سبخة الموح الشهيرة جنوب شرقي تدمر مباشرة التي تشغل الجزء المركزي من حوضة تدمر المعروفة بحوضة الموح، وتشكل سبخة الموح قسماً كبيراً من الحوضة إذ تبلغ أبعادها القصوى ١٥٢٥كم، وتقع على ارتفاع يقارب ٣٧٠ متراً. وهناك عدد من الأنهار القصيرة في غربي حمص، بجانب العديد من الوديان السيلية في شرقها. وتزخر الأجزاء الغربية من المحافظة بالينابيع المائية، بخاصة ينابيع مرتفعات وادي النضارى - كما في نبع الفوار الشهير قرب قرية الزويتينية ، وكذلك نبع التنور إلى الغرب من بلدة القصير الذي يزود مدن حمص وحماة وسلمية والرستن وعدداً آخر من التجمعات البشرية بمياه الشرب.
والمحافظة فقيرة عموماً بغطاء نباتي طبيعي .
في ربوع محافظة حمص
تعد محافظة حمص من أكبر محافظات الجمهورية العربية السورية مساحة، إذ تشغل نحو ٤٢٢٢٦ كم ٢ ، أي قرابة ۲۳٪ من إجمالي مساحة الأراضي السورية. بينما لا تضم سوى ١٠٪ من عدد السكان (حوالي ١,١ مليون نسمة). وهذا مرده إلى أن الأراضي غير المستغلة تشغل نسبة كبيرة من مساحتها؛ فنحو ٨٠٪ أراضيها تدخل في نطاق البادية حيث يقل متوسط الأمطار سنوياً عن ٢٠٠مم، وتقل مع ذلك المراكز العمرانية الكبرى. وفي قرابة %۲۰% من مساحتها الممثلة في جزئها الغربي يقطن أكثر من سكانها، وهذا مرده إلى وفرة المياه فيها من أمطار وفيرة ونهر يجري عابراً إياها (نهر العاصي ينشر الخضرة والحياة على جانبيه . من
وتنبع أهمية الجزء القليل الأمطار في محافظة حمص (بادية حمص) من كونه يزخر بالأوابد التاريخية التي جعلت منه محط أنظار السياح العرب والأجانب الذين يفدون إلى سورية ولا يفكر أحدهم بمغادرتها دون أن تكون تدمر محطة له أو قصر الحير .... وغيرهما .
ليس هذا فحسب بل إن أبناء القطر العربي السوري يتوافدون بكثرة إلى المناطق الأثرية في هذه المحافظة للتعرف على تاريخ بلادهم وعظمته. وأكثر ما يحدث ذلك في فصل الربيع البديع حيث تعانق الطبيعة الجميلة الخضراء تاريخ هذا الجزء من بلادنا .
وفي أراضي محافظة حمص الكثير من الشواهد على السكني القديمة للإنسان فيها. فضفاف نهر العاصي عرفت إنسان العصر الحجري (الرستن) ومنطقة تدمر عرفته أيضاً حيثُ عثرت على آثاره في كهف الدوارة غربي
الأرك، وفي منطقة الكوم، والجبل الأبيض، وقرب تدمر، وبقاع أخرى كثيرة من البادية. ولذا فإن امكانيات السياحة الأثرية والتاريخية وفيرة جداً في هذه المحافظة، وما آثار تدمر، وقصري الحير الشرقي والغربي، وقصر الحلابات سوى نماذج عن ذلك .
الملامح الجغرافية العامة :
إن محافظة حمص شديدة التباين في مظاهر سطحها التضاريسية - شكل (١٤) - فالسهول تظهر واضحة على جانبي العاصي وبخاصة شرقيه، وفي منطقة البادية إلى الشرق من طريق تدمر - دمشق .
غربي حمص أما ما عدا سهل البقيعة فيتميز بارتفاعه ووعورة أرضه، حيث منطقة الوعر غربي مدينة حمص شديدة التضرس التي تمتد حتى منطقة جبل الحلو والبقيعة، وكذلك السفح الشرقي لجبال الساحل (أي منحدرات وادي النضارى الغربية والهوامش الشمالية لجبال لبنان الشرقية ممثلة في
جبل حسيا .
وغير ذلك) وجزء من وفي شرقي حمص تبرز سلسلة الجبال التدمرية الشمالية البلعاس الشاعر أبو رجمين الضاحك، غربي بشري. الجنوبية غنطوس، الباردة البصيري الأبتر) ولا تخلو منطقة الحماد من بعض الكتل الجبلية المرتفعة - كجبل التنف - والحواف الحادة - كجرف طراقات العلب الذي يطل شرقاً على منطقة الفيضات المنخفضة من البادية الشامية التي تنحدر إنحداراً خفيفاً باتجاه وادي الفرات - . وتظهر الصخور البازلتية السوداء في بقاع متفرقة من أراضي محافظة حمص، وبخاصة في منطقة جبل الحلو والوعر والبقيعة وجبل التنف، وجبل حماد الغراب. وبصورة عامة فإن وسطي إرتفاع أراضي محافظة حمص بحدود ٣٠٠م فوق مستوى سطح البحر.
والمناخ متباين أيضاً بشكل ملحوظ غير أن تباينه يكون أقل ظهوراً في الإتجاه الجنوبي الشمالي من الإتجاه الغربي - الشرقي، وذلك لقلة الإمتداد الجنوبي الشمالي (نحو ٢٥كم في أقصى غربها ونحو ٢٥٠كم في وسطها كأعظم إتساع فيها وقلة التباين في المظهر التضاريسي، بينما يصل إمتدادها الغربي - الشرقي إلى نحو ٣٦٠كم، كما تتباين المظاهر التضاريسية بشكل كبير ويختلف الإرتفاع بشكل واضح من الغرب إلى الشرق، بجانب قرب أجزائها الغربية من البحر المتوسط (حوالي (١٧كم). وهذا ينعكس بشكل واضح على المناخ ؛ فدرجة الحرارة السنوية المتوسطة تتراوح بين ١٢م في الغرب إلى نحو ١٩م في الشرق، بينما يتراوح متوسط حرارة شهر كانون الثاني بين ٤م في غربيها ونحو ٥٨ في شرقيها. ومتوسط شهر تموز بحدود ٢١م في غربيها المرتفع ونحو ٣٠م في شرقيها المنخفض.
كافة وتنخفض درجة الحرارة الصغرى المطلقة دون الصفر المئوي المناطق وقد يصل الإنخفاض في بعض بقاعها إلى ١٠م فما دون، بينما ترتفع درجة الحرارة العظمى المطلقة صيفاً لتصل إلى نحو ٤٥م في جزئها الشرقي، دون أن تتجاوز ٤٠م في أجزائها المرتفعة الغربية وعلى شواطىء بحيرة قطينة. والتهطال محصور في نصف السنة الشتوي عموماً، وبكميات سنوية متوسطة تتراوح بين ۱۲۰۰مم تقريباً في أقصى غربها المرتفع إلى أقل من ١٠٠مم في الشرق (سبع بيار نحو ١٠٠مم). غير أن نسبة المساحة التي تتلقى أمطاراً سنوية تزيد عن ٦٠٠ مم لا تشكل سوى نسبة 4% من مساحة محافظة حمص - ومدينة حمص تتلقى سنوياً ما معدله ٤٣٠ مم ـ، وحوالي نصف مساحتها ذات أمطار سنوية دون ١٥٠مم. ويتكرر تشكل الضباب سنوياً . محافظة حمص، وبخاصة في جزئها الأوسط، وعلى طول الطريق الذاهب من مدينة حمص إلى دمشق فيما بين حسيا والبريج.
ويعد نهر العاصي شريان المياه الرئيسي في محافظة حمص، وهو يخترق أراضيها الغربية بطول نحو ٧٣كم، ويدخل أراضيها قادماً من لبنان عند طاحونة العمرية، ويخرج منها عند بلدة الرستن. وعلى طول مجراه في المحافظة سدان يحجزان المياه في شكل بحيرات، أحدهما: في الأصل سد طبيعي استغل منذ القديم وعمل الإنسان على زيادة إرتفاعه تاركاً خلفه بحيرة كبيرة هي بحيرة قطينة التي ازدادت رقعة مساحتها وحجم تخزينها بعد أن تم تشييد سد حديث فوق القديم عام ١٩٤٠ لتصبح مساحتها نحو ٦٠كم٢ . والآخر : سد صناعي أقيم عند بلدة الرستن هو سد الرستن الذي يبلغ طوله ٤٠٠ متراً وارتفاعه ٥٦ متراً، ومساحة بحيرته نحو ٨كم٢. وخلف السد مباشرة أشيد جسر ضخم يرتفع ۷۰ متراً عن مجرى العاصي يشكل همزة وصل بين طرفي وادي العاصي وطريق دمشق - حلب. بجانب العديد من السدود التخزينية المقامة على الوديان السيلية التي تكثر في أرجاء المحافظة كافة. وتنتشر في بادية حمص العديد من الخبرات (خبرة التنف خبرة الشحمي، خبرة الزقف ... الخ والسبخات، كما في سبخة الموح الشهيرة جنوب شرقي تدمر مباشرة التي تشغل الجزء المركزي من حوضة تدمر المعروفة بحوضة الموح، وتشكل سبخة الموح قسماً كبيراً من الحوضة إذ تبلغ أبعادها القصوى ١٥٢٥كم، وتقع على ارتفاع يقارب ٣٧٠ متراً. وهناك عدد من الأنهار القصيرة في غربي حمص، بجانب العديد من الوديان السيلية في شرقها. وتزخر الأجزاء الغربية من المحافظة بالينابيع المائية، بخاصة ينابيع مرتفعات وادي النضارى - كما في نبع الفوار الشهير قرب قرية الزويتينية ، وكذلك نبع التنور إلى الغرب من بلدة القصير الذي يزود مدن حمص وحماة وسلمية والرستن وعدداً آخر من التجمعات البشرية بمياه الشرب.
والمحافظة فقيرة عموماً بغطاء نباتي طبيعي .
تعليق