جولة رقم ۸: السويداء - صلخد:
في جولتنا إلى صلخد سلكنا في الذهاب طريق القريا، وفي الإياب طريق الكفر. وطريقنا عبر القريا يأخذنا جنوباً، وأول قرية نمر بها هي قرية رساس (٦كم) التي تنتشر بيوتها على جانبي الطريق، تزينها الأشجار الحراجية المنتشرة شرقها وقليلاً ،غربها وإلى الشرق منها بنحو ٦كم يشمخ تل قليب المخروطي إلى ارتفاع ١٦۹۸م. وفي طرفها الجنوبي إلى الشرق من الطريق مباشرة يبرز تل بركاني قطره بحدود ١٠٠م وارتفاعه عما حوله نحو ١٥م يعرف بتل رساس الذي أُشيد على طرف قمته الغربية قصر زاده شموخاً. ومن طرف القرية الجنوبي يمتد طريق إسفلتي غرباً إلى عرى ومن ثم خرابا ليلتقي بطريق بصرى الشام - درعا فيما بين قريتي معربة و سهوة القمح وإلى الشرق من رساس بنحو ٢ كم ترقد قرية سهوة بلاطة في حوضة متماوجة تزينها خضرة الأشجار.
وبعد رساس بنحو ٥کم نمر بقرية عفينة ذات البيوت البازلتية والإسمنتية المتناثرة نسبياً إلى الشرق من الطريق. وإلى الغرب منها بنحو ۱۰۰۰م يتراءى تل غسان البركاني (۱۱۲۱م) فوق مستوى سطح البحر). وقبل عفينة وبعدها، وعلى طول طريقنا تقريباً في جولتنا هذه، تكثر الحجارة البازلتية في الأراضي التي قام بعض أهالي تلك القرى بتعزيلها من أراضيهم التي حدودها بسلاسل مرتفعة من تلك الحجارة، ومع ذلك فإن الزراعات قليلة باستثناء بعض بساتين الأشجار، غير أن الأعشاب وفيرة دون أن نشاهد اي قطيع حيواني يتغذى بها، بخاصة وأن جولتنا في أوج موسم الربيع (في اليوم الأخير من شهر نيسان عام (۱۹۹۳م. وبعد تجاوزنا عفينة بنحو ٢كم نعبر وادي الجعار ذي المياه القليلة، يليه بعد نحو ٣٠٠م وادي الزيدي
المتدفق ماء، وبينهما تزدان الأرض خضرة وبعدهما بقليل تقل المساحات الخضراء، كما تتناقص الأشجار المثمرة. وتزداد الأرض وعورة والأحجار البازلتية كثافة، إلى أن نطل على بلدة القريا لندخلها من تحت قوس مقام في أولها، وأول ما يطالعنا قبل ذلك القوس على يسار الطريق تمثالان بسيطان لطائرة ومدفع إشارة إلى تاريخ هذا البلدة النضالي والبطولي الذي لم يحد منه طائرات الفرنسيين ولا مدافعهم. وما تزال البيوت البازلتية القديمة التي آل بعضها إلى السقوط تزين القريا وتمنحها المظهر المميز لها رغم انتشار البيوت الاسمنتية الحديثة. وتنتشر البيوت البازلتية بشكل واسع غربي الطريق العام الذي يعبرها بخاصة في النصف الشمالي من القرية، حيث القرية القديمة. وجمال هذه البلدة آت من تاريخ أبنائها النضالي، ومن كونها بلدة سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى ضد الافرنسيين، التي تشد إليها الزوار من كل حدب وصوب للتعرف على البلدة التي أنجبت الأبطال. وفي البلدة نحو عشرة بيوت مؤلفة من طابقين وهي مركز ناحية، يقارب عدد سكانها من ٥٠٠٠ نسمة .
متراً وادي أبو هي سوى مسافة وهكذا نغادر القريا جنوباً دون أن نشاهد حولها سوى الأرض الخالية من الزراعات الكثيرة الوعورة لنعبر بعد ذلك بنحو ٥٠٠ حماقة، وبعده بنحو ٥٠٠ متر أخرى نترك شرقي الطريق بنحو ١٠٠ متراً مجموعة من البيوت تشكل ما يعرف باسم نمرة القريا (مزرعة النمرة)، وما ٤ كم جنوبي القريا حتى نصل إلى مفترق طرق ثلاثة أحدهما يذهب غرباً إلى بصرى الشام، والآخر يستمر جنوباً إلى بكا، وذيبين، وأم الرمان والغازية، ويمكن الاستمرار به شرقاً إلى العنز، ومن ثم شمالاً شرقاً إلى قرية المشقوق، لنعود نحو الشمال إلى صلخد، والثالث يذهب باتجاه الشرق مسافة ١٢كم إلى مدينة صلخد الشامخة بقلعتها التي ذلك المفترق وباتباعنا لذلك الطريق نمر بعد نحو ٢كم بقرية تبدو لنا من
حوط الممتدة على جانبي الطريق مع تركز معظم بيوتها جنوب الطريق التي تسود فيها البيوت البازلتية بشكل ظاهر (٥٠%) من عمرانها بازلتي). وإلى جنوبها وحولها بمساحة محدودة تبدو بعض المساحات القليلة المزروعة بالمحاصيل الحقلية، وبعض الأشجار المثمرة (عنب وزيتون). وبعد حوط بنحو ٤كم تتراءى لنا شمالي الطريق قرية حسنة المظهر وسط وهدة منخفضة نسبياً ذات بيوت يغلب عليها الحداثة، حتى لتكاد البيوت البازلتية لا تشاهد فيها، ويكاد العمران فيها يمتد حتى مشارف الطريق، وهذه القرية هي المنيذرة التي يقود إلى مركزها الذي يبعد عن الطريق العام نحو ١٠٠٠م طريق اسفلتي .
وهكذا نكون قد اقتربنا من صلخد وبدت لنا بذلك قلعتها بشكل كامل شامخة راقدة فوق تل بركاني قائم هو بالأصل على أرض بركانية مرتفعة، قامت فوقها عند أطراف التل الجنوبية والغربية مدينة صلخد التي انتشرت أبنيتها حتى هوامش التل الدنيا وهي بلدة تبدو عليها مظاهر القرية الكبيرة القديمة، وبخاصة في الأجزاء منها القريبة من قاعدة التل العليا حيث تكثر البيوت البازلتية بشكل يكاد أن يكون تاماً، لتقل البيوت البازلتية دون أن تنعدم بالابتعاد إلى هوامش الأرض المرتفعة الجنوبية والغربية، حيث تبدو في الطرف الجنوبي من القرية بعض البيوت الاسمنتية الحديثة التي تأخذ شكل فيلات جميلة .
وصلخد مدينة أثرية ومن أبرز آثارها قلعتها الأيوبية القائمة فوق تل صلخد البركاني، ويعود بناؤها إلى عهد الأنباط ليجددها الأيوبيون، ومن ثم المماليك من بعدهم، ورغم ما تبدو به من شموخ وصمود لعاديات الدهر ومحافظة على مظهرها العام إلا أنها لم تنل الاهتمام الطلوب لترميمها وتحسين مظهرها واستثمارها في السياحة فما زالت دون ترميم، وهي منذ عهودها. وفي ساحة المدينة الرئيسية الواقعة في جزئها الجنوبي كما هي
الشرقي تشمخ مئذنة إلى ارتفاع يقارب من ١٦ متراً، بينما الجامع الذي كان في موقعها تهدم ولا وجود له حالياً. وتعود المئذنة إلى العهد الأيوبي، وهي بحالة جيدة. كما يوجد آثار لقبور أيوبية وحجارة مكتوبة بالخط العربي.
في جولتنا إلى صلخد سلكنا في الذهاب طريق القريا، وفي الإياب طريق الكفر. وطريقنا عبر القريا يأخذنا جنوباً، وأول قرية نمر بها هي قرية رساس (٦كم) التي تنتشر بيوتها على جانبي الطريق، تزينها الأشجار الحراجية المنتشرة شرقها وقليلاً ،غربها وإلى الشرق منها بنحو ٦كم يشمخ تل قليب المخروطي إلى ارتفاع ١٦۹۸م. وفي طرفها الجنوبي إلى الشرق من الطريق مباشرة يبرز تل بركاني قطره بحدود ١٠٠م وارتفاعه عما حوله نحو ١٥م يعرف بتل رساس الذي أُشيد على طرف قمته الغربية قصر زاده شموخاً. ومن طرف القرية الجنوبي يمتد طريق إسفلتي غرباً إلى عرى ومن ثم خرابا ليلتقي بطريق بصرى الشام - درعا فيما بين قريتي معربة و سهوة القمح وإلى الشرق من رساس بنحو ٢ كم ترقد قرية سهوة بلاطة في حوضة متماوجة تزينها خضرة الأشجار.
وبعد رساس بنحو ٥کم نمر بقرية عفينة ذات البيوت البازلتية والإسمنتية المتناثرة نسبياً إلى الشرق من الطريق. وإلى الغرب منها بنحو ۱۰۰۰م يتراءى تل غسان البركاني (۱۱۲۱م) فوق مستوى سطح البحر). وقبل عفينة وبعدها، وعلى طول طريقنا تقريباً في جولتنا هذه، تكثر الحجارة البازلتية في الأراضي التي قام بعض أهالي تلك القرى بتعزيلها من أراضيهم التي حدودها بسلاسل مرتفعة من تلك الحجارة، ومع ذلك فإن الزراعات قليلة باستثناء بعض بساتين الأشجار، غير أن الأعشاب وفيرة دون أن نشاهد اي قطيع حيواني يتغذى بها، بخاصة وأن جولتنا في أوج موسم الربيع (في اليوم الأخير من شهر نيسان عام (۱۹۹۳م. وبعد تجاوزنا عفينة بنحو ٢كم نعبر وادي الجعار ذي المياه القليلة، يليه بعد نحو ٣٠٠م وادي الزيدي
المتدفق ماء، وبينهما تزدان الأرض خضرة وبعدهما بقليل تقل المساحات الخضراء، كما تتناقص الأشجار المثمرة. وتزداد الأرض وعورة والأحجار البازلتية كثافة، إلى أن نطل على بلدة القريا لندخلها من تحت قوس مقام في أولها، وأول ما يطالعنا قبل ذلك القوس على يسار الطريق تمثالان بسيطان لطائرة ومدفع إشارة إلى تاريخ هذا البلدة النضالي والبطولي الذي لم يحد منه طائرات الفرنسيين ولا مدافعهم. وما تزال البيوت البازلتية القديمة التي آل بعضها إلى السقوط تزين القريا وتمنحها المظهر المميز لها رغم انتشار البيوت الاسمنتية الحديثة. وتنتشر البيوت البازلتية بشكل واسع غربي الطريق العام الذي يعبرها بخاصة في النصف الشمالي من القرية، حيث القرية القديمة. وجمال هذه البلدة آت من تاريخ أبنائها النضالي، ومن كونها بلدة سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى ضد الافرنسيين، التي تشد إليها الزوار من كل حدب وصوب للتعرف على البلدة التي أنجبت الأبطال. وفي البلدة نحو عشرة بيوت مؤلفة من طابقين وهي مركز ناحية، يقارب عدد سكانها من ٥٠٠٠ نسمة .
متراً وادي أبو هي سوى مسافة وهكذا نغادر القريا جنوباً دون أن نشاهد حولها سوى الأرض الخالية من الزراعات الكثيرة الوعورة لنعبر بعد ذلك بنحو ٥٠٠ حماقة، وبعده بنحو ٥٠٠ متر أخرى نترك شرقي الطريق بنحو ١٠٠ متراً مجموعة من البيوت تشكل ما يعرف باسم نمرة القريا (مزرعة النمرة)، وما ٤ كم جنوبي القريا حتى نصل إلى مفترق طرق ثلاثة أحدهما يذهب غرباً إلى بصرى الشام، والآخر يستمر جنوباً إلى بكا، وذيبين، وأم الرمان والغازية، ويمكن الاستمرار به شرقاً إلى العنز، ومن ثم شمالاً شرقاً إلى قرية المشقوق، لنعود نحو الشمال إلى صلخد، والثالث يذهب باتجاه الشرق مسافة ١٢كم إلى مدينة صلخد الشامخة بقلعتها التي ذلك المفترق وباتباعنا لذلك الطريق نمر بعد نحو ٢كم بقرية تبدو لنا من
حوط الممتدة على جانبي الطريق مع تركز معظم بيوتها جنوب الطريق التي تسود فيها البيوت البازلتية بشكل ظاهر (٥٠%) من عمرانها بازلتي). وإلى جنوبها وحولها بمساحة محدودة تبدو بعض المساحات القليلة المزروعة بالمحاصيل الحقلية، وبعض الأشجار المثمرة (عنب وزيتون). وبعد حوط بنحو ٤كم تتراءى لنا شمالي الطريق قرية حسنة المظهر وسط وهدة منخفضة نسبياً ذات بيوت يغلب عليها الحداثة، حتى لتكاد البيوت البازلتية لا تشاهد فيها، ويكاد العمران فيها يمتد حتى مشارف الطريق، وهذه القرية هي المنيذرة التي يقود إلى مركزها الذي يبعد عن الطريق العام نحو ١٠٠٠م طريق اسفلتي .
وهكذا نكون قد اقتربنا من صلخد وبدت لنا بذلك قلعتها بشكل كامل شامخة راقدة فوق تل بركاني قائم هو بالأصل على أرض بركانية مرتفعة، قامت فوقها عند أطراف التل الجنوبية والغربية مدينة صلخد التي انتشرت أبنيتها حتى هوامش التل الدنيا وهي بلدة تبدو عليها مظاهر القرية الكبيرة القديمة، وبخاصة في الأجزاء منها القريبة من قاعدة التل العليا حيث تكثر البيوت البازلتية بشكل يكاد أن يكون تاماً، لتقل البيوت البازلتية دون أن تنعدم بالابتعاد إلى هوامش الأرض المرتفعة الجنوبية والغربية، حيث تبدو في الطرف الجنوبي من القرية بعض البيوت الاسمنتية الحديثة التي تأخذ شكل فيلات جميلة .
وصلخد مدينة أثرية ومن أبرز آثارها قلعتها الأيوبية القائمة فوق تل صلخد البركاني، ويعود بناؤها إلى عهد الأنباط ليجددها الأيوبيون، ومن ثم المماليك من بعدهم، ورغم ما تبدو به من شموخ وصمود لعاديات الدهر ومحافظة على مظهرها العام إلا أنها لم تنل الاهتمام الطلوب لترميمها وتحسين مظهرها واستثمارها في السياحة فما زالت دون ترميم، وهي منذ عهودها. وفي ساحة المدينة الرئيسية الواقعة في جزئها الجنوبي كما هي
الشرقي تشمخ مئذنة إلى ارتفاع يقارب من ١٦ متراً، بينما الجامع الذي كان في موقعها تهدم ولا وجود له حالياً. وتعود المئذنة إلى العهد الأيوبي، وهي بحالة جيدة. كما يوجد آثار لقبور أيوبية وحجارة مكتوبة بالخط العربي.
تعليق