تشانغ كايشيك
Chiang Kai-Shek - Chiang Kai-Shek
تشانغ كاي ـ شيك
(1887ـ1975)
تشانغ (أو تشيانغ) كاي ـ شيك Chiang Kai-shek عسكري وسياسي ورئيس صيني سابق. وُلد في فينْغْ هْوا Feng Hwa (مقاطعة تشيكْيانْغْ Chekiang)، وكان والده مزارعاً وتاجراً معاً، تزوج ثلاث مرات، وأنجب تشانغ من الزوجة الثالثة، وكانت متزمتة في دينها البوذي فربّت ابنها على ذلك. فلما اشتد ساعده ظهرت ميوله العسكرية، وكانت اليابان آنئذ المثل العسكري الأعلى، فالتحق بمدرسة ياوْتِنْغْ الحربية، وتعرف في اليابان بعض الصينيين من أنصار «صن يات صِنْ» Sun Yat-sen، واقتنع بمبادئهم، وانتسب إلى «الحزب الثوري الصيني»، ولما عاد اشترك في ثورة سنة 1911، واختاره «صنْ ياتْ صِن» لمنصب كبير الحرس، ثم أرسله إلى موسكو، فلما عاد أسهم في تأسيس «المدرسة العسكرية» في الصين سنة 1929، ونظم القوات الصينية على أسس حديثة، ولما توفي صن يات صن سنة 1925، تولى تشانغ قيادة حزب «الكومِنْتانْغْ» Kuomintang (حزب الشعب).
وبعد انتهاء الحرب بين الشمال والجنوب بالصين، بدأ الغزو الياباني لمنشوريا، بينما كان تشانغ يبذل جهده لمكافحة الشيوعيين، حتى اتهمه هؤلاء بخدمة مصالح اليابانيين، وشك كبار قواده بسياسته فاعتقلوه سنة 1936، وكادوا يقتلونه لولا تدخل الزعيم الشيوعي «تشو إن لاي»[ر] Chou En-lai الذي أنقذ حياته، وبعد ذلك تحالف مع الشيوعيين لمواجهة الخطر الياباني، وكانت اليابان قد احتلت منشوريا كلها، وانطلقت منها في حربها على الصين، التي أعلنتها في 7/7/1937، واستمرت إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي 10/10/1942 تخلت دول الحلفاء عن جميع امتيازاتها في الصين. وفي عام 1943 اشترك تشانغ مع الرئيس روزفلت وتشرشل في مؤتمر القاهرة، وتعرض هناك لنقد شديد بسبب فساد حكومته، وهاجمته الصحافة الروسية بحجة عدم تجنيد كل الموارد في الحرب على اليابان.
والواقع أن أكثر من 300ألف جندي من أفضل قوات تشانغ كانت منشغلة عن اليابانيين بمتابعة حركات الشيوعيين في الشمال، وفي كانون الثاني 1945 رفض تشانغ قبول تشكيل حكومة ائتلافية لأن انتصارات الحلفاء زادته تعنتاً. ولما استسلمت اليابان دون شروط، استرجعت الصين كامل أراضيها إضافة إلى جزيرة فورموزا وما حولها أيضاً، ثم أُعلن تشانغ كاي شيك رئيساً لجمهورية الصين، وصار رمزاً لأمة الصين المحررة لصموده ومهارته العسكرية، وبلغت شعبيته الأوج، ولكنه أساء التصرف باختيار ولاة الشمال من أنصار اليابان القدماء. وكان الشيوعيون، أثناء الحرب، قد حرروا قسماً كبيراً من منشوريا وشمالي الصين وأسسوا فيها حكومات شعبية محلية، ووزعوا الأراضي على الفلاحين، فلما أعطى تشانغ الصلاحية لولاته لحل تلك القوات الشيوعية والتعاون مع كبار الملاكين، اشتعلت نيران ثورة شيوعية بقيادة ماو تسي ـ تونغ Mao Tse-tung، وكان تشانغ أصلاً لا يثق بالشيوعيين، ويرى أن القوة هي الطريقة الوحيدة لإخضاعهم، فلما تدفقت عليه المساعدات الأمريكية، هاجم بعنف، واستولى على العاصمة الشيوعية يينان Yenan في آذار 1947، ولكن موازين القوة انقلبت عليه، لأن عدداً كبيراً من ضباطه كانوا ينتقلون إلى صفوف الشيوعيين، أو يبيعونهم العتاد والأسلحة الأمريكية، فاجتاح الشيوعيون الصين كلها، حتى اضطر تشانغ إلى التفاوض معهم في بداية 1949، ولكن المفاوضات فشلت، بينما كان الخلاف يعم الحكومة الوطنية، فتوجه تشانغ مع أكثر أعضاء حكومته إلى جزيرة فورموزا Formosa (تايوان)، حيث اجتمع مئات الآلاف من أنصاره سنة 1949، وكانت قوات الكومنتانغ قد استسلمت منذ أواخر سنة 1948.
صار تشانغ رئيساً لجمهورية الصين الوطنية في فرموزا وأرخبيل بسكادور Pescadores سنة 1950، حيث شكل حكومة وطنية، وسارعت الولايات المتحدة والدول الغربية إلى الاعتراف بها كممثلة للشعب الصيني، بينما اعترف الاتحاد السوفييتي (سابقاً) بجمهورية الصين الشعبية في البر الصيني، التي كان ماو تسي تونغ قد أعلن قيامها في 1/10/1949. وفي 2/12/1954، وقع تشانغ معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، وضعت موضع التطبيق في آب 1958 في أزمة جزيرة كيمويْ Quemoy، واستمر تشانغ يهدد بغزو البر الصيني حتى وفاته، بينما كانت الصين الشعبية تهدد بضم فرموزا إلى الوطن الأم.
استمر انتخاب تشانغ رئيساً لتايوان[ر]Taiwan مرة كل ست سنوات حتى وفاته، وعمل في أثناء رئاسته على تطوير هذه الجمهورية الصغيرة من خلال خطط تنمية رباعية، وخاصة ما يتعلق بالمواصلات والتعدين والتصنيع والزراعة، حتى صارت تايوان تصدر إلى الخارج.
وكان تشانغ قد تزوج سنة 1902، وهو في الخامسة عشرة من عمره، ولكن هذا الزواج المبكر أخفق، وفي سنة 1921 أُولع بالأخت الصغرى لزوجة صن يات صن واسمها «مايْ سونْغْ يينْغ»، وكانت بارعة الجمال حادة الذكاء أمريكية الثقافة، ولكنها لم تتجاوب معه، واشترطت عليه اعتناق المسيحية، فقبل بذلك، وتزوجها في كانون الأول 1927، وكان عمره أربعين سنة، وقد أثّرت الزوجة في علاقاته مع أمريكة حتى وفاته.
وفي عام 1971، فقدت الصين الوطنية مقعدها في الأمم المتحدة وحلت محلها جمهورية الصين الشعبية، وفي الخامس من نيسان توفي المارشال تشانغ في تايْبه Taipeh عاصمة تايوان، عن عمر يناهز 88 عاماً، لكن تايوان مازالت دولة، الصين تعدّها جزءاً لا يتجزأ منها، وبعض دول العالم تعترف بها دولة مستقلة.
محمد نادر العطار
Chiang Kai-Shek - Chiang Kai-Shek
تشانغ كاي ـ شيك
(1887ـ1975)
تشانغ (أو تشيانغ) كاي ـ شيك Chiang Kai-shek عسكري وسياسي ورئيس صيني سابق. وُلد في فينْغْ هْوا Feng Hwa (مقاطعة تشيكْيانْغْ Chekiang)، وكان والده مزارعاً وتاجراً معاً، تزوج ثلاث مرات، وأنجب تشانغ من الزوجة الثالثة، وكانت متزمتة في دينها البوذي فربّت ابنها على ذلك. فلما اشتد ساعده ظهرت ميوله العسكرية، وكانت اليابان آنئذ المثل العسكري الأعلى، فالتحق بمدرسة ياوْتِنْغْ الحربية، وتعرف في اليابان بعض الصينيين من أنصار «صن يات صِنْ» Sun Yat-sen، واقتنع بمبادئهم، وانتسب إلى «الحزب الثوري الصيني»، ولما عاد اشترك في ثورة سنة 1911، واختاره «صنْ ياتْ صِن» لمنصب كبير الحرس، ثم أرسله إلى موسكو، فلما عاد أسهم في تأسيس «المدرسة العسكرية» في الصين سنة 1929، ونظم القوات الصينية على أسس حديثة، ولما توفي صن يات صن سنة 1925، تولى تشانغ قيادة حزب «الكومِنْتانْغْ» Kuomintang (حزب الشعب).
وبعد انتهاء الحرب بين الشمال والجنوب بالصين، بدأ الغزو الياباني لمنشوريا، بينما كان تشانغ يبذل جهده لمكافحة الشيوعيين، حتى اتهمه هؤلاء بخدمة مصالح اليابانيين، وشك كبار قواده بسياسته فاعتقلوه سنة 1936، وكادوا يقتلونه لولا تدخل الزعيم الشيوعي «تشو إن لاي»[ر] Chou En-lai الذي أنقذ حياته، وبعد ذلك تحالف مع الشيوعيين لمواجهة الخطر الياباني، وكانت اليابان قد احتلت منشوريا كلها، وانطلقت منها في حربها على الصين، التي أعلنتها في 7/7/1937، واستمرت إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي 10/10/1942 تخلت دول الحلفاء عن جميع امتيازاتها في الصين. وفي عام 1943 اشترك تشانغ مع الرئيس روزفلت وتشرشل في مؤتمر القاهرة، وتعرض هناك لنقد شديد بسبب فساد حكومته، وهاجمته الصحافة الروسية بحجة عدم تجنيد كل الموارد في الحرب على اليابان.
والواقع أن أكثر من 300ألف جندي من أفضل قوات تشانغ كانت منشغلة عن اليابانيين بمتابعة حركات الشيوعيين في الشمال، وفي كانون الثاني 1945 رفض تشانغ قبول تشكيل حكومة ائتلافية لأن انتصارات الحلفاء زادته تعنتاً. ولما استسلمت اليابان دون شروط، استرجعت الصين كامل أراضيها إضافة إلى جزيرة فورموزا وما حولها أيضاً، ثم أُعلن تشانغ كاي شيك رئيساً لجمهورية الصين، وصار رمزاً لأمة الصين المحررة لصموده ومهارته العسكرية، وبلغت شعبيته الأوج، ولكنه أساء التصرف باختيار ولاة الشمال من أنصار اليابان القدماء. وكان الشيوعيون، أثناء الحرب، قد حرروا قسماً كبيراً من منشوريا وشمالي الصين وأسسوا فيها حكومات شعبية محلية، ووزعوا الأراضي على الفلاحين، فلما أعطى تشانغ الصلاحية لولاته لحل تلك القوات الشيوعية والتعاون مع كبار الملاكين، اشتعلت نيران ثورة شيوعية بقيادة ماو تسي ـ تونغ Mao Tse-tung، وكان تشانغ أصلاً لا يثق بالشيوعيين، ويرى أن القوة هي الطريقة الوحيدة لإخضاعهم، فلما تدفقت عليه المساعدات الأمريكية، هاجم بعنف، واستولى على العاصمة الشيوعية يينان Yenan في آذار 1947، ولكن موازين القوة انقلبت عليه، لأن عدداً كبيراً من ضباطه كانوا ينتقلون إلى صفوف الشيوعيين، أو يبيعونهم العتاد والأسلحة الأمريكية، فاجتاح الشيوعيون الصين كلها، حتى اضطر تشانغ إلى التفاوض معهم في بداية 1949، ولكن المفاوضات فشلت، بينما كان الخلاف يعم الحكومة الوطنية، فتوجه تشانغ مع أكثر أعضاء حكومته إلى جزيرة فورموزا Formosa (تايوان)، حيث اجتمع مئات الآلاف من أنصاره سنة 1949، وكانت قوات الكومنتانغ قد استسلمت منذ أواخر سنة 1948.
صار تشانغ رئيساً لجمهورية الصين الوطنية في فرموزا وأرخبيل بسكادور Pescadores سنة 1950، حيث شكل حكومة وطنية، وسارعت الولايات المتحدة والدول الغربية إلى الاعتراف بها كممثلة للشعب الصيني، بينما اعترف الاتحاد السوفييتي (سابقاً) بجمهورية الصين الشعبية في البر الصيني، التي كان ماو تسي تونغ قد أعلن قيامها في 1/10/1949. وفي 2/12/1954، وقع تشانغ معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، وضعت موضع التطبيق في آب 1958 في أزمة جزيرة كيمويْ Quemoy، واستمر تشانغ يهدد بغزو البر الصيني حتى وفاته، بينما كانت الصين الشعبية تهدد بضم فرموزا إلى الوطن الأم.
استمر انتخاب تشانغ رئيساً لتايوان[ر]Taiwan مرة كل ست سنوات حتى وفاته، وعمل في أثناء رئاسته على تطوير هذه الجمهورية الصغيرة من خلال خطط تنمية رباعية، وخاصة ما يتعلق بالمواصلات والتعدين والتصنيع والزراعة، حتى صارت تايوان تصدر إلى الخارج.
وكان تشانغ قد تزوج سنة 1902، وهو في الخامسة عشرة من عمره، ولكن هذا الزواج المبكر أخفق، وفي سنة 1921 أُولع بالأخت الصغرى لزوجة صن يات صن واسمها «مايْ سونْغْ يينْغ»، وكانت بارعة الجمال حادة الذكاء أمريكية الثقافة، ولكنها لم تتجاوب معه، واشترطت عليه اعتناق المسيحية، فقبل بذلك، وتزوجها في كانون الأول 1927، وكان عمره أربعين سنة، وقد أثّرت الزوجة في علاقاته مع أمريكة حتى وفاته.
وفي عام 1971، فقدت الصين الوطنية مقعدها في الأمم المتحدة وحلت محلها جمهورية الصين الشعبية، وفي الخامس من نيسان توفي المارشال تشانغ في تايْبه Taipeh عاصمة تايوان، عن عمر يناهز 88 عاماً، لكن تايوان مازالت دولة، الصين تعدّها جزءاً لا يتجزأ منها، وبعض دول العالم تعترف بها دولة مستقلة.
محمد نادر العطار