تشيكيه (ادب)
Czech - Tchèque
تشيكية
ظهرت جمهورية تشيكية Czech إلى الوجود بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وهي دولة قارية حبيسة تقع في وسط القارة الأوربية، انفصلت عن سلوفاكية[ر] في الأول من شهر كانون الثاني عام 1993. تتكون أراضيها من ثلاث مناطق رئيسة هي بوهيمية ومورافية وسيليزية، ينتمي معظم سكانها إلى الشعوب السلافية. عرفت تشيكية من خلال دولة تشيكوسلوفاكية نمواً اقتصادياً كبيراً بعد الحرب العالمية الثانية، وخاصة في المجالات الصناعية مما جعلها في مقدمة دول أوربة الوسطى والشرقية من حيث تطور مستوى دخل الفرد وارتفاع مستوى المعيشة، عاصمتها براغ[ر] وتقع في وسط بوهيمية.
تقع تشيكية بين خطي العرض 45درجة و30دقيقة و51درجة و5دقائق شمالاً، وخطي طول 12درجة و10دقيقة و18درجة و50دقيقة شرقي غرينتش. يحدها من الشمال بولندة، ومن الشرق سلوفاكية، ومن الجنوب النمسة، ومن الغرب ألمانية. تبلغ مساحتها 78866كم2، نادراً ما تكون حدودها طبيعية منيعة، وهذا ما يفسر جزئياً أوضاعها التاريخية والسياسية في الماضي البعيد والقريب. تمتد من الغرب إلى الشرق نحو 491كم ومن الشمال إلى الجنوب نحو 282كم.
التضاريس
تشغل هضبة بوهيمية الجزء الأعظم من الأراضي التشيكية، وتعد بعد الكتلة المركزية في فرنسة أكثر الهضاب الهرسينية اتساعاً في أوربة، يحيط بها إطار جبلي مكوّن من سلاسل جبلية قديمة متجددة. وفي الشمال الشرقي والشرق بمحاذاة بولندة تمتد جبال السوديت من نيس (نايسه) Neisse إلى مداخل مورافية، وتنقسم إلى ثلاث سلاسل: سلسلة كركونوز Krkonose التي يصل ارتفاعها في قمة سنيجكا Sniezka إلى 1602م، وهي أعلى قمة في بوهيمية، وسلسلة أورليك Orlicke Hory التي يصل ارتفاعها إلى 1115م، وسلسلة يسينكي Jeseniky وارتفاعها 1492م، وإلى الغرب من وادي نيس حتى فتحة الإلب فإن جبال لوجيسك Luzicke Hory التي ترتفع إلى 1010م توازي جبال الكركونوز، ويفصلهما منخفض يكون المجرى الأعلى لنهر نيس حيث أقيم فيه المنطقة الصناعية يابلونيك نيسو Jablonec nad Nisou، وفي الشمال الغربي، تمتد جبال كروزن Krusne Hory على مسافة 160كم من بوابة لوزاس Lusace حتى فتحة أور Ohre، ثم تنحني بانحدار خفيف نحو الساكس Saxe، ثم تنحدر فجأة نحو وهدة بيلينا Bilina وهي محاطة بكتلتين جبليتين من أصل بركاني، كما تحوي هذه الوهدة على طبقات ثخينة من اللينيت تُستثمر بالحَفْر المكشوف، في الجنوب الغربي تمتد جبال تشيسكي Cesky من وادي الأور حتى فتحة دومازليس Domazlice، وترتفع نحو 1039م. وفي أقصى الجنوب الشرقي، تشكل المرتفعات التشيكية ـ المورافية التي لا يزيد ارتفاعها على 837م الحافة الرابعة المحيطة بهضبة بوهيمية، ولا تكاد تنفصل عنها، وتبدو تضاريسها أكثر وضوحاً من الجانب المورافي، حيث تشرف على أحواض أولوموك Olomouc وبرنو Brno من ارتفاع 500م، وهي مرتفعات مكسوة بالغابات، وتمثل منظراً أخاذاً إلى الشمال من برنو، كما تظهر فيها بعض الصخور الكلسية القديمة على السطح.
تتقاسم بوهيمية الوسطى ثلاثة أحواض تتفاوت في أهميتها، الأول حوض تشيسك بوديفيتس Ceske Budejovice في الجنوب، حيث يقع المجرى الأعلى لنهر فلتافا Vltava الذي يخترق براغ، والذي أُقيم عليه معمل لتوليد الكهرباء، ويعد هذا الحوض منطقة فقيرة ذات مناخ قاس تكثر فيها المستنقعات، ومع ذلك فهي كثيرة السكان، تُستثمر فيها الغابات والصلصال والغرافيت واللينيت، مما شجع على إقامة صناعات الورق والأثاث وأقلام الرصاص والخزف. أما الثاني فهو حوض بردي Brdy الذي تشرف عليه جبال مغطاة بغابات كثيفة، ويجري فيه نهر بيرونكا Berounka الذي ساعد على وصل الحوض الثالث، وهو حوض بلزن مع الوادي الأوسط لنهر فلتافا وبولابي Polabi وسهل الإلب، وهذه المنطقة الأكثر غنى في بوهيمية، وفيها يكثر السكان الريفيون وتزيد الكثافة على 200نسمة/كم2، تتوفر في المنطقة الترب الليمونية (الطمي) وتسود الزراعات الكثيفة.
أسهمت فتحة نهر الأور أو باب مورافية، في الوصول إلى سيليزية التشيكية بشكل قمع مفتوح على بولندة، محصور بين حواف جبال يسينِكي Jeseniky في الغرب وجبال البِسكيد Beskydes في الشرق. في هذه المنطقة يطاول حوض الفحم الحوض البولندي ويعد ثروة استثنائية، بدأ استثماره منذ القرن التاسع عشر، وأُقيم أول مركز تعديني في فيتكوفيس Vitkovice.
المناخ والمياه
تمتد الأراضي التشيكية ضمن المنطقة المعتدلة، وهي ذات مناخ قاس بسبب بعدها عن البحار ووقوعها في وسط القارة الأوربية، فمناخها قاري انتقالي شتاؤه شديد البرودة وصيفه حار رطب، تصل الفروق الحرارية المتوسطة إلى 20درجة مئوية. تتضح هذه الخواص بصورة أكبر بالانتقال من الغرب إلى الشرق، تتميز المناطق البوهيمية العالية بمناخ بارد في الشتاء، وتتلقى كميات كبيرة من الأمطار تصل إلى 1500مم سنوياً. أما في الأحواض الداخلية والسهول الجنوبية فتهطل الأمطار في الفصل الحار، وهي موزعة جيداً في مرحلة نمو النباتات، ويعد شهر حزيران أكثر الأشهر مطراً، حيث يتلقى نحو 15٪ من مجمل الهطل السنوي.
للشبكة المائية في تشيكية أهمية كبيرة في مجالات توزع السكان والنقل وإنتاج الكهرباء، كما ساعدت من خلال تقاربها على توحيد بوهيمية التي تدخل ضمن الحوض الأعلى لنهر الإلبة، يبدأ هذا النهر أسفل سيزاك Szyszak في جبال العمالقة شمالي البلاد، ثم يتجه نحو الجنوب ليرسم انعطافاً عبر سهله اللحقي بولابي Polabi وبعد مجرى طوله 360كم يخرج من البلاد شاقاً طريقه ضمن منطقة جبلية، وهو صالح للملاحة في جزئه الأدنى، ويستخدم من أجل النقل التجاري مع ألمانية، يتلقى نهر الإلب رافده الرئيس مولدو Moldau الذي يبلغ طوله 430كم، وهو صالح للملاحة في مجراه الأدنى، وقد استُخدمت مياه نهر الإلب وروافده في إنتاج الكهرباء، وتشكل هضاب مورافية خط تقسيم المياه بين حوضي الإلبة والدانوب.
يعد نهر مورافة Morava أهم روافد نهر الدانوب، إذ ينبع من جبال بوهيمية، ويلتقي نهر الدانوب عند مدينة براتيسلافة السلافية، ويبلغ طوله 378كم. وبفضل المجرى الأعلى لنهر الأودر الذي يصرف مياه حوض اوسترافا Ostrava في سليزية العليا، يصير لتشيكية منفذ على بحر البلطيق حيث أُقيمت لها منطقة حرة في ميناء ستيتن.
النبات والحيوان
يتأثر النمو النباتي في تشيكية بالمناخ الانتقالي والترب الحمضية الفقيرة، فالغابات تغطي نحو 31٪ من أراضي الدولة، وتصعد الأشجار في بوهيمية حتى ارتفاع 1400م، وتسود الأشجار المخروطية في المناطق الأكثر ارتفاعاً، بينما تسود الأشجار ذات الأوراق الكبيرة، ولاسيما أشجار البلوط والسنديان، في المناطق الأقل ارتفاعاً، وفي المناطق التي يزيد ارتفاعها على 1500م تقل مساحة الغابات وتكثر النباتات العشبية والمراعي.
من الحيوانات التي تعيش في مناطق الغابات والجبال نذكر الخنزير البري والذئب والأرنب والأيل وابن آوى والثعلب، كما تكثر الطيور بجوار البحيرات ومجاري الأنهار ومنها الطيور المستوطنة وأخرى من الطيور المهاجرة وخاصة الوز والبط والدرج والحباري.
الجغرافية البشرية
تدل الآثار المكتشفة في مورافية على وجود الإنسان في أزمنة ما قبل التاريخ، لكن سكان البلاد المعروفين تاريخياً هم البوهم Boehm، وهي قبيلة سلتية أعطت اسمها لبوهيمية وبقيت تحكم البلاد حتى الاجتياح الجرماني ثم السلافي، وقد تسرب السلاف إلى البلاد بشكل موجات متتالية، التشيك، المورافيون، السلوفاك، وقد كافحت هذه القبائل تسلل الجرمان والمجريين. وينحدر 97% تقريباً من السكان من أصول سلتية وسلافية، والباقي من أقليات بولونية ومجرية وألمان وروس وغجر. قبل تحقيق الوحدة مع سلوفاكية كانت نسبة النمو السكاني في تشيكية مرتفعة، ارتفع عدد سكان مورافية وسيليزية وبوهيمية من 4.5مليون نسمة عام 806 إلى 9.37مليون نسمة عام 1900، وإلى 10مليون نسمة تقريباً عام 1930. أثناء الحرب العالمية الثانية فقدت تشيكية عدداً كبيراً من السكان ضحايا الحرب، إضافة إلى طرد نحو 2.6مليون ألماني من منطقة السوديت، فهبط عدد السكان إلى أقل من 8.2مليون نسمة عام 1950، ثم ازداد معدل النمو السكاني بعد الحرب (7.3بالألف) ليعود فيتباطأ في نهاية الستينات، ووصل عدد السكان في عام 1993 إلى 10.29مليون نسمة تقريباً، وفي عام 1998 بلغ عدد السكان نحو 10.33مليون نسمة، تتراوح الكثافة السكانية بين 100-150نسمة/كم2، ويعكس اختلاف الكثافة الشروط الطبيعية والإمكانات الزراعية والصناعية المحلية. بلغت نسبة السكان الحضر في عام 1998 نحو 65٪ من مجموع السكان، بينما بلغت نسبة سكان الأرياف 35٪، وبلغ متوسط عمر الفرد نحو 71سنة.
أهم المدن التشيكية العاصمة براغ، حيث تجاوز عدد سكانها 1.2مليون نسمة في عام 1998، تأتي بعدها مدينة برنو (390ألف نسمة)، ثم أوسترافا (327ألف نسمة) وبلزن (172ألف نسمة).
يتكلم 96٪ من السكان اللغة التشيكية و2٪ اللغة السلوفانية و2٪ لغات أخرى (بولونية ـ ألمانية وغيرها).
الجغرافية الاقتصادية
تهيأت ظروف طبيعية وتاريخية لتطور اقتصاد تشيكية، فهي تمتلك احتياطيات كبيرة وسهلة الاستثمار من الفحم، كما تمتلك الأراضي الصالحة لزراعات متنوعة، واستفادت من إرث الامبراطورية النمسوية ـ الهنغارية.
بعد الحرب العالمية الثانية وقيام النظام الشيوعي في تشيكية صارت الزراعة في مزارع جماعية (تعاونية) بنسبة 90٪، تمتلك 55.5٪ من مجموع الأراضي، وقد اتصفت هذه الزراعة بتنوع الإنتاج وجودته وازدياد المكننة.
تُعد منطقة وادي الإلب أكثر المناطق خصوبة، حيث تسود طبقة خصبة من اللوس، ثم منطقة هانا Hana في مورافية، وأهم المحاصيل الزراعية في البلاد هي الشيلم والذرة الصفراء وحشيشة الدينار والبطاطا والخضار والثمار والشوندر السكري والكتان والأزهار والتبغ والأعلاف.
تؤمن المنتجات الحيوانية نحو 37٪ من العائد الزراعي، فتربية الأبقار تنتشر في كل المناطق وخاصة في المناطق الجبلية، ثم في بوهيمية ومورافية، حيث تشترك تربية الأبقار مع زراعة الحبوب، وتربي الأبقار من أجل اللحم بالدرجة الأولى ولإنتاج الحليب والجبن بالدرجة الثانية، وتربية الخيول عادة تقليدية في مورافية، كما تربى الخنازير والطيور في كل مكان.
تشيكية بلد عريق بصناعته منذ زمن بعيد، وخاصة الصناعات الحرفية الزجاجية (الكريستال) والبيرة، مستغلة وقوعها في وسط أوربة، مما جعلها سوقاً تجارية نشطة، أما الصناعات الحديثة فهناك عوامل عديدة جعلتها تتطور بسرعة، مثل كثرة الفحم الحجري والأخشاب والمجاري المائية الصالحة للنقل والثروات الزراعية المتنوعة، وتتركز الصناعة في بوهيمية ومورافية.
تستطيع تشيكية أن تكفي نفسها من الفحم، وخاصة من مقاطعة سيليزية، ويأتي 70٪ من إنتاج الفحم من حوض اوسترافا ـ كارفينا Ostrava-Karvina في سليزية، وهذا الفحم يصلح لصناعة فحم الكوك، مما شجع على إقامة مجمع كبير لصناعة التعدين قرب مصانع فحم الكوك. يُستخرج فحم الانتراسيت من منطقة بلزن ـ كلادنو Plzen-Kladno، واللينيت من بوهيمية الشمالية، كما توجد مناجم للفحم في مورافية، يُستعمل إنتاجها للحصول على البنزين الصناعي بالهدرجة.
تنتج البلاد كميات قليلة من النفط والغاز لاتكفي حاجة السوق الداخلية، توجد مصانع كبيرة لتكرير النفط في براغ وباردوبيس Pardubice، تتدارك تشيكية ما تحتاج إليه من نفط وغاز من أنبوب الغاز وأنبوب النفط القادمين من روسية إلى بلدان أوربة الشرقية والوسطى، وبسبب غنى البلاد بالفحم الحجري يكون معظم إنتاج الكهرباء من أصل حراري، كما استغلت البلاد الطاقة المائية لإنتاج الكهرباء على نهر الإلبة ونهر فلتافا الأعلى.
الثروات المعدنية قليلة في تشيكية، تستخرج خامات الحديد قرب اوسترافا وفي بوهيمية الوسطى ودوبسينا Dobsina، كما توجد بعض خامات اليورانيوم والذهب في بوهيمية. تستورد تشيكية ثلثي خامات الحديد التي تصنعها، وتصدر ثلثي منتجاتها، تستفيد البلاد من تقارب أماكن الصناعة التعدينية ومناجم الفحم والمصانع الميكانيكية في مناطق السوديت وبوهيمية الوسطى. تختص الصناعات الميكانيكية في صناعة عربات القطارات والقاطرات وصناعة السيارات وآلات صناعة النسيج والآلات الزراعية وآلات مصانع البيرة ومصانع السكر والأسلحة والآلات الدقيقة. وتقوم أهم الصناعات في براغ وبلزن وكلادنو وبولدي Poldi، كما تشتهر البلاد بالصناعات الكيمياوية القائمة على تقطير الفحم والنفط الخام، مثل صناعة الخيوط الصناعية والأسمدة والدهانات والمطاط والمواد البلاستيكية والأدوية وحمض الكبريت.
كما تشتهر البلاد بالصناعات النسيجية وخاصة في مناطق السوديت والجبال المعدنية Mont Metalliferes، فمدينة برنو تشتهر بصناعة الأنسجة الكتانية وخاصة للجيش، كما تشتهر مورافية بصناعة الألبسة، وتزدهر في البلاد الصناعات القائمة على الجوت والقنب وصناعة الحرير الصناعي وصناعة سكر الشوندر والجعة وصناعة الزجاج والجلود وخاصة في براغ وبلزن.
توجد في البلاد شبكة كثيفة من السكك الحديدية، تنطلق من العاصمة براغ في شتى الاتجاهات، وتتصل بطرق عالمية تربطها بفيينة وبرلين ووارسو وموسكو وبودابست وبلغراد، كما تمتلك شبكة جيدة من الطرق المعبدة. كما تتصل بشبكة من الطرق النهرية للروافد العليا لنهر الإلب والأودر وصولاً إلى بحر البلطيق، حيث أُقيمت لها منطقة حرة في ميناء ستيتن البولندي.
التاريخ
سكن الإنسان القديم تشيكية وسلوفاكية، والسلت (البوهم) هم أقدم شعب معروف أقام في هذه المنطقة في القرن السادس قبل الميلاد، وقد ازدهرت الثقافة السلتية في المدة من القرن الرابع إلى القرن الأول قبل الميلاد، وطبعت البلاد بطابعها، ثم تتالت على البلاد موجات جرمانية ثم سلافية، وقد صار هؤلاء سادة البلاد في القرنين الخامس والسادس الميلاديين، حتى اجتياح البلاد من الأفاريين ِAvars أواخر القرن السادس الميلادي، وبسبب قساوة هؤلاء ثار السلاف عليهم بتأثير تاجر جرماني يدعى سامو Samo، سيطر على بوهيمية وشكل امبراطورية استمرت حتى عام 658م انهارت بوفاته.
وقعت البلاد تحت سيطرة امبراطورية شارلمان، لكن السلاف لم يستكينوا، فنهضوا من جديد بقيادة عائلة موجمير Mojmir فتشكلت دولة مورافية الكبرى التي ضمت تشيكوسلوفاكية (سابقاً) وأجزاء من بولندة والمجر، وقد انهارت هذه الامبراطورية عام 907م أمام اندفاع المجريين.
أسس الملك بريميسل Premysl سلالة حكمت بوهيمية من عام 900م حتى عام 1306م، ومن أشهر ملوك هذه السلالة أوتاكار الثاني (1253-1278) OtakarII، وقد عرفت البلاد في عهده ازدهاراً كبيراً وخاصة صناعة الحديد وإذابة الفضة وصب النقود الفضية، وقد دُعي الملك «ملك الحديد»، وقد توسعت سيطرته على النمسة ووستيريا والكارنيول وكارنثية.
في عام 1310 حلت أسرة «لكسمبورغ» مكان أسرة «بريميسيل»، وكان أعظم ملوكها الملك شارل (كارل) الرابع الذي يعد أعظم ملوك تشيكية دون منازع، فقد شجع الفنون والعلوم، وأسس جامعة براغ في عام 1348، وصارت اللغة التشيكية اللغة الرسمية، ووسع مملكته وصارت براغ العاصمة الملكية تغص بالقصور والكنائس، ومركزاً كبيراً للثقافة في أوربة.
بعد عزل فينيسيلاس الرابع عام 1400، ساءت أحوال البلاد الاقتصادية، وتسلطت الكنيسة على نصف الأراضي المزروعة، بينما تحول الشعب إلى أقنان يرزحون تحت وطأة الضرائب الثقيلة. وازدادت الاضطرابات في البلاد بعد الانشقاق عن الكنيسة الرومانية وقيام البابا المزيف «جان الثالث والعشرين» ببيع صكوك الغفران، إذ ثار القس يان هوس Jan Hus على هذا البيع، واتخذت ثورته طابعاً اجتماعياً ووطنياً. لكن بان الثالث والعشرين فصله من الكنيسة وحرم عليه براغ، ثم أحرق في 6 تموز عام 1415.
في عام 1526 وصلت أسرة «هابسبورغ» النمسوية الكاثوليكية إلى سدة الحكم في بوهيمية، وأجبرت السكان على التحول إلى المذهب الكاثوليكي، بعد حرب دامت ثلاثين عاماً، وسادت الثقافة الألمانية في بوهيمية حتى أواخر القرن التاسع عشر. وخلال الحرب العالمية الأولى تحرك الزعماء التشيك لتحرير بلادهم وتأسيس دولة مستقلة، فتأسست دولة «تشيكوسلوفاكية» بعد انهيار المملكة النمسوية ـ المجرية في نهاية الحرب.
في عام 1938 طالبت ألمانية النازية بإقليم السوديت وحصلت عليه، وفي آذار عام 1939 احتلت ألمانية تشيكوسلوفاكية حتى عام 1945، وبعد هزيمة ألمانية في الحرب العالمية الثانية تحررت تشيكوسلوفاكية بمساعدة القوات السوفييتية، وفي عام 1946 جرت أول انتخابات في البلاد بعد الحرب، حصل فيها الشيوعيون على عدد كبير من الأصوات، وأسهموا في تأليف حكومة ائتلافية رأسها «بينيز»، وفي عام 1948 استقالت الوزارة وشكل الشيوعيون الحكومة برئاسة كليمنت جوتوالد رئيس الحزب الشيوعي، أصدرت الحكومة تشريعات عدة صار بها التخطيط مركزياً، وتم الاستيلاء على الأراضي الزراعية وتشكلت المزارع الحكومية والمزارع الجماعية، وصارت تشيكوسلوفاكية من دول الكوميكون وإحدى دول حلف وارسو. في عام 1958 تولى ألكسندر دوبتشك رئاسة الحزب الشيوعي وأدخل بعض الإصلاحات السياسية، لكن الاتحاد السوفييتي ودول أوربة الشرقية خشيت هبوب رياح الإصلاح، فاجتاحت قوات حلف وارسو براغ في شهر آب عام 1968، وصار غوستاف هوساك رئيساً للحزب الشيوعي وللبلاد في نيسان عام 1969، فألغى إصلاحات دوبتشك. وفي تشرين الثاني عام 1989 قامت مظاهرات في البلاد تطالب بإنهاء الحكم الشيوعي، مما أدى إلى استقالة الحكومة الشيوعية، وشكل الديمقراطيون حكومة جديدة، وقام المجلس الفيدرالي بانتخاب فاسلاف هافل رئيساً للبلاد، أُجريت بعدئذ انتخابات حرة في حزيران 1990 فازت فيها القوى الديمقراطية، وأُعيد انتخاب هافل رئيساً للجمهورية في تموز عام 1990، وأُطلقت الحريات المدنية وحرية التملك الفردي والعمل على إقامة نظام اقتصادي حر. في عام 1992 استقال رئيس الجمهورية هافل، وجاهر زعماء البلاد بالرغبة في تقسيم البلاد إلى دولتين، وفي أول كانون الثاني من عام 1993، انقسمت تشيكوسلوفاكية إلى جمهوريتين، جمهورية تشيكية في الغرب وجمهورية سلوفاكية في الشرق، انتخبت بعدها الجمعية التشريعية التشيكية هافلَ أول رئيس للجمهورية الفتية.
تسير جمهورية تشيكية على هدي دستور عام 1993 الذي عُدل عام 1995، ويتألف برلمانها من 200عضواً يُنتخبون لمدة 4سنوات، ومجلس شيوخها من 81 عضواً يُنتخبون لمدة 6سنوات، وينتخب البرلمان رئيس البلاد لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، وأهم الأحزاب هي: الحزب الديمقراطي الاشتراكي، والديمقراطي الشعبي، والشيوعي وأحزاب أخرى، وتُقسم البلاد إدارياً إلى 76مقاطعة.
المعالم الثقافية والحضارية
تشتهر العاصمة براغ بكثرة المتاحف الغنية باللوحات الفنية لمشاهير الفنانين التشيك وغيرهم من فناني أوربة، كما تضم هذه المتاحف المنحوتات والتماثيل والمشغولات المعدنية والخشبية، ومن أهم هذه المتاحف المتحف الوطني ومتحف لينين. كما تضم العاصمة الكثير من الآثار الغنية بالفنون المعمارية، وخاصة الآثار التي تعود إلى العصور الوسطى، والهرادكاني Les Hradcany «حي القصور» ذو مساحة واسعة يضم ممجموعة كبيرة من المباني الأثرية التي تعود إلى عهود مختلفة، ومن أهم هذه المباني القصر الملكي وكاتدرائية سان ـ فيت وكنيسة سان جورج، وقد أصبح حي القصور مقراً لرئيس الجمهورية التشيكوسلوفاكية منذ عام 1918، كما تشتهر في براغ حديقة الملك التي أنشأها الامبراطور فرديناند الأول، وتظهر فيها أساليب فنون عصر النهضة، كما تضم المدينة أبراجاً يعود بناؤها إلى ملك بوهيمية أوتاكار الثاني (1278-1230)، كما تضم مكتبة الراهب ستراهوف Strahov المبنية على الطراز الباروكي الكثير من الزخارف والألوان، وتحوي على الكثير من المخطوطات المهمة، وتشتهر براغ بجامعتها العريقة (1348م) التي أنجبت عدداً من أعلام العلم والمعرفة. كما تضم مدن برنو وبلزن وأوسترافا الكثير من الآثار مثل الكنائس والقصور والمتاحف والساحات.
التشيكيون شعب يحب الموسيقى والغناء والرقص وخاصة الموسيقى الشعبية وموسيقى الجاز والروك، ويظهر ذلك جلياً في المناسبات الوطنية والمعارض والأفراح، ويعد المؤلفان الموسيقيان أنتونين دفورجاك[ر] وبدريخ سميتانا[ر] من أشهر الذين أسهموا في تأسيس المدرسة التشيكية الحديثة.
محمد الحمادي
الأدب
ظهرت أول المدوّنات في الأدب التشيكي Czech Literature باللغة السلافية[ر] الأم إبان القرنين التاسع والعاشر الميلاديين عندما قام الراهبان كيريل وميثوديوس وتلامذتهما بنشاط تنويري واسع صاحبته أهازيج وقصص شعبية وحكايات. ومنذ أن انهارت الامبراطورية المورافية
عام 906م قامت إلى جانب الكنيسة السلافية كنيسة كاثوليكية تتبع الفاتيكان، فسادت اللغة اللاتينية[ر] وتنحت اللغة السلافية جانباً، إلى أن عادت للظهور في نهاية القرن الرابع عشر مع تأسيس جامعة براغ في عام 1348. وراح الأدب التشيكي يزدهر مع انتشار الفكر التنويري النهضوي وظهور أدب الفروسية في روايات وملاحم شعبية مثل ملحمة «الألكسندرياده» وانتشار المؤلفات الكوميدية والتعليمية والإرشادية. وكان اسم توماس شتيتني Tomas Stitny من أول وأبرز الأسماء في الأدب التشيكي في القرن الرابع عشر، إذ مهدت كتاباته الفلسفية الدينية لقيام مرحلة جديدة في تطور الأدب في القرن الخامس عشر على أيدي ثلاثة من رجال الدين أهمهم المصلح يان هوس Jan Hus الذي نهض باللغة التشيكية وأسهم في تأسيس أدب الرسائل والأدب الشعبي، وعُرفت الحقبة التي دامت قرنين من الزمن بـ«الهوسية» نسبة إليه، أما الأديبان الآخران فهما بيتر جلشسكي Petr Chelcicky ويان كومنسكي Jan Komensky. وقد اتسمت هذه المرحلة بنضال وطني تحرري أخذ طابعاً دينياً مقاوماً للكنيسة الكاثوليكية.
بدأت طباعة الكتب في تشيكية منذ عام 1468، فانتشرت الأدبيات التاريخية الوطنية وكتب فقه اللغة التشيكية. ثم أصاب الأدب التشيكي الركود والجمود في القرنين السابع عشر والثامن عشر بعد استيلاء السلالة الهابسبورغية Habsburg ذات الأصول النمساوية على السلطة عام 1620 مما شدد من سيطرة سلطة رجعية إقطاعية كنسية كاثوليكية أبادت الكتب التشيكية القديمة، وأعادت سيطرة اللغة اللاتينية، فانتشر أدب شعبي شفهي ناطق بالتشيكية.
عاد عصر النهضة والتنوير إلى الظهور مرة أخرى في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، مترافقاً مع نهوض بالثقافة الوطنية وبدء حركة الإحياء الاتباعية (الكلاسيكية)، بالتوجه نحو التاريخ الوطني وتصوير بطولات الماضي. وكان من أهم ممثلي هذه النهضة اللغوي البارز جوزيف دوبروفسكي J.Dobrovsky. الذي قاد النضال من أجل إحياء اللغة التشيكية في الأدب والفكر. واستقرت معالم أدب وطني شعراً ونثراً في مؤلفات أدباء وشعراء من أهمهم تام F.Tam و بوخماير A.Buchmayer وغنيفكوفسكي Ch.Gnivkovsky و يونغمان J.Jungmann وشافاريك B.Chavarek وبالاتسكي F.Balatsky وغانكا F.Ganka وليندا J.Linda، وكولار J.Kollلr وتشيلاكوفسكي F.Celakovsky.
ظهرت الإبداعية (الرومانسية) في الأدب التشيكي في ثلاثينات القرن التاسع عشر بقصائد تمجد الحرية وتدعو إلى العصيان، مع نزعة غنائية ذاتية وتأملات فلسفية في قضايا الفرد والذات والإرادة والمجتمع وتشابك العلاقات الإنسانية عموماً. وكان من أهم ممثلي هذا التيار الإبداعي ماخا G.Macha.
تطورت الدراما التشيكية بين العشرينات والأربعينات من القرن التاسع عشر حين أضفى كليتسبيرا على الدراما ملامح الفروسية وكتب المسرحية الملهاوية (الكوميدية) الشعبية والمسرحية الساخرة، ثم تطورت هذه الدراما في كتابات تيل J.Til فظهرت المسرحيات الحكائية والأسطورية الفولكلورية التي تنامت فيها نزعة الاحتجاج والثورة، خصوصاً في مسرحية «يان هوس» (1849).
تتسم الحياة الأدبية في تشيكية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بنهوض النزعة الواقعية على الرغم من التأثر الواضح والكبير بالحماسة الرومانسية الطامحة إلى الحرية. وتجلّت هذه النزعة الواقعية في تصوير ما اصطلح على تسميته في نقد تلك المرحلة «بالرجل الصغير» وتطوِّرِ موضوعات اجتماعية معيشية ونفسية خلقت أجناساً نثرية جديدة مثل الخاطرة والحكاية[ر] والقصة[ر] والرواية[ر]، وأجناساً شعرية مثل القصيدة الغنائية Lyric والبالادة[ر] Ballade. وافتتح المسرح الوطني في براغ عام 1883 فراحت الدراما التشيكية تتطور بخطا حثيثة. ولاقت الرواية التاريخية رواجاً واسعاً، وتطورت أجناس شعرية جديدة وصولاً إلى ما سمي بالواقعية[ر] الجديدة، متمثلة في شعر زييّر J.Zeyer. وكان أهم أعلام هذه المرحلة نيرودا J.Neruda، وايرا تشيك A.Jirasek، وتشيك[ر] وفرتشلتسكي J.Vrchlicky.
يتسم أدب نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين بتعدد تياراته ومدارسه الأدبية وتضاربها وتأثّره بالمذاهب الفلسفية والحركات العمالية والأفكار الاشتراكية مع حالة من عدم جلاء أفق واضح في الواقع القائم، عانى منها معظم الكتاب التشيكيين، وشكلت أرضاً خصبة لنمو الفوضوية[ر] anarchism، فكان أبطال الروايات مشغولين بالبحث عن مثل عليا (روايات بينيشوفا Benesova ونوفيكوفا Nováková) وكان الشعر التشيكي في هذه الحقبة متسماً بروح التمرد والعصيان مثل قصائد نايمان K.Neimann، ولاسيما في مجموعته «عِزَّة الشيطان بيننا» (1897) و«حلم عن حشود القانطين» (1903). ويلاحظ في هذه المرحلة تأثر بيِّنٌ بالمدرسة الرمزية[ر]. وارتبط ما سميّ حينها بـ «جيل العاصين»، وهم من الفوضويين، بالحركة العمالية العالمية ومنهم تومان K.Toman وشراميك وغيليز Gilis. ثم ظهرت في مطلع القرن العشرين نزعة انحطاطية مشحونة بالعداء للماركسية والاشتراكية، مفعمة بالصوفية والجمالية المثالية والفردانية المتطرفة كما في أعمال كاراتشيك J.Karasek وبروخازكا A.Bruchazka وديك F.Dyk وبريجينا. وقد اتسم إبداع أصحاب هذه النزعة بمناهضة الروح العسكرية والحلم بالحرية. ولم يكن للمذهب الطبيعي[ر] naturalism تأثير يذكر في الشعر التشيكي، لكننا نلاحظه في نثر تشابك[ر] وشلايغر J.Chleiger.
تبلورت أيضاً في الربع الأول من القرن العشرين موهبة الأدباء التشيك الساخرين وعلى رأسهم هاشيك J.Hasek، الذي كتب مجموعته الساخرة «شفيك الجندي الشجاع» (1920-1923) ورافقه في هذا التيار الساخر أولبراخت I.Olbracht وماييروفا Majerova ونايمان.
أُعلنت تشيكية جمهورية مستقلة عام 1918 فكان ذلك بداية لحقبة جديدة في تطور الأدب التشيكي اتسمت بظهور الشعر الثوري والرواية الواقعية والأدب المناهض للفاشّـية، وجرى تمايز واضح بين الأدباء فتوزعوا بين محافظين مثل ديك وميديك B.Medek، وليبراليين مثل تشابك، وثوريين ديمقراطيين وشيوعيين مثل نييدلا، نايمان، أولبراخت، ماييروفا، وظهر تيار شعري عمالي (بروليتاري) قاده فولكير Volker وغورا Gorá، ولم يكن هاشيك بعيداً عن هذا التيار عندما كتب روايته «شفيك الجندي الشجاع أيام الحرب العالمية الأولى» وكذلك فانتشورا F.Vansura في روايته «الخباز يان مارغويل» (1924)، كما تأثرت روايات أخرى بالواقعية الانتقادية مثل روايات تيلشوفا Tilchova وكليتشكا Klicá.
قامت في ثلاثينات القرن العشرين أزمة اقتصادية حادة ترافقت مع خطر الفاشية فظهر كتاب يساريون نادوا بالفن المستقل، وأصدر نزفال[ر] Nezval مجموعة سريالية مشهورة عنوانها «امرأة بصيغة الجمع»، وتشكّل تيار ماركسي كان من أهم ممثليه فوتشيك Ju.Vucek وفاتسلافيك Vatslavek وكونرِد Konred. ومع اشتداد خطر الفاشية ظهرت روايات سفاتوبلوك تشيك وكراتوشفيل Kratochvil ورواية تشابك «الحرب مع سالاماندر» ومسرحية «الداء الأبيض» وكوميديا «الأم».
سبب الاحتلال النازي (1939-1945) خسارة جسيمة للأدب التشيكي، وبعد أن تحرر التشيكيون صار نضال الشعب التشيكي وانتصاره على الفاشية الموضوع الرئيس في الأدب. وقد أسهم في هذا كتاب برجوازيون وطنيون لكنهم ابتعدوا عن الساحة بعد حركة شباط 1948 المعادية لهم، لتبدأ مرحلة جديدة ساد فيها أدب الواقعية الاشتراكية بدءاً من خمسينات القرن الماضي، حيث يلاحظ انجذاب نحو المؤلفات الملحمية المكرسة للانعطاف التاريخي في حياة التشيك نحو النظام الاشتراكي؛ الذي كُرِّست له روايات رجاتش ورجيكا Reszika، وقد عَبَّرالشعر عن العالم الروحي للإنسان المعاصر، والحماسة المعادية للفاشية والعسكرة كما عند زافادا Zavada وغلوبين Globin وكاينار Kainar. وشغلت غنائيات الغزل والطبيعة حَيِّزاً في هذا الشعر كما في شعر فلوريانا Floriana، ثم ظهرت نزعة واقعية تقريرية في مواجهة النزعة الواقعية الاشتراكية القائمة على الماركسية. وقد حاول كتاب هذه النزعة التقريرية أن يبينوا مدى تعقيد الحياة الواقعية والمصاعب التي تواجه المواطن، والتناقضات التاريخية في الحياة التشيكية المعاصرة، لكن السلطة القائمة قمعت هذه النزعة فتوارت عن الساحة، ونتيجة لذلك هاجر عدد من الأدباء إلى البلدان الغربية مثل ميلان كونديرا Kundera وبافل كوهوت Kohut وياروسلاف زايفرت Seifert الذ ي حاز على جائزة نوبل للأدب عام 1948.
ظهرت في أواسط الستينات نزعة انتقادية عدمية[ر] nihilism متأثرة بالحداثة[ر] الغربية و«الرواية الجديدة» و«مسرح العبث» وقد ترافق هذا مع الأزمة السياسية الحادة التي واجهت تشيكوسلوفاكية بين عامي 1968 و1969، وقد أثرت هذه الأزمة تأثيراً سلبياً كبيراً في الأدب التشيكي. وكان الكاتب المسرحي هافل Havel من أهم أعلامها.
تكونت في الربع الأخير من القرن العشرين حركة بعث لتقاليد الماضي ونهوض في الأدب النثري التاريخي تؤكد غنى المنبت الإنساني في الأدب التشيكي، وقد بدا هذا في مؤلفات تنحو نحو النقد الحاد للمجتمع وتناول قضايا الإنسان المعاصر من جوانب شتى. لكن موضوع الحرب العالمية الثانية بقي موضوعاً سائداً في هذا الأدب.
استمر الأدب التشيكي على تخوم القرن الحادي والعشرين في تطوره على أيدي كتاب مثل كوزاك Kuzak وجيكا Zika وبلوغارجاBlugrza وكولاروفا Kolarova ونيف Nef، وفي شعر زافادا وتاوفيرا Taufira و سكالا Skala وفلوريانا.
رضوان القضماني
Czech - Tchèque
تشيكية
ظهرت جمهورية تشيكية Czech إلى الوجود بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وهي دولة قارية حبيسة تقع في وسط القارة الأوربية، انفصلت عن سلوفاكية[ر] في الأول من شهر كانون الثاني عام 1993. تتكون أراضيها من ثلاث مناطق رئيسة هي بوهيمية ومورافية وسيليزية، ينتمي معظم سكانها إلى الشعوب السلافية. عرفت تشيكية من خلال دولة تشيكوسلوفاكية نمواً اقتصادياً كبيراً بعد الحرب العالمية الثانية، وخاصة في المجالات الصناعية مما جعلها في مقدمة دول أوربة الوسطى والشرقية من حيث تطور مستوى دخل الفرد وارتفاع مستوى المعيشة، عاصمتها براغ[ر] وتقع في وسط بوهيمية.
تقع تشيكية بين خطي العرض 45درجة و30دقيقة و51درجة و5دقائق شمالاً، وخطي طول 12درجة و10دقيقة و18درجة و50دقيقة شرقي غرينتش. يحدها من الشمال بولندة، ومن الشرق سلوفاكية، ومن الجنوب النمسة، ومن الغرب ألمانية. تبلغ مساحتها 78866كم2، نادراً ما تكون حدودها طبيعية منيعة، وهذا ما يفسر جزئياً أوضاعها التاريخية والسياسية في الماضي البعيد والقريب. تمتد من الغرب إلى الشرق نحو 491كم ومن الشمال إلى الجنوب نحو 282كم.
تشغل هضبة بوهيمية الجزء الأعظم من الأراضي التشيكية، وتعد بعد الكتلة المركزية في فرنسة أكثر الهضاب الهرسينية اتساعاً في أوربة، يحيط بها إطار جبلي مكوّن من سلاسل جبلية قديمة متجددة. وفي الشمال الشرقي والشرق بمحاذاة بولندة تمتد جبال السوديت من نيس (نايسه) Neisse إلى مداخل مورافية، وتنقسم إلى ثلاث سلاسل: سلسلة كركونوز Krkonose التي يصل ارتفاعها في قمة سنيجكا Sniezka إلى 1602م، وهي أعلى قمة في بوهيمية، وسلسلة أورليك Orlicke Hory التي يصل ارتفاعها إلى 1115م، وسلسلة يسينكي Jeseniky وارتفاعها 1492م، وإلى الغرب من وادي نيس حتى فتحة الإلب فإن جبال لوجيسك Luzicke Hory التي ترتفع إلى 1010م توازي جبال الكركونوز، ويفصلهما منخفض يكون المجرى الأعلى لنهر نيس حيث أقيم فيه المنطقة الصناعية يابلونيك نيسو Jablonec nad Nisou، وفي الشمال الغربي، تمتد جبال كروزن Krusne Hory على مسافة 160كم من بوابة لوزاس Lusace حتى فتحة أور Ohre، ثم تنحني بانحدار خفيف نحو الساكس Saxe، ثم تنحدر فجأة نحو وهدة بيلينا Bilina وهي محاطة بكتلتين جبليتين من أصل بركاني، كما تحوي هذه الوهدة على طبقات ثخينة من اللينيت تُستثمر بالحَفْر المكشوف، في الجنوب الغربي تمتد جبال تشيسكي Cesky من وادي الأور حتى فتحة دومازليس Domazlice، وترتفع نحو 1039م. وفي أقصى الجنوب الشرقي، تشكل المرتفعات التشيكية ـ المورافية التي لا يزيد ارتفاعها على 837م الحافة الرابعة المحيطة بهضبة بوهيمية، ولا تكاد تنفصل عنها، وتبدو تضاريسها أكثر وضوحاً من الجانب المورافي، حيث تشرف على أحواض أولوموك Olomouc وبرنو Brno من ارتفاع 500م، وهي مرتفعات مكسوة بالغابات، وتمثل منظراً أخاذاً إلى الشمال من برنو، كما تظهر فيها بعض الصخور الكلسية القديمة على السطح.
تتقاسم بوهيمية الوسطى ثلاثة أحواض تتفاوت في أهميتها، الأول حوض تشيسك بوديفيتس Ceske Budejovice في الجنوب، حيث يقع المجرى الأعلى لنهر فلتافا Vltava الذي يخترق براغ، والذي أُقيم عليه معمل لتوليد الكهرباء، ويعد هذا الحوض منطقة فقيرة ذات مناخ قاس تكثر فيها المستنقعات، ومع ذلك فهي كثيرة السكان، تُستثمر فيها الغابات والصلصال والغرافيت واللينيت، مما شجع على إقامة صناعات الورق والأثاث وأقلام الرصاص والخزف. أما الثاني فهو حوض بردي Brdy الذي تشرف عليه جبال مغطاة بغابات كثيفة، ويجري فيه نهر بيرونكا Berounka الذي ساعد على وصل الحوض الثالث، وهو حوض بلزن مع الوادي الأوسط لنهر فلتافا وبولابي Polabi وسهل الإلب، وهذه المنطقة الأكثر غنى في بوهيمية، وفيها يكثر السكان الريفيون وتزيد الكثافة على 200نسمة/كم2، تتوفر في المنطقة الترب الليمونية (الطمي) وتسود الزراعات الكثيفة.
أسهمت فتحة نهر الأور أو باب مورافية، في الوصول إلى سيليزية التشيكية بشكل قمع مفتوح على بولندة، محصور بين حواف جبال يسينِكي Jeseniky في الغرب وجبال البِسكيد Beskydes في الشرق. في هذه المنطقة يطاول حوض الفحم الحوض البولندي ويعد ثروة استثنائية، بدأ استثماره منذ القرن التاسع عشر، وأُقيم أول مركز تعديني في فيتكوفيس Vitkovice.
المناخ والمياه
تمتد الأراضي التشيكية ضمن المنطقة المعتدلة، وهي ذات مناخ قاس بسبب بعدها عن البحار ووقوعها في وسط القارة الأوربية، فمناخها قاري انتقالي شتاؤه شديد البرودة وصيفه حار رطب، تصل الفروق الحرارية المتوسطة إلى 20درجة مئوية. تتضح هذه الخواص بصورة أكبر بالانتقال من الغرب إلى الشرق، تتميز المناطق البوهيمية العالية بمناخ بارد في الشتاء، وتتلقى كميات كبيرة من الأمطار تصل إلى 1500مم سنوياً. أما في الأحواض الداخلية والسهول الجنوبية فتهطل الأمطار في الفصل الحار، وهي موزعة جيداً في مرحلة نمو النباتات، ويعد شهر حزيران أكثر الأشهر مطراً، حيث يتلقى نحو 15٪ من مجمل الهطل السنوي.
للشبكة المائية في تشيكية أهمية كبيرة في مجالات توزع السكان والنقل وإنتاج الكهرباء، كما ساعدت من خلال تقاربها على توحيد بوهيمية التي تدخل ضمن الحوض الأعلى لنهر الإلبة، يبدأ هذا النهر أسفل سيزاك Szyszak في جبال العمالقة شمالي البلاد، ثم يتجه نحو الجنوب ليرسم انعطافاً عبر سهله اللحقي بولابي Polabi وبعد مجرى طوله 360كم يخرج من البلاد شاقاً طريقه ضمن منطقة جبلية، وهو صالح للملاحة في جزئه الأدنى، ويستخدم من أجل النقل التجاري مع ألمانية، يتلقى نهر الإلب رافده الرئيس مولدو Moldau الذي يبلغ طوله 430كم، وهو صالح للملاحة في مجراه الأدنى، وقد استُخدمت مياه نهر الإلب وروافده في إنتاج الكهرباء، وتشكل هضاب مورافية خط تقسيم المياه بين حوضي الإلبة والدانوب.
يعد نهر مورافة Morava أهم روافد نهر الدانوب، إذ ينبع من جبال بوهيمية، ويلتقي نهر الدانوب عند مدينة براتيسلافة السلافية، ويبلغ طوله 378كم. وبفضل المجرى الأعلى لنهر الأودر الذي يصرف مياه حوض اوسترافا Ostrava في سليزية العليا، يصير لتشيكية منفذ على بحر البلطيق حيث أُقيمت لها منطقة حرة في ميناء ستيتن.
النبات والحيوان
يتأثر النمو النباتي في تشيكية بالمناخ الانتقالي والترب الحمضية الفقيرة، فالغابات تغطي نحو 31٪ من أراضي الدولة، وتصعد الأشجار في بوهيمية حتى ارتفاع 1400م، وتسود الأشجار المخروطية في المناطق الأكثر ارتفاعاً، بينما تسود الأشجار ذات الأوراق الكبيرة، ولاسيما أشجار البلوط والسنديان، في المناطق الأقل ارتفاعاً، وفي المناطق التي يزيد ارتفاعها على 1500م تقل مساحة الغابات وتكثر النباتات العشبية والمراعي.
من الحيوانات التي تعيش في مناطق الغابات والجبال نذكر الخنزير البري والذئب والأرنب والأيل وابن آوى والثعلب، كما تكثر الطيور بجوار البحيرات ومجاري الأنهار ومنها الطيور المستوطنة وأخرى من الطيور المهاجرة وخاصة الوز والبط والدرج والحباري.
الجغرافية البشرية
تدل الآثار المكتشفة في مورافية على وجود الإنسان في أزمنة ما قبل التاريخ، لكن سكان البلاد المعروفين تاريخياً هم البوهم Boehm، وهي قبيلة سلتية أعطت اسمها لبوهيمية وبقيت تحكم البلاد حتى الاجتياح الجرماني ثم السلافي، وقد تسرب السلاف إلى البلاد بشكل موجات متتالية، التشيك، المورافيون، السلوفاك، وقد كافحت هذه القبائل تسلل الجرمان والمجريين. وينحدر 97% تقريباً من السكان من أصول سلتية وسلافية، والباقي من أقليات بولونية ومجرية وألمان وروس وغجر. قبل تحقيق الوحدة مع سلوفاكية كانت نسبة النمو السكاني في تشيكية مرتفعة، ارتفع عدد سكان مورافية وسيليزية وبوهيمية من 4.5مليون نسمة عام 806 إلى 9.37مليون نسمة عام 1900، وإلى 10مليون نسمة تقريباً عام 1930. أثناء الحرب العالمية الثانية فقدت تشيكية عدداً كبيراً من السكان ضحايا الحرب، إضافة إلى طرد نحو 2.6مليون ألماني من منطقة السوديت، فهبط عدد السكان إلى أقل من 8.2مليون نسمة عام 1950، ثم ازداد معدل النمو السكاني بعد الحرب (7.3بالألف) ليعود فيتباطأ في نهاية الستينات، ووصل عدد السكان في عام 1993 إلى 10.29مليون نسمة تقريباً، وفي عام 1998 بلغ عدد السكان نحو 10.33مليون نسمة، تتراوح الكثافة السكانية بين 100-150نسمة/كم2، ويعكس اختلاف الكثافة الشروط الطبيعية والإمكانات الزراعية والصناعية المحلية. بلغت نسبة السكان الحضر في عام 1998 نحو 65٪ من مجموع السكان، بينما بلغت نسبة سكان الأرياف 35٪، وبلغ متوسط عمر الفرد نحو 71سنة.
أهم المدن التشيكية العاصمة براغ، حيث تجاوز عدد سكانها 1.2مليون نسمة في عام 1998، تأتي بعدها مدينة برنو (390ألف نسمة)، ثم أوسترافا (327ألف نسمة) وبلزن (172ألف نسمة).
يتكلم 96٪ من السكان اللغة التشيكية و2٪ اللغة السلوفانية و2٪ لغات أخرى (بولونية ـ ألمانية وغيرها).
الجغرافية الاقتصادية
بعد الحرب العالمية الثانية وقيام النظام الشيوعي في تشيكية صارت الزراعة في مزارع جماعية (تعاونية) بنسبة 90٪، تمتلك 55.5٪ من مجموع الأراضي، وقد اتصفت هذه الزراعة بتنوع الإنتاج وجودته وازدياد المكننة.
تُعد منطقة وادي الإلب أكثر المناطق خصوبة، حيث تسود طبقة خصبة من اللوس، ثم منطقة هانا Hana في مورافية، وأهم المحاصيل الزراعية في البلاد هي الشيلم والذرة الصفراء وحشيشة الدينار والبطاطا والخضار والثمار والشوندر السكري والكتان والأزهار والتبغ والأعلاف.
تؤمن المنتجات الحيوانية نحو 37٪ من العائد الزراعي، فتربية الأبقار تنتشر في كل المناطق وخاصة في المناطق الجبلية، ثم في بوهيمية ومورافية، حيث تشترك تربية الأبقار مع زراعة الحبوب، وتربي الأبقار من أجل اللحم بالدرجة الأولى ولإنتاج الحليب والجبن بالدرجة الثانية، وتربية الخيول عادة تقليدية في مورافية، كما تربى الخنازير والطيور في كل مكان.
تشيكية بلد عريق بصناعته منذ زمن بعيد، وخاصة الصناعات الحرفية الزجاجية (الكريستال) والبيرة، مستغلة وقوعها في وسط أوربة، مما جعلها سوقاً تجارية نشطة، أما الصناعات الحديثة فهناك عوامل عديدة جعلتها تتطور بسرعة، مثل كثرة الفحم الحجري والأخشاب والمجاري المائية الصالحة للنقل والثروات الزراعية المتنوعة، وتتركز الصناعة في بوهيمية ومورافية.
تستطيع تشيكية أن تكفي نفسها من الفحم، وخاصة من مقاطعة سيليزية، ويأتي 70٪ من إنتاج الفحم من حوض اوسترافا ـ كارفينا Ostrava-Karvina في سليزية، وهذا الفحم يصلح لصناعة فحم الكوك، مما شجع على إقامة مجمع كبير لصناعة التعدين قرب مصانع فحم الكوك. يُستخرج فحم الانتراسيت من منطقة بلزن ـ كلادنو Plzen-Kladno، واللينيت من بوهيمية الشمالية، كما توجد مناجم للفحم في مورافية، يُستعمل إنتاجها للحصول على البنزين الصناعي بالهدرجة.
الثروات المعدنية قليلة في تشيكية، تستخرج خامات الحديد قرب اوسترافا وفي بوهيمية الوسطى ودوبسينا Dobsina، كما توجد بعض خامات اليورانيوم والذهب في بوهيمية. تستورد تشيكية ثلثي خامات الحديد التي تصنعها، وتصدر ثلثي منتجاتها، تستفيد البلاد من تقارب أماكن الصناعة التعدينية ومناجم الفحم والمصانع الميكانيكية في مناطق السوديت وبوهيمية الوسطى. تختص الصناعات الميكانيكية في صناعة عربات القطارات والقاطرات وصناعة السيارات وآلات صناعة النسيج والآلات الزراعية وآلات مصانع البيرة ومصانع السكر والأسلحة والآلات الدقيقة. وتقوم أهم الصناعات في براغ وبلزن وكلادنو وبولدي Poldi، كما تشتهر البلاد بالصناعات الكيمياوية القائمة على تقطير الفحم والنفط الخام، مثل صناعة الخيوط الصناعية والأسمدة والدهانات والمطاط والمواد البلاستيكية والأدوية وحمض الكبريت.
كما تشتهر البلاد بالصناعات النسيجية وخاصة في مناطق السوديت والجبال المعدنية Mont Metalliferes، فمدينة برنو تشتهر بصناعة الأنسجة الكتانية وخاصة للجيش، كما تشتهر مورافية بصناعة الألبسة، وتزدهر في البلاد الصناعات القائمة على الجوت والقنب وصناعة الحرير الصناعي وصناعة سكر الشوندر والجعة وصناعة الزجاج والجلود وخاصة في براغ وبلزن.
توجد في البلاد شبكة كثيفة من السكك الحديدية، تنطلق من العاصمة براغ في شتى الاتجاهات، وتتصل بطرق عالمية تربطها بفيينة وبرلين ووارسو وموسكو وبودابست وبلغراد، كما تمتلك شبكة جيدة من الطرق المعبدة. كما تتصل بشبكة من الطرق النهرية للروافد العليا لنهر الإلب والأودر وصولاً إلى بحر البلطيق، حيث أُقيمت لها منطقة حرة في ميناء ستيتن البولندي.
التاريخ
سكن الإنسان القديم تشيكية وسلوفاكية، والسلت (البوهم) هم أقدم شعب معروف أقام في هذه المنطقة في القرن السادس قبل الميلاد، وقد ازدهرت الثقافة السلتية في المدة من القرن الرابع إلى القرن الأول قبل الميلاد، وطبعت البلاد بطابعها، ثم تتالت على البلاد موجات جرمانية ثم سلافية، وقد صار هؤلاء سادة البلاد في القرنين الخامس والسادس الميلاديين، حتى اجتياح البلاد من الأفاريين ِAvars أواخر القرن السادس الميلادي، وبسبب قساوة هؤلاء ثار السلاف عليهم بتأثير تاجر جرماني يدعى سامو Samo، سيطر على بوهيمية وشكل امبراطورية استمرت حتى عام 658م انهارت بوفاته.
وقعت البلاد تحت سيطرة امبراطورية شارلمان، لكن السلاف لم يستكينوا، فنهضوا من جديد بقيادة عائلة موجمير Mojmir فتشكلت دولة مورافية الكبرى التي ضمت تشيكوسلوفاكية (سابقاً) وأجزاء من بولندة والمجر، وقد انهارت هذه الامبراطورية عام 907م أمام اندفاع المجريين.
أسس الملك بريميسل Premysl سلالة حكمت بوهيمية من عام 900م حتى عام 1306م، ومن أشهر ملوك هذه السلالة أوتاكار الثاني (1253-1278) OtakarII، وقد عرفت البلاد في عهده ازدهاراً كبيراً وخاصة صناعة الحديد وإذابة الفضة وصب النقود الفضية، وقد دُعي الملك «ملك الحديد»، وقد توسعت سيطرته على النمسة ووستيريا والكارنيول وكارنثية.
في عام 1310 حلت أسرة «لكسمبورغ» مكان أسرة «بريميسيل»، وكان أعظم ملوكها الملك شارل (كارل) الرابع الذي يعد أعظم ملوك تشيكية دون منازع، فقد شجع الفنون والعلوم، وأسس جامعة براغ في عام 1348، وصارت اللغة التشيكية اللغة الرسمية، ووسع مملكته وصارت براغ العاصمة الملكية تغص بالقصور والكنائس، ومركزاً كبيراً للثقافة في أوربة.
بعد عزل فينيسيلاس الرابع عام 1400، ساءت أحوال البلاد الاقتصادية، وتسلطت الكنيسة على نصف الأراضي المزروعة، بينما تحول الشعب إلى أقنان يرزحون تحت وطأة الضرائب الثقيلة. وازدادت الاضطرابات في البلاد بعد الانشقاق عن الكنيسة الرومانية وقيام البابا المزيف «جان الثالث والعشرين» ببيع صكوك الغفران، إذ ثار القس يان هوس Jan Hus على هذا البيع، واتخذت ثورته طابعاً اجتماعياً ووطنياً. لكن بان الثالث والعشرين فصله من الكنيسة وحرم عليه براغ، ثم أحرق في 6 تموز عام 1415.
في عام 1526 وصلت أسرة «هابسبورغ» النمسوية الكاثوليكية إلى سدة الحكم في بوهيمية، وأجبرت السكان على التحول إلى المذهب الكاثوليكي، بعد حرب دامت ثلاثين عاماً، وسادت الثقافة الألمانية في بوهيمية حتى أواخر القرن التاسع عشر. وخلال الحرب العالمية الأولى تحرك الزعماء التشيك لتحرير بلادهم وتأسيس دولة مستقلة، فتأسست دولة «تشيكوسلوفاكية» بعد انهيار المملكة النمسوية ـ المجرية في نهاية الحرب.
في عام 1938 طالبت ألمانية النازية بإقليم السوديت وحصلت عليه، وفي آذار عام 1939 احتلت ألمانية تشيكوسلوفاكية حتى عام 1945، وبعد هزيمة ألمانية في الحرب العالمية الثانية تحررت تشيكوسلوفاكية بمساعدة القوات السوفييتية، وفي عام 1946 جرت أول انتخابات في البلاد بعد الحرب، حصل فيها الشيوعيون على عدد كبير من الأصوات، وأسهموا في تأليف حكومة ائتلافية رأسها «بينيز»، وفي عام 1948 استقالت الوزارة وشكل الشيوعيون الحكومة برئاسة كليمنت جوتوالد رئيس الحزب الشيوعي، أصدرت الحكومة تشريعات عدة صار بها التخطيط مركزياً، وتم الاستيلاء على الأراضي الزراعية وتشكلت المزارع الحكومية والمزارع الجماعية، وصارت تشيكوسلوفاكية من دول الكوميكون وإحدى دول حلف وارسو. في عام 1958 تولى ألكسندر دوبتشك رئاسة الحزب الشيوعي وأدخل بعض الإصلاحات السياسية، لكن الاتحاد السوفييتي ودول أوربة الشرقية خشيت هبوب رياح الإصلاح، فاجتاحت قوات حلف وارسو براغ في شهر آب عام 1968، وصار غوستاف هوساك رئيساً للحزب الشيوعي وللبلاد في نيسان عام 1969، فألغى إصلاحات دوبتشك. وفي تشرين الثاني عام 1989 قامت مظاهرات في البلاد تطالب بإنهاء الحكم الشيوعي، مما أدى إلى استقالة الحكومة الشيوعية، وشكل الديمقراطيون حكومة جديدة، وقام المجلس الفيدرالي بانتخاب فاسلاف هافل رئيساً للبلاد، أُجريت بعدئذ انتخابات حرة في حزيران 1990 فازت فيها القوى الديمقراطية، وأُعيد انتخاب هافل رئيساً للجمهورية في تموز عام 1990، وأُطلقت الحريات المدنية وحرية التملك الفردي والعمل على إقامة نظام اقتصادي حر. في عام 1992 استقال رئيس الجمهورية هافل، وجاهر زعماء البلاد بالرغبة في تقسيم البلاد إلى دولتين، وفي أول كانون الثاني من عام 1993، انقسمت تشيكوسلوفاكية إلى جمهوريتين، جمهورية تشيكية في الغرب وجمهورية سلوفاكية في الشرق، انتخبت بعدها الجمعية التشريعية التشيكية هافلَ أول رئيس للجمهورية الفتية.
المعالم الثقافية والحضارية
تشتهر العاصمة براغ بكثرة المتاحف الغنية باللوحات الفنية لمشاهير الفنانين التشيك وغيرهم من فناني أوربة، كما تضم هذه المتاحف المنحوتات والتماثيل والمشغولات المعدنية والخشبية، ومن أهم هذه المتاحف المتحف الوطني ومتحف لينين. كما تضم العاصمة الكثير من الآثار الغنية بالفنون المعمارية، وخاصة الآثار التي تعود إلى العصور الوسطى، والهرادكاني Les Hradcany «حي القصور» ذو مساحة واسعة يضم ممجموعة كبيرة من المباني الأثرية التي تعود إلى عهود مختلفة، ومن أهم هذه المباني القصر الملكي وكاتدرائية سان ـ فيت وكنيسة سان جورج، وقد أصبح حي القصور مقراً لرئيس الجمهورية التشيكوسلوفاكية منذ عام 1918، كما تشتهر في براغ حديقة الملك التي أنشأها الامبراطور فرديناند الأول، وتظهر فيها أساليب فنون عصر النهضة، كما تضم المدينة أبراجاً يعود بناؤها إلى ملك بوهيمية أوتاكار الثاني (1278-1230)، كما تضم مكتبة الراهب ستراهوف Strahov المبنية على الطراز الباروكي الكثير من الزخارف والألوان، وتحوي على الكثير من المخطوطات المهمة، وتشتهر براغ بجامعتها العريقة (1348م) التي أنجبت عدداً من أعلام العلم والمعرفة. كما تضم مدن برنو وبلزن وأوسترافا الكثير من الآثار مثل الكنائس والقصور والمتاحف والساحات.
التشيكيون شعب يحب الموسيقى والغناء والرقص وخاصة الموسيقى الشعبية وموسيقى الجاز والروك، ويظهر ذلك جلياً في المناسبات الوطنية والمعارض والأفراح، ويعد المؤلفان الموسيقيان أنتونين دفورجاك[ر] وبدريخ سميتانا[ر] من أشهر الذين أسهموا في تأسيس المدرسة التشيكية الحديثة.
محمد الحمادي
الأدب
ظهرت أول المدوّنات في الأدب التشيكي Czech Literature باللغة السلافية[ر] الأم إبان القرنين التاسع والعاشر الميلاديين عندما قام الراهبان كيريل وميثوديوس وتلامذتهما بنشاط تنويري واسع صاحبته أهازيج وقصص شعبية وحكايات. ومنذ أن انهارت الامبراطورية المورافية
عام 906م قامت إلى جانب الكنيسة السلافية كنيسة كاثوليكية تتبع الفاتيكان، فسادت اللغة اللاتينية[ر] وتنحت اللغة السلافية جانباً، إلى أن عادت للظهور في نهاية القرن الرابع عشر مع تأسيس جامعة براغ في عام 1348. وراح الأدب التشيكي يزدهر مع انتشار الفكر التنويري النهضوي وظهور أدب الفروسية في روايات وملاحم شعبية مثل ملحمة «الألكسندرياده» وانتشار المؤلفات الكوميدية والتعليمية والإرشادية. وكان اسم توماس شتيتني Tomas Stitny من أول وأبرز الأسماء في الأدب التشيكي في القرن الرابع عشر، إذ مهدت كتاباته الفلسفية الدينية لقيام مرحلة جديدة في تطور الأدب في القرن الخامس عشر على أيدي ثلاثة من رجال الدين أهمهم المصلح يان هوس Jan Hus الذي نهض باللغة التشيكية وأسهم في تأسيس أدب الرسائل والأدب الشعبي، وعُرفت الحقبة التي دامت قرنين من الزمن بـ«الهوسية» نسبة إليه، أما الأديبان الآخران فهما بيتر جلشسكي Petr Chelcicky ويان كومنسكي Jan Komensky. وقد اتسمت هذه المرحلة بنضال وطني تحرري أخذ طابعاً دينياً مقاوماً للكنيسة الكاثوليكية.
بدأت طباعة الكتب في تشيكية منذ عام 1468، فانتشرت الأدبيات التاريخية الوطنية وكتب فقه اللغة التشيكية. ثم أصاب الأدب التشيكي الركود والجمود في القرنين السابع عشر والثامن عشر بعد استيلاء السلالة الهابسبورغية Habsburg ذات الأصول النمساوية على السلطة عام 1620 مما شدد من سيطرة سلطة رجعية إقطاعية كنسية كاثوليكية أبادت الكتب التشيكية القديمة، وأعادت سيطرة اللغة اللاتينية، فانتشر أدب شعبي شفهي ناطق بالتشيكية.
عاد عصر النهضة والتنوير إلى الظهور مرة أخرى في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، مترافقاً مع نهوض بالثقافة الوطنية وبدء حركة الإحياء الاتباعية (الكلاسيكية)، بالتوجه نحو التاريخ الوطني وتصوير بطولات الماضي. وكان من أهم ممثلي هذه النهضة اللغوي البارز جوزيف دوبروفسكي J.Dobrovsky. الذي قاد النضال من أجل إحياء اللغة التشيكية في الأدب والفكر. واستقرت معالم أدب وطني شعراً ونثراً في مؤلفات أدباء وشعراء من أهمهم تام F.Tam و بوخماير A.Buchmayer وغنيفكوفسكي Ch.Gnivkovsky و يونغمان J.Jungmann وشافاريك B.Chavarek وبالاتسكي F.Balatsky وغانكا F.Ganka وليندا J.Linda، وكولار J.Kollلr وتشيلاكوفسكي F.Celakovsky.
ظهرت الإبداعية (الرومانسية) في الأدب التشيكي في ثلاثينات القرن التاسع عشر بقصائد تمجد الحرية وتدعو إلى العصيان، مع نزعة غنائية ذاتية وتأملات فلسفية في قضايا الفرد والذات والإرادة والمجتمع وتشابك العلاقات الإنسانية عموماً. وكان من أهم ممثلي هذا التيار الإبداعي ماخا G.Macha.
تطورت الدراما التشيكية بين العشرينات والأربعينات من القرن التاسع عشر حين أضفى كليتسبيرا على الدراما ملامح الفروسية وكتب المسرحية الملهاوية (الكوميدية) الشعبية والمسرحية الساخرة، ثم تطورت هذه الدراما في كتابات تيل J.Til فظهرت المسرحيات الحكائية والأسطورية الفولكلورية التي تنامت فيها نزعة الاحتجاج والثورة، خصوصاً في مسرحية «يان هوس» (1849).
تتسم الحياة الأدبية في تشيكية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بنهوض النزعة الواقعية على الرغم من التأثر الواضح والكبير بالحماسة الرومانسية الطامحة إلى الحرية. وتجلّت هذه النزعة الواقعية في تصوير ما اصطلح على تسميته في نقد تلك المرحلة «بالرجل الصغير» وتطوِّرِ موضوعات اجتماعية معيشية ونفسية خلقت أجناساً نثرية جديدة مثل الخاطرة والحكاية[ر] والقصة[ر] والرواية[ر]، وأجناساً شعرية مثل القصيدة الغنائية Lyric والبالادة[ر] Ballade. وافتتح المسرح الوطني في براغ عام 1883 فراحت الدراما التشيكية تتطور بخطا حثيثة. ولاقت الرواية التاريخية رواجاً واسعاً، وتطورت أجناس شعرية جديدة وصولاً إلى ما سمي بالواقعية[ر] الجديدة، متمثلة في شعر زييّر J.Zeyer. وكان أهم أعلام هذه المرحلة نيرودا J.Neruda، وايرا تشيك A.Jirasek، وتشيك[ر] وفرتشلتسكي J.Vrchlicky.
يتسم أدب نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين بتعدد تياراته ومدارسه الأدبية وتضاربها وتأثّره بالمذاهب الفلسفية والحركات العمالية والأفكار الاشتراكية مع حالة من عدم جلاء أفق واضح في الواقع القائم، عانى منها معظم الكتاب التشيكيين، وشكلت أرضاً خصبة لنمو الفوضوية[ر] anarchism، فكان أبطال الروايات مشغولين بالبحث عن مثل عليا (روايات بينيشوفا Benesova ونوفيكوفا Nováková) وكان الشعر التشيكي في هذه الحقبة متسماً بروح التمرد والعصيان مثل قصائد نايمان K.Neimann، ولاسيما في مجموعته «عِزَّة الشيطان بيننا» (1897) و«حلم عن حشود القانطين» (1903). ويلاحظ في هذه المرحلة تأثر بيِّنٌ بالمدرسة الرمزية[ر]. وارتبط ما سميّ حينها بـ «جيل العاصين»، وهم من الفوضويين، بالحركة العمالية العالمية ومنهم تومان K.Toman وشراميك وغيليز Gilis. ثم ظهرت في مطلع القرن العشرين نزعة انحطاطية مشحونة بالعداء للماركسية والاشتراكية، مفعمة بالصوفية والجمالية المثالية والفردانية المتطرفة كما في أعمال كاراتشيك J.Karasek وبروخازكا A.Bruchazka وديك F.Dyk وبريجينا. وقد اتسم إبداع أصحاب هذه النزعة بمناهضة الروح العسكرية والحلم بالحرية. ولم يكن للمذهب الطبيعي[ر] naturalism تأثير يذكر في الشعر التشيكي، لكننا نلاحظه في نثر تشابك[ر] وشلايغر J.Chleiger.
تبلورت أيضاً في الربع الأول من القرن العشرين موهبة الأدباء التشيك الساخرين وعلى رأسهم هاشيك J.Hasek، الذي كتب مجموعته الساخرة «شفيك الجندي الشجاع» (1920-1923) ورافقه في هذا التيار الساخر أولبراخت I.Olbracht وماييروفا Majerova ونايمان.
أُعلنت تشيكية جمهورية مستقلة عام 1918 فكان ذلك بداية لحقبة جديدة في تطور الأدب التشيكي اتسمت بظهور الشعر الثوري والرواية الواقعية والأدب المناهض للفاشّـية، وجرى تمايز واضح بين الأدباء فتوزعوا بين محافظين مثل ديك وميديك B.Medek، وليبراليين مثل تشابك، وثوريين ديمقراطيين وشيوعيين مثل نييدلا، نايمان، أولبراخت، ماييروفا، وظهر تيار شعري عمالي (بروليتاري) قاده فولكير Volker وغورا Gorá، ولم يكن هاشيك بعيداً عن هذا التيار عندما كتب روايته «شفيك الجندي الشجاع أيام الحرب العالمية الأولى» وكذلك فانتشورا F.Vansura في روايته «الخباز يان مارغويل» (1924)، كما تأثرت روايات أخرى بالواقعية الانتقادية مثل روايات تيلشوفا Tilchova وكليتشكا Klicá.
قامت في ثلاثينات القرن العشرين أزمة اقتصادية حادة ترافقت مع خطر الفاشية فظهر كتاب يساريون نادوا بالفن المستقل، وأصدر نزفال[ر] Nezval مجموعة سريالية مشهورة عنوانها «امرأة بصيغة الجمع»، وتشكّل تيار ماركسي كان من أهم ممثليه فوتشيك Ju.Vucek وفاتسلافيك Vatslavek وكونرِد Konred. ومع اشتداد خطر الفاشية ظهرت روايات سفاتوبلوك تشيك وكراتوشفيل Kratochvil ورواية تشابك «الحرب مع سالاماندر» ومسرحية «الداء الأبيض» وكوميديا «الأم».
سبب الاحتلال النازي (1939-1945) خسارة جسيمة للأدب التشيكي، وبعد أن تحرر التشيكيون صار نضال الشعب التشيكي وانتصاره على الفاشية الموضوع الرئيس في الأدب. وقد أسهم في هذا كتاب برجوازيون وطنيون لكنهم ابتعدوا عن الساحة بعد حركة شباط 1948 المعادية لهم، لتبدأ مرحلة جديدة ساد فيها أدب الواقعية الاشتراكية بدءاً من خمسينات القرن الماضي، حيث يلاحظ انجذاب نحو المؤلفات الملحمية المكرسة للانعطاف التاريخي في حياة التشيك نحو النظام الاشتراكي؛ الذي كُرِّست له روايات رجاتش ورجيكا Reszika، وقد عَبَّرالشعر عن العالم الروحي للإنسان المعاصر، والحماسة المعادية للفاشية والعسكرة كما عند زافادا Zavada وغلوبين Globin وكاينار Kainar. وشغلت غنائيات الغزل والطبيعة حَيِّزاً في هذا الشعر كما في شعر فلوريانا Floriana، ثم ظهرت نزعة واقعية تقريرية في مواجهة النزعة الواقعية الاشتراكية القائمة على الماركسية. وقد حاول كتاب هذه النزعة التقريرية أن يبينوا مدى تعقيد الحياة الواقعية والمصاعب التي تواجه المواطن، والتناقضات التاريخية في الحياة التشيكية المعاصرة، لكن السلطة القائمة قمعت هذه النزعة فتوارت عن الساحة، ونتيجة لذلك هاجر عدد من الأدباء إلى البلدان الغربية مثل ميلان كونديرا Kundera وبافل كوهوت Kohut وياروسلاف زايفرت Seifert الذ ي حاز على جائزة نوبل للأدب عام 1948.
ظهرت في أواسط الستينات نزعة انتقادية عدمية[ر] nihilism متأثرة بالحداثة[ر] الغربية و«الرواية الجديدة» و«مسرح العبث» وقد ترافق هذا مع الأزمة السياسية الحادة التي واجهت تشيكوسلوفاكية بين عامي 1968 و1969، وقد أثرت هذه الأزمة تأثيراً سلبياً كبيراً في الأدب التشيكي. وكان الكاتب المسرحي هافل Havel من أهم أعلامها.
تكونت في الربع الأخير من القرن العشرين حركة بعث لتقاليد الماضي ونهوض في الأدب النثري التاريخي تؤكد غنى المنبت الإنساني في الأدب التشيكي، وقد بدا هذا في مؤلفات تنحو نحو النقد الحاد للمجتمع وتناول قضايا الإنسان المعاصر من جوانب شتى. لكن موضوع الحرب العالمية الثانية بقي موضوعاً سائداً في هذا الأدب.
استمر الأدب التشيكي على تخوم القرن الحادي والعشرين في تطوره على أيدي كتاب مثل كوزاك Kuzak وجيكا Zika وبلوغارجاBlugrza وكولاروفا Kolarova ونيف Nef، وفي شعر زافادا وتاوفيرا Taufira و سكالا Skala وفلوريانا.
رضوان القضماني