جولة (٤): درعا - تل شهاب - زيزون - مزيريب
من طرف درعا الشمالي ومن أولى ساحاتها الحديثة ومدخلها الجميل، نتجه غرباً عبر شارع جمال عبد الناصر الذي يشكل بداية الطريق المؤدي إلى منتزهات حوران وشلالاتها وبحيراتها وحيث ننعم بهوائها العذب النقي الرطب نوعاً ما، الذي يأتي من البحر بعد عبوره فوق شمالي فلسطين. إننا نقصد مثلث حوران الجنوبي الغربي الذي تشكل اليادودة رأسه وأضلاعه الثلاثة تتمثل في اليادودة - الأشعري مروراً بمزيريب واليادودة - تل شهاب ، وتل شهاب - زيزون - العجمي - الأشعري ضلعه الثالث المقوس غرباً قليلاً، كما هو موضح في الشكل (١٠).
وماذا ماذا نرى في هذا المثلث وبماذا نستمتع وأي طبيعة نحن نزورها، الانسان الحديث فيها .. وأي دور ممكن أن تلعبه هذه البقعة صنع في مجال السياحة والاستجمام. إننا نتجول ضمن حقول من القمح والشعير الخضراء التي تتألق بهاء بما تحمله في رؤوسها من عطاء منحته إياها أرض خصبة، ومياه ،وفيرة وقد لا تغيب عن ناظرنا بساتين الزيتون والكرمة والرمان ونحن نسلك أي محور من محاور جولتنا السياحية ... إننا نستمتع بالماء المتدفق من عل في تل شهاب كما في زيزون، وبالبحيرات الطبيعية الصغيرة التي نزورها (بحيرة زيزون وبحيرة العجمي، وبحيرة الأشعري وبحيرة مزيريب أكبرها). إنها طبيعة تنفرد بها تلك البقعة من أرض سورية، حيث تتعانق فيها عذوبة الهواء ورقته مع نقاوة الماء وتدفقها بشكل شلالات، والخضرة التي تزين الأرض في فصول السنة؛ فربيعها الطبيعة السورية بما تمنحه السماء من مطر يتحول إلى حياة وصيفها تحوله مياه الري المتوفرة من خلال الآبار ومن مشاريع الري الحكومية إلى خضرة متجددة بعد الربيع، وحتى شتاؤها لا تنقطع الخضرة فيه لغلبة أشجار الزيتون المورقة دوماً، وأشجار السرو التي تزين الطبيعة في القرى أو على جنبات ربيع الطرق التي نسلكها، وانسان طيب يعيش فيها .. عمل واجتهد، تغرب هجرة، وحصد زرعاً، وبناؤه الحديث يضيف جمالاً إلى جمال الطبيعة .
وما إن نبتعد عن درعا شمالاً غرباً مسافة اكم حتى نصل قرية اليادودة التي تنتشر معظم بيوتها شمالي الطريق وهي قرية جميلة، بل يمكن اعتبارها من اجمل قرى حوران طبيعة وتنظيماً وتناسقاً، ذات بيوت اسمنتية حديثة، كل بيت بمثابة فيلا محاطة بحديقة واسعة تزينها الأشجار الوارفة الظلال، وإلى الغرب منها بمتد واد سيلي ينحدر غرباً يعرف بوادي الذهب والذي يلتقي شمالي اليادودة مباشرة وادٍ آخر قادم من الشمال. وعند اليادودة يتفرق الطريق إلى فرعين أحدهما يستمر نحو الشمال الغربي إلى مزيريب، والآخر يمتد غرباً إلى شلالات تل شهاب وزيزون، وسنتبع الطريق الغربي مسافة نحو ٦كم لنجد طريقاً يتفرع عنه جنوباً مسافة نحو ١,٥كم لينحرف بعدها غرباً إلى شلالات تل شهاب مسافة كم، ولكن بعد أن يستمر فرغ منه جنوباً إلى قرية صغيرة اسمها المنشية. وقبل أن نبلغ حافة وادي العويرض الذي منها نرى الطرف الآخر منه والذي تتدفق المياه فوقه بشكل شلالات كما نشاهد آثار طواحين الماء القديمة في اسفل وادي العويرض، فإننا سنمر عند الطرف الشمالي من تل شهاب، ذلك التل الذي يرتفع عما حوله وسطياً بحدود ٤٠ متراً، وقطره يقارب من ٣٠٠م، وعلى قمته قامت قرية تل شهاب القديمة من حجارة البازلت، والتي حل الخراب بالأعظم من بيوتها، وما تزال بعض البيوت مسكونة حتى الآن. والقرية القديمة تقوم على أنقاض قرية اقدم يبدو سورها واضحاً والتي تعود إلى ما قبل عهد الرومان. وإلى الغرب من التل قامت قرية تل شهاب الحديثة في أرض سهلية منبسطة .
ومن الطرف الغربي لقرية تل شهاب الحالية نسلك طريقاً فرعياً شمالاً مسافة نحو اكم لنلتقي بالطريق الرئيسي القادم من اليادودة باتجاه زيزون بعد أن تفرع عنه عند الكم ٦ جنوباً طريق تل شهاب، ولنستمر غرباً نحو زيزون أولاً وادي العويرض ولكن ليس قبل أن نسير نحو سافلته نحو ٥٠ متراً لنراه ينحدر بشدة إلى عمق يقارب ٢٥ متراً بحيث تنحدر المياه عند جريانها بشكل شلالات . لنعير
وباستمرارنا غرباً مسافة ٥كم نصل إلى بحيرة زيزون ونبعها المتدفق بغزارة والتي تتدفق مياه البحيرة غرباً . عبر واد صغير. وعلى الجانب الجنوبي من الوادي يوجد منتزه شعبي، بينما على الجانب الشمالي المقابل للمنتزه عند أول مخرج المياه من البحيرة أقيمت محطة ضخ لجزء من مياه البحيرة المتدفق باتجاه شمال شرقي درعا لإرواء الأراضي هناك (منطقة خربة الغزالة) فيما يعرف بمشروع الإرواء الجديد وعلينا أن نستمر غرباً بعد بحيرة زيزون نحو ٢كم لنصل إلى قرية زيزون والشلالات التي ترسمها مياه وادي زيزون وهو يطل من عل على وادي اليرموك، والتي تفترش مياهه مساحة واسعة من الأرض قبل أن تسقط من عل لتشكل منظراً جميلاً، ومجالاً رحباً يرطب به الزوار أرجلهم فيها. ومن زيزون يمكن مشاهدة الوديان العميقة في غربها وهي تلتقي ببعضها لتشكل مؤخراً نهر اليرموك .
وقبل بلوغنا بحيرة زيزون بنحو ٢ كم يتفرع طريق اسفلتي شمالاً لابد لنا من سلوكه إذا ما أردنا أن نكمل جولتنا الربيعية السياحية في ربوع الأرض الخضراء والهواء النقي والمياه المتدفقة ولنزور نبع العجمي وبحيرته وقرية العجمي الواقعة غربه التي يغلب على مادة عمرانها الطين والحجارة السوداء، ولنستمر بعدها إلى نبع الأشعري وبحرته المقام على طرفها الغربي (مقصف أبو الوليد الواقعة جنوبي الطريق القادم من العجمي، وإلى الغرب من الطريق بنحو ۱۰۰۰م ينتصب تل الأشعري. مقصف ومنتزه
وقبل أن يلتقي طريق زيزون - العجمي - الأشعري بطريق درعا _ مزيريب - نوی، نشاهد على يسار الطريق منتزهاً شعبياً (منتزه الأشعري) وعلى يمينه مقصفاً جميلاً (مقصف عجورة) .
وهكذا نكون قد شارفنا على نهاية جولتنا الغنية بمعالمها الطبيعية الجميلة التي أضاف الانسان إلى جمالها جمالاً، بما استحدثه من مشاريع ري، وبما أقامه من طرق مواصلات اسفلتية تسهل على المرء الوصول إلى حيثما يريد وبما زرعه من أشجار مثمرة وارفة الظلال. إنها بقعة جديرة بالاهتمام، وتوجيه العناية بها لأنها إحدى أماكن التنزه والاستجمام التي تثير شجون النفس وتبعث فيها الراحة والطمأنينة ولكنها منطقة تفتقر إلى المنشآت السياحية افتقاراً كبيراً ، فماذا نجد في تل شهاب؟ وماذا في زيزون أو العجمي... إنها ثروة كامنة في تلك البقعة لم تستغل بعد . . . بد من استغلالها واستثمارها بحيث يرفد جمال طبيعتها بجمال صنع فلا الانسان .
من طرف درعا الشمالي ومن أولى ساحاتها الحديثة ومدخلها الجميل، نتجه غرباً عبر شارع جمال عبد الناصر الذي يشكل بداية الطريق المؤدي إلى منتزهات حوران وشلالاتها وبحيراتها وحيث ننعم بهوائها العذب النقي الرطب نوعاً ما، الذي يأتي من البحر بعد عبوره فوق شمالي فلسطين. إننا نقصد مثلث حوران الجنوبي الغربي الذي تشكل اليادودة رأسه وأضلاعه الثلاثة تتمثل في اليادودة - الأشعري مروراً بمزيريب واليادودة - تل شهاب ، وتل شهاب - زيزون - العجمي - الأشعري ضلعه الثالث المقوس غرباً قليلاً، كما هو موضح في الشكل (١٠).
وماذا ماذا نرى في هذا المثلث وبماذا نستمتع وأي طبيعة نحن نزورها، الانسان الحديث فيها .. وأي دور ممكن أن تلعبه هذه البقعة صنع في مجال السياحة والاستجمام. إننا نتجول ضمن حقول من القمح والشعير الخضراء التي تتألق بهاء بما تحمله في رؤوسها من عطاء منحته إياها أرض خصبة، ومياه ،وفيرة وقد لا تغيب عن ناظرنا بساتين الزيتون والكرمة والرمان ونحن نسلك أي محور من محاور جولتنا السياحية ... إننا نستمتع بالماء المتدفق من عل في تل شهاب كما في زيزون، وبالبحيرات الطبيعية الصغيرة التي نزورها (بحيرة زيزون وبحيرة العجمي، وبحيرة الأشعري وبحيرة مزيريب أكبرها). إنها طبيعة تنفرد بها تلك البقعة من أرض سورية، حيث تتعانق فيها عذوبة الهواء ورقته مع نقاوة الماء وتدفقها بشكل شلالات، والخضرة التي تزين الأرض في فصول السنة؛ فربيعها الطبيعة السورية بما تمنحه السماء من مطر يتحول إلى حياة وصيفها تحوله مياه الري المتوفرة من خلال الآبار ومن مشاريع الري الحكومية إلى خضرة متجددة بعد الربيع، وحتى شتاؤها لا تنقطع الخضرة فيه لغلبة أشجار الزيتون المورقة دوماً، وأشجار السرو التي تزين الطبيعة في القرى أو على جنبات ربيع الطرق التي نسلكها، وانسان طيب يعيش فيها .. عمل واجتهد، تغرب هجرة، وحصد زرعاً، وبناؤه الحديث يضيف جمالاً إلى جمال الطبيعة .
وما إن نبتعد عن درعا شمالاً غرباً مسافة اكم حتى نصل قرية اليادودة التي تنتشر معظم بيوتها شمالي الطريق وهي قرية جميلة، بل يمكن اعتبارها من اجمل قرى حوران طبيعة وتنظيماً وتناسقاً، ذات بيوت اسمنتية حديثة، كل بيت بمثابة فيلا محاطة بحديقة واسعة تزينها الأشجار الوارفة الظلال، وإلى الغرب منها بمتد واد سيلي ينحدر غرباً يعرف بوادي الذهب والذي يلتقي شمالي اليادودة مباشرة وادٍ آخر قادم من الشمال. وعند اليادودة يتفرق الطريق إلى فرعين أحدهما يستمر نحو الشمال الغربي إلى مزيريب، والآخر يمتد غرباً إلى شلالات تل شهاب وزيزون، وسنتبع الطريق الغربي مسافة نحو ٦كم لنجد طريقاً يتفرع عنه جنوباً مسافة نحو ١,٥كم لينحرف بعدها غرباً إلى شلالات تل شهاب مسافة كم، ولكن بعد أن يستمر فرغ منه جنوباً إلى قرية صغيرة اسمها المنشية. وقبل أن نبلغ حافة وادي العويرض الذي منها نرى الطرف الآخر منه والذي تتدفق المياه فوقه بشكل شلالات كما نشاهد آثار طواحين الماء القديمة في اسفل وادي العويرض، فإننا سنمر عند الطرف الشمالي من تل شهاب، ذلك التل الذي يرتفع عما حوله وسطياً بحدود ٤٠ متراً، وقطره يقارب من ٣٠٠م، وعلى قمته قامت قرية تل شهاب القديمة من حجارة البازلت، والتي حل الخراب بالأعظم من بيوتها، وما تزال بعض البيوت مسكونة حتى الآن. والقرية القديمة تقوم على أنقاض قرية اقدم يبدو سورها واضحاً والتي تعود إلى ما قبل عهد الرومان. وإلى الغرب من التل قامت قرية تل شهاب الحديثة في أرض سهلية منبسطة .
ومن الطرف الغربي لقرية تل شهاب الحالية نسلك طريقاً فرعياً شمالاً مسافة نحو اكم لنلتقي بالطريق الرئيسي القادم من اليادودة باتجاه زيزون بعد أن تفرع عنه عند الكم ٦ جنوباً طريق تل شهاب، ولنستمر غرباً نحو زيزون أولاً وادي العويرض ولكن ليس قبل أن نسير نحو سافلته نحو ٥٠ متراً لنراه ينحدر بشدة إلى عمق يقارب ٢٥ متراً بحيث تنحدر المياه عند جريانها بشكل شلالات . لنعير
وباستمرارنا غرباً مسافة ٥كم نصل إلى بحيرة زيزون ونبعها المتدفق بغزارة والتي تتدفق مياه البحيرة غرباً . عبر واد صغير. وعلى الجانب الجنوبي من الوادي يوجد منتزه شعبي، بينما على الجانب الشمالي المقابل للمنتزه عند أول مخرج المياه من البحيرة أقيمت محطة ضخ لجزء من مياه البحيرة المتدفق باتجاه شمال شرقي درعا لإرواء الأراضي هناك (منطقة خربة الغزالة) فيما يعرف بمشروع الإرواء الجديد وعلينا أن نستمر غرباً بعد بحيرة زيزون نحو ٢كم لنصل إلى قرية زيزون والشلالات التي ترسمها مياه وادي زيزون وهو يطل من عل على وادي اليرموك، والتي تفترش مياهه مساحة واسعة من الأرض قبل أن تسقط من عل لتشكل منظراً جميلاً، ومجالاً رحباً يرطب به الزوار أرجلهم فيها. ومن زيزون يمكن مشاهدة الوديان العميقة في غربها وهي تلتقي ببعضها لتشكل مؤخراً نهر اليرموك .
وقبل بلوغنا بحيرة زيزون بنحو ٢ كم يتفرع طريق اسفلتي شمالاً لابد لنا من سلوكه إذا ما أردنا أن نكمل جولتنا الربيعية السياحية في ربوع الأرض الخضراء والهواء النقي والمياه المتدفقة ولنزور نبع العجمي وبحيرته وقرية العجمي الواقعة غربه التي يغلب على مادة عمرانها الطين والحجارة السوداء، ولنستمر بعدها إلى نبع الأشعري وبحرته المقام على طرفها الغربي (مقصف أبو الوليد الواقعة جنوبي الطريق القادم من العجمي، وإلى الغرب من الطريق بنحو ۱۰۰۰م ينتصب تل الأشعري. مقصف ومنتزه
وقبل أن يلتقي طريق زيزون - العجمي - الأشعري بطريق درعا _ مزيريب - نوی، نشاهد على يسار الطريق منتزهاً شعبياً (منتزه الأشعري) وعلى يمينه مقصفاً جميلاً (مقصف عجورة) .
وهكذا نكون قد شارفنا على نهاية جولتنا الغنية بمعالمها الطبيعية الجميلة التي أضاف الانسان إلى جمالها جمالاً، بما استحدثه من مشاريع ري، وبما أقامه من طرق مواصلات اسفلتية تسهل على المرء الوصول إلى حيثما يريد وبما زرعه من أشجار مثمرة وارفة الظلال. إنها بقعة جديرة بالاهتمام، وتوجيه العناية بها لأنها إحدى أماكن التنزه والاستجمام التي تثير شجون النفس وتبعث فيها الراحة والطمأنينة ولكنها منطقة تفتقر إلى المنشآت السياحية افتقاراً كبيراً ، فماذا نجد في تل شهاب؟ وماذا في زيزون أو العجمي... إنها ثروة كامنة في تلك البقعة لم تستغل بعد . . . بد من استغلالها واستثمارها بحيث يرفد جمال طبيعتها بجمال صنع فلا الانسان .
تعليق